المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التاريخ بين الوهم والاحتفاء



صدى صوت
01-02-2016, 09:08 AM
موسى الفرعي :

ما زال الزمان يأتينا بكل عجيب، وهذه المرة ليس ادعاء تاريخيا بقدر ما هو صدق توقع ما يمكن فعله من قبل الآخر، واستنكار فعل الإعلام العماني الذي يزداد بين حين وآخر في بعض ما يطرح.
لقد تابعنا أخبار المنجز الأثري والفتح التاريخي الكبير للإمارات أو هكذا ما أرادوا له والذي سنعبره قليلا بعد أن تغنى به الإعلام العماني، لقد توصلوا إلى شاهد كتب بالآرامية القديمة يدلُّ على أن مجان ومزون كلها اسم لبلد جميل معبرين عن ذلك بقولهم : يبدو أن الشارقة كان يطلق عليها قديما عمان وأنها مركز إقليم عمان.

وما كانت صيغة البيان الرسمي إلا كي يتلقفها الأفراد بالصورة التي ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولقد تغنى التلفزيون العماني بهذا المنجز المشار إليه محور حديثنا دون أن يكون له أي أثر فيه، ودون أي وعي وحسابات له.
وإن كان هذا هو السلوك الإعلامي في التعامل مع أخطر مادة “التاريخ والإعلام”، فمن واجب كل فرد تجاه عمان والتاريخ الانتصار لهما كلٌ بما يعلم بعد أن تكشفت النوايا وصدقت النبوءات.

إن إعلان هذا الفتح التاريخي ليس بغريب فهو ذات السيناريو الذي كتب باندفاع ورغبة في تحقيقه، ولقد كانت التجاوزات التاريخية السابقة التي أُعلنت من قبل الإعلام والأفراد الإمارتيين مقدمة لا بد منها، إليكم إذن السيناريو المرسوم بكل تفصيل حتى لا يكون حدوثه انتصارا في المقبل من الأيام بما أن التلفزيون العماني ينجرُّ دون وعي وتأخذه الرياح إلى ما ليس يدري.

ثمة من يفكر وهذا أمر يُحسب له حين أدرك أن السطو التاريخي أمر يستحيل فعله لأن التاريخ مادة فاضحة للتدليس والإدعاء، وأيضا فإن نقل مسارح الأحداث التاريخية لا نفعله إلا بمعاجز الأنبياء وهذا ملك النبي سليمان، وعمان ليست عرشا ينقل وهم ليسوا سليمان عليه السلام، لذلك فإن الحل هو أن يُذاب التاريخ العماني بداخلهم أو يذوِّبون أنفسهم فيه، لذلك بدأ رسم السيناريو باحتراف لكنه مفضوح.

في البدء يتم بثّ بعض الإشارات التي تشير إلى تداخل تاريخي ولبس في المسميات والأزياء وقد شهدنا ذلك، ثم رسم الامتداد الجغرافي الذي شهدناه في مسألة طرد البرتغاليين والذي تحدث عنه الدكتور سلطان القاسمي قبل عدة أشهر، وصولا إلى هذا الأثر التاريخي الذي لا ننكر وجوده لعدة أسباب ولكننا نرفض تفسيره ونستهجنه من رجل مثل الدكتور سلطان القاسمي.

فأما مسألة الضريح والنقش فهذا أمر ممكن فالأرض امتداد واحد، وارتحال العرب وتباعد مساكنهم أمر طبيعي، ولكن تفسيره بهذا الشكل الذي يبشر باستكمال السيناريو المقبل شيء آخر، وأما مسألة رفضه واستهجانه سنجيء عليه ونفتته منطقيا على الأقل بعد أن نستكمل السيناريو.

لقد تمت الإشارة إلى الكشف عن “أقدم اكتشاف تاريخي” وهو قبر ملك مملكة عمان والذي يعود لأواخر القرن الثالث قبل الميلاد والذي يشير إلى أن الشارقة هي المركز، وهذا ما يمهد الطريق إلى الافتراضات الآتية:

أولا: عُمان مجرد امتداد للحراك التاريخي الكبير للإمارات وبأن عُمان المركز والأصل الذي هو حديث التاريخ هي ما يسمى اليوم سياسيا بالإمارات وأن إقليم عمان والتاريخ العريق ليس حكرا على السلطنة بل هو جزء من تاريخ الإمارات.

ثانيا: بعض مسميات المدن مثل ” نزوى ” والذي أطلق التلفزيون الإماراتي تقريرا بسيطا ومقتضبا عن ” نزوى الإماراتية” عند إعلان نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، والهدف من ذلك هو سقوط الاسم على الاسم في البحث التاريخي في المستقبل والإعلان أن الاسم العماني أمر طبيعي وهو ناتج عن ارتحال قديم، أو ربما سيطرة سياسية.

ثالثا: عمان وما هي عليه اليوم سياسيا امتداد للمركز التاريخي، وبهذا قُلبت الآية وتمت إذابة الجزء في الكل.

إن ذلك أشبه بالمسرح المظلم والذي تتوسطه دائرة ضوء صغيرة وكلما اتسعت دائرة الضوء تقلصت مساحة الظلام. وهو عمل ممنهج ودقيق ومستكمل لأنه مرسوم للأجيال القادمة وتسلمه للأجيال التي تأتي بعدها.

إذن فقد تمت الإشارة إلى الكشف عن “أقدم اكتشاف تاريخي” وهو قبر ملك مملكة عمان والذي يعود لأواخر القرن الثالث قبل الميلاد والذي يشير إلى أن الشارقة هي المركز، في حين أننا نجد أن أقدم المكتشفات في عُمان تعود للألف الخامس قبل الميلاد وأقدم من ذلك حسب المناطق والمكتشفات الأثرية المتعددة من منطقة لأخرى بين الجنوب والشرق والشمال والغرب العماني، وهذا أمر ينافي المنطق وهو أن تكون “الأقاليم” أقدم في وجودها التاريخي من “المركز”. وإن كان مركزا سياسيا فقط لملك عمان فهذا أمر يفترض ان يزيدهم إيمانا وشرفا وافتخارا أن هذه الجزء الجغرافي المشار إليه في اكتشافهم هذا كان امتدادا للحضارة العمانية وملكها في ذلك الحين وليس سببا يدعو للتزوير التاريخي ، هذا بالطبع في حال صدق الاكتشاف المشار إليه، وإن كان كذلك فالفارق الزمني كبير جدا ولا يجدر أن يسمى أقدم كشف تاريخي فما تم اكتشافه هنا وما يتم هو أقدم من ذلك بكثير إلا إن كان المقصود هو تاريخ الجغرافيا السياسية لهم.

وإن كانت الكتابة المشار إليها على شاهد القبر كتبت بالآرامية والعربية الجنوبية فهل كانت الكتابة باللغة العربية الجنوبية للترجمة؟! وما هي تلك اللغة العربية الجنوبية، هل المقصود بها مجموعة اللغات المنقرضة التي كانت تستخدم في جنوب شبه الجزيرة العربية؟ وإن كانت كذلك فأي اللغات التي كتبت بها ترجمة النص الآرامي على شاهد القبر ومن هو المترجم يا ترى؟ ليست الحضرمية القديمة بكل تأكيد لأن أقدم النقوش بها تعود للألف الخامس قبل الميلاد، وليست لغة مملكة قتبان لأن النقوش بها تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد وحتى القرن الثاني للميلاد، إذن لم يبق أمامهم سوى اللغة السبئية القديمة فهي أقرب إلى تاريخ الاكتشاف المزعوم، وهذا إن سألهم أحد فنحن من نتيح لهم تبريرا ونجد لهم الأجوبة من باب الانتصار للأبناء وذوي القربى.

كيف لا يتعلم الإنسان الحلم بما يمكن وما يصدَّق. أرجو أن يكون السيناريو الذي أشرت إليه محض وهم ذهني وتوقعات غير صائبة من أجل أن نحافظ على الصورة الجمالية التي نحتفظ بها للإمارات الشقيقة ، التي تثير غضبي أحيانا لأني أكبرها عن بعض التصرفات وتثير غيرتي عليها حبا لأني لا أقبل أن يسخر منها أحد ويلقي عليها التهم.
وإن لم أكن واهما فإنه تسليط ضوء إما أن يعيدهم للحقيقة أويفضح ما يمكن أن يكون، وبذلك يتم البحث عن سيناريو آخر ونحن له بالمرصاد أيضا.

أما الإعلام العماني وبطولاته غير الممنهجة في هذا الأمر فهو غير قابل للتفسير، وإني أستغرب مساندته دون وعي لمثل هذا السيناريو والاحتفاء به، ففي الوقت الذي ينبغي أن يعمل على طرح الحقائق ومعالجتها أو الدفاع عنها إن عجز عن البحث نجده محتفيا دون وعي بأخطر مخطط تاريخي على عمان، وما هذا سوى عتبي على كل فرد في الإعلام العماني، وإن كنتُ أرجو أن يكون كل الذي مرّ ذكره مجرد وهم وخاطر يؤرقني فكيف لي أن أبرر هذا الدور الذي يقوم به التلفزيون العماني.

فلتشحذ الفؤوس لغابة أخرى فعمان أكثر قوة وصلابة من حدائد مزيفة تتكسر على جذوع أشجار التاريخ.

بو الحمد
01-02-2016, 11:30 AM
عذراً ...

لا ارى في الأمر ما جاء فيه المقال ...

وإني لأرى عكس ذلك تماماً ..

شكراً أخي صدى

كل الحكايه اشتقتلك
01-02-2016, 11:56 AM
لقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي

طبيب الزجاج
01-02-2016, 12:29 PM
مقال ركيك وليس له معني بتاتا

صدى صوت
01-02-2016, 12:59 PM
طبعا هذا عرض لمقال كاتب معروف محليا ونحن لم نتدخل فيما جاء فيه .
اولا نبارك للاخوة في دولة الامارات ما تم لهم من اكتشاف اثري فهذا امر جيد .
الرقعه الجغرافية السابقة لمنطقة الخليج والحدود تختلف تماما عما هي عليه الآن بعد تدخل الانجليز وغيرهم وفصل الاراضي الخليجية المتقاربة الى دويلات متعدده حيث كانت الجغرافيه تقريبا واحده نوعا ما وخصوصا المناطق المتقاربة وكذلك تاريخيا وحضاريا متقاربة ومتداخله الى حد كبير فلا غرابة ان وجد اسم عمان في اثر تاريخي تابع لدولة الامارات او دولة قطر او اليمن فهذه كانت تقريبا دولة واحده انفصلت بفعل مخطط اجنبي .
فلا يعني ان وجد اسم عمان في دولة الامارات ان هذا لنا انما هو جغرافيا يتبع الامارات ونحن لا يضرنا في شئ ولا نحبذ المغالاة في كتابات ( التشييش) على بعضنا البعض .

طبيب الزجاج
01-02-2016, 01:10 PM
حاكم الشارقه صرح بذلك وذكر عمان في بمنطقته يعتبر شيء ماضي وهو لم ينكر ذلك لكن الواقع انه الامارات دوله ذات سياده فمثل ما تفضلت اخي صدي لا نحتاج تشيش ولا هذيان يأتي بالمغالاه والتفسير الغير سوي

أفتخر عمانيه
01-02-2016, 07:48 PM
وبما أن عُمان المركز والأصل فلا خوف من ذلك


شكرا على الموضوع


تحياتي لك

shaker
01-02-2016, 08:15 PM
السلام عليكم..
وجهة نظر الاستاذ موسى الفرعي , في ماجاء به الاعلام العماني ..هو منطقي نوعا ما وهذا مارآه صاحب المقال ليليق بصياغة مقاله وإن كان يراه البعض عكس ذلك , التراث لم يعد الفيصل في حياة بني البشر ولانريد أن نهول في الأمر كما جاء على لسان اعلامنا ( ال....) هدم مسجد المضمار في ولاية سمائل وهو أول مسجد بناه الصحابي الجليل مازن بن غضوبة , والإعلام تكتم بذلك ولم تناقش هذه القضية الكبرى في تاريخ هذا المسجد فأقول من العيب أن نتكلم في التأريخ ونحن ندثر التأريخ ,نعم قامة الدنيا في الإعلام ولم تقعد في هذا الخبر من الشارقة أما هدم قبر صحابي جليل وهو حسب المصادر اول مسجد بني في عمان , فلم نرى ردود حتى من بعض المشايخ , إعلامنا بعيد عن الواقع.
قلمي امانة