المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكتاب والمكتبه



سمير الهنائي
02-11-2015, 01:46 PM
حي " الحمرية لبيع الكتب "ثلة من المثقفين وازدحام شديد وقراء وأدباء مجتمعون ويتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم، ودور نشر تعرض الكتب لمتعطشي المعرفة والبحث والعلم، وكل شيء يسير في نظام، كتب جديدة وقديمة منتشرة في كل مكان، والتلفزيون يصور لقاءات مع مرتادي الحي الثقافي، هكذا كان يتبادر في ذهني ومخيلتي "كمثال" عندما كنت أعبر مرور الكرام على حي "الحمرية" في مسقط وكحلم، طبعا جميعنا يعرف الحي في العاصمة مسقط ولكن لا توجد فيه الكتب كما رسمت ذلك النهم، الحمرية مليئة بالخدمات ومكتظة بالسكان بمن فيهم العمالة الوافدة وعند المساء وعطلة نهاية الأسبوع تتجمع تلك الجاليات الآسيوية، بشكل جعلني استبدل الوجوه وأرصفة المكان للبعيد كما لو أنني في شارع الحلبوني وسط دمشق، أوشارع المتنبي الذي بقي صامدا لعقود مكتظا ومزدحما بالكتب لخدمة الثقافة وسط بغداد، أو سور الأوزبكية الذي بات معلما حضاريا وسط القاهرة ليكون موقعا يروي عطش المريدين للمعرفة في شتى أنواعها، وسور السيدة زينب الذي يزخر بعشرات المكتبات المتنوعة والنادرة، لا يمكن لمثقف أو قارئ عربي أو أجنبي يزور القاهرة دون أن يغترف بعض الكتب من هذه الأمكنة، وأغلب العواصم العربية توجد بها شوارع وساحات مخصصة لبيع الكتب.مما لا شك فيه أنّ القراءة كانت أول رسالة جاء بها الإسلام، عندما نادى جبريل عليه السلام سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بكلمة" اقرأ"، فهي غذاء الروح والنبؤة للمستقبل ولا يمكن لأمة أن تتقدم دون قراءة ولقد أصبحت سلاح العقل في مواجهة الأعداء، وفي حوار سابق معي في إحدى المجلات تطرقت إلى نقطة مهمة وهي أنه على الرغم من توفر الكتب الإلكترونية والشبكة العنكبوتية إلا أن الكتاب الورقي مازال صامدا شامخا وله رونقه الخاص لدى القراء، فهي علاقة وطيدة مهما طغت عليها العولمة ستبقى راسخة ومتوارثة.كم أشعر بالانزعاج عندما أدخل أغلب المكتبات وأجد على رفوفها الدفاتر والمساطر والأقلام وماكينة تصوير الورق وألعاب الأطفال والتسالي والملاهي، ورفوف قليلة للكتب فقط تشعر حينها بمدى حجم الضوضاء في داخلك، في منظر وسلوك يمحو الهوية والمكانة للمكتبة وللثقافة حتى ولو كانت هنالك مكتبات عامة قليلة جدًا على مستوى السلطنة.مكتبات الأرصفة لها طابع ومذاق آخر، شارع، رصيف، ساحة لا يهم ماذا سيكون، فقط ليكن محل جذب لمرتادي الشارع "يلفت الانتباه للكتب وعناوينها، أتمنى من المنظومة الثقافية في السلطنة وبمشاركة دور النشر في المطالبة بالأمر لنقدم ونبيع الكتب الأدبية والعلمية خارج نطاق الأمكنة التقليدية المغلقة، حتى لو كان ذلك الشارع مخصصًا ليومين في الأسبوع لا يهم، وأن تتعاون الجهات المعنية في ذلك خدمةً للثقافة والمعرفة في وطننا.وما يميز الشارع عن المكتبات التقليدية هو المكان، كموقع للعبور وأكثر حيوية في الحركة من الأسواق والأماكن المزدحمة والمختلطة بمواد خدمية أخرى، وبوجودها هناك حميمية ومزاج في طريقة اقتناء الكتب، لإضافة طابع آخر للقراء وملاذا لهم، أتمنى من تلك المنظومة الخروج بالثقافة إلى الشارع لتكون قريبة من الحياة المعيشية للفرد في مجتمعنا، كفسحة جديدة في مسقط وخارج مسقط، مع الانتباه إلى مدى تدني القراءة لدينا وعزوف الكثيرين عن الكتاب الذي كان خير جليس في الزمان وما زال، إذن لنعيده للأرصفة ونحاول تذكيرهم به عندما يعبرون كل مرة بجانبه، الكتاب هو من ينمي العقل ويحفز الروح وهو من يشعل شهوة العقل لنفكر ونتعلم وننجز ونخرج من الجمود، أتمنى في الغد القادم جيلاً قارئا بعيدا عن متاهات شبكة الإنترنت، قد لا يتفق البعض معي في ما أشرت إليه ولكن لا بد من أمكنة مميزة وتضاهي بقية المدن لخدمة نشر المعرفة في مجتمعنا.
سمير الهنائي




https://alroya.om/ar/writer-blogs/143062

نـــــــقــــــــاء
02-11-2015, 07:16 PM
نتفق معك في ما أشرت إليه أخي سمير
كل الشكر لك