المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسيا زوجة فرعون



نـــــــقــــــــاء
14-12-2015, 07:28 PM
سجَّل لنا القرآنُ الكريمُ الأحداثَ الحاسمة في حياةِ آسيةَ رضي الله عنها: لحظةَ استقبالِهَا لنبيِّ الله موسى وترحيبِها به في قصرها ليعيش في كنفها، وحرصها على رعايته باستئجار من ترضعُه حتى عاد إلى أحضان أمِّه. قال تعالى «وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ» «فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ».. سورة القصص.

وفي سورة طه (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي).. أليس من العجيبِ أن يُربَّى في بيتِ طالبِهِ؟ وأن تكون المرضعِة المُستأجرة -هي الأمُّ الحقيقيةُ، ترضعُ ولدَها وتأخذُ الأجرَ على ذلك؟ إنها أقدارُ اللهِ، وهكذا كان لهذه الصِّدِيقَةِ دورٌ مهمٌّ في حياة موسى عليه السلام، فلقد ربَّته وغذَّته وأحاطته برعايتها وَشِمَلَتْهُ بعطفِهَا وحنانِها، ثم يطوي السياقُ ذكرَها لينقل لنا مرحلةً أخرى في حياةِ هذه المرأةِ ويضربَ بها المثلَ في الصلاح والتُّقى والبراءة من الظلمِ وأهلِهِ، والنفورِ من الطغاة، والرغبة الصادقة في هجرِ هذه الحياةِ المتْرَفةِ، حياةِ القصورِ الحافلةِ بكلِّ مباهجِ الدُّنيا وزخارفِ الحياةِ، ترغبُ في التخلِّي والتنازُلِ عنْ تلك الأُبَّهَةِ، قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (سورة التحريم - 11).ولقد ضرب الله بها المثل للمرأة الصالحة، الصابرة، الصامدة الثابتة على الحق رغم فساد البيئة من حولها، ورغم ما حولها من الإغراءات والمساومات؛ فهي زوجة فرعون الذي اغترَّ بسعة ملكه وقوة جنده، وهي لم تغتر بكونها ملكة، ولم يصرفها ذلك عن الإيمان بالله عز وجل حين رأت الآيات البينات، فآمنت بالله عز وجل وصدَّقت برسالة موسى عليه السلام، وتبرأت من فرعون وعمله، وسألت المولى عز وجل أن يبني لها بيتا في مستقر رحمته، ويعوضَها عن هذا النعيم الذي ضحَّت به بالنعيم الأبدي والسعادة الحقيقية والمُلك الحقيقي والأنسِ الحقيقيِّ في دار الخلود (إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ )..لقد عبرت الآيةُ الكريمة عن معاناتها ومجاهدتها وصمودها في وجه الطغيان،وصبرها الذي امتدَّ حتى آخر اللحظاتِ في عُمُرِهَا المديدِ لتتوج مسيرتها المباركة بهذا الدعاءِ المستجاب : (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّة) فطلبتِ الجارَ قبل الدارِ، وهل هناك أكرمُ ولا أعظمُ من جوار المليك المقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟قال الإمام القرطبي في تفسيره: «وكانت آسية قد آمنت بموسى، قال أبو العالية وأخرج النسائي بإسناد صحيح، والحاكم من حديث ابن عباس مرفوعًا «أفضلُ نساءِ أهلِ الجنةِ خديجةُ وفاطمةُ ومريمُ وآسيةُ». وأخرج الترمذي والحاكم عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنّ النّبيّ صلي الله عليه وسلم قالَ: «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ ابنةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحمّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ».فالكمالُ ليس حكراً على الرجال وحدهم، وإنما للنساء حظُّهُنَّ من هذه الرتبة العالية،وميدان التنافس في الخيرات والتسابق إلى نيل أعلى الدرجات مفتوحٌ أمام الجميع، فما على المرأة إلا أن تجدَّ وتجتهدَ وتجعلَ قدوتَهَا آسيةَ ومريمَ وخديجةَ وفاطمةَ وعائشةَ وغيرهُنَّ من السابقاتِ الفُضْلياتِ فضلًا عن الاقتداء بالنبيينَ والصالحين.

لاميس
15-12-2015, 06:08 PM
جزاك الله خيرا

ضياء القرآن
19-12-2015, 12:02 PM
السلام عليكم..
هنيئاً لها تمسكها بدينها رغم الظروف القاسية..
جزاك الله خيراً

ابوقيس99
19-12-2015, 02:07 PM
لقد كانت في قمة الملك وكيف لا وهى زوجة فرعون الذي قال
أنا ربكم الأعلى .
ولكنها اختارة المالك على المملوك فأمنت وطلبت الجنه على
ملك الدنيا
فصارت قدوه لنساء الملوك والرعايا
كل الشكر استاذه سنا