المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلطنة عمان تطور هوية جديدة مستقلة محايدة وتبتعد تدريجيا عن مجلس التعاون الخليجي



احمر ابيض اخضر
22-02-2016, 06:09 PM
سلطنة عمان تطور هوية جديدة مستقلة محايدة وتبتعد تدريجيا عن مجلس التعاون الخليجي.. وهجمات اعلامية تتعرض لها تدفع بهذا الاتجاه وتعزز العودة لماضيها الامبراطوري.. وامران يقلقان شعبها في الوقت الراهن: صحة السلطان وانخفاض عوائد النفط
qabous-new.jpg66
مسقط ـ خاص ـ بـ”راي اليوم”:
تبدو سلطنة عمان اكثر المناطق في منطقة الخليج، وربما العربية هدوء، فقط نأت عن نفسها عن الحربين المفتوحتين في كل من اليمن وسورية، وحافظت على علاقات قوية مع ايران، وابقت على سفارتها مفتوحة في دمشق، واستضافت المفاوضات السرية الامريكية الايرانية التي تكللت باتفاق تاريخي.
السياسة القديمة المتجددة للسلطنة هي الذهاب اكثر نحو الوسطية، وتعزيز صورتها الحيادية، وهذا ما يفسر تنظيم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم اسبوع التقارب والوئام الانساني في العاصمة مسقط، برعاية السيد يوسف بن علوي وزير الخارجية، وبحضور رسمي ودبلوماسي ونخبوي كثيف يوم الثلاثاء الماضي، كان ضمن فعالياته تنظيم امسية حول دور الاعلام في تحقيق التقارب والوئام بين الشعوب، شارك فيها كل من السادة غسان بن جدو رئيس مجلس ادارة قناة “الميادين” الفضائية، والدكتور سعد بن طفلة العجمي استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت ووزير الاعلام الاسبق، والكساندر نزاروف مستشار ومدير قناة “روسيا اليوم”، علاوة على الاستاذ عبد الباري عطوان ناشر ورئيس تحرير صحيفة “راي اليوم” العربية والكاتب والمؤلف المعروف.
الرسالة التي اراد مركز السلطان قابوس من خلال وجود هذه المجموعة من المشاركين في الندوة التي حظيت بحضور غير مسبوق في جامع السلطان قابوس، تقول بأن السلطنة ترحب بكل الاصوات والتوجهات، ولا تملك قوائم سوداء او حمراء، ولعل تواجد جميع الكتب العربية والاجنبية في معرض مسقط للكتاب دون اي حظر او مصادرة يجسد ترسيخا لهذا التوجه النادر في المنطقة العربية، ومعظم الدول الخليجية على وجه الخصوص.
اللافت ان سلطنة عمان تحاول في السنوات الاخيرة تطوير هوية مستقلة خاصة بها، وذكر احد المسؤولين الكبار في الدولة في حوار خاص مع “راي اليوم” ان السلطنة تملك ارثا حضاريا يعود الى آلاف السنين، ولهذا ربما يكون من غير الملائم ان تحسب على هذا التجمع او ذاك، وتنجر الى حروب وتحالفات غير مدروسة تهدد استقرار المنطقة.
ما لم يقله هذا المسؤول ان السلطنة تحاول تدريجيا الابتعاء عن مجلس التعاون الخليجي، ولكن دون الخروج منه، وتقليص انشطتها فيه، والتزامها بسياساته الى ادنى درجة ممكنة اذا تعارضت مع سياسات السلطنة في اقامة جسور من التعاون مع جميع الدول في المنطقة، وتطور هويتها ككيان مستقل، مثل معظم الدول العربية الاخرى، وتركز على دور الوسيط في صراعاتها، وهذا ما يفسر عدم مشاركتها في التحالف العربي الذي اسسته المملكة العربية السعودية بقيادتها لخوض الحرب في اليمن، وكذلك انسحابها من منظومة دول اصدقاء سورية، وكذلك التحالف الستيني بزعامة امريكا للقضاء على “الدولة الاسلامية” في سورية والعراق.
وذكر سياسي عماني، رفض ذكر اسمه لـ”راي اليوم”، ان تطوير هذه الهوية المستقلة بدأ بقوة عندما رفض السيد بن علوي وزير الخارجية اقتراحا سعوديا قبل ثلاث سنوات بتطوير مجلس التعاون الخليجي الى اتحاد، على غرار الاتحاد الاوروبي اثناء مشاركته في منتدى “حوار المنامة”، وتصدى من موقع المشاركين للسيد نزار مدني وزير الدولة السعودية للشؤون الخارجية، الذي اوحى في مشاركتة من على منصة الندوة، ان هناك موافقة من قبل دول الخليج على هذا التوجه الجديد الذي تبناه العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز.
كما نأت السلطنة ايضا بنفسها عن الخلاف القطري من ناحية، والسعودية الاماراتي البحريني من ناحية اخرى، حول مسألة الاخوان المسلمين، وهو الخلاف الذي ادى الى توتر بين الطرفين ونتج عنه قرار بسحب السفراء من الدوحة.
الشارع العماني في غالبيته يبدو مؤيدا لهذه الهوية المستقلة، خاصة بعد الهجوم الشرس الذي تعرضت له السلطنة من اجهزة، وصحف، ومحطات تلفزة، ووسائط التواصل الاجتماعي، في دول خليجية متعددة، بعد اكتشاف احتضانها للمفاوضات النووية السرية الامريكية الايرانية، وعدم مشاركتها في “عاصفة الحزم” السعودية في اليمن.
ويتحدث مسؤولون عمانيون بمرارة عن هذه الهجمة الاعلامية التي يتعرضون لها هذه الايام من قبل دول خليجية، ويستغربون صدورها، مثلما يستغربون شراستها، ويعتقدون انها مقصودة وموجهة من دول، ولكنهم يؤكدون على عدم السماح للاعلام العماني بالرد عليها حفاظا على علاقات الاخوة.
ولوحظ ان الاعلام العُماني يصف ايران بالدولة “ألشقيقة” وليس “الصديقة”، ومن المؤكد ان هذا التوصيف سيثير حساسية لدى دول عديدة ترى في ايران عدوا يتدخل في شؤون داخلية لدول خليجية، على رأسها المملكة العربية السعودية.
عندما سألت “راي اليوم” مسؤولا عمانيا بارزا التقته عما اذا كانت هناك نوايا لخروج بلاده من مجلس التعاون الخليجي في المستقبل المنظور، اعترض على السؤال، ولكنه اكد في الوقت نفسه على ان عمان كانت امبراطورية، وذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل حوالي 1500 عام، ولكنها لن تتخذ خطوات متعجلة وستظل تحت المظلة الخليجية، وشاركت اخيرا في مناورات “رعد الشمال” التي نظمتها المملكة العربية السعودية، ولكن هذا لا يعني انها ستتدخل في الحرب في سورية، فالاشتراك في المناورات شيء ودخول الحرب شيء آخر.
هناك امران يقلقان السلطنة وشعبها هذه الايام، الاول: هو صحة السلطان قابوس بن سعيد، والثاني: انخفاض اسعار النفط، بالنسبة الى الامر الاول، تحرص وسائل الاعلام العمانية على التأكيد بان صحة السلطان جيدة وسفره الى المانيا يوم الاحد الماضي كان من اجل اجراء فحوصات عامة، وزيارته للمستشفى الذي تعالج فيه لمدة سبعة اشهر في العام الماضي ستكون قصيرة.
اما بالنسبة لهبوط اسعار النفط، فان السلطنة التي تنتج حوالي مليون برميل يوميا (ليست عضوا في اوبك) تأثرت فعلا بانخفاض الاسعار، ولجأت الى اتخاذ اجراءات تقشفية من بينها تخفيض الدعم لسلع اساسية، وتجميد زيادة الاجور، كما اقترضت حوالي مليار دولار لسد العجز في ميزانيتها، وهي المرة الاولى التي تقدم على مثل هذه الخطوة منذ سنوات.

أبا سالم
22-02-2016, 06:44 PM
السلام عليكم اخي الرائع ..
أستاذي ما زلت أقول كما قلت دائما في السبلة العمانية أن من يسمون أنفسهم قادة و بلدان التحالف و شنوا حروبا في اليمن و سوريا سيأتون بالاخير و حتى بعد عشرات السنين لطلب القليل من النصيحة من سلطنة عمان و التوسط لأجل وقف أي مشكلة ..
فالمال و القوة العسكرية بلا حكمة لن يفعلان و يحركان شيئا ..
هل تحولت العراق لديمقراطية و بلد حديث ..
و هل سيتغير شيء في اليمن ..!؟
و ماذا فعلوا ب سوريا الجميلة ..

...

ابن العروبة
23-02-2016, 09:14 AM
عمان على مدى حقب التاريخ دولة ذات سيادة واستقلال في الرأي ، فهي لم تخضع للخلافة الاسلامية او العثمانية أو غيرها رغم تعرضها لكثير من الغزوات سواء من الجوار او من دول عظمى ، وتتواصل هذه السياسة منذ آلاف السنين رغم مجريات الاحداث التاريخية الاقليمية والدولية .. فلا عجب أن نرى عمان تنأى بنفسها عن التحزبات أو التحالفات تحت مختلف المسميات ، كما أن وعي المواطن العماني وولائه لعمان تعول عليها الاراده السياسية ، فلا نجد ذلك التوجس لديها او الخيفة من أمر ما ، فهو جدار الصد لأي محاولات خارجية لزعزعة الاستقرار .. فقوة الداخل تمنح الاستقرار والطمأنينة .

ابا مازن
23-02-2016, 09:41 AM
بارك الله فيك اخي العزيز أحمر أبيض أخضر على هذا الطرح الجيد و الذي يفند فيه السياسة العمانية المتزنة و المتسمة بالعقلانية و الحكمة في التعامل في القضايا السياسية و العلاقات الدولية و كما قال الكاتب

الشارع العماني في غالبيته يبدو مؤيدا لهذه الهوية المستقلة، خاصة بعد الهجوم الشرس الذي تعرضت له السلطنة من اجهزة، وصحف، ومحطات تلفزة، ووسائط التواصل الاجتماعي، في دول خليجية متعددة، بعد اكتشاف احتضانها للمفاوضات النووية السرية الامريكية الايرانية، وعدم مشاركتها في “عاصفة الحزم” السعودية في اليمن.
ويتحدث مسؤولون عمانيون بمرارة عن هذه الهجمة الاعلامية التي يتعرضون لها هذه الايام من قبل دول خليجية، ويستغربون صدورها، مثلما يستغربون شراستها، ويعتقدون انها مقصودة وموجهة من دول، ولكنهم يؤكدون على عدم السماح للاعلام العماني بالرد عليها حفاظا على علاقات الاخوة

فنحن شعب كريم عريق (أخرج مسلم وغيره عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، أنه قال:

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حيٍَ من أحياء العرب، فسبوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أنَّ أهل عُمانَ أتيتَ، ما سبُّوك ولا ضربوك).

هذا الحديث من أحاديث فضائل البلدان، وهو أشهر حديث في فضل أهل عمان،
) نحن شعب لا ننقاد الى ما ليس منه طائل وجل اهتمامنا و تركيزنا هو بناء عمان البلد المعطاء و اللحمة الوطية بين ابناء الشعب الواحد ولا يفرقنا الهرج و المرج و لا الصناديق الاسمنية اللتي بناها الحفاة العراة كما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم ففي حديث جبريل المعروف عندما سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الساعة وقال: أخبرني عن أمارتها. فقال صلى الله عليه وسلم: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. رواه مسلم.

الكبريت الاحمر
23-02-2016, 11:20 AM
السياسه العمانية كبيرة في نظر الكثير في العالم فهي دولة مستقلة بنفسها و رائيها لا تخضع لغيرها و تقبل ان تعالج الكثير من القضايا
و لا تقبل ان ترضخ لغيرها فهي دولة ذات سيادة و حضارة ممتده منذ الالف السنين

ايدينا مفتوحه لكل الاشقاء العرب و المسلمين في التقارب و مغلقة في شق الصفوف و الفرقة بين الشعوب العربيه و المسلمة

التاريخ العماني لا يقبل بالطائفية ان تنخر جميع مكونات الشعب فهم عاشوا على المحبة و الاخاء و لن تهزة ريح صرصرية ولا زمهرية
بما انهم مؤمنين ان جميع الشعب لحمة واحده و دين واحد و وطن واحد

موضوع شيق

بو الحمد
23-02-2016, 11:32 AM
ولكنهم يؤكدون على عدم السماح للاعلام العماني بالرد عليها حفاظا على علاقات الاخوة


كم أعجبتني العباره أعلاه ...

شكراً لك أخي ..
أحمر ابيض أخضر


مشاركة رائعة

الكبريت الاحمر
23-02-2016, 11:45 AM
ولكنهم يؤكدون على عدم السماح للاعلام العماني بالرد عليها حفاظا على علاقات الاخوة


كم أعجبتني العباره أعلاه ...

شكراً لك أخي ..
أحمر ابيض أخضر


مشاركة رائعة


عدم مشاركة السلطنه في اي تحالف من تحالفاتهم لهو رد كافي بالمقام فلا حاجة للاعلام العماني ان يرد على مهاترات لا تسمن و لا تغني من جوع

السفير07
23-02-2016, 02:39 PM
عُمان كانت تنشر رسالة الإسلام والسلام إلى اليوم وغيرنا غارق في تدمير أمة الإسلام

عُمان إمبراطورية دولة تقود ولا تُقاد

عاشق الاسد
23-02-2016, 07:52 PM
الحمدلله ..

سياستنا الخارجية تدار من قبل ناس حكماء :)

أبا خالد
24-02-2016, 01:00 PM
ولوحظ ان الاعلام العُماني يصف ايران بالدولة “ألشقيقة” وليس “الصديقة”، ومن المؤكد ان هذا التوصيف سيثير حساسية لدى دول عديدة ترى في ايران عدوا يتدخل في شؤون داخلية لدول خليجية، على رأسها المملكة العربية السعودية

هذه العبارة توضح الرؤية المعاكسة والمستقلة عن نظرة المملكة السعودية للجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة..

شكرا لك أخي العزيز احمر ابيض اخضر

احمر ابيض اخضر
24-02-2016, 01:46 PM
هذه العبارة توضح الرؤية المعاكسة والمستقلة عن نظرة المملكة السعودية للجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة..

شكرا لك أخي العزيز احمر ابيض اخضر

الجديه الايرانيه تتجاوز بمراحل جدية مشروع مجلس التعاون
فما انجزته ايران خلال سنوات بسيطه يتجاوز في سرعة تنفيذه مجموعة اتفاقات وتوصيات مجلس التعاون التي وضعت في الثلاجه خلال فتره تقارب الثلاث عقود.

فمن منا لا يستشعر النشاط الإيراني الاقتصادي في السلطنه اليوم ؟ ومن منا يكاد لا يشعر بأي وجود اقتصادي للسعوديه في السلطنه.

علاقتنا الثنائية بين الدول هي سياسة السلطنه الحقيقيه اما سياستنا داخل المنظومات هي مع الاجماع فقط حتى لا يقال عن السلطنه انها معطله للقرارات و المشاريع كما نرى في ضم السلطنه صوتها لجامعه الدول العربيه و مجلس التعاون فهي لم تعارض مقاطعة مصر او طرد سوريا من الجامعه او قرار التعاون طرد السفراء السوريين او اعلان الحرب على اليمن او التنديد بسياسات ايران ..ولكن بالعودة لعلاقات السلطنه الثنائيه فهي تحتفظ بسياستها الخاصه و لم تطبق اي من القرارات أعلاه

أفتخر عمانيه
24-02-2016, 10:00 PM
شكرا على الموضوع

وهذا بفضل قائدها الحكيم وفضل الله تعالى الذي منحه الحكمة



تحياتي لك