المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كان كالشمس للدنيا ( صلى الله عليه وسلم )



عطر الاحساس
26-09-2014, 11:49 PM
لقد قرأْتُ سير المصلحين والعظماء والزعماء
وأئمة المذاهب الكبار,
حتى إني قد أشعر حين أقرأ عن أحدهم أني أمام جبل وعر
صعب المرتقى؛ لأنهم أخذوا أنفسهم بشيء من الجدّ
الذي يصيب المرء بالعجز عن إدراكه وصعوبة الاقتداء به،
وربما استحالته,
أمّا إمام هؤلاء جميعاً وسيّدهم قاطبة
محمد صلى الله عليه وسلم؛ فتشعر وأنت تقرأ سيرته
بالسهولة والقابليّة للتطبيق
والقرب من النفس البشريّة وطباع الناس،
وهذا سرّ بديع من أسرار إعجاز الشخصيّة النبويّة.


http://up.3dlat.com/uploads/135895119516.gif


وبكل هذا الجلاء في سيرته دون استثناء كان أمثل خلق
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]؛
وأصدق لسان (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) [النجم:3]،
وأبين حجة (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء:195]،
وهو في كل ذلك "إنسان" له صفات الإنسان؛
ليكون أيسر في الاتّباع وأسهل في الاقتداء،
ولكي يعلم الأتباع المؤمنون - ولو بعد عدّة قرون -
أن مشاعر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحاسيسه
ليست بدعاً من المشاعر، وأن ما يلحق الناس
من أذى ومضايقة من المشركين وغيرهم
أو فرح وسرور ينال النبي -صلى الله عليه وسلم-
منه أوفر الحظ والنصيب،
فغدت هذه الأيام التي يداولها الله على الناس
تبييناً لمعدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وسمُوِّ أرومته، وطريقة تعامله مع الأحداث المختلفة
والظروف العادية والاستثنائية
(لِئَلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)
[النساء:165].


http://up.3dlat.com/uploads/135895119516.gif


وسيّد الرسل هو محمد -صلى الله عليه وسلم-
الذي كان كالشمس للدنيا وكالعافية للناس،
فهل لهما من بديل أو عنهما من عِوض؟


http://up.3dlat.com/uploads/135895119516.gif


ولا شك أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-
أكمل صورة بشريّة جاء للناس من أنفسهم
فلم ينزل من السماء، ولم يكن ملكاً
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) [الأنعام:9]، بل كان بشراً رسولاً
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة:128]
لقد كانوا يعرفونه عليه السلام ويعاملونه ويصفونه
بالصادق الأمين، ولم يزل صلى الله عليه وسلم يترقّى
في مدارج ومعارج الكمال حتى قُبض على أكمل ما يكون
صلى الله عليه وسلم، قُبض وهو متلبّس بالعبادة
والدعوة والتوجيه والإرشاد والأمر والنهي
والوصيّة حتى في اللحظة التي انتقل فيها من هذه الدنيا-
بأبي هو وأمي عليه السلام- عملا ً بقوله تعالى:
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99].
وقبل ذلك كان محمد -صلى الله عليه وسلم-
يرعى الغنم حتى بعثه الله فقاد الأمم، وكان يضرب
في أسواق الشام إلى أن أرسله الله بشيراً ونذيراً
إلى الناس كافة؛ شامها ويمنها وحجازها، وعربها وعجمها،
وكان يتيماً عانى مشاكل فقدان الأب ثم الأم؛
فآواه الله ورعاه،
وكان ضالاًّ فهداه الله -عز وجل- بهداه،
وكان عائلاً يشتكي العوز والفاقة؛ فكفاه الله -عز وجل- وأغناه:
(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى*
وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى) [الضحى:6-8].


http://up.3dlat.com/uploads/135895119516.gif


فــ رسولنا -صلى الله عليه وسلم-
نفسه معجزة في شخصيته, وأخلاقه, وهدْيه, وعبادته,
وقيادته, تُضاف إلى معجزاته الأصلية المعروفة
كمعجزة القرآن الكريم العظمى،
ومعجزة الإسراء والمعراج،
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير)
[سورة الإسراء:1].
ومعجزة انشقاق القمر، (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ)
[سورة القمر:1]، ولما كان القرآن العظيم معجزة،
كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن -
كما وصفته عائشة (رضي الله عنها) -
عند مسلم وأبي داود - فخلقه معجزة؛ في صبره وكفاحه,
وبلائه وتجرّده وإنسانيّته.
فله صلى الله عليه وسلم كل خصائص الإنسان؛
كما أن له - أيضاً- كل صفات العظمة البشرية مجتمعة ..


http://up.3dlat.com/uploads/135895119516.gif



صلى عليك اللهُ يا علمَ الهدى ما ناحَ طيرٌ أو ترنّم حادي
اللهم صلِّ على محمد, وعلى آل محمد,
كما صلّيت على إبراهيم, وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد،
وبارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم,
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

ضياء القرآن
27-09-2014, 09:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاك الله خير الجزاء..

مفآهيم آلخجل
15-10-2014, 08:11 PM
كل آلشكر لك
رزقك الله آلجنةة بغير حسآب!

العيون الساهرة
15-10-2014, 11:36 PM
الله يعطيك العافيه
على هذا الطرح القيم والهادف
جعله الله من ميزان حسناتك

عطر الاحساس
16-10-2014, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاك الله خير الجزاء..

كآن لحضورك هنآ جمالا .. واشراقا ..
سُعدت بوجودك الرآقي
تحيتي وتقديري

عطر الاحساس
16-10-2014, 08:37 PM
كل آلشكر لك
رزقك الله آلجنةة بغير حسآب!

كآن لحضورك هنآ جمالا .. واشراقا ..
سُعدت بوجودك الرآقي
تحيتي وتقديري

عطر الاحساس
16-10-2014, 08:38 PM
الله يعطيك العافيه
على هذا الطرح القيم والهادف
جعله الله من ميزان حسناتك


كآن لحضورك هنآ جمالا .. واشراقا ..
سُعدت بوجودك الرآقي
تحيتي وتقديري