المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة وردة وكعكة شوكولاة وجريدة |



نوارة الكون
30-11-2015, 08:58 AM
قصة وردة وكعكة شوكولاة وجريدة |






.

بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
وردة وكعكة شوكولاة وجريدة

( صراع متعب )
في مكان يضجه الهدوء ..
لا مفر فيه للأنفاس من رائحة القهوة وخَبْز الكعك ..
- : كعكة شوكولاة .. وجريدة .. !
طلبي اليومي منذ 3 أعوام ..
تقدم النادل لطاولتي
ووضع تلك الجريدة المطبقة بطريقة مرتبة
وقطعة من كعكة شوكولاة ساخنة وذهب ..
فتحت الجريدة وقلبت طياتها متجها لتلك الصفحة التي اعشق ادق تفاصيلها
رغم أنها تؤلم .. لكن هي من تبقى !
تأملتها بحزن
مسحت عليها بكفي مبتسما بألم ..
محاولاً كبت دموع تأبى إلا النزول وضعت وردة حمراء اللون هذه المرة
في منتصف تلك الصفحه ولففت الجريدة بشكل أسطواني عليها
ثم حملتها ووضعتها في حقيبتي وبعدها بدأت بتناول كعكتي بهدوء ! ..
اليوم .. هو الثالث عشر من شهر فبراير .. !
3 سنوات مضت وكأن ماحدث بالأمس ..
حقيقةُ .. ؟
3 سنوات لم تكن كفيلة ابدا لتنسيني ماحدث إطلاقا ..
لكنني قد نسيت فعلا !
هه .. !
ربما هو شيء من فقدان الذاكرة
أو هو مزيج من صراع متعب ..
هل حقا حان وقت رفع الراية البيضاء .. ؟
إن كان قد حان فحينها سأقرر إن كنت ناسيا أم أنني لاأزال اتذكر كل شيء !
سأقرر ان كانت تلك الأحداث قد تحللت !
ام انها لاتزال متشبثة بذاكرتي وتأبى
الرحيل ..
الرحيل ..
الرحيل ..
ذكرى عابرة ؟
أو كلمة من الماضي ؟
ربما هو امر مشابه ..
حقا انا لا أعلم ..
لكنني على دراية تامة !
دفنت وجهي بكفاي لبرهة
ثم أطلقت تنهيدة واستقمت واقفا
وخطوت للخارج معلنا بذلك نهاية ذاك الصراع .. !
- ( شيء من الماضي )
ضوضاء مرعبة في كل مكاان ..
الأرض تهتز نوعا ما ..
اصوات تؤلم مسامعنا بشدة ..
فتحت عيناي بسرعة ولم أمهل نفسي أي لحظة للتفكير
أو حتى محاولة استيعاب
نهضت بقوة وصصرخت بهسترييياء
: حنااااااان أين أنتي ؟
ركضت مثل المجانين أبحث عنها
في كل بقعة تقع عيني عليها !
صرخت بإسمها كثييرا
حتى أنبحت حنجرتي وأبت أن تخرج أي صوت
.. بللت وجنتاي دموع خوف .. !
وفجأة !

إنفجر منزل بالجوار ..
ألقيت بنفسي على الأرض بقوة ..
تجددت اصوات الصراخ
وإزداد الركض زحفت بصعوبة
وأستقمت بمساعدة بقايا جدار !
بلعت ريقي لأبلل حنجرتي .. وعاودت الصراخ بإسمها ..
لمحت حقيبتها الحمراء
فتحت عيناي على وسعهما
وهرعت نحو مكانها نفضت التراب
ورميت الأحجار يمنه ويسره
وأنا ابحث بهستريا صارخا بإسمها : حنان !
في كل مرة أبحث أجد شيئا يخصها ..
حذائها الأسود ..
دميتها الصغيرة ..
ظللت أبحث بهسسترياء
وجنون إلى أن وجدتها تحت صخرة !
شعرت لثانية وكأنما شلتني الصدمة !
استوعبت الأمر
ثم رفعت تلك الصخرة
بتعب
وهمست بضعف
:حـ.. حـ .. حـنـ...ـا..ـان !
حملتها بين يداي
وأنا امسح وجهها من خليط الدماء والتراب ..
لم تجاوب على ندأتي المتكررة !
أحتضنتها بخوف ..
ثم حملتها على ظهري
وأنا أتمتم بعبارات الندم
لماذا تركتها ؟
لماذا جعلتها تغضب مني ؟
أيي أحمق أنا ؟
نفضت هذه الأفكار من رأسي
وهمست : هي بخير !
ركضت نحو المنزل وسط أصوات
قذائف الدبابات
ورائحة تختلط ما بين دماء وبارود !
كنت أركض للخلف اريد العودة لمنزلنا .. بينما الناس يركضون بشدة وهلع ..


لحظة تأمل :
صخور تتساقط ..
ونيران تندلع ملتهمة
كلما تجده أمامها بشراهة
و لأول مره اشعر بأنني تائه بمدينتي !
في شارع أحفظ أرصفته ومنازله وسكانه ..
تغير كثيرا ..
لكنني على يقين بأنه يرتدي قناعا
أعلم أنها مجرد مزحة !


توقفت وأنا ألهث بشدة ..
محاولا جمع أنفاسي المتبعثرة ..
همست بنفس متقطع
: هـ...ل أنــ...تِ بـ..خـيـ..ر ؟
يبدو أنها لا تزال غاضبة فهي لم تجب !
رفعت عيناي لأنظر ..
منازل قد انهار بنائها ..
سماء اختلط لونها بأدخنة رمادية ..
صراخ شدييد ..
وهلع يعتري المكان ..
تسألت ؟ هل حانت النهاية حقا ؟
تذكررت أمي وأبي وأخوتي ..
إستأنفت ركضي الذي يتباطئ تدريجيا ..
وأنا أدعوا الله انهم لايزالون بخير إستدرت للحي الذي يقع به منزلنا ..
وركضت للمنزل بقوة وفتحت الباب ..
لم يكن الجميع في حال أفضل مني هرع الجميع نحونا ..
أما أنا ..
لا أذكر سوا حضن أمي ..
وبعدها خارت قواي بضعف ..
وسقطت مغشيا علي .. !
- ( ضعف قبيح )
توفيت حنان !
ذهبت حنان وهي غاضبة مني ..
لم أشتري لها كعك الشوكولاه
التي كانت تريده ..
لكني لم أكن أعرف أنها النهاية !
لم أعلم أنها أخر لحظاتي معها !
مسحت دموعي التي تتراقص على وجنتاي
بإيقاع من صوت الرصاص ..
نودع بعضنا دائما ..
فأي لحظة هي النهاية ..
كم أكره ضعفي كثثثيرا كرجل !
فأنا حتى لا أستطيع إيقاف دموعي
عاودت مسحها بقوة مرتجفة !
وإستقمت ببرود مصطنع ..
توجهت لغرفة حنان ..
ألقيت نظرة متجمدة !
رفعت وسادتها وأخذت منديلها الجميل
وخرجت بصمت
ذهبت لغرفة أمي التي لم تفارق مصلاها ..
نظرت إليها لفترة ..
وكأنني أنسخ صورتها بمخيلتي ..
فعلت الأمر ذاته للجميع .. ابي وأخي أحمد وعمتي هدى
توجهت لباب المنزل ..
وهمست بضعف يشمئزني
: انا سأذهب ..
أحتضني الجميع ببكاء ..
فهم يعلمون أنه من المكن ان لا اعود !
ظللت واقفا بشموخ وأشكر ضعفي السيئ فقد تركني بأشد لحظة كنت أتمنى ان يرحل فيها
فقد كان من الممكن أن أستسلم واعود لغرفتي أذرف الدموع
جميل ان ضعفي قد لبى امنيتي
ورحل لكنني على يقين بأنه سيعود ..
بعيدا عن رجاء امي بالمكوث
بعيدا عن سؤال ابي عن وجهتي
انا خرجت من المنزل
وأغلقت الباب خلفي ..
وذهبت ..
للأمام بلا عودة أبدا
فلا أمتلك قوة لتحمل موت والداي أو إخوتي ..
لا قدرة لي لرؤيتهم يموتون أمام عيناي
يكفي حنان !
لذا ؟
الرحيل هو الحل الأنسب ..
أعلم أنني أناني !
لكن ضعفي وشعوري بالذنب يقيداني بشدة !
لا أستطيع سوا الإيماء لأوامرهما بالإيجاب ..
وبلا إعتراض ..
فكرة
ان عائلتي من الممكن ان يموتوا
امام ناظراي
ولا أملك اي شي لافعله
تدفعني للأمام بققوة !!
لن اندم على رحيلي
كثر ما انني سأتوجع !
.
.
كلما يزيد يوم لإبتعادي
تزيد عدم قدرتي على العودة فبأي وجهه
سأقابل عائلتي ..
( ذكرى قبيحة )

ذكرى سيئة ..
باذخه في السوء ..
ذات رائحة نتنه تترنح في مشيتها ..
رثه الثياب وشعثاء الشعر تتجول في شوارع ذاكرتي وهي تقهقه بجنون !
تنهدت بوجع ثم إتجهت لذلك المتجر ..
اشتريت وردة بيضاء ..
ومن ثم توجهت للمقهى الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من يومي
جلست على طاولتي المعتادة ..
لم يأتي النادل لأخذ طلبي ..
ليس لسوء خدمة أبدا
فقد حفظ الزبائن حتى طلبي المعتاد ..
: كعكة شوكولاة .. وجريدة !
لم ألبث وصل طلبي ..
فتحت الجريدة .. على تلك الصفحة التي أعشق ..
الصفحة المؤلمة مسحتها بكفي ووضعت الوردة ..
ثم لففت الجريدة .. ووضعتها بحقيبتي ..
وبدأت بتناول كعكتي بهدوء ..
ابتسمت بحزن وهمست للنادل الذي لازال يقف بجواري
: أعلم ما يدور بجعبتك من أسئله ..
3 سنوات وأنا أتي في الوقت نفسه نفس الطلب في كل مره !
سأخبرك ..

- وردة رثاء ..
- وجريدة الأموات ..
- وكعكة حناان !
أعتلى الإستغراب ملامحه ..
ابتسممت بألم
وقلت: طالما أنك لم تعش الحرب فلن تفهم مطلقا !
استقمت وابتسمت قائلا : لن تراني مرة أخرى
رفعت الراية البيضاء ..
أنا اتذكر كل ثانية كل جزء منها ..
لازال ذلك الحدث يقطن بأقوى مكان بذاكرتي ..
الآن ادركت أنه لا فائدة من رحيلي أبدا ..
فأنا لم أنسى حنان ..
وشعرت بألم أضعاف ما كنت سأشعر به لو كنت هناك وأراهم يموتون امامي
.. سأظل ضعيفا ..
أعض اصابع الندم ..
لا أحسن التفكير مطلقا
فقد مات الجميع ..
ابي وامي واخوتي ..
انتهى كل شيء
وكل ما أوهمني الرحيل بأنني سأتخلص منه عاد أضعافا مضاعفة
.. ألم .. ندم .. وخليط إنكسار لذا سأعود ..
ربماا أجدهم بإنتظاري ..
أوربما أنا من سيذهب إليهم .. !

- تمت -

حنااايا..الروح
30-11-2015, 09:11 AM
قصة مؤلمة
كل الشكر لك والتقدير على الانتقاء

نوارة الكون
01-12-2015, 09:34 AM
قصة مؤلمة
كل الشكر لك والتقدير على الانتقاء


كل الشكر لج غاليتي اسعدني مرورج


ربي يعطيج العافيه

نديم الماضي
01-12-2015, 03:23 PM
قصه رائعه نوارة
بارك الله فيك ع تواصلك الرائع...

رايق البال
02-12-2015, 09:49 PM
هلا فيك نواره ..
قصه جدا مؤلمه رغم روعتها
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..

نوارة الكون
04-12-2015, 08:50 AM
قصه رائعه نوارة
بارك الله فيك ع تواصلك الرائع...


كل الشكر لك اخوي اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه

نوارة الكون
04-12-2015, 08:51 AM
هلا فيك نواره ..
قصه جدا مؤلمه رغم روعتها
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..


كل الشكر لك استاذي الفاضل اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه

الشيخه الفلانيه
06-12-2015, 02:48 PM
،







قصه جميله ;
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً :) !