المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شجاعة وثبات



حنااايا..الروح
05-01-2016, 11:26 AM
أرسل "ألفونسو السادس" حاكم "قشتالة" وزيرًا يهوديًا على رأس وفد إلى إِشْبِيلِيّة لأخذ الجزية كالمعتاد،
فذهب الوفد إلى المعتمد على الله بن عباد
وحين أخرج له الجزية وجد الوزير اليهودي يقول له متبجحًا: إن لي طلبًا آخر غير الجزية


فتساءل (المعتمد على الله) عن هذا الطلب
وفي صلف وغرور وإساءة أدب أجابه الوزير اليهودي بقوله: إن زوجة "ألفونسو السادس" ستضع قريبًا، وألفونسو السادس يريد منك أن تجعل زوجته تلد في مسجد قرطبة.


تعجب المعتمد على الله وسأله عن هذا الطلب الغريب الذي لم يتعوده
فقال له الوزير اليهودي في ردّ يمثل قمّة في التحدي ولا يقل إساءة وتبجحًا عن سابقه: لقد قال قساوسة "قشتالة" لألفونسو السادس إنه لو ولد لك ولد في أكبر مساجد المسلمين دانت لك السيطرة عليهم.


فأخذت الغيرة المعتمد على الله، فرفض هذا الطلب المزري ووافق على دفع الجزية فقط،
فما كان من الوزير اليهودي إلا أن أساء الأدب وسبّه في حضرة وزرائه. وبنخوة قام المعتمد على الله وأمسك بالوزير اليهودي وقطع رأسه،
ثم اعتقل بقية الوفد، ثم أرسل رسالة إلى ألفونسو السادس مفادها أنه لن يدفع الجزية ولن يحدث أن تلد زوجتك في مسجد قرطبة.


جنّ جنون ألفونسو السادس، وعلى الفور جمع جيشه وأتى بحدّه وحديده،
فأحرق كل القرى حول حصن إِشْبِيلِيّة الكبير، وحاصر البلاد، وطال الحصار
فأرسل إلى المعتمد على الله: إن لم تفتح سأستأصل خبركم.
طاول "المعتمد على الله" في التحصن خوفًا من نتيجة فكّ هذا الحصار، وفي محاولة لبثّ الهزيمة النفسية في قلوب المسلمين
والفتّ في عضدهم أرسل ألفونسو السادس رسالة قبيحة أخرى إلى المعتمد على الله بن عباد
يقول فيها: إن الذباب قد آذاني حول مدينتك، فإن أردت أن ترسل لي مروحة أروح بها عن نفسي فافعل.


يريد وبكل كبرياء وغرور أن يخبره أن أكثر ما يضايقه في هذا الحصار هو الذباب أو البعوض، أما أنت وجيشك وأمتك وحصونك فهي أهون عندي منه.
فأخذ "المعتمد على الله بن عباد" الرسالةَ وقلبها وكتب على ظهرها ردًا وأرسله إلى "ألفونسو السادس"...
لم يكن هذا الردّ طويلًا، إنه لا يكاد يتعدى السطر الواحد فقط
وما إن قرأه "ألفونسو السادس" حتى تَمَلّكهُ الخوف والرعب والفزع وأخذ جيشه، ورجع من حيث أتى..


فحين أرسل "ألفونسو السادس" رسالته المهينة إلى "المعتمد على الله بن عباد" يطلب منه متهكمًا مروحةً يروّح بها عن نفسه،
أخذها "المعتمد على الله" وقلبها ثم كتب على ظهرها:


والله لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من المرابطين.

نوارة الكون
06-01-2016, 07:26 AM
سلمت يمناج غاليتي
انتقاء جميل وتواجد اجمل
دمتي في حفظ الرحمن ورعايته

رايق البال
06-01-2016, 08:28 AM
هلا فيك حنايا ..
قصه جدا رائعه وتوضح مدى قوة المسلمين وحكامهم في ذلك الزمن الجميل
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت صباحاتك ...

نديم الماضي
06-01-2016, 11:45 AM
انتقاء رائع وقصه جميله
بارك الله فيك

القيصـــــر
07-01-2016, 09:43 AM
كانوا عُظماء
الله يرحم أبطال الإسلام
ألف شكر وتقدير على الطرح ،،

عملاق الشعر
09-01-2016, 01:18 AM
حنايا


قصة جداا رائعة اختي



سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي