المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سلسلة النكاح "أُسُسِ اخْتِيَارِ شَرِيْكِ الحَيَاةِ (7)"



محمد255
14-10-2015, 11:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من سلسلة النكاح
تابع أُسُسِ اخْتِيَارِ شَرِيْكِ الحَيَاةِ (7)
(تابع أُسُسِ اخْتِيَارِ الزَّوْجِ)

إن من حق المرأة أن يكون لها دور إيجابي في اختيار شريك حياتها، ورفيق دربها، والزوج الحاني عليها، والوالد المربي لأبنائها..
فلها أن تراعي ما تقدم من الأسس والاعتبارات، لا سيما "أساس الدِّين" ومدى الالتزام به والاستقامة عليه، ولا شكَّ أن هذا الأساس هو الذي يثمر للزوجين معًا سعادة الأولى والأخرى ويَجْبُرُ كمالُه ما يعرو الاعتبارات والأسس الأخرى من نقص وخلل، ولا كمال إلا لله وفيما أمر به ووصَّى عليه؛ قَالَ تَعَالى:مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً.
ولذا فعلى المرأة الصالحة أن تتحرى صاحب الدِّين والخلق اللبيب وأن تتجنب كل التجنب الاقتران بمن يبارز الله بمعصيته، ويترك أمره وينتهك نهيه، فهذا لا خلاق له في الآخرة؛ يقول شيخنا الخليلي -أبقاه الله-: "وما كان لامرأة مؤمِنة بالله ورسوله مقيمة للصلاة مؤدية للزكاة أن تتزوَّج مثلَ هذا الزوج الذي هو أشبهُ بالثعبان، فأنّى للمرأة المسلِمة أن تَرضى لنفسِها أن تُضاجِع ثعبانا مِن ثعابين جهنم، والعياذ بالله".
وللمرأة كذلك أن تنظر إلى من تقدم لخطبتها والاقتران بها؛ فإنه يعجبها منه ما يعجبه منها.
وعلى الولي أيضا أن لا يتردد في أن يرضى لِمَن هي تحت ولايته من بنتٍ أو أختٍ مَن رضيته ممن تقدم لها من الصلحاء الأخيار الذي إن أحبها أمسكها بمعروف، وإن كرهها سرَّحها بإحسان؛ فقد قال النبي : "إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟! قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ- ثَلاثَ مَرَّاتٍ".
وفي المقابل فإن الاحتراز عند الاختيار والرِّضَا والقبول في حق الزوجة أشد؛ لأن جانب المرأة بعد الاقتران ضعيف؛ فيصعب عليها الخلاص، أما الزوج فبإمكانه التخلص منها وحل عقدة النكاح متى ما أراد عن طريق الطلاق.
ومَن غَضَّ الطرف من الأولياء عن جانب الدِّين، وراعى حاجات أخرى في نفسه فزوج موليته رجلا فاسقا أو شارب خمر سكيرا أو مدمن مخدرات أو قاتل نفس -مثلا- فقد أساء إليها وعقها، وظلمها حقها، وقطع حق الرحم الذي بينهما، وضيع الأمانة التي حملها، وعرَّض نفسه لسخط الله سبحانه وعقابه.
فعند كثير من الناس أنهم إذا جاءهم الخاطب يطلب يد كريمتهم فإنهم لا يراعون للدِّين جانبا، بل يجعلون الدِّين آخر ما يُسأل عنه - إن سُئِلَ عنه أصلا-، وإنما يكون أول ما يُسأل عنه الخاطب عندهم هو مقدار المال الذي لديه والراتب الشهري الذي يستلمه، أو ما يحتله من منصب وجاه، أو ما يعرف عنه من حسب ونسب، ويَعدون العيب في هذه الأمور عيبا فاحشا يوجب رد الخاطب وعضل المخطوبة عن الزواج، وإن تقدم بها العمر أو تطاول، من غير نظر فيما يتحلى به الخاطب من كمال التدين واستقامة الأخلاق، وقد نسوا أو تناسوا أن الله تعالى أولى بأرزاق عباده من غيره، وقد أعطى كل أحد نصيبه الذي فيه الخيرة له، ولم يبخس أحدا حقه إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا.

(المصدر/ كتاب المعتمد في فقه النكاح)

مع تحيات :
حملة شباب ولاية المضيبي للأعمال الخيرية
شاركنا الأجر وساهم في نشر رسائلنا

ضياء القرآن
15-10-2015, 07:12 PM
السلام عليكم..
بارك الله فيك،،زادك الله علماً

مفآهيم آلخجل
25-10-2015, 04:59 PM
بآرك الله فيك على آلطرح!