الصديق المجنون
28-10-2015, 12:42 PM
وقت الظهيرة (*
؛
_
كُنت أنظرَ إلى سآعةِ الحآئطَ وأراقبَ تتآبعُ عقاربها
، يا إلهي يبدوَ اننيَ تأخرتُ جداً عليهمَ،
حسنآ أنا لا أفقه فيَ قراءة السآعآتَ ولكنَ
أجزمُ أن البقية غاضبونَ مني لا محالة لتأخريَ
بقيتُ مستلقياً لبعضٍ من الوقتَ ما أن أحسستُ بإنتظامَ أنفاسِ أبيَ هرعتَ إلى الخآرجَ مسرعاً لم انتعلَ حذائاً حتى لا اتأخر فأنا متأخر بما فيه الكفاية، في طريقيَ إليهمَ كان ما يدور في باليَ ما هي الشتائمَ التي سوف أتلقاها ؟ و يا تُرى من حضرَ إجتماعُ صبيةُ الحي هذا اليومَ ؟ حتى استوقفنيَ منظرُ العم جمالَ أو مثلما يدعوه رفقائيَ بالغرابِ الأسودَ* ، ولكنهُ لم يكن غراباً أسوداً اليومَ كانَ يرتديَ ثوباً زاهياً يحتويَ بنيتهُ الضعيفة ، كان مستلقياً على شيءً غريبَ ، لطالما سمعتُ الحكايات المُخيفة التي تروى عنهُ ولكن لم آبه بها يوماً فهو في نظريَ بائعُ بقالة بسيط ، دنوت قليلاَ وشدني مجيء سيارة غريبه بالقرب منه ، كنت في صراعَ مع نفسي هل أذهبُ إلى الإجتماعُ أم أمكث هنا وأراقبَ ما يحدثَ ، لو فكرت ملياً الصبيةُ سوف يشفعونَ تأخري بإخبارهمَ ما رأيتُ
*الغرابَ الأسود شخصية شريرة في إحدى الرسوم الكرتونيه (السيف المضيء) .
إقتربتُ اكثرَ و لمحتُ رجلينَ أحدهما كانَ يمسكَ بالهاتفَ ويمشيَ ذهاباً وإياباَ ، و من تقاسيم وجهه المشدودة يبدو انه في نقآشَ حاد مع الطرف الأخر ، الرجل الأخر كان يبدو في العقد العشرينَ كانَ عابساً متجهماَ
مثلَ سجينَ يجرَ لينفذُ عليه حُكم الإعدامَ ...
كان يعترينيَ فضولٌ لأعرف تفآصيل قصتهمَ وما هي إلا دقائقَ حتىَ رأيت رجالَ حينا يتجمعونَ ، أيا تُرى العمُ جمال يريدُ أن يسافرَ ؟ ولكنه فقيرَ من أين له بالمال ؟ كيف غاب عن بالي هذا من أينَ سنحصلَ على الحلوياتَ بعدما يرحل ؟
شعرتُ بيدِ على كتفيَ ، أملتُ رأسي بسرعه ، إنه أبي ! أطبقتُ جفنآيَ واستعددتُ للتوبيخَ
تك تك تك شعرتُ بالغرابة لمَ لمْ يوبخني أبي ؟ فتحتُ عينايَ ، رفعتُ بصري ناحية أبي وألجمنيَ إنسياب الدموع على وجهه
سمعته يتمتمَ ب : عآش على أملِ مجيء ذاك الشقيَ ، ومات متصلباً من البردَ وهوَ ينتظر وصوله ..
رحمكَ الله يا جمآلَ
ثم أردف أبي قائلاً : تغربَ أو مُت وسوف يحبك النآسَ
هيا بنا للجنآزه ..
أدركتُ وقتها أن العمَ جمآل سوف يُغادر مثلما غادرت أمي
؛
_
كُنت أنظرَ إلى سآعةِ الحآئطَ وأراقبَ تتآبعُ عقاربها
، يا إلهي يبدوَ اننيَ تأخرتُ جداً عليهمَ،
حسنآ أنا لا أفقه فيَ قراءة السآعآتَ ولكنَ
أجزمُ أن البقية غاضبونَ مني لا محالة لتأخريَ
بقيتُ مستلقياً لبعضٍ من الوقتَ ما أن أحسستُ بإنتظامَ أنفاسِ أبيَ هرعتَ إلى الخآرجَ مسرعاً لم انتعلَ حذائاً حتى لا اتأخر فأنا متأخر بما فيه الكفاية، في طريقيَ إليهمَ كان ما يدور في باليَ ما هي الشتائمَ التي سوف أتلقاها ؟ و يا تُرى من حضرَ إجتماعُ صبيةُ الحي هذا اليومَ ؟ حتى استوقفنيَ منظرُ العم جمالَ أو مثلما يدعوه رفقائيَ بالغرابِ الأسودَ* ، ولكنهُ لم يكن غراباً أسوداً اليومَ كانَ يرتديَ ثوباً زاهياً يحتويَ بنيتهُ الضعيفة ، كان مستلقياً على شيءً غريبَ ، لطالما سمعتُ الحكايات المُخيفة التي تروى عنهُ ولكن لم آبه بها يوماً فهو في نظريَ بائعُ بقالة بسيط ، دنوت قليلاَ وشدني مجيء سيارة غريبه بالقرب منه ، كنت في صراعَ مع نفسي هل أذهبُ إلى الإجتماعُ أم أمكث هنا وأراقبَ ما يحدثَ ، لو فكرت ملياً الصبيةُ سوف يشفعونَ تأخري بإخبارهمَ ما رأيتُ
*الغرابَ الأسود شخصية شريرة في إحدى الرسوم الكرتونيه (السيف المضيء) .
إقتربتُ اكثرَ و لمحتُ رجلينَ أحدهما كانَ يمسكَ بالهاتفَ ويمشيَ ذهاباً وإياباَ ، و من تقاسيم وجهه المشدودة يبدو انه في نقآشَ حاد مع الطرف الأخر ، الرجل الأخر كان يبدو في العقد العشرينَ كانَ عابساً متجهماَ
مثلَ سجينَ يجرَ لينفذُ عليه حُكم الإعدامَ ...
كان يعترينيَ فضولٌ لأعرف تفآصيل قصتهمَ وما هي إلا دقائقَ حتىَ رأيت رجالَ حينا يتجمعونَ ، أيا تُرى العمُ جمال يريدُ أن يسافرَ ؟ ولكنه فقيرَ من أين له بالمال ؟ كيف غاب عن بالي هذا من أينَ سنحصلَ على الحلوياتَ بعدما يرحل ؟
شعرتُ بيدِ على كتفيَ ، أملتُ رأسي بسرعه ، إنه أبي ! أطبقتُ جفنآيَ واستعددتُ للتوبيخَ
تك تك تك شعرتُ بالغرابة لمَ لمْ يوبخني أبي ؟ فتحتُ عينايَ ، رفعتُ بصري ناحية أبي وألجمنيَ إنسياب الدموع على وجهه
سمعته يتمتمَ ب : عآش على أملِ مجيء ذاك الشقيَ ، ومات متصلباً من البردَ وهوَ ينتظر وصوله ..
رحمكَ الله يا جمآلَ
ثم أردف أبي قائلاً : تغربَ أو مُت وسوف يحبك النآسَ
هيا بنا للجنآزه ..
أدركتُ وقتها أن العمَ جمآل سوف يُغادر مثلما غادرت أمي