المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اب---- للبيع



نوارة الكون
14-01-2016, 07:53 AM
اب---- للبيع


هذه القصة نُشرت في مجلة دار الملاحظة العدد الثاني. بعنوان
"أبـ للبيع"



يروي أحد المدرسين في دار الملاحظة – وهي دار مخصصة للأحداث الذين يرتكبون بعض الجرائم الأخلاقية أو غيرها من الجرائم –
يقول :


من أعجب الحالات التي قابلتنا في ميدان العمل الاجتماعي حالة "حَدَث" كان موجودا في قضية (أخلاقية) فبعد انتهاء مدته في الدار قمت بإبلاغه بانتهائها وأنه سيطلق سراحه في الأسبوع القادم ومطلوب منه إبلاغ أهله في الزيارة لإحضار الكفالة اللازمة.. فانخرط الحدث في بكاء شديد ظننت في البداية أنها دموع الفرح لخروجه من الدار ولكن استمرار البكاء وتعبيرات الحزن والقلق على وجهه جعلتني أتنحي به بعيداً عن إخوانه وأسأله عن سبب ذلك.. فإذا به يقول: لا أريد أن أطلع من الدار.. أرجو إبقائي هنا.. !!


ماذا تقول؟ قلتها وأنا في دهشة.


قال: أريد أن أبقى في الدار , فالدار بالرغم مما بها من قيود لحريتي فهي أفضل من بيت أبي..!!


قلت له : لاشك أنك مخطئ .. فلا يوجد مكان أفضل من منزل الأسرة..


رد قائلا: اسمع قصتي واحكم بنفسك.


قلت : هات ما عندك.


بدأ الحدث ابن الثالثة عشرة يروي قصته
فقال: توفيت والدتي منذ حوالي ثمانية أعوام وتركتني أنا وشقيقة أصغر مني بعامين وبعد وفاتها بعدة شهور أبلغني أبي أنه سيتزوج .. وستكون لي خالة في مقام أمي .. لم أستوعب جيدا لصغر سني هذا الكلام.. وبعد حوالي أسبوع أقام والدي حفل عرس كبير وجاءت زوجة أبي إلى المنزل. عاملتنا خالتي في بداية الأمر معاملة طيبة ثم بدأت معاملتها تتغير بالتدريج فكانت دائمة الشكوى لوالدي كلما عاد إلى المنزل من عمله,,,,


فتقول له: ابنك عمل كذا وابنتك سوت كذا.. ولم يكن أبي الذي يعود مرهقامن عمله لديه استعداد لسماع المشكلات وحلها كما أن صغر سننا وضعف قدرتنا أناوشقيقتي على التعبير لم يكن يسمح لنا بالدفاع عن أنفسنا أما القصص التي تختلقهازوجة أبي وتجيد حبكها وروايتها. في البداية كان أبي ينصحنا وأحيانا يوبخنا.. ثم تطور الأمر مع استمرار القصص والشكاوي إلى الضرب والسباب والإهانات وازداد الأمر سوءا بعد أن رُزق أبي بثلاثة أولاد من زوجته..


وبمرور الأيام تحولت أناوشقيقتي إلى خدم بالمنزل علينا أن نلبي طلبات خالتي وأبنائها فأنا مسئول عن شراء كلما يحتاجه البيت من السوق وشقيقتي مسئولة عن التنظيف والعمل بالمطبخ.. وكنا ننظربحسد إلى أبناء أبي الذين يتمتعون بالحب والتدليل وتُستجاب رغباتهم وطلباتهم.. وكانأبي يشعر أنني أنا وشقيقتي عبء عليه وعلى سعادته، وأننا دائما نتسبب في تكدير جوالبيت بما تقصه عليه خالتي من قصص مختلفة عنا.


وكان رد فعل أبي السباب الدائم لنا، ونعتنا بالأبناء العاقين. وأنه لن يرضى عنا إلا إذا رضيت عنا زوجته وأبناؤه.. كما أطلق علينا النعوت السيئة، وكان الجميع بالمنزل ينادوننا بها حتى كدنا ننسى أسماءنا الحقيقية .. وكنا محرومين من كل شيء – حتى المناسبات التي تُدعى إليها الأسرة
– كنا نُحرم منها ولا نذهب معهم. ونجلس وحدنا في الدار ننعي سوءحظنا.


وهناك حادثة لا أنساها حدثت في الشتاء الماضي.. فقد أحسست بتعب شديدفي بطني وطلبت مني خالتي أن أخرج لشراء خبز للعشاء.. وكانت البرودة شديدة فقلت لهاإنني مريض ولا أستطيع الخروج الآن.. فقالت لأبي إنني أتمارض حتى لا أقوم بما هومطلوب مني .. فانهال أبي علي ضرباً وصفعاً وركلاً حتى سقطت من المرض والإعياءواضطروا إلى نقلي إلى المستشفى عندما ساءت حالتي ومكثت في المستشفى خمسة أيام وعلى الرغم من الألم والتعب فقد استبشرت خيرا بهذه الحادثة وقلت لعلها توقظ ضمير أبي وتجعله يراجع نفسه إلا أنه للأسف استمر على ما هو عليه..


وبدأت بعد ذلك أعرف طريق الهروب من المنزل . والتقطني بعض الشباب الأكبر سناً وأظهروا لي بعض العطف الذي كنت في حاجة شديدة إليه.. ومن خلال هذه المشاعر المزيفة استطاعوا خداعي.. وانزلقت معهم في الانحراف الأخلاقي ولم أكن أدرك بشاعة ذلك لصغر سني وعدم إدراكي .. ثم قُبض علي في قضية أخلاقية وأدخلت الدار، وعرفت فيها مقدار الخطأ الذي وقعت فيه..


وأحمد الله على توبتي..


فهل أنا على حق في بكائي وحزني وتمسكي بداركم أم لا؟


وسكت بعد أن أُثقل ضميري بالحمل الذي ينوء بحمله الرجال فكيف بطفل لم يبلغ مرحلة الشباب؟ ! وتحيرت في الرد عليه.. من الذي جنى على هذا الابن؟ومن المسئول عن هذه المأساة؟


هل هي زوجة الأب التي لم ترع الله في أبناءزوجها؟


أم هو ذلك الأب الذي أنسته زوجته الجديدة عاطفة الأبوة وأبعدته عنالعدل وجعلت منه دمية تحركها بخيوط أكاذيبها وألاعيبها.


وشرد خيالي بعيداوأنا أتخيل لو أن هناك سوقا يختار فيه الأبناء الآباء الجيدين لدفع هذا الحدث كل مايملكه ثمناً لأب جيد.

























ولكن, كم يساوي رجل مثل أبيه الحقيقي في مثل هذاالسوق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سؤال يحتاج منا الى اجابه

رايق البال
14-01-2016, 10:20 AM
هلا فيك نواره ..
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
قصه جدا مؤلمه ومؤثره بالفعل
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت صباحاتك ..

نـــــــقــــــــاء
14-01-2016, 10:22 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله
عندما بجتمع فقد الأم وقسوة الأب تصبح الحياة قاسية

نوارة الكون
14-01-2016, 10:24 AM
هلا فيك نواره ..
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
قصه جدا مؤلمه ومؤثره بالفعل
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت صباحاتك ..



كل الشكر لك استاذي الفاضل اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه

نوارة الكون
14-01-2016, 10:24 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله
عندما بجتمع فقد الأم وقسوة الأب تصبح الحياة قاسية


كل الشكر لج غاليتي اسعدني مرورج


ربي يعطيج العافيه

نديم الماضي
14-01-2016, 12:35 PM
سبحان الله
بالفعل قصه مؤلمه وحزينه
كل الشكر والتقدير ع الانتقاء

❤ رصاصه روسيه ❤
14-01-2016, 11:43 PM
قصه مؤلمه جدا
زوجة الاب نزعت بين الاب وابناءه
والاب ما يقدر يردها في شي


يعطيكي العافيه ~

عملاق الشعر
15-01-2016, 07:17 PM
سبحان الله


نوارة الكون

قصة راائعة ومؤثرة


سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي

نوارة الكون
16-01-2016, 07:40 AM
سبحان الله
بالفعل قصه مؤلمه وحزينه
كل الشكر والتقدير ع الانتقاء


كل الشكر لك اخوي اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه

نوارة الكون
16-01-2016, 07:41 AM
قصه مؤلمه جدا
زوجة الاب نزعت بين الاب وابناءه
والاب ما يقدر يردها في شي


يعطيكي العافيه ~


كل الشكر لج اختي اسعدني مرورج


ربي يعطيج العافيه

نوارة الكون
16-01-2016, 07:41 AM
سبحان الله


نوارة الكون

قصة راائعة ومؤثرة


سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي


كل الشكر لك اخوي اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه

حنااايا..الروح
26-01-2016, 10:07 AM
إختيار موفق
جزيل الشكر لك على الطرح