المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفاصيل رحلة أول سلطان عربي في التاريخ تطأ قدمه بريطانيا



اليقظان بن عمان
15-10-2015, 12:23 AM
أثير – تاريخ عمان: (1) يدوّن التاريخ في صفحاته بأن العمانيين، وحكّامهم يعتبرون من أوائل العرب الذين شكلوا وفودا رسمية دبلوماسية لزيارة أوروبا، وأمريكا، تلك الدول التي انطلقت منها شرارة الثورة الصناعية، والتمدن الذي وصلنا إليه اليوم نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تماشى مع تطور المطامع الاستعمارية للدول الاوربية في الشق الأفريقي والآسيوي على مر تاريخ الثورة الصناعية، والمطامع الاستعمارية، وما تلاها في ظل عجز تام للكثير من الدول الأفريقية، والعربية والآسيوية من مجاراة كل هذا التقدم نتيجة الجهل، والتخلف والبعد عن مسببات التمدن وصناعة الحضارة رغم الكثير من الثروات التي تملكها . ولا شك بأن العمانيين في زنجبار، وهم أصحاب امبراطورية عظيمة أسّسها السيد سعيد بن سلطان من واصل مجد أبائه في القوة والدبلوماسية يعتبرون من الحكام الذين اطّلعوا على التجارب الأوربية وحاولوا جاهدين رغم صعوبة الأوضاع من جعل زنجبار دولة متمدنة، وحاضرة، ورائدة في الشق الأفريقي بكل قوة في هذا المجال. ويعتبر السلطان برغش بن سعيد بن سلطان (1870-1888م) الذي حكم زنجبار بعد وفاة أخيه ماجد، أول سلطان عربي الأصل، والنسب وطأت قدمه إنجلترا بزيارة رسمية، وبوفد رسمي مدون في صفحات التاريخ في كتاب (تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجبار) الذي تمت كتابته، وهو في رحلته من قبل مرافقه زاهر بن سعيد، الذي دوّن كل تفاصيل الرحلة بشكل تفصيلي ليتم طباعته للسطان برغش في لندن بمطبعة النحلة سنة 1878م، والنسخة الأصلية من هذا الكتاب يوجد محفوظا في دار المخطوطات بوزارة التراث والثقافة – مسقط. ولقد ارتأت صحيفة "أثير" الإلكترونية كتابة سلسلة من التفاصيل الثمينة لرحلة السلطان برغش إلى إنجلترا، حسب ما جاء في المطبوع، و ستعرضها للقراء الكرام تباعا ، لما لها من أهمية يستشعر بها قارئ التاريخ والمطلع، والشغوف لمعرفة بعض من تاريخ عمان، وإمبراطورتيها، ومآثر رجالات دولتها. السلطان برغش هذا الشاب المتحمس لحكم زنجبار الذي اتضح ذلك جليا من خلال منافسته لأخيه ماجد بعد وفاة أبيهم السيد سعيد بن سلطان للوصول إلى الحكم وما آلت له الأمور التي في النهاية خضع لها السلطان برغش لحكم أخيه السيد ماجد الذي ما أن مات حتى انتقل الحكم بشكل سلس وطبيعي إلى أخيه برغش الذي عرف عنه كذلك شغفه بالتمدن، وبما وصل له الأوربيون، وبالأخص الإنجليز من تقدّم وثورة صناعية وقوة ، إذ كان السيد برغش يتطلع بكل شدة إلى توثيق علاقته الاستراتيجية ببريطانيا التي تربطها مع العمانيين علاقات قديمة وثيقة، ومعاهدات تجارية، ومصالح سياسية مشتركة لا تخفى على أحد على مر التاريخ . ولكي يستطيع السيد برغش أن يكمل علاقاته الودية مع بريطانيا، فقد اتفق معها على إبطال الرق الذي كان آفة العالم، وبالأخص الشعب الأفريقي الذي عانى كثيرا من تجارة الرقيق التي كانت مصدر ثراء للكثير وعرف تقليدي مجتمعي ساد في الوسط العربي والأفريقي بشكل عام مع العلم بأن تجاره وسماسرته في العالم أصلا هم الأوربيون أنفسهم. ولذا، فقد تكبد السيد برغش الكثير من العناء في ابطال هذه التجارة وتمّت بينه، وبين بريطانيا معاهدات لمحاربة تجارة الرقيق، ولذا، فهو يعتبر أول سلطان عربي عقد مع إنجلترا معاهدة على إبطال تجارة الرقيق وتحرير الشعب الأفريقي من داء العبودية. وبعد كل هذا الودّ، وهذه المعاهدات التي تمّت بينه، وبين الإنجليز، قرر السيد برغش زيارة ملكة بريطانيا في بلادها ليرى ما فيها، ويستفيد من نهضتها، ويستجلب لبلاده الاستثمارات الإنجليزية التي كان يراها مصدر ثراء وتطور لزنجبار. حينما عزم السيد برغش على رحلته هذه اختار الباخرة الإنجليزية المسماة (كوكو ناده) يقودها القبطان (اندرسن)، ووفدا يضم الأسماء التالية: - حمود بن أحمد. - حمد بن سليمان البوسعيدي. - محمد بن أحمد . - ناصر بن سعيد . - الفاصل في الدعاوي الشرعية الشيخ محمد بن سليمان . - تاريا توين وهو كبير تجار أهل الهند المقيمين في زنجبار . - الكاتب زاهر بن سعيد . - عبيد بن عوض قابض المالية. - غيرهم من الرجال ومجموعهم تسعة عشر رجلا. بداية الرحلة:
http://185.64.24.10/inner/561e9bac1d5540_39335967.jpeg

كان سفر السيد برغش من زنجبار في نهار السبت اليوم الأول من ربيع الآخر سنة 1875م، مصحوبا بقنصل دولة بريطانية مستر جون كيرك الذي أمرته جلالة الملكة بمرافقة السلطان ذهابا وأيابا ،فاتجهوا أولا إلى عدن التي أتى أعيانها، وتجارها، وواليها، وكبير العساكر، ووكيل الباخرات الإنكليزي السيد (كاواجي)، وهو فارسي الأصل، وغيرهم من أكابر عدن، وقنصل جنرال دولة (ألمانيا) تباعا بتواقيت مختلفة للسلام على السلطان برغش مع إطلاق 21 مدفعا من بارجة حربية إنجليزية أسمها (جلاصجوه) إجلالا لحضرته. في خروج السلطان إلى بندر عدن:
قرّر السلطان في يوم الاثنين من اليوم العاشر (18 مايو) زيارة والي عدن، ومعه تسعة أنفار من الحشم، وتم إطلاق 21 مدفعا ترحيبا لقدومه، فاستقبله والي عدن بكل ترحاب، وركبوا الخيل العربية الأصيلة والعساكر، والخيالة تسير من أمامهم، وورائهم، ودخلوا مدينة عدن يريد السلطان الفرجة، وبعدما انتهى من ذلك عاد إلى سفينته ليستعد في الساعات القادمة للسفر. في سفر السلطان من عدن إلى مصر :
أعدت الدولة البريطانية في عدن باخرة أخرى لتقل السلطان برغش إلى وجهته، ومقصده، فانتقل إليها بقارب جميل رفعت به الرايات الزنجبارية بعدما ودعه أهل عدن، وكبار أعيانها، وتجارها، وانطلقت الباخرة تسير نحو وجهتها مرورا بمضيق باب المندب، وبعد خمسة أيام من الرحلة، وصل السلطان برغش إلى بندر السويس، وبعدما رست الباخرة، أتى رجال الخديوي بمراكبهم إلى السلطان، وطلبوا علما من أعلام السلطان لينشره كبيرهم في مركب الخديوي الذي أطلق من خلاله المصريون 21 مدفعا تحية لحضرة السلطان. ثم أتى بعض كبار رجال الخديوي، ومنهم حاكم بندر السويس ( حسن بك )، وقنصل دولة بريطانيا، وجناب السيد الفرنسي (دي لاسبس) ناظر شركة خليج السويس للسلام على السلطان برغش وتحيته. وفي الساعة العاشرة من نهار يوم الأحد سافرت باخرة السلطان برغش من مرسى السويس للدخول إلى خليج السويس ومكث فيه يوما واحدا ، ومن ثم أقلعت الباخرة مكملة طريقها حتى وصلت إلى المرسى الخامس من خليج السويس الذي أخذ بالاتساع حتى دخلت الباخرة بحيرة التمساح، التي يشرف على ساحلها، مدينة جميلة أسموها ( بالإسماعيلية ) تيمنا باسم ( إسماعيل باشا ) خديوي مصر ، وفي هذه الأثناء شاهد السلطان برغش لأول مرة قطار سكة الحديد المصرية ، التي تم انشاؤها سنة 1875م . وما زالت الباخرة تسير حتى قطعت كل مراسي الخليج الـ12 مرسى، ووصلت إلى بورت سعيد، وبات فيها السلطان ليلة، وفي اليوم التالي من صباح اليوم الثامن عشر ( 26 مايو ) أتى ( إبراهيم بك ) والي بورت سعيد، ومعه ( حسن بك ) قبطان بارجة الخديو ( منور) واعيان المدينة للسلام على السلطان ، فتلقاهم بالترحيب والبشاشة كعادته . في سفر السلطان من بورت سعيد إلى لشبونة:

http://185.64.24.10/inner/561e9b4c7763c6_40513904.jpeg

في الساعة الثامنة من صباح ذلك النهار انطلقت باخرة السلطان لإكمال سفرها مع إطلاق باخرة الخديوي المتواجدة في المكان 21 مدفعا لجلالة السلطان برغش مع اصطفاف الجنود المصريين بالباخرة، وهم حاملين السلاح، رافعين أصواتهم بالدعاء، والسلام على السلطان، مع عزف للآلات الموسيقية المصاحبة لمراسم هذا الوداع، وما زال الفريقان يشيران إلى بعضهما بالتحية، والسلام حتى افترقا، وسافرت باخرة السيد على بركة الله تعالى. وفي اليوم الرابع والعشرين (2 يونيو) وصلت باخرة السلطان برغش إلى جزيرة مسينا الإيطالية غرب جزيرة صقلية، وفي اليوم الخامس والعشرين اشتدت الغيوم في الجو، وأظلمت الدنيا، ولاح وميض البرق وعصفت الرياح، وهطلت الأمطار، وتعالت الأمواج، واندفعت على سطح السفينة، وطفحت عليها، ودام الحال على هذا المنوال يوما كاملا، ثم اشتد الضباب وأظلم الجو في قلب النهار حتى عجز البحارة عن رصد ما يمر بهم من السفن فخشوا أن تمر بهم سفينة تصدم باخرة السلطان، وهم لا يرونها من شدة الضباب، والظلام، فباشروا يبدون أصوات صفير آلات البخار لينبهوا من كان وراءهم، ومن كان أمامهم سائرا في تلك البحار حتى يتفادوا من مصادمة السفن الأخرى حتى مساء ذلك النهار الذي انكشف منه الضباب، وانجلى الظلام بحمد من الله . وفي اللية السابعة والعشرين (5يونيو) مرّت باخرة السلطان بمضيق جبل طارق، وهو حصن منيع في يد الدولة البريطانية منذ أن أخذته من مملكة أسبانيا سنة 1709م، ويقع على مدخل البحر المتوسط تدخل من مضيقه السفن إلى المحيط الأطلسي. وفي اليوم السابع والعشرين قرب الغروب واجهت باخرة السلطان محطة السلك البرقي على ساحل أسبانيا، فطلب الموظفون في إدارة السلك من قبطان الباخرة أن يخبرهم بمن كان في باخرته ، وكان خطابهم مع القبطان برفع رايات مختلفة الألوان، والنقوش، وكلّ راية ذات نقش تدلّ على كلام يفهمها الناظر إليها من بعيد ، ففهم موظفو التلغراف أن الباخرة تقل السلطان برغش سلطان زنجبار قاصدا محطته التالية، وهي مدينة (لشبونة) ، فتم إرسال هذه الرسالة إلى البرتغال، وحينما علم ملك البرتغال خبر نية زيارة السلطان برغش لمدينة لشبونة أمر بتجهيز قصر جميل لسكنى السلطان عند وصوله المدينة . وفي اليوم الثامن والعشرين، وكان نهار الجمعة وصلت الباخرة إلى مدينة لشبونة البرتغالية وبعدما توقفت الباخرة أتى طبيب الحكومة البرتغالية وسأل القبطان عن صحة الجميع، فأجاب القبطان أن السلطان برغش، ومن معه بغاية الصحة، والعافية ، ثم أخرج قرطاس الشهادة وعرضها على طبيب الصحة فتيقّن الطبيب أن باخرة السلطان قد سافرت من بلاد ليس بها وباء معد وأن جميع من كان فيها سالمون . ثم أتى حارسان من حراس المدينة يسألان القبطان عما عنده من البارود، فقال : عندنا شيء يكفينا لإطلاق مدفعين فقط ، فقالا :لا تسمح شريعة المملكة أن يدخل مركب إلى مرسى بلادها، وهو حامل شيء من البارود ونحن نحتفظ به ،ونسلمك أياه وقت رحيلكم ففعلوا. وحينما دخلت الباخرة إلى قلب المرسى ، قام قبطان السفينة البرتغالية (منور) بإطلاق 21 مدفعا تحية لجلالة السلطان مع نشر علمه في بارجته الحربية ، تلتها كذلك البارجة الأمريكية والنمساوية في إطلاق 21 مدفعا تحية للسلطان برغش . وفي الساعة الرابعة من نهار ذلك اليوم، قدم أمير البحار البرتغالي، ووزيره، ومعاونه، وسلموا على السلطان وقالوا : لقد أرسلنا إليك مولانا ملك البورتكيز ( البرتغال) بالنيابة عن جلالته لنطلب من سعادتك أن تشرف بلاده بنزولك إلى البر ، وقد أعد لجلالتك قصرا من قصوره لكي تكون في ضيافته مدة إقامتك في عاصمة مملكته، وها نحن مأمورون بأن نتمثل بأمر سعادتك ، فرحب بهم السيد برغش وقال لهم : بارك الله فيكم وفي جلالة ملككم إننا لننزل إن شاء الله تعالى في الساعة التاسعة ونتشرف بمصافحة جلالة ملككم العظيم . وفي الساعة التاسعة من ذلك اليوم وصل وزير ملك البرتغال في سفينة (ماشوه) وهي مزينة بالأثاث والأقمشة، فنزل جناب السيد برغش فيها، وساروا به إلى المدينة التي وجد فيها خيول عربية أصيلة متأهبة لتحملهم مع وجود صفوف من الجنود البرتغالين رافعين السلاح للسلام على السلطان ، فركب السيد برغش والوزير البرتغالي في عربة تجرها أربعة خيول والبقية ركبوا في عربات أخرى حتى وصلوا إلى دار الملك، وهو قصر عالي البنيان ، وكانت الجنود مصطفة أمام القصر رافعة السلاح تحية للسيد برغش ، فلما وصل السلطان برغش عزف الجنود بآلات الموسيقى ورحبوا بقدومه، وخرج ملك البرتغال ومعه جلالة الملكة زوجته وهي لابسة أفخر الحلل فتلقت جلالة السلطان بالحشمة والترحاب . وبعد أن صافح السلطان الملك وقرينته وانتهوا من مراسم الاستقبال ركب في مركبته وسارت الجنود به إلى القصر المهيأ له. ومن ثم أتاهم ملك البرتغال مع ثلاثة من وزرائه، وقال للسيد برغش: " لقد أعددت هذا المنزل لجلالتك لتقيم فيه أنت والحشم ما دمتم مشرفين عاصمة ملكي ، وقد أتيت لزيارتك وتبليغك التهاني بوصولك غانما إلى بلادي، وهذه عاصمة ملكي تحت أمرك، ووزرائي في خدمتك ، وقد أوصيتهم أن يطوفوا بك المدينة، ويفرجوك على ما فيها من التحف والنوادر" ، فشكره السلطان على كرم ضيافته، وقال للملك البرتغالي أنه يعتذر من عدم الإطالة في لشبونة، وإنه مصمم على السفر في نفس تلك الليلة متجها إلى إنجلترا. في سفر السلطان من لشبونة إلى لندن : في نهار السبت 29 الشهر ( 7يونيو ) انطلقت باخرة السلطان برغش من لشبونة متجهة إلى لندن ، وفي اليوم الثالث منه وصلت الباخرة إلى جزيرة بريطانية، ثم سارت من هناك ووصلت على ميناء بورتسموت نهار الأربعاء ، وفور وصولها أطلقت البارجة الإنجليزية 21 مدفعا اجلالا وترحيبا بالسلطان ، ومن ثم أكملت باخرة السلطان المسير تريد لندن حتى وصلت إلى ميناء اسمه ( كريفزند )، وهو عند مصب نهر التيمس (التايمز) فرست فيها ، وهنا أرسلت جلالة الملكة فكتوريا باخرة أسمها ( ريفر كوين) بها عدة رجال من أصحاب المناصب العليا ليلاقو السيد برغش ويبلغوه سلام الملكة وتهانيها بوصوله سالما إلى بلادها ، وكان من جملة هؤلاء الرجال القس جرجس باجر الفقيه الذي اختارته الملكة خصيصا ليصبح ترجمانا للسلطان لما بينهما من مودة، ومعرفة قديمة . وحينما انتقل السلطان إلى تلك الباخرة التي أعدتها الدولة لتنطلق به عبر نهر التايمز حتى وصلت إلى جسر ( لندن ) الذي بناه المهندس ( جون ريني) وأولاده سنة 1821م ، وانتهى منه سنة 1831م ، وقد وضع في أساسه المدافع التي اغتنمها الإنجليز في حرب ( بينينسولا) ، ثم مرت باخرة السلطان برغش بجسر آخر يسمى ( ابلاك فرايرس) ومعناه "الرهبان السود" الذين يرتدون فقط الملابس السود ، فسمي بجسر الرهبان السود وهو جسر عظيم شيده المهندس ( روبرت ملنى) سنة 1760م وفرغ من بنائه سنة 1769م ، ثم وصلت الباخرة إلى جسر ( واترلو) وهو من أجمل الجسور التي بنيت في العالم كله هندسه السيد ( رالف دود ) في 11 تشرين الأول سنة 1811م ، وسموه بهذ الإسم تذكارا لإنتصار الإنجليز على (نابليون الأول) في الواقعة الشهيرة التي جرت بين الدوق (ويلنكتن - أرتور) ونابليون الأول بقرب مدينة واترلو. ثم سارت الباخرة حتى وصلت إلى جسر ( ويستمنستر) الذي هندس بناءه السيد ( لابيلي السويزي) بين سنة 1738- 1750م وأكمل في تجديد هندسته السيد ( باج) ، وفي هذا الجسر تحديد توقفت باخرة السلطان ليهبط السلطان إلى أرض لندن التي امتلأت بالحضور أمام الميناء أفواجا ليشاهدوا أميرا يعتبر أول أمير عربي يأتي إلى زيارة بلادهم ، وكانوا قد فرشوا أرض القصر حيث مر السلطان بطنافس وبسط من جوخ أحمر ، واصطفت الجنود الشرفية بقيادة الأميرالي ( فريمانتل ) والقائد ( برتي ) والملازم ( مانسفيلد ) للسلام على السيد برغش مع وجود فرقة لعزف الموسيقي العسكرية تحت إدارة السيد ( فريد كودفراي ) مع وجود كبار الدولة من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والشورى ومجلس الأعيان والذي تقدمهم السيد ( بورك ) والذي بدوره قال للسلطان برغش : "قد أمرني اللورد داربي وزير الخارجية أن أبلغ سعادتك باسم جلالة الملكة التهنئة بوصولك إلى بلادها سالما، وتؤمل بأن تسر سعادتك بزيارة المملكة البريطانية ، وإنها ترغب في أن تشاهد سعادتك كل ما في ملكها من النفيس، والمليح، والمفيد ، ولهذا قد أصدرت أمرها إلى رجال دولتها أن يعيّنوا رجالا من ملكها يحسنون التكلم باللغة العربية ليكونوا في خدمة سعادتك في هذه البلاد، وهؤلاء الرجال الأمناء هم (الدكتور كيرث - والقس جرجس باجر الفقيه - والسيد كليمنت هيل )، وكل ما اشتهته نفس سعادتك مُرْ حضرة الدكتور كيرث وكيل جلالة الملكة فيكون أمرك مطاعا على الرأس والعين ". فقال السلطان برغش : " بارك الله في جلالة الملكة وأدام عزها بالمجد والإقبال " . وللرحلة بقية .. المرجع : تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجبار ، تأليف زاهر بن سعيد ، تحقيق أحمد الشتيوي ، 2007 ، وزارة التراث والثقافة -مسقط .

صدى صوت
15-10-2015, 01:07 PM
ما شاء الله يظهر من المقال انه كان حسن السيرة ومعروف بين الملوك ولذلك كانوا يستقبلونه بمراسم استقبال جميله يستحقها .
سيرة طيبه شهد لها التاريخ وبقيت تتناقلها الاجيال .
ولكن كاتب السيرة يبدو انه كان متأثرا بالصيغه الادبية التي كتبت بها قصص الف ليلة وليلة فظهر المقال شببها بتلك الصيغه وبالطبع هذا لا يؤثر ادبيا على العمل الجيد الذي قام به من تدوين الرحله وصاحبها والوصف الجميل لخط سير الرحله والتفاصيل الدقيقه .
احييك اخي اليقظان على طرح هذه السيرة الطيبه لرجل اتى من اسرة لها اثرها الطيب في التاريخ العماني .
تقديري

Raba
16-10-2015, 04:41 PM
شكراً لك أخي تقبل ضي الشمس والمرور