المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يـا رفـيـقــي .. خُـــذ سِـــلاحــكَ واتـبـعــني ( 1 ــ 3 )



ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
28-09-2014, 11:39 PM
يـا رفـيـقــي .. خُـــذ سِـــلاحــكَ واتـبـعــني ( 1 ــ 3 )

هذه المرأة العربية التي سأسرد قصتها لن أحدد بالضبط من أي صوب عربي هي ؛ فليس هذا باعتقادي هو المهم .. فهذه المرأة على الرغم من أن حكايتها التي سأرويها لكم حكاية حقيقية ويعرفها الكثير من القراء العرب والناس بشكل عام ــ على الرغم من ذلك إلا أنها ــ أي هذه المرأة ــ يمكن أن تجد مثيلا لها وتراها على طول مساحة خارطة الوطن العربي الكبير الممتد من الخليج إلى المحيط في زماننا هذا وواقعنا هذا بالرغم من تباعد الأمصار والأقاليم العربية واختلاف ظروف المعيشة والأحوال نسبيا .
وحكاية هذه المرأة العربية أرويها لكم في هذا المقال بحسب التحقيق الصحفي الذي قرأته في إحدى المجلات العربية ( للأسف الشديد التحقيق قديم جدا ربما عمره الآن يقترب من الخمسة عشر عاما ولا أتذكر حتى اسم المجلة التي نشرته ومع الأسف الشديد ضاعت نسختها ولم أعثر عليها ضمن المجلات والصحف والدوريات التي لدي وأعتقد إن لم تخني الذاكرة بأنها مجلة خليجية شهيرة ) ..
أسرة عربية مسلمة محترمة ومحافظة من قطر عربي شقيق متوسطة الحال ومستورة الجانب .. تعلم أبناؤها وتخرجوا وأصبحوا منهم من يعمل ومنهم من يبحث عن عمل وواحد من هؤلاء الذين يبحثون عن عمل شاب خريج ثانوية عامة لم تسعفه النسبة المئوية التي حصل عليها ليلتحق بالجامعة أو بأي كلية أو معهد ، وآل به الحال أن يعمل في محل لبيع أشرطة الفيديو والكاسيت ودائما بعد إنتهاء العمل يذهب ليسهر مع رفاقه في نوادي الليل واللهو والرقص إلى ما بعد منتصف الليل ويعود إلى البيت والله يعلم شكل وحال عودته .. الأم تنصح والأخوة ينصحون والأهل ينصحون ويعظون ولا فائدة معه .. ضلال في ضلال وانحراف في إنحراف وعناد في عناد على باطل .. وزاد من عمى هذا الشاب الضائع والممزق أنه لم يجد من يتلقفه أو يعتني به ويأخذ بيده في هذه المرحلة السنية الخطيرة على أي شاب خريج ثانوية عامة حيث المراهقة وما فيها من اضطراب مزاجي ومن متغيرات سيكيولوجية وفسيولوجية وتصادم وصراع في الفكر والقلب والقيم والسلوك والاتجاهات ..
وطبيعي أن يخرج من بحر هذا الاضطراب ومن متاهة هذه الضبابية أصوات ( تأكيد الذات ) وصرخة ثائرة متمردة مزهوة بنفسها وبشبابها وعنفوانها كصرخة ( أمينة ) بطلة رواية المرحوم ( إحسان عبدالقدوس ) وهي تقول :
ـــ أنـا حُـــــرة !!
ومن نعيق ( أنا حرة ) هذه خرج الملايين من الشباب والشابات العميان التائهين والسائرين في دروب الحياة بلا هدى ولا كتاب منير .. ومن ( أنا حرة ) هذه تمزقت أسر وتخيبت آمال عائلات .. وبسبب ( أنا حرة ) هذه تشوهت الصورة الجميلة الجذابة لشخصية الشاب الطموح المقبل على الحياة بروح وجسد من فولاذ ، فإذا الواقع غير ذلك .. أنظر حولك في المدن ( والكلام هنا عام يخص الوطن العربي بأكمله ولك أن تجد نماذج صوره في كل قطر عربي بلا إستثناء ) كأنك أمام خنافس لندن أو شوّاذ هامبورج ونيويورك .. شباب في مقتبل العمر تتحسف عليهم وتنحبط من واقعهم بل وتخجل حتى من النظر إلى أشكالهم الشيطانية المنفرة وكأنهم فعلا شياطين : سراويل جينز ممزقة .. سلاسل ذهبية وفضية حول الأعناق .. أوشام غريبة على الأذرع والسيقان والصدر وظهر كف اليد .. أقراط نسائية على الآذان .. تسريحات شعر آخر موضة غريبة أشبه بتقاليع جماعة ( الهيوبيلز ) .. أساور مطاطية حول المعصم .. هذا غير ما يلبسون من فانيلات وقمصان لا ترقى إلى الذوق أبدا وعليها أشكال وغرائب من الصور والكلمات لا أدري ما أسميها أو كيف أفسرها سوى بالقول ذوق من لا ذوق له .. وإذا تجرأت وسألت أحدهم : يا أخي لماذا تلبس هذه الملابس وتتزين بهذه الزينة الغريبة عن بلدك وأهل بلدك والتي لا تليق بك كرجل ؟! ينظر إليك شــذرا كأن أفعى لدغته ثم يرفع يديه ويطــوِّح بهما في الهواء وكأنه يستمد القوة من أوهام معتقداته لإبراز موقفه ثم يقول لك بكل زهو وخيلاء :
ـــ يا أخي أنا حُـــر بحياتي !! والموضة الشبابية تتطلب هكذا شكل !!
وينصرف عنك متبرما من سؤالك ويتركك وأنت في حالة ذهول : أيعقل أن يكون هذا الشاب ومن على شاكلته هم الأمل والرجاء وهم ( خير أمة أخرجت للناس ) ؟!
والشاب الآخر التائه إبن تلك المرأة العربية حديث هذا المقال نموذجا آخر لهذا النوع من الشباب الحائر ولكن في شكل مختلف وأجواء مختلفة وإن كان التيار الذي يسير فيه وعليه هو ذاته التيار الشبابي التائه والحائر الدليل فكرا وسلوكا وتوجها .. فبعد فترة من الضياع وسكرة ( الحرية ) المزعومة وإفيونها المدمر وبعد أن كانت حياة هذا الشاب لا صلاة ولا عبادة ولا ذكر ولا استقامة ؛ إذ به يخرج على أهله إنسانا آخر غير الذي عرفوه .. شخص ( مُـلـتـحٍ ) تبدو على ملامحه وسلوكه ملامح الاستقامة وهدوء النفس .. حياة مختصرة جدا في نظامها : من البيت إلى المسجد ومن المسجد إلى البيت لا يزيد .. وإن كانت تلك المسحة الحزينة هي الشيء الجديد والغريب الذي إرتداه وجهه بصورة دائمة مع شرود عميق في التفكير المغلف بالصمت ، وكأنه يحمل على رأسه هموم الدنيا كلها !!
وتفرح الأم وتفرح الأسرة بهذا التغير الكبير الذي حصل لإبنهم وأنه فاتحة خير لصفحة جديدة مشرقة في حياته .. وفي هذه الأثناء كان يتردد على البيت رجل دين غريب عن الأسرة وعن أهل البلدة وهو ذاته الصديق الجديد لذلك الابن الشاب والذي على يديه ( إهتدى الأخير ) إلى الصراط المستقيم .. وكثيرا ما كانت حوارات ونقاشات هذا الرجل المتدين تدور وبإسلوب متقن حول الدين وهموم الأمة ودائما ما كان يذكر ( الـجــهــاد ) والشهادة والشهيد والجنة والنار ويركز على هذه المواضيع بالذات ..
ومن هذه الحوارات والنقاشات والمحاضرات اليومية لهذا الشيخ ( المخلِّص ) ومع أبخرة هذه الصوفية إختفى الشاب فجأة !!
وللحديث بقية إن شاء الله .
بقلمي : ســـعـيد مصــبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

عسل بس مالح
29-09-2014, 08:31 AM
عجبتني القصة وانتظر التكمله

ن الشكيلي
29-09-2014, 08:45 AM
قصة واقعية حكايتها بنا ومنا تسلم ايها الراقي اين ماكنت .كنت هنا

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
29-09-2014, 07:27 PM
عجبتني القصة وانتظر التكمله
أخي الغالي / عسل بس مالح
مساء الورد
ألف ألف شكر أخي على جمال مرورك الذي شرفتني به
ألف ألف هلا بك
دمت بوافر خير

أفتخر عمانيه
30-09-2014, 06:48 AM
شكرا على القصة

تحياتي لك

نوارة الكون
30-09-2014, 07:59 AM
اسعد الله صباحك استاذي الكريم
طرح موفق وقلم راقي ننتظر البقيه ربي يعطيك العافيه

الشيخه الفلانيه
01-10-2014, 06:52 PM
نإيسس , يعطيك العافية *!

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
05-10-2014, 08:41 PM
قصة واقعية حكايتها بنا ومنا تسلم ايها الراقي اين ماكنت .كنت هنا
أخي الغالي الكاتب المتميز / ناصر الشكيلي
مساء العيد
لك عميق الشكر والتقدير على روعة طلتك وجمال ردك
بارك الله فيك أخي
مرورك تشريف
ألف ألف هلا وسهلا فيك
عيدك سعيد

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
05-10-2014, 08:44 PM
شكرا على القصة

تحياتي لك
أختي الغالية الأستاذة الكريمة / أفتخر عمانية
مساء العيد
سرني جدا جدا جمال حضورك هنا
بارك الله فيك وأشكرك بعمق على مرورك الراقي
ألف ألف هلا وسهلا فيك
عيدك سعيد

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
05-10-2014, 08:46 PM
اسعد الله صباحك استاذي الكريم
طرح موفق وقلم راقي ننتظر البقيه ربي يعطيك العافيه
أختي الغالية الأستاذة القديرة / نــوارة الكــون
مساء العيد
لمرورك جمال قلمي يبهج روحي
لك خالص الشكر والتقدير على هذه الطلة الحلوة
ويا ألف ألف مرحب بيك
دمت بخير ومسرة
عيدك مبارك

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
05-10-2014, 08:48 PM
نإيسس , يعطيك العافية *!
أختي الكريمة / الشــــيخـة
مساء العيد
بالغ تقديري وشكري على جمال مرورك هنا الذي أفرح قلبي
يا ألف ألف هلا بيك
دمت سعيدة وعيدك مبارك