المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : !! صمت القبور !!



نديم الماضي
11-02-2016, 02:54 PM
صمت القبور .....*
أنظر بعد قضاء نصف ساعه حيآ وسط القبور ماذا رأى وسمع ؟؟!!


يحكى صاحب القصه عن نفسه ويقول:


أي شخص كان قد رآني متسلقا سور المقبرة في تلك الساعة من الليل كان ليقول أنى مجنون أو ربما أصابنى مس*
...... كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبر في منزله*
يرقد فيه, وإذا ما رقد فيه نادى (.. ‏ رب ارجعون رب ارجعون.. لعلي أعمل صالحاً) ‏ ثم يقوم منتفضاً ويقول: ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل؟*
حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديدة عندما تفوته طوال اليوم . ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. فقلت: لابد أن في الأمر شيء.. ‏ ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي ..هنا كان لابد من*
الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار .. قررت أن ادخل القبر حتى أؤدبها ... ‏ ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن



هذا هو منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... ‏ وكل يوم أقول لنفسي دع هذا*
الأمر غداً .. ‏ وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى ... ‏*
حينها قلت كفى ... ‏وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة*
ذهبت بعد منتصف الليل .. ‏ حتى لا يراني أحد وتفكرت .. ‏ هل أدخل من الباب؟*
‏حينها سأوقظ حارس المقبرة ... ‏ أو لعله غير موجود ... ‏ أم أتسور السور ..*
‏ إن أيقظته لعله يقول لي تعال في الغد.. ‏ أو حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي*
.... ‏ فقررت أن أتسور السور .. ‏ ورفعت ثوبي وتلثمت بعمامتي واستعنت*
بالله وصعدت,


‏ ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. ‏ إلا أنني أكاد أقسم
أنني ما رأيت أشد منها سوادا ... ‏ تلك الليلة ... ‏ كانت ظلمة حالكة ... ‏*
سكون رهيييب .. ‏ هذا هو صمت القبور بحق*
تأملتها كثيرا من أعلى السور .. ‏ واستنشقت هوائها.. ‏نعم إنها رائحة القبور*
... ‏ أميزها من بين ألف رائحة ..‏رائحة الحنوط .. ‏ رائحة بها طعم الموت ‏الصافي وبنكهة الوحشة والوحدة.*
... ‏ وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏ إيييييه أيتها القبور .. ‏ ما أشد*
صمتك .. ‏ وما أشد ما تخفينه .. ‏ ضحك ونعيم .. ‏ وصراخ وعذاب اليم ..‏*



ماذا سيقول لي اهلك لو استطاعوا محادثتي ..‏ لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم : (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم),
قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحال .. ‏ فلو رآني أحد فإما سيقول*
أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة .. ‏ وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة*
مرات .. ‏ وهبطت داخل المقبرة .. ‏ وأحسست حينها برجفة في القلب .. ‏*
والتصقت بالجدار ولا أدري لماذا ؟؟ لكي أحتمي من ماذا ؟؟؟ عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... ‏ نعم أنا لست جبانا ....



أم لعلي شعرت بالخوف حقا !!!*
نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها .. ‏*
إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. ‏ مشتاقة إليّ .. ‏ وبقيت أمشي*
محاذرا بين القبور .. ‏ وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. ‏ أشقي أم سعيد ؟؟؟ شقي*
بسبب ماذا ..‏أضيّع الصلاة .. ‏أم كان من أهل الهوى والغناء والطرب ..‏أم كان*
من أهل الزنى .. ‏ لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة .. ‏*
وأن شبابه لن يفنى .. ‏ وأنه لن يموت كمن مات قبله ..‏ أم أنه قال ما زال في*
العمر بقية .. ‏*



سبحان من قهر الخلق بالموت*
أبصرت الممر ...‏ حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبضات قلبي*
فالقبورعن يميني ويساري .. ‏ وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ‏ ثم بدأت*
أولى خطواتي .. ‏ بدت وكأنها دهر .. ‏ أين سرعة قدمي .. ‏ ما أثقلهما الآن
.... ‏ تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي أبدا .. ‏لأنني أعلم ما ينتظرني هناك ..*
‏ اعلم ... ‏ فقد رأيته كثيرا .. ‏ ولكن هذه المرة مختلفة تماما أفكار عجيبة*
... ‏ بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. ‏ نعم ... ‏ اسمع همهمة جلية ... ‏*
وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. ‏ خفت أن أنظر خلفي .. ‏ خفت أن أرى أشخاصا*
يلوحون إليّ من بعيد .. ‏ خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ...‏
بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان , ولم يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه فلا يهمني,*



... أخيرا أبصرت القبور المفتوحة ... ‏ أكاد اقسم للمرة الثانية*
أنني ما رأيت اشد منها سوادا .. ‏ كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا؟؟؟.. ‏ بل كيف سأنزل في هذا القبر؟؟؟ ‏وأي شيء ينتظرني في الأسفل .. ‏ فكرت بالاكتفاء بالوقوف.. ‏ وأن أكفر عن حلفي .. ‏ ولكن لا .. ‏ لن أصل إلى*
هنا ثم أقف .. ‏ يجب أن أكمل .. ‏ ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... ‏ بل سأجلس*
خارجه قليلا حتى تأنس نفسي*


ما أشد ظلمته .. ‏ وما أشد ضيقه .. ‏ كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة*
من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. ‏ سبحان الله .. ‏ يبدوا ‏أن الجو قد*
ازداد برودة .. ‏ أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. ‏ هل هذا صوت الريح؟*
... ‏ لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟ استعذت بالله من*
الشيطان الرجيم .. ‏ ليس ريحا .. ‏ ثم أنزلت الشماغ )العمامة) ووضعته على الأرض ثم جلست*
وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب !!!! إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً .. ‏*



سبحان الله .. ‏ نسعى لكي نحصل على كل شيء .. ‏ وهذه هي النهاية*
..لا شيء*
كم تنازعنا في الدنيا .. ‏ اغتبنا .. ‏ تركنا الصلاة .. ‏ آثرنا الغناء على*
القرآن .. ‏ والكارثة والمصيبة أننا نعلم أن هذا مصيرنا .. ‏ وأن الله قد حذرنا ونبهنا مرارا وتكرارا,*


ورغم ذلك نتجاهل ..‏ ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... ‏ وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم*

فقلت: يا أهل القبور .. ‏ ما لكم .. ‏ أين أصواتكم .. ‏ أين أبناؤكم*
عنكم اليوم .. ‏ أين أموالكم .. ‏ أين وأين .. ‏ كيف هو الحساب .. ‏*
اخبروني عن ضمة القبر .. ‏ أتكسر الأضلاع ..‏ أخبروني عن منكر ونكير .. ‏*
أخبروني عن حالكم مع الدود ... ‏ سبحان الله .. ‏ نستاء إذا قدم لنا أهلنا*
طعام باردا أو لا يوافق شهيتنا .‏ واليوم نحن الطعام . لابد من النزول إلى القبر*


قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي أو عمامتي ووضعت رأسي .. ‏ وأنا أفكر .. ‏ ماذا لو انهال عليّ التراب فجأة .. ‏ ماذا لو ضمني القبر ضمة واحدة؟*
‏ ثم نمت على ظهري وأغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... ‏ وحتى تخف*
هذه الرجفة التي في الجسد ... ‏ ما أشده من موقف وأنا حي .. ‏ فكيف سيكون عند*
الموت ؟؟؟*


فكرت أن أنظر إلى اللحد .. ‏ هو بجانبي ... ‏ والله لا أعلم شيئا أشد منه*
ظلمه .. ‏ ويا للعجب .. ‏ رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من*
الهواء البارد يأتي منه .. ‏ فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف خفت أن انظر*
إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إلىّ بقسوة .. ‏ أو أن أرى وجها*
شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلا وجودي تماما .. ‏ أو كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. ‏ وكأنه ضُــرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته لتركه الصلاة ... ‏ ومازال الشيخ يحلم بهذا المنظر كل يوم .. ‏*


حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد ..‏ ليس بي من الشجاعة أن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. ‏ رغم علمي أن اللحد خاليا .. ‏ ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت استرق النظر إليه من طرف خفي كل لحظة ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم*
لا إله إلا الله إن للموت سكرات*
....... تخيلت جسدي يرتجف بقوه ... وانأ ارفع يدي محاولا إرجاع روحي وصراخ أهلي من حولي عاليا: أين الطبيب أين الطبيب هات الطبيب .
( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين)*
تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... ‏ تخيلتهم يمشون بي سريعا*
إلى القبر وتخيلت أقرب صديقا لى ... ‏ اعلم انه يتمنى أن يكون أول من ينزل إلى القبر ..*
‏ تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. ‏ جهزوا الطوب .. ‏*



تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. ‏ تخيلت شيخنا يصيح*
فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يُسأل .. ‏ أدعوا لأخيكم فإنه الآن يُسأل ثم رحلوا*
وتركوني ... تركونى ....أتشعر ماذا يعنى أن يتركوك هنا وحيدا ؟؟؟*

وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة .. ‏ وأشكال*
مخيفة جدا لايتخيلها بشر .. ‏لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض .. ‏ أهو العبد العاصي؟؟؟ ‏فيقول*
الآخر نعم ..‏ فيقول .. ‏ أمشيع متروك ... ‏ أم محمول ليس له مفر؟؟؟ فيقول*
الآخر بل محمول إلينا ..‏ فيقول هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام..
رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ...‏ ما غرك بربك الكريم حتى تنام*
عن الفريضة ..‏ أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته*
... ‏ لا نجاة لك منا اليوم ...‏ أصرخ فليس لصراخك مجيب فجلست أصرخ:
تخيل نفسك تصرخ لينجدك أحد وتجد صوتك يذهب هباء ووالدك وأخيك وأصدقائك وأقرب الناس لك*
أمامك ولا يسمعون ويولوك ظهورهم ويعودو وأنت هناااا وحدك ترى ماذا سيحدث لك ؟؟!!


حان الوقت الذى ستصرخ وتقول كما قال عنك رب العزه فى كتابه:
رب ارجعون ..... رب ارجعون ,, لعلي أعمل صالحا*
....... ‏ وكأني بصوت يهز القبر والسماوات , ويملأني يئسا ويقول*



لاّ إنها كلمة هو قائلها: (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)

حتى بكيت ما شاء الله أن أبكي .. ‏ وقلت الحمد لله رب العالمين ... مازال*
هناك فسحة ومتسع ووقت للتوبة*


استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا ...‏ وقد عرفت*
قدري وبان لي ضعفي وأخذت ملابسى وأزلت عنها ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول*
سبحان من قهر الخلق بالموت .*



خاتمة*
من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليترك صلاته و ليفعل ما يشاء*

(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )*
‏*



وليلهو وليسوف في توبته .. فيوما قريبا سيُقتص منه*
وويل لمن جعل أهون الناظرين إليه الواحد القهار ولم يبالي بتحذيره*
ولم يبالي بعقوبته .. ولم يبالي بتخويفه*
أسألكم بالله . أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية*



(ونخوفهم . فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا)*

(ونخوفهم . فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا)*

(ونخوفهم . فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا)*


‏ألا هل بلغت .. ‏ اللهم فاشهد*
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)


اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة --- اللهم إنا نسألك الثبات و الستر يوم العرض عليك*
و رحم الله المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات

رايق البال
13-02-2016, 03:53 AM
هلا فيك نديم ..
قصه رائعه وفيها عبرة وعظه
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت صباحاتك ..
( نص يستحق النجوم الخمس)

الٍمٍذٍھَہّلٍھَہّ❤️
13-02-2016, 02:09 PM
جزااااك الله خيرا.. على هذا المجهود الرائــع..*
بــارك الله فيــك على الموضـــوع ..*
الى الأمـــام..*
لاتبـخل عليــنا بجـــديــدك..*
و تقـبل مروريـ..*
تحياتي..رمز الأنوثه

القيصـــــر
14-02-2016, 09:21 AM
طرح رائع
ألف شكر وتقدير لك ،،

نوارة الكون
14-02-2016, 09:41 AM
سلمت يمناك اخوي
انتقاء جميل وتواجد اجمل
دمت في حفظ الرحمن ورعايته

الشيخه الفلانيه
15-02-2016, 02:51 PM
قصه جميله ،
كل الششكر على الأنتقاء ..
يعطيك الله العافيه :)'

عملاق الشعر
16-02-2016, 03:22 AM
نديم الماضي


طرح في غاية الرووعة اخي


سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي

Raba
16-02-2016, 04:21 AM
جزاك الله خير عزيزي
قصة وعبرة سبحان الله
اللهم أسألك حسن الخاتمة

نديم الماضي
16-02-2016, 06:51 AM
هلا فيك نديم ..
قصه رائعه وفيها عبرة وعظه
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت صباحاتك ..
( نص يستحق النجوم الخمس)
شكرا استاذي القدير
اسعدني تواجدك الرائع ف صفحتي
حفظك الرحمن..

نديم الماضي
16-02-2016, 06:53 AM
جزااااك الله خيرا.. على هذا المجهود الرائــع..*
بــارك الله فيــك على الموضـــوع ..*
الى الأمـــام..*
لاتبـخل عليــنا بجـــديــدك..*
و تقـبل مروريـ..*
تحياتي..رمز الأنوثه

اسعدني تواجدك وتعليقك الرائع
يعطيك العافيه وحفظك الرحمن..