زهرة الأحلام
26-01-2016, 11:35 PM
http://www5.0zz0.com/2016/01/26/22/391983581.jpg (https://www.0zz0.com)
كنتُ أرتشفُ قهوتي على طاولتي المُعتادة .. و على جانبها نافذةٌ اعتدتُ على فتحِها
كُلَ صباح .. كانَ الجوُ غائم و السُحبُ تملئ السماء بِظلمتها ..
جهزتُ حينها دفترَ خواطري ، لِأخطَ حروفيَ اليتيمة .. لِأعبرَ عن ذلكَ الحنين
الذي يحتلُ فؤادي .. و الذي لم أجِد لهُ وسيلةً لِلتخفيفِ مِن وجعهِ سِوى " الكِتابة " !
هاجَ الحِبرُ و الإحساس ، لِأكتبَ أول السطر :
( الاشتياق شيءٌ كالسهمِ يصيبُ القلبَ لِيُدمي .. و يجري في مجرى الدم حتى يرتعشَ جسدي مِن البردِ الذي يُحدثه ...... )
توقفتُ هنيهة لِالتقاطِ مسمعي صوتٌ ذاتَ غرابةٍ .. و لكنني لم أدري ما هوَ ..
قيدتني الحيرة قليلاً ، ثمَ أكملتُ سكبَ الإحساس :
( و أنا يا حبيبي زهرةٌ بعثرتها رياحُ البُعد .. لِتتطايرَ أوراقها إليك .. كما أنني تمنيتُ لو أنها تصلُ إليكَ و تُرسلُ كلماتي و أدمعيَ اللهفى .... )
توقفتُ لِمرةٍ ثانية لعودةِ الصوت الغريب .. / أمعنتُ السمع حتى أدركتُ بأنهُ صوتُ
نايٍ آتٍ مِنَ النافذة .. / كانَ اللحنُ أنيقَ الإحساس و كأنَ عازفهُ فنانٌ مشهورٌ
في البلادِ ، بعثتهُ الحياةُ إلى هُنا لِتهدئ أمواجُ بحرِ قلبي ..
اتجهَ بصري إلى الشجرةِ العملاقة المجاورة لِلنافذة .. كانَ العازفُ المشهورُ يستظلُ تحتَ ظِلها الكريم ..
أسرعتُ في الخروجِ لِأحييهِ على المعزوفةِ التي راقَ لها ذهني و إحساسي ..
وقفتُ على مسافةِ عشرةِ أمتار مِنه .. حينها اعتقلَ قلبي الحُزن و دفنهُ في مقابرَ
بعيدة سحيقة .. لأنَ الفرحَ خطى بِخطواتهِ إليَ .. لأنَ نسيمَ الحُبِ جاءَ ليحملني في حِكايةٍ جديدة مِن حكايات يناير ..
كانَ هوَ ، نعم هوَ .. ذلكَ العازفُ الذي أطربَ مسمعي و أخذَ عقلي بِلحنهِ ..
قد كانَ الحبيبُ الذي ارتجيتُ عودتهُ في خواطري .. آهٌ كم لذتِ الحياة و طابت ثمارُ الشوق ..
تشابكت يدانا كما يفعلُ العُشاق .. و غادرنا المكان لِنمضي و نمضي معاً و نتعدى الحدود .. تساقطت حينها حباتُ المطر و نحنُ في المسير ..
و كنتُ كُلَ ما شعرتُ بِالبردِ القارصِ يُقيدني .. لَمني إلى حُضنهِ الدافئ قائلاً : أخافُ عليكِ حبيبتي !
فَابتسمُ بسمةً لم ترتسم على شفتايَ مِن قبلِ هذا .. و لم تُلامس قلبي حتى لِلحظة
قبلَ هذا .. / و هُنا أنا أرتدي عُمراً آخر .. و كأنني ولدتُ لِأولِ مرة
و كأنني أرى ألوانَ الحياةَ لِأول مرة .. / كذلكَ المسجون بينَ أربعةِ جُدران ، الذي
كانت تُغشي زنزانتهُ ظُلمةً شديدة .. ثُمَ أُطلقَ سراحهُ لِينطلق نحوَ الحياة ..
نحوَ الفرح .. !!
أحسستُ بِشيءٍ يلمُ قلبي بعدما فتحتُ عينايَ مِن نومٍ عميق أسرني و أنا أسطرُ
خواطري على الدفتر .. إحباطٌ ، ألم ، شوق ، و أمل يعتزلُ عن باقي الأحاسيس
لِيحفُر مكانهُ بينَ أجفانِ عيني ..
و قبلَ أن أغادرَ الطاولة .. كتبتُ في آخرِ السطور :
( لا زالتِ الأحلامُ ترتدي نومي .. مُتلبسةً ثوبَ اللِقاء .. و أنا أظلُ ضحيةَ الوجع ..
حاملةً لِلحنين على أرصفةِ الانتظار في سلةِ وردٍ ذبلتْ أوراقها ، و لَن تستعيدَ قِواها
حتى أراكَ قِبالةَ عينايَ .... ) !
و ذهبتُ مِن على الطاولة .. لِأواجهَ الحياة .. و أمضي لِتمضي معي فراشاتُ الأمل فَعسى أن يقُلَ مدى البُعد و نلتقي كما كُنا نتمنى ..
فَأنتَ أيها الحبيب مِنبضُ أشواقي .. !
http://www5.0zz0.com/2016/01/26/22/459551488.jpg (https://www.0zz0.com)
نارٌ مِنَ الاشتياق !
اضطرمت في داخلي ..
و لكنني لا أشعرُ بِحرارةٍ تُلامسُ جلدي ..
فَبردُ شِتاءُ الحنين يجعلُ جسدي
في حالةِ ارتعاش .. و قلبي في حالةِ هذيان ..
يهذي بِكلماتٍ غيرُ مألوفةٍ إلا على العُشاق ..
أمشي على الطريق ..
و خطواتي تتهادى .. و كأنني في حالةٍ سُكرٍ ..
لا أعي ما حولي ..
بل كُلُ ما أدركهُ بأنَ الطريق مُزدحمٌ بِالأشواق
و خيالاتُكَ التي تُدمعُ عينايَ و تواسيها في الوقتِ ذاتهِ !
و أيُها الحبيبُ
الآخذُ قلبي مني إليك ..
كم قعدتُ على أسوارِ البُعد ..
أحسبُ ، كم تبقى منَ الأيام لِيحين اللقاء ..
رُغمَ إدراكي بأنني لن أصل للعددِ المكتوب .. !
و ها أنا ذا أستقمُ بِالألم ، و في الوقتِ ذاتهِ أعي
مِقدارَ الأمل و الصبر الذي يحتلُ قلبي
ليطردَ ميكروبات اليأس ..
آهٌ لو تدري ، بأنَ كُل جزيئةً مني في حالةِ شوقٍ
لم يصل لدرجتهِ أحدٌ بعد .. !
( في أحدِ ليالي يناير الشِتائية .. حينما كانَ الحنينُ يغزو على القلب .. ) !
زهرة الأحلام
26/1/2016
كنتُ أرتشفُ قهوتي على طاولتي المُعتادة .. و على جانبها نافذةٌ اعتدتُ على فتحِها
كُلَ صباح .. كانَ الجوُ غائم و السُحبُ تملئ السماء بِظلمتها ..
جهزتُ حينها دفترَ خواطري ، لِأخطَ حروفيَ اليتيمة .. لِأعبرَ عن ذلكَ الحنين
الذي يحتلُ فؤادي .. و الذي لم أجِد لهُ وسيلةً لِلتخفيفِ مِن وجعهِ سِوى " الكِتابة " !
هاجَ الحِبرُ و الإحساس ، لِأكتبَ أول السطر :
( الاشتياق شيءٌ كالسهمِ يصيبُ القلبَ لِيُدمي .. و يجري في مجرى الدم حتى يرتعشَ جسدي مِن البردِ الذي يُحدثه ...... )
توقفتُ هنيهة لِالتقاطِ مسمعي صوتٌ ذاتَ غرابةٍ .. و لكنني لم أدري ما هوَ ..
قيدتني الحيرة قليلاً ، ثمَ أكملتُ سكبَ الإحساس :
( و أنا يا حبيبي زهرةٌ بعثرتها رياحُ البُعد .. لِتتطايرَ أوراقها إليك .. كما أنني تمنيتُ لو أنها تصلُ إليكَ و تُرسلُ كلماتي و أدمعيَ اللهفى .... )
توقفتُ لِمرةٍ ثانية لعودةِ الصوت الغريب .. / أمعنتُ السمع حتى أدركتُ بأنهُ صوتُ
نايٍ آتٍ مِنَ النافذة .. / كانَ اللحنُ أنيقَ الإحساس و كأنَ عازفهُ فنانٌ مشهورٌ
في البلادِ ، بعثتهُ الحياةُ إلى هُنا لِتهدئ أمواجُ بحرِ قلبي ..
اتجهَ بصري إلى الشجرةِ العملاقة المجاورة لِلنافذة .. كانَ العازفُ المشهورُ يستظلُ تحتَ ظِلها الكريم ..
أسرعتُ في الخروجِ لِأحييهِ على المعزوفةِ التي راقَ لها ذهني و إحساسي ..
وقفتُ على مسافةِ عشرةِ أمتار مِنه .. حينها اعتقلَ قلبي الحُزن و دفنهُ في مقابرَ
بعيدة سحيقة .. لأنَ الفرحَ خطى بِخطواتهِ إليَ .. لأنَ نسيمَ الحُبِ جاءَ ليحملني في حِكايةٍ جديدة مِن حكايات يناير ..
كانَ هوَ ، نعم هوَ .. ذلكَ العازفُ الذي أطربَ مسمعي و أخذَ عقلي بِلحنهِ ..
قد كانَ الحبيبُ الذي ارتجيتُ عودتهُ في خواطري .. آهٌ كم لذتِ الحياة و طابت ثمارُ الشوق ..
تشابكت يدانا كما يفعلُ العُشاق .. و غادرنا المكان لِنمضي و نمضي معاً و نتعدى الحدود .. تساقطت حينها حباتُ المطر و نحنُ في المسير ..
و كنتُ كُلَ ما شعرتُ بِالبردِ القارصِ يُقيدني .. لَمني إلى حُضنهِ الدافئ قائلاً : أخافُ عليكِ حبيبتي !
فَابتسمُ بسمةً لم ترتسم على شفتايَ مِن قبلِ هذا .. و لم تُلامس قلبي حتى لِلحظة
قبلَ هذا .. / و هُنا أنا أرتدي عُمراً آخر .. و كأنني ولدتُ لِأولِ مرة
و كأنني أرى ألوانَ الحياةَ لِأول مرة .. / كذلكَ المسجون بينَ أربعةِ جُدران ، الذي
كانت تُغشي زنزانتهُ ظُلمةً شديدة .. ثُمَ أُطلقَ سراحهُ لِينطلق نحوَ الحياة ..
نحوَ الفرح .. !!
أحسستُ بِشيءٍ يلمُ قلبي بعدما فتحتُ عينايَ مِن نومٍ عميق أسرني و أنا أسطرُ
خواطري على الدفتر .. إحباطٌ ، ألم ، شوق ، و أمل يعتزلُ عن باقي الأحاسيس
لِيحفُر مكانهُ بينَ أجفانِ عيني ..
و قبلَ أن أغادرَ الطاولة .. كتبتُ في آخرِ السطور :
( لا زالتِ الأحلامُ ترتدي نومي .. مُتلبسةً ثوبَ اللِقاء .. و أنا أظلُ ضحيةَ الوجع ..
حاملةً لِلحنين على أرصفةِ الانتظار في سلةِ وردٍ ذبلتْ أوراقها ، و لَن تستعيدَ قِواها
حتى أراكَ قِبالةَ عينايَ .... ) !
و ذهبتُ مِن على الطاولة .. لِأواجهَ الحياة .. و أمضي لِتمضي معي فراشاتُ الأمل فَعسى أن يقُلَ مدى البُعد و نلتقي كما كُنا نتمنى ..
فَأنتَ أيها الحبيب مِنبضُ أشواقي .. !
http://www5.0zz0.com/2016/01/26/22/459551488.jpg (https://www.0zz0.com)
نارٌ مِنَ الاشتياق !
اضطرمت في داخلي ..
و لكنني لا أشعرُ بِحرارةٍ تُلامسُ جلدي ..
فَبردُ شِتاءُ الحنين يجعلُ جسدي
في حالةِ ارتعاش .. و قلبي في حالةِ هذيان ..
يهذي بِكلماتٍ غيرُ مألوفةٍ إلا على العُشاق ..
أمشي على الطريق ..
و خطواتي تتهادى .. و كأنني في حالةٍ سُكرٍ ..
لا أعي ما حولي ..
بل كُلُ ما أدركهُ بأنَ الطريق مُزدحمٌ بِالأشواق
و خيالاتُكَ التي تُدمعُ عينايَ و تواسيها في الوقتِ ذاتهِ !
و أيُها الحبيبُ
الآخذُ قلبي مني إليك ..
كم قعدتُ على أسوارِ البُعد ..
أحسبُ ، كم تبقى منَ الأيام لِيحين اللقاء ..
رُغمَ إدراكي بأنني لن أصل للعددِ المكتوب .. !
و ها أنا ذا أستقمُ بِالألم ، و في الوقتِ ذاتهِ أعي
مِقدارَ الأمل و الصبر الذي يحتلُ قلبي
ليطردَ ميكروبات اليأس ..
آهٌ لو تدري ، بأنَ كُل جزيئةً مني في حالةِ شوقٍ
لم يصل لدرجتهِ أحدٌ بعد .. !
( في أحدِ ليالي يناير الشِتائية .. حينما كانَ الحنينُ يغزو على القلب .. ) !
زهرة الأحلام
26/1/2016