المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيكل: مصر تحتاج ثورة ثقافية ثلاثي



عطر الاحساس
27-09-2014, 10:41 AM
كشف الكاتب المصري البارز الأستاذ محمد حسنين هيكل أنّ «مصر تحتاج ثورة ثقافية ثلاثية»، وأنّ «النظام العالمي الجديد ستديره الدول القويّة فقط»، مشدّداً على ضرورة صنع مصر قاعدة قوة للانطلاق والنظر إلى الإمام، وبينما أشار إلى أنّه «لا يزال بوسع المنطقة اللحاق بآخر عربات قطار العصر»، لفت إلى أنّ «النظام العالمي القديم يسقط بعد فقدانه صلاحيته وبدأ آخر جديد».

وشدّد هيكل على أنّ «مصر تحتاج ثورة ثقافية ثلاثية للوصول إلى صحيح الدين وصحيح التاريخ وصحيح العمل»، مشيراً إلى أنّ «النظام العالمي الجديد ستديره فقط الدول القويّة بينما لن يكون ملكاً لشخص محدّد بل كيانات كبرى قادرة على صناعة قواها الناعمة بداية من الفن والرياضة وحتى الصناعات الضخمة».

وكشف هيكل في الحلقة الأخيرة من حوراه مصر أين؟ ومصر إلى أين؟ مع الإعلامية لميس الحديدي الذي أذيع مساء أمس، عن أنّ «هناك نظاماً عالمياً جديداً يتشكّل على أرض العالم، والكل وقوده، لكن الطبخة لم تنضج بعد، وما زالت بحاجة للكثير من الوقود»، محذّراً من أن من يظن أنه نجا من هذه المتغيرات فهو «أعمى».

مستقبل المنطقة

وبشأن مستقبل المنطقة، أوضح هيكل: «لا يزال بوسع المنطقة التعلّق بـ «سبنسة» قطار العصر، وأعتقد أنّ ثمة دوراً حالياً لمصر مهماً جداً ينبغي القيام به، فعلينا في هذه المرحلة والظروف، ألّا ننظر فقط لقضية الأمن، لكن لابد من رؤية لأوضاعنا وأوضاع العالم، وتحديد شكل المستقبل، وهي قوة الأشياء وخصوصاً القوى الناعمة.

وهي ليست قوة متجسّدة في شيء محدد، ويمكن أن تحدث تأثيراً مذهلاً دون تكاليف، فموهبة واحدة يمكنها إحداث فرق، ونموذج واحد في الحكم يحدث فرقاً، والسؤال هو كيف يمكن أن نستغل قوة مصر الناعمة بقوة النموذج؟ أنا أعرف أوضاعنا الاقتصادية، وموافق على جمع شتاتنا بشكل أو بآخر، علينا أن نصنع قاعدة قوة على أقل تقدير للانطلاق من عليها، علينا أن نصمم القاعدة والنظر إلى الإمام».

دور قيادة

وحول مقتضيات العودة إلى دور القيادة في المنطقة، شدّد هيكل على ضرورة حذف بعض الكلمات مثل الريادة والقيادة، مردفاً: «هذه المسألة لا نصنعها نحن فقط، فغيرك أيضا من يصنعها من خلال التأثير، ومن ثم الاعتراف بالريادة والقيادة، لكن في كل مرة أقرأ في الصحف من يكتب أنه لابد أن تعود مصر لدورها الاقليمي، هذا ليس قراراً، هذا فعل الريادة تكون من خلال التأثير، فالقائد لا يقول أنا أقود، القيمة هي ما يحدد دورك وحجم دورك نحن نبني أنفسنا من خلال بناء بلد ينتمي إلى أمة وإلى عصر وإلى عالم».

وعن ملامح الثورة الثقافية أوضح: «أول شيء هو فهم العصر والزمان والعقائد والتاريخ على نحو صحيح، وأن تجد لنفسك مكاناً، فنحن لا حساب لنا في العالم، وصرنا كما ذكرت على منضدة جراحة دون أن نعرف ما بنا ولا نعرف ماذا يصنع الطبيب ونمتثل له تحت تأثير المخدر.

يمكن أن يكون للدولة دور إذا كانت في هذه اللحظة هي صانعة جدول الأعمال، لكن في العالم هناك جهات تمنحنا جداول الأعمال، أليس غريباً أننا جدول أعمالنا الثقافي والفكري قادم من الخارج، ودور الدولة هو تشجيع مراكز البحث العلمية، وأن نطل على العالم بعيوننا وليس بعيونهم، ونحتاج إلى تقنين علاقتنا بالعالم وإطلاق حريات الاستكشاف، دون أن يكون هناك قائمة ممنوعات، نريد للشخص أن يفكر وليس لدي مانع في أن يخطئ.

فالكارثة الكبرى هي الهروب من الحقيقة، وأنا لدي أمل في الدولة المصرية العصرية الحديثة، ألا تقف عائقاً بيني وبين الحقيقة ولا تخيفني بالسلطة أو بمظاهرها أو أي شيء في سبيل الوصول للحقيقة، لا نريد أن تسبق المحظورات المطلوبات، هناك فواتير كثيرة مستحقة للزمن والعصر لا نريد دولة سلطوية أو إقطاعية نحن الآن نعالج أشياء غير مرئية».

تشكّل دور

وعن دور مصر في هذا النظام العالمي الذي يتشكل أضاف هيكل: «لو قلت إنّ مصر لها دور مهم سأكون مبالغاً، فحياتنا ليست أولويات ولا نسأل هل نأكل الأول أم نعمل؟ نحن نقوم بكل شيء في الوقت نفسه، فلا يوجد جدول أعمال مرتّب، لكن أثناء استعادة قواك قد تصنع نموذجاً، هذا يؤثر ويفيد، مع الثورة الثقافية، نؤثر داخل البلد وخارجها.

وبالتالي كل الجهود في سبيل إعادة الدولة الحديثة، نحن بحاجة في الدرجة الاولى إلى أن نعيد صلتنا بالزمن والعصر، ففي لحظة تشكيل ما بين سقوط عالم وارتفاع أشياء أخرى، في هذه الأزمة هناك فرصة، أي أنه في لحظة السيولة وقبل تصلب الأشياء، قد يكون العوم سهلاً».

تداعي نظام

وأكّد هيكل أنّ «النظام العالمي القديم يسقط ويتداعى الآن ولم يعد متفقاً مع الحقائق الموجبة لقوة ونشأة النظم بعد أن فقد صلاحيته وبدأ نظام جديد في النشأة بمواصفات غير محددة»، مضيفاً: «والسبب في ذلك أننا مقبلون على عالم مليء بالمتغيّرات.

وأثناء متابعتي لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الدورة التي لازلت أعتقد أنها مخصصة للإرهاب وأن العرب موضوعها، لأنّنا نحاكم على الإرهاب، كنت أتمنى أن يدرك كل المشاركين في نيويورك أننا في وضع في منتهى الخطورة، نجري خلف قطار يتحرك في محطة نسميها محطة العصر.

وإذا لم نلحق بالعربة الأخيرة على الأقل فسنصبح خارج الزمن والتاريخ، بنحو 100 سنة على الأقل، حتى تجد أمور أخرى، لكن في هذه الأثناء سيعاد تنظيم العالم، بما فيها شؤوننا ونحن في غياب تام، نحن موضوعون على منضدة عمليات، ولا نعلم شيئاً عن خبرة الطبيب ولا نعرف أمراضنا، ويتصرف هو بمشرطه بينما نحن في وضع تخدير عام واستسلام».

سقوط سيادة

وأشار الأستاذ هيكل إلى كتاب وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، المعنون بـ«النظام العالمي»، والذي يتحدث عن سقوط فكرة الدولة الوطنية داخل الحدود المستقلة، موضحا: «إذا كان واقع القوى يتغير والدولة المستقلة سقطت، فذلك لأنها أصبحت مكشوفة بالكامل أمام نظام مالي عالمي وأمام وضع عالمي به الفن والاتصال والرياضة وأسواق المال».

وأضاف: «أرسلت تقريراً حول تدخّل المجتمع الدولي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وقت أن كان وزيرا للدفاع، لأني كنت فزعاً وأنا أقرأه، لأنه يمكن لأي شخص أن يتدخل في الدولة المستقلة، بذرائع الأخلاق والقانون، وعلينا أن نكون منتبهين لأنه يمكن لأي أحد أن يفاجئنا بذرائع لا نتوقعها».

تآكل إمبراطوريات

وأشار هيكل إلى أن «ما حدث مع اسكتلندا يشير إلى تآكل الامبراطورية، ومن المثير أنّ المملكة المتحدة نشأت تقريباً مع أوكرانيا وروسيا قبل 300 عام، والغريب أنّ عاصمة روسيا بدأت بكييف وعندما وجدوا أنّها معرضة للغزو تحولت العاصمة إلى موسكو».

قوى ناعمة

وحول من يقود العالم الآن قال هيكل: «قيادة العالم لا تعتمد على عنصر واحد، ليست الامبراطوريات ولا الاكتشافات ولا التكنولوجيا وحدها، فهناك أيضا القوى الناعمة، وكل بلد تقاس قوتها خارج حدودها بقوتها الطوعية التي لا تفرضها بالقوة العسكرية ولا بالضغط بالاقتصادي إنما بقوة النموذج، مثلا «غوغل» أقوى من الدولة الأميريية .

وكذلك «أبل» و«السي إن إن» أقوى من الخارجية الأميركية، صحيح هي منتجات أميركية، لكن ليس بمنطق التبعية، لأنّ هذه المنتجات صارت شائعة وملكا لكل من يقدر على فهمها واستيعابها، ما أود قوله إنّ العالم الجديد ينتظر من يديره، لكن الملكية لن تكون لهم، الملكية ستكون لشيء ما كبير جداً، أكبر من الدول.

هناك كيانات كبيرة ورأي عام وقوة ناعمة وفنون ورياضة هناك حركة عامة تحرّك العالم والقوى الكبرى القادمة هي التي ستدير مثل ألمانيا، صحيح هناك قوى كبيرة مؤثّرة، لكن ليست حاكمة وفاعلة، مثل الصين وستبقى أميركا، وأعتقد أنّ الهند قد تلعب دوراً ما، وحتى بريطانيا ستبقى رغم أنه تقلّص حجمها».

وأكّد هيكل أنّه كان على العرب الاستفادة من الدول التي تجاوزت محنها مثل ألمانيا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية مهزومة، وكذلك الصين التي لجأت إلى التنمية.

سلاح رعب

بشأن تأثير المال الإسلامي على المؤسّسات الفكرية والمنظمات الحقوقية الدولية، قال الكاتب المصري البارز محمد حسنين هيكل: « هذه المؤسسات لا تتأثّر بالمال، لقد قرأت شيئا عن «داعش»، من خلال توجيهات زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

قال فيها إن قوة وجود «داعش» في الإعلام الذي يمثل نصف الطريق للنصر عن طريق إثارة الرعب، وصحيح أنّ التنظيم وجد أموالاً كثيرة في بنك الموصل، تقدر بنحو 420 مليون دولار، واستولى على قاعدة عسكرية بها تسليح لـ6 كتائب، لكن حدث ذلك بسلاح الرعب وليس المال»

اطياف السراب
27-09-2014, 11:26 AM
شكرا جزيلا لك على الخبر

رندويلا
28-09-2014, 09:33 PM
تسلمين بارك الله فيك

والله يعطيك آلعآفيـــةة ع آلخبر