نـــــــقــــــــاء
22-01-2016, 09:34 PM
إن الإهتمام بالشباب قليل، والمهتمين - غالبًا - فاقدين للكفاءة، فينبغي للإرتقاق بفكر الشباب واهتماماتهم؛ أن نرتقي بفهمنا واهتمامنا لهم، وخسارة الشباب تعني خسارة المستقبل،
كنت في الماضي استغرب واستنكر عدم تفاعل الشباب مع النشاطات الفكرية والدينية والاجتماعية، أعني الشباب من المرحلة المتوسطة إلى مرحلة التخرج من الجامعة، إلا أني بعد أن صرت أحضر المحاضرات والندوات وأقرأ الجرائد والمجلات والكتب والكتيبات، اكتشفت سببًا - أظنّه - مهمًا في نفور الشباب من تلك الأنشطة.
جربوا - يا مثقفين - أن تتمثلوا دور شابٍ حديثَ عهدٍ بالثقافة، تفرغوا لقراءة كتيّبٍ أو جريدة أو مجلة، أو احضروا ندوة أو محاضرة، وتخيلوا - حينها - أنكم تتركون الكثير من المغريات «كرة القدم والمصارعة والسيارات و«المغازل» والتسوق والموضة وغيرها الكثير»، ستجدون أن ما يُطرح لا يناسب أفهام الشباب ولا يلامس احتياجاتهم، لا يحل مشاكلهم ولا يجيب عن أسئلتهم، وأساليب الطرح منفّرة ومملة لدرجة أن أحد الشباب كان يقول: عندما أريد النوم أمسك كتابًا لأقرأه فيأتيني النعاس سريعًا!
إني - كشاب مهتم بالفكر وداعٍ للإهتمام به - أخاف من دعوة أصحابي وزملائي لأي ندوة أو محاضرة، أو لقراءة أي كتاب أو مقالة، وأنتقي بحرص ما أدعوهم إليه، وإذا دعوتهم فإني أراقب تفاعلهم وأخشى من مللهم، إذ غالبًا - وبالتجربة - ما تنطبع في أذهانهم صورة سيئة عن مُجمل الفكر والثقافة، وعندها يصير الداعي إلى مثل هذه المنابر والفعاليات الفكرية كالأحمق الذي يريد نفع الناس فيضرهم، يضرهم إذ ينفرهم عن التفاعل مع بقية الفعاليات والمنابر الفكرية التي قد تكون مفيدة وترتقي بفكرهم وحياتهم.
هنا لا تجري قاعدة الصدقة ”أعط ولو قليلًا فإن الحرمان أقل منه“ بل هنا ينبغي أن ننظر إلى مضاعفات وآثار هذا العطاء، إذ قد يكون - وكثيرًا ما يكون - سالب القيمة وبالتالي أقل حتى من الحرمان، أي فلنقل خيرًا أو فلنصمت، فعندما نطرح الشيء المنفر ثم ننعى تخلف المجتمع فنحن كمن «ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له: إياك إياك أن تبتلّ بالماءِ» وسيكون لسان حال الشاب ﴿فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم﴾.
إن الإهتمام بالشباب قليل، والمهتمين - غالبًا - فاقدين للكفاءة، فينبغي للإرتقاق بفكر الشباب واهتماماتهم؛ أن نرتقي بفهمنا واهتمامنا لهم، وخسارة الشباب تعني خسارة المستقبل، والله المستعان.
منقول
كنت في الماضي استغرب واستنكر عدم تفاعل الشباب مع النشاطات الفكرية والدينية والاجتماعية، أعني الشباب من المرحلة المتوسطة إلى مرحلة التخرج من الجامعة، إلا أني بعد أن صرت أحضر المحاضرات والندوات وأقرأ الجرائد والمجلات والكتب والكتيبات، اكتشفت سببًا - أظنّه - مهمًا في نفور الشباب من تلك الأنشطة.
جربوا - يا مثقفين - أن تتمثلوا دور شابٍ حديثَ عهدٍ بالثقافة، تفرغوا لقراءة كتيّبٍ أو جريدة أو مجلة، أو احضروا ندوة أو محاضرة، وتخيلوا - حينها - أنكم تتركون الكثير من المغريات «كرة القدم والمصارعة والسيارات و«المغازل» والتسوق والموضة وغيرها الكثير»، ستجدون أن ما يُطرح لا يناسب أفهام الشباب ولا يلامس احتياجاتهم، لا يحل مشاكلهم ولا يجيب عن أسئلتهم، وأساليب الطرح منفّرة ومملة لدرجة أن أحد الشباب كان يقول: عندما أريد النوم أمسك كتابًا لأقرأه فيأتيني النعاس سريعًا!
إني - كشاب مهتم بالفكر وداعٍ للإهتمام به - أخاف من دعوة أصحابي وزملائي لأي ندوة أو محاضرة، أو لقراءة أي كتاب أو مقالة، وأنتقي بحرص ما أدعوهم إليه، وإذا دعوتهم فإني أراقب تفاعلهم وأخشى من مللهم، إذ غالبًا - وبالتجربة - ما تنطبع في أذهانهم صورة سيئة عن مُجمل الفكر والثقافة، وعندها يصير الداعي إلى مثل هذه المنابر والفعاليات الفكرية كالأحمق الذي يريد نفع الناس فيضرهم، يضرهم إذ ينفرهم عن التفاعل مع بقية الفعاليات والمنابر الفكرية التي قد تكون مفيدة وترتقي بفكرهم وحياتهم.
هنا لا تجري قاعدة الصدقة ”أعط ولو قليلًا فإن الحرمان أقل منه“ بل هنا ينبغي أن ننظر إلى مضاعفات وآثار هذا العطاء، إذ قد يكون - وكثيرًا ما يكون - سالب القيمة وبالتالي أقل حتى من الحرمان، أي فلنقل خيرًا أو فلنصمت، فعندما نطرح الشيء المنفر ثم ننعى تخلف المجتمع فنحن كمن «ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له: إياك إياك أن تبتلّ بالماءِ» وسيكون لسان حال الشاب ﴿فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم﴾.
إن الإهتمام بالشباب قليل، والمهتمين - غالبًا - فاقدين للكفاءة، فينبغي للإرتقاق بفكر الشباب واهتماماتهم؛ أن نرتقي بفهمنا واهتمامنا لهم، وخسارة الشباب تعني خسارة المستقبل، والله المستعان.
منقول