المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفلي الوحيد



نوارة الكون
07-12-2015, 09:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله.


بعد عناء يوم شاقٍ من العمل , يعود الأبّ إلى المنزل ويخلد إلى النوم لفترة قصيرة وينهض بعدها ويتّجه إلى غرفة الجلوس يتصفّح الصّحف اليومية التي لا يجد لها الوقت الكافي في عمله , بينما تقوم الأمّ بإعداد الشاي والذي يُفضلان تناوله في هذا الوقت من كلِّ يومٍ , هدوءٍ تّام يلفّ أجواء الغرفة , لا يكسره إلا صوت طفلهما الوحيد ذي السنتين والنصف من عمره , فتارة يصرخ لكلِّ ما يُثيره , وتارة يتسلّق الطاولات وكراسي الجلوس , وينزع الصحيفة من يدِ أبيه , وتارة أخرى يرتمي في أحضان أمّه حيث يشعر بالحنان والأمان , كيف لا , والأمّ كلّها أنهار متدفّقة من الحنان والأمان .

الطفل يتمتّع بنشاط حركي وذهني , ومحبوب من قبل الأقارب والمعارف , استحوذ على حبّ الكلِّ , فلا يكاد يمرّ يوماً , إلّا وهناك من يسأل عنه , ذو وجهٍ جميل , يقع حُبّه في قلب كلُّ من يراه , لا يتنكّر لأحدٍ , وكان أكبر هديّةً لوالديه , فقد ملأ حياتهما بسعادة لا توصف ولا تفوقها سعادة أخرى .

قدمت الأمّ من المطبخ تحمل الشاي , وترمق ابنها بنظرات مصحوبة بابتسامة , وتتجنّبه خشية وقوع صينية الشاي فوقه , جلست الأمّ في مكانها المخصّص والذي تستطيع منه أن تراقب ابنهما , وقالت وهي تناول الأبّ كوب الشاي , ألا ترى أنّه من المناسب أن نذهب غداً إلى المركز التجاري , فغداً هو عطلة نهاية الأسبوع , لنتسوّق , وخصوصاً أنّ هناك نقص في مستلزمات الطفل , وكذلك نُروّح عن أنفسنا , وعلى الفور وافقها زوجها على رأيها , واستحسن الفكرة , إذ أنّه في أشدِّ الحاجة لذلك , وأيضاً لأنّ منزلهما يقع في ضواحي المدينة لينعما بالهدوء والاستقرار بعيداً عن صخب المدن .

والمركز التجاري يقع في قلب المدينة , تمّ إنشاؤه حديثاً , وروعيَ في تصميمه اختيار أحدث أنماط البناء , ويحتل مساحة واسعة , وأدوار متعددة , وممرات كثيرة , تمثّل شبكة عنكبوتية تجعل من الصعب التجول داخله دون تتبّع الخرائط الإرشادية الموجودة في كل نقطة تتفرّع منها ممرات المركز , وفي كلّ دور من أدواره , مما جعل الكثير من سكان المدينة والساكنين خارجها يرتادوه بشكل مستمر , إذ يوفّر جميع مستلزماتهم , كما أنه يمثّل نقطة التقاء للجميع , لوجود المقاهي والمطاعم ومناطق ألعاب الأطفال , ثمّ تناولوا وجبة العشاء وخلدوا إلى النوم جميعاً .

في اليوم التالي صباحاً وهو اليوم الأول من عطلة نهاية الأسبوع وبعد أن استيقظوا , وفرغوا من تناول وجبة الإطار استعدّت الأسرة لهذه الرحلة القصيرة , فالأبّ جهّز السيارة للانطلاق بعد أن تأكد من وجود كل المتطلبات اللازمة وخصوصاً عربة الطفل , وأتت الأمّ تحمل طفلها , وكذلك حقيبتها اليدوية بعد أن تأكدت من كلّ احتياجات طفلها أثناء التسوّق , وركبت السيارة وانطلقوا إلى المركز التجاري .

في الطريق والطفل في أحضان أمّه تبدو عليه علامات الفرح والسرور , يتأمل كل ما يراه , ينطق ببعض الكلمات المضحكة , وسعادة والديه لا توصف , فرغم أنّهما في حاجة إلى هذه الرحلة , إلا أنّهما في قرارة نفسيهما هو إدخال السعادة والسرور على نفس هذا الطفل , ولكن شيءٌ خفيِّ يساور مشاعر الأمّ من هذه الرحلة , ومع ما يشعر به طفلهما من سعادة حاولت أن تتجاهل ما يساورها .

وصلوا إلى المركز , وأوقف الأبّ السيارة داخل المواقف المخصّصة بصعوبة كبيرة نظراً لكثرة الزائرين في هذا اليوم من عطلة نهاية الأسبوع , ونزل الأبّ واتّجه إلى صندوق السيارة الخلفي وأخرج عربة الطفل , في حين نزلت الأمّ من السيارة وهي تُعاني من شقاوة ابنها , والذي يرغب في الانطلاق , إلا أنّها وضعته في العربة وانطلقا إلى داخل المركز .

كان المركز كبير جدّاً يعجّ بالناس على مختلف أشكالهم وأعمارهم , ودوي أصواتهم تصطدم بجدرانه التي تعيد صداها , والطفل فرحٌ بهذه الرحلة يقّلب عينيه يمنة ويسرة , مشدود الانتباه لكلّ ما تقع عيناه عليه .

قرّرا الأبّ والأمّ الصعود إلى الدور الخامس لوجود كل المتاجر التي تُعنى بحاجيات الأطفال , وكذلك قربهم من منطقة الألعاب والمطاعم والمقاهي , فبعد الانتهاء من التسوّق سوف يأخذون الطفل إلى الألعاب , ومن ثَمَّ يقضيان باقي الوقت في أحد المقاهي أو المطاعم , ووصلوا جمعياً إلى وجهتهم , وهنا غادر الأبّ هذا الدور ليتمكّن من شراء بعض المستلزمات الخاصة بالمنزل من أماكن أخرى داخل المركز , تاركاً الأمّ وطفلها .

دخلت الأمّ إلى أحد المحال التجارية , وتركت ابنها في العربة قريب من باب المحل , وتحت ناظريها , ولم تلاحظ أنّ حزام ربط الطفل لم يكن مشدوداً بما فيه الكفاية , فلم يجد الطفل ما يعيق تحرّره من هذه العربة , وانطلاقه بحريّة تامة , فتحرر من هذه القيود واستطاع أن ينزل من العربة , ووقف برهةً , وهو يتأمل ما حوله ثمّ أطلق العنان لرجليه خارجاً من المحل إلى حيث لا يعلم , والأمّ منهمكة في اختيار ما يحلو لطفلها من الملابس والمستلزمات وهي محتارة ما بين هذا وذاك من الأصناف , مما جعلها تغفل عن ابنها , ونظرت في اتجاه العربة , فحملقت بعينيها مع شهقة قويّة استرعت انتباه كل من في المحل وصاحت بصوت متقطع وخائف : سمير وهو اسم الطفل !!! وبدأت ضربات قلبها تزداد وخرجت من المحل مسرعة وملقية بكلّ ما في يديها تبحث عن ابنها , ولكن من أين تبدأ ؟

لقد كان هذا المحل على زاوية إحدى الممرات وفي بدايته , وأمامها أكثر من ممر تتفرع من المساحة التي تبدأ كالموزّع لجميع الممرات , فأيُّ الممرات سلكه الطفل , وفي أيِّ اتجاه ذهب , وهل دخل إحدى المحال الأخرى ؟ أم انطلق في ممر آخر , كلّ هذه الأسئلة تعصف بذهن الأم مما شلّ تفكيرها , وانطلقت تبحث عنه يمنة ويسرة تدفع بالعربة أمامها وكلّ ما رأت طفلاً تتمعّن بالنظر إليه , وتنادي : سمير .. سمير , وتسأل هل من أحدٍ رآه , ولكن دون جدوى .

أخرجت هاتفها من حقيبتها تريد الاتصال بالأبّ , وإذا بهاتفها منطفئ لا يوجد به طاقة كهربائية , والسبب أنّ سمير قد نزع الكيبل من جهاز الهاتف قبل أن ينام ولم تتأكد الأم من ذلك ولأنّه أيضاً لم يكن هناك ما يستدعي لاستخدام الهاتف , هنا توقّف عقلها عن التفكير وأصبحت حالتها تسوء , ولم تعد ترى أمام عينيها إلا سمير , ولكن أين هو , وبدأت الهواجس والظنون تخيّم على تفكيرها وخوفها يزداد شيئاً فشيئاً , وتسترجع ذلك الشعور الذي ساورها أثناء انتقالهم بالسيارة , ولم يطرأ عليها أن تبلّغ عنه رجال الأمن في تلك اللحظات لأنّ لديها بعض الأمل في أنّها قد تجده .

طالت فترة البحث عن سمير مما أنساها أيّ تصّرف قد تُقدم عليه , وانطلقت تجوب الممرات , هائمة بجسمها الذي بدأ يرتجف وحرارته آخذة في الازدياد , واستمّرت على هذا الحال , واسودّت الدنيا في عينيها فأصبحت ترى المركز بمحاله التجارية كأطلال الماضي , اختفت كلّ معالم الجمال منه , وسارت كالتائهة في ظلام دامس , لا أحد يعلم بما تعانيه من العذاب على ضياع ابنها , ولم تعلم كم هو الوقت الآن وكم مضى منه وهي تبحث عن سمير, وبدأت تنهار داخليّاً مستسلمة لفقدان الأمل في أن تجد فلذّة كبدها , وشعرت بأنّها للسقوط على الأرض أقرب منها إلى الوقوف والاستمرار في البحث , فقد كان هذا آخر الممرات الموجودة في هذا الدور من المركز والذي تبحث فيه الآن بعد أن أكملت البحث في الممرات الأخرى , وتكبّدت من الآلام الكثير .

استمرت في السير , وقبل أن تصل إلى نهاية الممر وهي تجاهد نفسها وقد أخذ منها التعب ما أخذ , لاح لها في الأفق بصيص من الأمل , فكأنّها رأت سمير في نهاية الممر , وبدأ السواد ينجلي من أمام عينيها , والنشاط بدأ يدّب في جسمها , فأسرعت الخطى في نفس الاتّجاه , وكلما اقتربت ازدادت صورة ابنها وضوحاً , نعم إنّه سمير , هو سمير , واقتربت أكثر فأكثر, وفجأة تسمّرت في مكانها ,لا تصدّق ما تراه عينيها , من هول المنظر , وما بين مصدّقة ومكذّبة , فكيف العمل ؟

سمير ما إن تحرّر من قيود العربة حتى انطلق يجول في أحد الممرات وبسعادة غامرة , وابتسامة بريئة , كلّ من رآه لا يعتقد بأن الطفل تائه عن والدته , بل الجميع يجزم بأنّه لا يزال تحت نظر والديه , وخطت به قدماه إلى نهاية الممر الذي ينتهي بحاجز زجاجي يحيط به إطار معدني مطلي بمادة الكروم يتفرع منه قضبان تجميلية على الزجاج , هذا الإطار والقضبان شدّت سمير ليقوم بتسلّق الزجاج واستطاع أن ينجح في مغامرته , وصعد إلى الأعلى , واستقر في مكانه ممتطى الإطار , ورجليه متدليّة على الجانبين وكأنّه يمتطي جوداً , وهذا ما جعل الأمّ تتسمّر في مكانها , في حين أنّ عدد من الناس المتواجدين حوله يتأملون المنظر دون أن يقوموا بأدنى مجهود لإنزال الطفل من على الحاجز , والسبب أنّ أيُّ حركة قد يقوم بها الطفل تؤدي إلى سقوطه .

صاحت الأم : سمير , وانتبه الطفل إلى مصدر الصوت , إنّها أمّه فاستطاع أن يميّز صوتها من بين الأصوات , التفت إليها وبرقت عينيه وابتسم ثمّ نادى : ماما , مع رفع يديه , وحدث ما كان يخشاه الجميع , ما إن رفع يديه حتى اختل توازن الطفل وسقط في الهاوية أمام عيني أمّه التي أطلقت صرخةٌ دوّت في أرجاء المركز , ورأت المنطقة المحيطة بها تدور ووقعت على الأرض , لم يتبقى في ذهنها سوى صورة ابنها , وصراخ النساء وأصوات الرجال وهي تتلاشى تدريجياً ما بين التأنيب على ترك الطفل بمفرده وانتقاد كلّ من شارك في تصميم هذا المركز بهذه الطريقة .

انتشر الخبر في المركز كانتشار النار في الهشيم , ووصل رجال الإسعاف بطاقمين , فالطاقم الأول حمل الطفل إلى سيارة الإسعاف في انتظار الطاقم الثاني الذي اتّجه إلى الأعلى وحمل الأمّ على النقّالة وانطلقوا إلى المستشفى , ثمّ انتشر رجال الأمن , واستدعيت الجهات الأمنية , للتحقيق في هذه الحادثة الأليمة التي أثّرت على جميع مرتادي المركز وخلّفت ذلك الأثر السيئ في نفوسهم .

الأبّ لم يكن بأحسن حالاً من الأمّ , فما أن عرف بسقوط ابنه حتى انهارت نفسيّته واستسلم للقضاء والقدر , ويجد صعوبة في استيعاب ما حصل , وكيف حصل , وأين أمّه عنه , ويلوم نفسه في تركهما لوحدهما , ولكن كلّ ذلك لا يفيد فقد حدث ما حدث , إلا أنّ الجهات المعنيّة في المركز قاموا بعمل كلّ ما يجب عمله , وهدأت حالته عندما علم بأن زوجته وصلت إلى المستشفى , وهي في حالة إغماء كردّة فعلٍ طبيعية , وأنّها تحت العناية في المستشفى , وسوف يلحق بها للاطمئنان عليها بعد الانتهاء من بعض الإجراءات اللازمة .

نُقلت الأمّ المكلومة إلى المستشفى فاقدة الوعي , إن لم تكن دخلت مرحلة الغيبوبة , وأُدخلت غرفة العناية المركّزة لعدة ساعات , ثمّ غادرتها بعد أن استقرت جميع وظائف جسمها وزال عنها خطر الوقوع في غيبوبة طويلة , وبقيت في المستشفى يزورها زوجها , والأطباء نصحوا بعدم محاولة إزعاجها أو التحدّث معها , فكان يُلقي نظرة عليها ويغادر المستشفى , ولم يتّخذ إيّ إجراء حول الطفل حتى تفيق زوجته , فإنّها في نظره هي المتّهمة والمتسبّبة بوفاة سمير, والأمّ بقيت على حالها في المستشفى فاقدة الوعي لأيام قليلة .

في أحد الأيام والأمّ في حالها الذي لم يتغير , حدث شيء غريب , فتحركت الأمّ , وبدأت تتنفّس بصعوبة , شعرت أنّها مخنوقة , وأنّ شيء ثقيل يضغط على صدرها , وفيما هي تقاوم عاد إليها وعيها قليلاً مما جعلها تستعيد في تلك اللحظة منظر سقوط طفلها المؤلم , واستمرت في مقاومة ذلك الضغط الشديد , وهي ترزح تحت وطأته , والضغط بدأ يصل إلى رقبتها , وكأن هناك من يطوّق رقبتها , ويُطبق على شفتيها فلم تستطع أن تصرخ !!!! ولسان حالها يقول : ألا يكفي ما حلّ بي من مصيبة حتى أتعرّض لهذه الآلام والضغوط , هل يُعقل أنّ هناك من يريد الانتقام مني , ألا يسعهم الانتظار حتى تتحسّن حالتي , ومع كلّ هواجس الانتقام التي اجتاحت ذهنها , فإنّها تعزو ذلك لفقدان ابنها , قد يكون زوجها فقد صوابه , ولم يحتمل فقرر الانتقام على طريقته , ومع كلّ ذلك استطاعت أن تفتح عينيها , لترى أمامها مالم يكن في حسبانها ...
























إنّه سمير ... يقبع على صدرها مطوّقاً يديه الصغيرتين حول عنقها يحاول المحافظة على توازنه , وينظر إليها في ابتسامة عذبة , فقد أيقظها من ذلك الحلم المخيف, نظرت إلى سمير وهي ترتجف , واعتدلت في جلستها على السرير , وضمّت الطفل إلى صدرها بكل ما أوتيت من قوّة حتى شعرت بحرارة أنفاسه في رقبتها , وبدأت يديها في التراخي , وأطرقت برأسها قليلاً , ثمّ رفعته وأغمضت عينيها لتنهمر منها تلك الدموع , إنّها دموع الحنان .

التفتت إلى الجنب فإذا بزوجها يغطّ في نومٍ عميق ويعيش أحلامه , فأعتلى وجهها تلك الابتسامة , وتغمرها سعادة لا توصف بهذه النهاية , إذ أنّ كل ما حدث كان مسلسلٌ في حلمٍ مخيف

نديم الماضي
07-12-2015, 07:03 PM
كل الشكر ع الانتقاء
يعطيك العافيه..

رايق البال
07-12-2015, 10:35 PM
هلا فيك نواره ..
سبحان الله فعلا حلم مخيف كان
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت لياليك ..

روح الحلا1
08-12-2015, 08:07 AM
قصة رائعة..
الحمدلله طلع حلم عورني قلبي عالطفل هههههه
ربي يعطيك العافية..

نوارة الكون
08-12-2015, 09:45 AM
كل الشكر ع الانتقاء
يعطيك العافيه..


كل الشكر لك اخي الفاضل اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه

نوارة الكون
08-12-2015, 09:45 AM
هلا فيك نواره ..
سبحان الله فعلا حلم مخيف كان
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت لياليك ..


كل الشكر لك استاذي الفاضل اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه

نوارة الكون
08-12-2015, 09:46 AM
قصة رائعة..
الحمدلله طلع حلم عورني قلبي عالطفل هههههه
ربي يعطيك العافية..

كل الشكر لج غاليتي اسعدني مرورج


ربي يعطيج العافيه

حنااايا..الروح
08-12-2015, 11:24 AM
قصة جميلة
الأطفال هم زهور الحياة
كل الشكر والتقدير لك

نوارة الكون
09-12-2015, 11:20 AM
قصة جميلة
الأطفال هم زهور الحياة
كل الشكر والتقدير لك
العفو
ومشكوره ع المرور اختي
دمتي في حفظ الرحمن

عملاق الشعر
10-12-2015, 08:38 AM
نوارة


قصة جميلة جدا اختي


سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي