المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «داعش» يستغل التناحر لقضم مساحات في ليبيا



بدر الدجى
29-02-2016, 08:08 AM
عمدت حكومات الغرب، منذ أطاحت حرب «ناتو» الجوية قبل خمس سنوات الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، إلى النأي بنفسها عن ليبيا، على الرغم من توريطها في حرب أهلية ضروس، إلا أن البلاد عادت، أخيراً، إلى واجهة الأحداث للمرة الأولى منذ عام 2011، بعد أن وضعت أميركا وحلفاؤها مجدداً الخطط الداعية إلى تحرك عسكري محتمل في ليبيا.
لكن لماذا تشكل ليبيا، بعدد سكانها الصغير البالغ 6.4 ملايين نسمة، ومساحاتها التي تشكل الصحراء القاحلة غالبيتها، مثار اهتمام دولي كبير إلى هذا الحد؟ تكمن الإجابة عن هذا السؤال في تنظيم «داعش»، الذي واصل عملية قضم الأراضي بوتيرة مثيرة للقلق، أخيراً، بصورة قد تعكس آثاراً رهيبة على كل من شمال أفريقيا والساحل الأفريقي وعموم أوروبا.
خشية من التوسع
وتخشى حكومات المنطقة من أن يؤدي استمرار الحرب الأهلية في ليبيا، وتمكن «داعش» من التوسع نحو دول شمال أفريقيا، إلى سيطرة التنظيم على موانئ البحر المتوسط في ليبيا، ومحطات تكرير النفط والمعابر الحدودية. وتتعرض للتهديد كذلك محطات المنطقة الحرة المملوكة لشركات نفط إيطالية وأجنبية.
أما الدول المجاورة لليبيا، كمصر والجزائر والسودان وتونس، فتبدي قلقاً من أن يتيح تمدد «داعش» للمتشددين الفرصة لشن اعتداءات عبر الحدود، وإشعال شرارة التطرف فيها.
حققت تونس، منبع أحداث الربيع العربي، نجاحاً نسبياً، لكنها لا تزال هشة في مجال مواجهة طاغوت «داعش»، رغم حرص المسؤولين الأميركيين والأوروبيين على عزل تونس عن تهديد التنظيم.
وتشعر مصر بالقلق إزاء حدودها الممتدة على طول 700 ميل مع ليبيا، وتخشى من تسلل الإرهابيين، الذين تحاربهم في الداخل أصلاً.
وقد حذرت فرنسا وحكومات أوروبا مراراً من الخطر الذي يمثله «داعش» في ليبيا، لا سيما بعد أن أصبح مركز جذب للمقاتلين الأجانب. ولا يسهم تمدد «داعش» في ليبيا في التهديد بزعزعة دول شمال وساحل أفريقيا فحسب، بل يهدد أيضاً بإذكاء أزمة اللاجئين التي تعصف بأوروبا.
ولا يبعد «داعش» بفضل سيطرته على سرت إلا 220 ميلاً فقط عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث يصل آلاف المهاجرين واللاجئين عبر سفن تنقلهم بحراً، مخترقين ربما من قبل عملاء سيحاولون شن المزيد من الهجمات في أوروبا.
وتمثل بقايا برنامج الأسلحة الكيمياوية في ليبيا خطراً محتملاً آخر، وقد اعترضت الثورات المناهضة للقذافي مسار تدمير وتفكيك برنامجها التسلحي. ولا يزال اليوم هناك مخزون هائل من المواد الكيماوية، التي يمكن تحويلها إلى أسلحة قاتلة.
كما أن ليبيا تملك احتياطي النفط الأكبر في أفريقيا، وقد أصبحت الصناعة النفطية الجائزة الأبرز في الحرب الأهلية، وهدفاً أساسياً للتنظيم.
مخططات الغرب القتالية
يعمد المسؤولون الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون والإيطاليون، في ظل رفع «داعش» رايته السوداء فوق سرت، إلى تقييم الخيارات العسكرية، لتشمل شن هجمات جوية، ونشر أعداد صغيرة من قوات العمليات الخاصة لمساعدة المجموعات المحلية على دحر «داعش»، علماً بأن فرق القوات الخاصة الأميركية والبريطانية منتشرة على الأرض، وتعزز الروابط مع الميليشيات.
على الرغم من حجم المخاطر وغياب القوات المحلية المتماسكة والموثوقة، يدفع قادة الجيش الأميركي باتجاه التحرك الفوري.
غير أن أي تحرك عسكري ينبغي أن ينتظر محصلات المساعي الدبلوماسية الرامية لإقناع الأطراف المتناحرة بالتوافق، علماً بأن المسار السياسي المتذبذب بات مشوباً بالفظاظة، وامتد أشهراً طويلة. وقع الطرفان الليبيان الساعيان للسلطة اتفاقية بوساطة الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي لتشكيل حكومة وحدة، إلا أن الاتفاق تداعى على أعتاب تشكيل الحكومة. وفي حين تدعم مصر ودول عربية أخرى حكومة طبرق المعترف بها دولياً، تتهم بعض الدول الأخرى بدعم تحالف المتشددين والميليشيات الموجود في طرابلس. ويحث «داعش» في هذه الأثناء الخطى نحو تأسيس «دولته» في جنوبي المتوسط.
استغلال
ليست ليبيا سوى واحدة من دول عدة شهدت توسع حضور قوات «داعش» أو تحالفه مع المتشددين المحليين، إلا أنها احتلت أهمية فائقة نظراً لموقعها الجغرافي، وموجوداتها النفطية إضافة إلى التقدم الميداني السريع لـ«داعش» فيها.
وانطلق نشاط المجموعة المؤلفة من قدامى المحاربين الليبيين المنتمين إلى تنظيم «داعش» في سوريا والعراق في درنة ، ولكن استغلال فراغ السلطة في بلد تتقاسمه حكومتان متنازعتان أدى إلى سيطرة التنظيم على 150 ميلاً من الأراضي واتخاذ سرت معقلاً له.
وشن «داعش» اعتداءات طالت منشآت النفط وفرض سيطرته الاجتماعية الوحشية ، على غرار ما فعل في سوريا والعراق.

نور العيون 2013
29-02-2016, 02:39 PM
يعطيك العافية سوسو,,,

بدر الدجى
01-03-2016, 10:59 AM
تسلمين ع المرور حبوبة

مائة بيسة
01-03-2016, 01:43 PM
شكرا ع الخبر...يسلموا
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcROoMDDgb4oSmBGkYnZ7cE4Cc245rx00 I9MIgaJsit_zEMLH9Z23w

بدر الدجى
03-03-2016, 04:01 PM
تسلمين ع المرور حبوبة