المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلوب منهكه...



شموس الحق
20-01-2016, 10:17 AM
قلوب منهكه

اعتاد على زيارة تلك الغرفة الكئيبة .. كل صباح .. يقلب كتاب تفسير الاحلام .. منهمك في جمع بقايا ذاكرته .. موحشة صفحاتها .. راى في المنام ما لايراه المستيقظ .. يتذكر كان هناك بارحة امس .. بالقرب منها .. خارج حدود المنطق .. لم يبرح شاطيء الجبيل .. اكل من يدها رمانا وتينا .. كلتاهما تلعبان بالقرب منه .. وتطيران بجناحيهما .. في اروقة المنزل .. مشغول بمحادثة ابيه .. في امر لايتذكره على الاطلاق .. اكد انه لم يصدق ما شاهد .. كان مجرد حلم او رؤية .. كان اقرب للواقع .. كالعادة تترقرق دمعة في مآقيه .. تغلغلت الاحزان في احشائه .. وازهرت اشواكا .. وشوقا .. انهكته تلك الاسوار .. كانها غربة اللاعودة .. جلس بجواري يتامل كتابه .. يسالني .. يستفتيني .. لا استطيع ان افتي رؤياه .. اجهد نفسه في سرد روايته مرة اخرى .. على الرغم من اني كنت سمعتها من قبل .. اصغيت له كما ينبغي .. غمغم بحسرة محزون .. اخبرني عن سحر شروق شمس.. وشواطئ فضية .. اخبرني عن ابجديات الموت .. والفقد والغياب ..اخبرني عن فتيات حالمه .. وليلة سقوط فاطمه .. افلت من سماءه .. ومن بين يديه .. لم يمض طويلا لحقتها غاليته .. رحلت الدانة ايضا .. دون رحمة .. لتوسلات قلوب منهكة .. رحلت الى فردوسها .. كالبراق طارت بجناحيها ..طارتا كالفراشتين .. كان سباتها عميقا .. لم تستيقظ في الصباح .. لم ترحم الاقدار ..في ليلة لم تكن مقمرة .. طارت الى سماء الخلود .. تركتهم وسط زوبعة شتوية .. جدران تصرخ من الفجيعة .. اي عزاء .. اي سرادق تبريء الدموع .. لم يعد للمساء طعما .. وللابتسامات صدى .. اطبق الصمت على الدار ..ذات يوم قرر السفر خارج الحدود .. هربا من الاحزان والالم .. هرب الى تلك الكثبان .. عند واحات النخيل .. ومرابط الخيل .. حينما وصل قبل الغروب .. استقبلوه بقلوب غمرتها السعادة والحب .. نسيم يهب من وراء تلك الكثبان .. وفي المساء .. شعر باشباحا تعدوا.. ووحوشا تنتظر .. لم يبارح مكانه .. تحسبا لعواقب وخيمة قد تعترض طريقه .. شعر بنصل خنجر ينغرس وسط خاصرته.. وضعوا القيود في معصمه .. اقتادوه الى حيث لا يدري .. خلف جدران بالية .. لم يستوعب الامر.. زلزلت عقله وكيانه .. لا يعلم ما يدور حوله .. امطرت السماء حجارة .. تتساقط على راسه .. تعصر قلبه .. بصر اربعة جدران تدور حوله .. اقتلعت الروح .. لحقهم نور عينيه ذات نهار .. وصل هناك .. يتوسل اليهم .. يرجوهم .. دون جدوى ..استعطفهم ..استرحمهم .. دون مجيب .. جمع كل قواه امام تلك العاصفة الهوجاء .. منهكة وعودهم .. لم تشفع له الانسانية والغربة .. خر صريعا امامهم .. سقط امام اعينهم .. سالت دماءه الطاهرة على ترابهم .. اغمضوا عينيه .. واروه التراب .. انتقل الى جوار ربه .. لحق بركب فاطمة والدانة .. لم يرحمه .. ولم يرحم تلك المسكينة .. الوحيدة .. سافر في غمضة عين .. وحينما علمت تلك المسكينة بالامر .. خارت قواها وشهقت .. هوت الى قعر من الظلام .. لم تعد من هول الصدمة كما كانت .. بلا حراك .. عدا انفس تزفر فقط .. سلسة احزان قاتلة .. لم تنته بعد .. خطفته الاقدار.. بين اسوار الالم .. وحكمة السماء .. اي قلب.. اي امل تبقى .. سكنت الاحزان رموش عينه .. واحشاء الروح .. سكنت زوايا جسد تلك الام المسكينة .. رمقته يحني راسه بين قدميه ..تتساقط دموعه .. تتناثر احزانه والامه .. لفت انتباه الاخرون .. للعذاب الوانا في عينيه .. يلهث الياس نحو قطرة ماء .. توقف الزمن .. لعن قطيع العميان .. ولد الامل في عيونهم ميتا..

ابوقيس99
20-01-2016, 10:54 AM
بارك الله فيك استاذ شموس رائعة
وانتقاء جميل

رايق البال
20-01-2016, 12:33 PM
هلا فيك شموس ..
تملك قلما جميلا بالسرد حبذا لو كانت هناك حوارات بالنص
الف شكر لجهدك وابداعك وتفاعلك الجميل
طابت صباحاتك ..

مخِي مآت !
20-01-2016, 01:50 PM
ـ




جمييلةة ،
يعطيك آلعآفية أخي .

نديم الماضي
20-01-2016, 07:49 PM
قصه جميله وتفاعل رائع منك
يعطيك العافيه..

مس ماريانا
20-01-2016, 09:17 PM
قصة جميلة..
ابدعت اخي..
استمر ..
موفق

نوارة الكون
21-01-2016, 09:00 AM
سلمت يمناك اخوي
قلم جميل وتواجد اجمل
دمت في حفظ الرحمن ورعايته