المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طنش تعش تنتعش



نـــــــقــــــــاء
14-12-2015, 08:44 PM
طنش تعش تنتعش





شدني سؤال من صديق لي قريب جدا بقوله لما أجدك في كثير من تعاملاتك مع الناس تتغافل كثيرا ولا تخاصم ولا ترد فهل هذا



جبن أم غباء
؟؟؟
قلت له وهل من كثر ما تغابينا ظن الآخرون أننا فالفعل



أغبيــــــــــــــــــــــــــــاء



!!!




" ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي! "




قال تعالى" :



خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
"

قال تعالى : "



وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
"

وقوله صلى الله عليه وسلم : (



إن الله يحب الرفق في الأمر كله
) استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين إذا لم يترتب عليه مفسدة.

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "



لا تظنَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً،وأنت تجد لها في الخير محملاً
"

قال الإمام ابن القيم : "



من أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته، حقاً كانت أو باطلاً، وتكل سريرته إلى الله ..
"

قال الإمام أحمد بن حنبل : "



تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل" وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور
" ..

قال الشافعي : "



الكيس العاقل هو الفطن المتغافل
"

قال الحسن البصري يقول : "



ما زال التغافل من فعل الكرام
"

قال الأعمش : "



التغافل يطفئ شراً كثيراً
"

قال الشاعر :



أحب من الأخوان كل مواتي **** وكل غضيض الطرف عن هفواتِ




إن التغافل عن الأخطاء ليس تأكيدا للخطأ أو عدم اهتمام بل ليس سذاجة ولا غباء ولا ضعف بل هو الحكمة بعينها..
بكل تأكيد



لسنا أغبياء
، لكننا في بعض المواقف نظهر بهذه الصورة برغم أن قناعاتنا عكس ذلك ربما لتسيير الأمور أو للصالح العام وربما خوفاً من فقد المحيطين بنا، نحتاج دائما أن نكون أغبياء حتى نعيش، من قاعدة -



طنش تعش تنتعش
- فلم يعد الماء والطعام والهواء وحدها تكفي للعيش ..
في كثير من الأحيان أتسأل : لماذا نملأ حياتنا بتتبع الأخطاء والإصرار على مناقشتها فنفقد بذلك، دقائق وساعات بل ربما أيام نناقش ونغضب فعندما نتسامح تبدأ الذكرى، وقد سمحنا لتلك الأخطاء أن تتخذ لها مكانا في ذاكرتنا بمناقشتها والبحث في ثناياها، وذهبت أيامنا كلها حزنا في حزن..
والباحث عن السعادة لابد أن يتزود بالكثير من التغافل، فالحياة أبسط من أن نعقدها بالتدقيق في الصغائر ..!




التغافل
: وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور، لـو أدرك كل الناس حقيقة معنى التغافل وأحاطوا بهذا المعنى لأغلقت أبواب كثيرة من الشحناء وسوء العلاقة، فالكل منا يحاول ترميم النفس بالخلق فكيف بهـا وإن كان من أسهل الأمور تغافلنا..
نعم والله التغافل هي العافية بعينها، لأن الناس جبلوا على الخطأ ومن الجهل أن ننتظر من الناس أن يفعلوا ما نريد أو أن يقولوا ما نريد، بل يجب أن نتعامل مع الناس معاملة واقعية مرنه تأخذ في حسبانها طبيعة الناس التي جبلت وتعودت على الخطأ، لذلك الإيمان بأن كل بنو آدم خطاء يقتضي أن نتغافل عن تلك الأخطاء مالم تجر مفاسد، فمذاهب الناس في الخطأ مختلفة، ولكن مهما ابتعدت أو اقتربت، اجعل من نفسك أعمى واصم، وتغافل عن الخطأ ولا تفكر في الوقوف عند الخطأ وتعاتب فان كثرة العتاب تنفر وتفرق، ولا تنسى ان تلتمس العذر وتحسن الظن وتقبل الاعتذار، بالرغم أن الكثير منا يدقق وينقب في كل شيء..




أقولها بكل صراحة وبساطة
: لا يخلو شخص من نقص بل من المستحيل يجد كل ما يريده أحدنا في الطرف الآخر كاملاً، كما أنه لا يكاد يمر وقت دون أن يشعر أحدنا بالضيق من تصرف عمل الآخر، ولهذا على كل واحد منا تقبل الطرف الآخر كما هو والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات، أو طبائع، ثم إن تغافلك يعينك على تقديم النصح بقالب غير مباشر، من باب : إياك أعني واسمعي يا جاره، ومن باب : ما بال أقوام، وربما كان ذلك أبلغ للنصح..
أما التغافل عن ما لا يعني فهو العقل بعينة .. وقال أحد الحكماء : لا يكون المرء عاقلاً حتى يكون عما لا يعنيه غافلاً..




ومضة:




" الحل بكل بساطه فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، فكثرة العتاب تفرق الأحباب "





التغافل فن لا يتقنه سوى الأذكياء ...!!!!!!

صدى صوت
15-12-2015, 02:00 PM
يا سلام .. كلام في غاية الروعه ..
يعطيك العافيه اختي سناء

نور العيون 2013
15-12-2015, 02:24 PM
كلام راائع جدا...

يعطيك العافية عزيزتي