المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتفاضة ثالثة تتولد على أعتاب الأقصى



عطر الاحساس
29-09-2014, 02:22 PM
يسود الشارع الفلسطيني شعور شديد بالإحباط مماثل للحال التي كان عليها في أواخر العام 1999 حين جمّدت العلاقات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كما اليوم، نتيجة لعدم التزام الأخير بما تم الاتفاق عليه في اتفاق أوسلو وما تبعه من اتفاقيات ومفاوضات، مضافة إليه سياسة الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات ورفض الإفراج عن الأسرى، وهي السياسة الإسرائيلية ذاتها السائدة الآن.

وفي ظل هذا الشعور العام بالإحباط والاحتقان الذي تزايد بدخول العام 2000 قام أرئيل شارون في 28 من سبتمبر 2000 بتدنيس المسجد الأقصى والتجوّل في ساحاته، ما أثار غضب الفلسطينيين، فكانت تلك الخطوة بمثابة الشرارة التي بدأت بسببها المواجهات في ذلك اليوم الأمر الذي شكل بداية لانتفاضة دامت قرابة خمسة أعوام، راح ضحيتها 4412 شهيداً فلسطينياً، فيما جرح أكثر من 48322 آخرين.

وليس المسجد الأقصى اليوم بأفضل حالاً عما كان عليه في حينها، لذلك يردّد مراقبون في سياق مقارنة ذلك الماضي بهذا الحاضر القول «ما أشبه اليوم بالغد».

بين مشهدين

تطابق كامل للمشهد الذي سبق انتفاضة الأقصى بهذا السائد اليوم الذي يتربص بالمحبطين في شارع مفخّخ بقنابل موقوتة، نظراً لتفاقم الأوضاع سوءا على جميع الصعد، بعد أن وصلت أشكال الاحتلال عتبات ما تبقى من البيوت الفلسطينية.

غير أن 14 سنة مضت على انتفاضة الأقصى غيّرت الكثير من الوقائع على الأرض وفرضت العديد من المعادلات والمتغيرات الفلسطينية والعربية والدولية التي تؤثر بشكل مباشر في المرحلة الراهنة من الصراع وتتجه نحو انتفاضة يراها البعض على خطى الانتفاضة الشعبية الأولى.

مستبعداً الثانية «المسلحة» مضافاً إليها انتفاضة «دولية» على المستوى الدبلوماسي، فيما يرى آخرون أنه لا يمكن التحكم أو السيطرة على شكلها في ظل الانقسام الفلسطيني السائد، وبرغم هذا الاختلاف فإن الكل يجمع على اقترابها فيما يؤكد آخرون على أنها بدأت بالفعل.

الانتفاضة الثالثة

يشدد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي على أن إسرائيل تريد أن تفرض الخنوع على الشعب الفلسطيني وتحاول أن تدجّن الناس وتمنعهم من الانتفاضة ضدها ومقاومتها، وتريد أن تفرض واقعاً جديداً مضمونه تكريس الضم والاستيطان والتهويد.

مشيراً إلى أن خطاب الرئيس محمود عباس الأخير في الأمم المتحدة كان بمثابة إعلان شهادة وفاة لنهج المفاوضات السابق، مضيفاً: «لا يمكن الاستمرار في الوضع الحالي إلا ببديل استراتيجي جديد عماده المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة وفرض العقوبات وتعزيز الصمود الوطني وتوحيد الصف الفلسطيني وتغيير ميزان القوى لصالح القضية الفلسطينية».

وأشار البرغوثي إلى أن الانتفاضة الثالثة جارية، وتجاوزت مرحلة الشرارة الاولى، مضيفاً «برأيي الانتفاضة بدأت ولكنها تجري بوتيرة أقل من السابق وعلى شكل موجات، ولكنها بدأت ووصلت ذرى فظيعة خلال العدوان على غزة، ولكن الطابع هذه المرة مختلف، بمعنى أنها تجري على شكل موجات ستتصاعد كل يوم».

وأكد البرغوثي ضرورة أن تكون الانتفاضة الجديدة ذات طابع شعبي أساسه المقاومة الشعبية. ورداً على سؤال «البيان» حول القدرة الفلسطينية على التحكم بشكل هذه الانتفاضة قال البرغوثي: «هذا ممكن فقط في حالة واحدة إذا تشكلت ثورة من قيادة فلسطينية موحّدة عبر دعوة الاطار القيادي لتفعيل منظمة التحرير».

انتفاضة لن تتكرّر

وفي السياق ذاته أكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن انتفاضة الأقصى لن تتكرر نتيجة لكون الحقبة الفلسطينية بعد استشهاد ياسر عرفات وبعد انتفاضة الأقصى تقدمت باتجاه إقناع العالم بأن الفلسطينيين جديرون بدولة عبر الطرق السياسية والتفاوضية والدبلوماسية.

وقال زكي: إن نتيجة فشل مساعي السلام الفلسطينية المتكرّرة، كانت مزيداً من الاستيطان والتهويد والسحق للحالة الفلسطينية والشطب لمعالم العروبة في الضفة الغربية إضافة إلى المذابح المتكررة في غزة.

وأشار إلى انه لا أحد يراهن الآن على أميركا ولا على نضج إسرائيل لعملية السلام باعتبارها تزداد تطرفاً وغطرسة وخروجاً على الشرعية الدولية مدعومة بخط أميركا للفوضى الخلاقة وتحويلها المنطقة لدمى تحركها كيفما تشاء خدمة لإسرائيل.

وحول بديل ذلك في إطار خطة عباس لإنهاء الاحتلال قال زكي: «الميدان سيد نفسه لا أعرف بالتحديد إلى أين تسير الأمور ولكن هناك شعب فلسطيني خلق للشدة ولن يرفع يده ويستسلم، وأعتقد بأن المرحلة الحالية ستكون بدايات لعودة الكرامة والحمية الوطنية وقطع كل العلاقات مع إسرائيل بما فيها التنسيق الأمني، ومغادرة مربع التسوية والمفاوضات العبثية التي أمضينا فيها عشرين عاماً من دون نتائج.

واكد زكي أن هناك انتفاضة «دولية» بدأت، وانتفاضة «شعبية» آخذة في التصعيد في الأيام المقبلة حال أن تبدأ الخطوات الجدية للدخول في المعترك الدولي ومقاضاة إسرائيل وملاحقة قياداتها كمجرمي حرب.

استرضاء

المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أوضح أن الظروف الحالية الآن أسوأ من الظروف التي كانت سائدة قبل اندلاع الانتفاضة الثانية، الأمر الذي يزيد من دوافع الانتفاضة الجديدة.

ولكن من ناحية أخرى شدّد عوض على أن الفلسطينيين اليوم ليسوا كما كانوا عليه قبل الانتفاضة الثانية، موضحاً «فهم منقسمون على أنفسهم ومختطفون من أجندات متعارضة مع انقسام يتعمق أكثر واختلاف على شكل أو مرجعية الانتفاضة وأهدافها السياسية.

وأضاف: إن الوضع الدولي غير مستقر والضعف الفلسطيني المتزايد واستمرار المعاناة نتيجة الخسائر الكبيرة للانتفاضة الثانية وانشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية، وإذا جمعنا الصورة كلها تبدو الانتفاضة صعبة جداً، ويمكن القول: الانتفاضة نظرياً موجودة وفعليا غير موجودة».

وعبر عوض عن اعتقاده بأنه سيتم استرضاء القيادة الفلسطينية عن طريق تقديم مبادرات جديدة ووعود جديدة لإيهام الفلسطينيين بأن المفاوضات الجديدة ستأتي بالدولة فضلاً عن الإغراءات والضغوط من اجل احتواء الغضب الذي عبر عنه الرئيس في خطابه في الأمم المتحدة.

85

بلغ عدد حالات اعتقال الفلسطينيين منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 من سبتمبر عام 2000 قرابة 85 ألف حالة، منهم نحو 2500 حالة منذ بدء الحملة الأخيرة عقب اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل في 12 من شهر يونيو الماضي.

وقال عبد الناصر فروانة مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين: إنه تم رصد نحو 10 آلاف حالة اعتقال لأطفال تقل أعمارهم عن الـ18 ولايزال منهم قرابة 250 طفلاً في سجون الاحتلال، ومئات آخرون اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا سن الطفولة ولايزالون في السجن.

اطياف السراب
29-09-2014, 03:20 PM
شكرا جزيلا لك على الخبر

رندويلا
29-09-2014, 06:33 PM
تسلمين بارك الله فيك

والله يعطيك آلعآفيـــةة ع آلخبر

ملك الوسامه
29-09-2014, 07:43 PM
كل الشكر على الخبر اختي

Emtithal
29-09-2014, 07:45 PM
كل الشكر لك