المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سلسلة النكاح (الكفاءة 3)



محمد255
26-10-2015, 11:00 AM
من سلسلة النكاح
الكَفَاءَةِ (3)

فمن السُّنةُ القوليةُ: فهي النص على جعل الدِّين والخلق فقط هما المعيار في القبول والرفض؛ فقد قال عليه أزكى الصلاة والتسليم للشُّبَّان: ".. فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"، وقال  مخاطبا أولياء النساء: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ"، ومن ذلك -أيضا- أمر النبي  لفاطمة بنت قيس القرشيَّة بعد أن حلت من طلاق زوجها السابق بقوله: "اِنْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ" مرتين، وكان أسامة مولى للنبي ، قَالَتْ فاطمة: فَنَكَحْتُهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا فَاغْتَبَطْتُ بِهِ.
وأما السُّنةُ الفعليةُ: فهي أن رسول الله  قد زوج ابنة عمته زينب بنت جحش القرشية بزيد بن حارثة بعد أن امتنعت وامتنع أخوها من تزويجها لنسبها القرشي، وكان زيد بن حارثة مولى لرسول الله  أيضا، وكفى شاهدا على هذا الزواج وتقرير صحته ما أنزله الله تعالى فيهم من قوله في سورة الأحزاب: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ.
وأما من السنةِ النبويَّةِ: فهو أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة من أشراف قريش وساداتها زوَّج مولاه سالما بابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبة، كما تزوج مؤذن رسول الله  بلال بن رباح الحبشي أخت عبد الرحمن بن عوف، وتزوج المقداد بن الأسود ابنة عم النبي  ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب الهاشمية القرشية وهو دونها في النسب - رضي الله عنهم أجمعين-، وكان ذلك في عصر الرسالة الزاهرة، ومن غير نكير من المصطفى ؛ فكان إقرارا.

2- الكَفَاءَةُ مِنْ حَيْثُ المِهْنَةُ:
فلا يمنع أن يتزوج بقَّال أو نساج أو حجام أو حطاب أو صاحب أي حرفة مباحة شرعا بامرأة شريفة ما دام مستقيما على أمر دينه يكسب ماله من العمل الحلال وينفقه في الموضع الحلال، فقد روى أبو هريرة  أَنَّ أَبَا هِنْدٍ حَجَمَ النَّبِيَّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : "يَا بَنِي بَيَاضَةَ أَنْكِحُوا أَبَا هِنْدٍ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِ"، وكان أبو هند مولى وحجاما.

3- الكَفَاءَةُ مِنْ حَيْثُ المُسْتَوَى التَّعْلِيْمِيُّ:
ينادي كثير من الناس بوجوب أن يكون الزوجان متوافقين من حيث المستوى التعليمي أو الشهادة الدراسية؛ إلا أن هذا الأمر ليس له مستند من الشرع يؤدي إلى فسخ النكاح في حال عدم تحققه ما لم يكن هنالك تغرير أو تزوير.
وإنما هو من الأمور التي تدخل ضمن الرغبات الشخصية لكل طرف، فربما يرغب رجل في الاقتران - مثلا- بالمرأة متوسطة الثقافة التي يكتفي منها أن تربي أبناءه وتدير شؤون منزله حسب ما يريد، بينما يرغب آخر في المرأة عالية الثقافة التي تحمل الشهادات الجامعية العليا؛ لأنها الأقدر - حسب نظره- على فهمه، وعلى التكيف مع مستجدات العصر، والأخبر بوسائل التربية والتعليم الحديثة.
فالأمي يكون كفئًا للعالم، والعالم كفء للأمي أيضا، ولذلك شواهد من التاريخ الإسلامي، فكم من عالم اقترن بامرأة أمية صارا مثلا للنجاح في حياتهما وفي إخراج الأبناء الصالحين والقادة المصلحين.

(المصدر/ كتاب المعتمد في فقه النكاح)

(أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)
ارقام حسابات حملة شباب ولاية المضيبي للأعمال الخيرية في هذه البنوك:
بنك نزوى
(00610044568001)
بنك مسقط
(0457002376180032)
بنك hsbc
(267039147160)
بنك ظفار
(01011103678001)
(أرقام الحسابات بإسم/ محمد بن ناصر بن حمود الحبسي)

مع تحيات :
حملة شباب ولاية المضيبي للأعمال الخيرية
للتواصل عبر الواتس آب
(0096894159790)
شاركنا الأجر وساهم في نشر رسائلنا