المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صبر أم...



شموس الحق
01-03-2016, 12:25 PM
صبر أم


خيوط الحرية والامل.. مجرد حلم هناك.. نسجت قميصا .. لونه أحمر.. كدماء قلوبنا المنهكة .. كأعيننا الغاضبة .. ضم جسد طاهر .. من الصعوبة بمكان ان تجده هناك.. خرقا للمباديء .. مبالغة في الكرم.. كعادتهم .. كأهل البادية .. قرأنا الصحيفة البغيضة .. محفوظة في ادراجهم الصدئة..أوراق مهترئة.. تحسبا لهذا اليوم .. قراؤها بصمت .. أعقبه قهقهة كاذبة .. اتذكر دموعها.. والم خداع ..حرية محدودة .. حتى وقت متاخر.. نعود ادراجنا الى الجدران الاربعة..ومواعيد الطعام ..خارجه عن المالوف.. لا تشبه تلك الاروقة .. أيام بغيضة .. بدون لون الشمس.. ورحابة السماء.... خلوة الليل السرمدي .. ظلام مجهول.. قصص الرفاق واساطيرهم.. الصورة المفقودة في ذاكرتي .. طفلي الصغير ..ابتسامته..توقيعي على شهادة.. ثلاثة فصول كالحة... كانت الغفوة الاولى .. سريرا علويا .. اقرب الى النجوم والسماء .. فضاء رغم الضيق .. اقتربت من الروح.. ايقظني صوت احدهم .. وبعثر مساراتي .. وشتت افكاري .. قفزت مسرعا اليه .. ينتظرني خلف الباب .. كانه مرعوب .. هو اقرب للحذر .. همس لي .. اكدت له أنه الشخص المقصود .. سالني .. صدم كثيرا .. لم يفهمني .. لم يستوعبني .. انصت كثيرا.. ثم هرب من وجهي بعيدا .. اختفى خلف الظلام .. خلف الجدران .. تطارده اشباح الحقيقة .. كأن ما سمعه اقرب الى الخيال .. تحدث واخبرهم .. لم يستوعبوها ايضا .. صدمتهم بالم فظيع .. عرفوها جميعا .. جلس يفكر كثيرا .. يبحث عن الصواب .. يقارن كثيرا .. اتعبه طول الانتظار .. وقائمة الاسئلة المتوالدة كل دقيقة ..يسمع ابنه المفقود .. يخشى العواقب الوخيمة .. المشي خلف الجنائز.. رغم انه اعتاد على غسل جثامين الموتى.. تناقل الخبر كثيرا .. تداول كثيرا .. لا زالت صامتة تتامل السماء .. وهلال العيد.. حجب عنها .. خوفا من الصدمة .. لاشك انه خبر مؤلم.. وقفت الى جانب النافذة .. تطل على ظلام حالك .. وسحاب اسود .. يخفي خلفه قمرا.. وامالا مفقودة .. خلعت غطاء الراس .. يشبه الليل .. التحفت بالصبر .. تمتمت دعاء .. مسحت آخر دمعه جرت على صفحات وجهها العابس .. ليست مجرد أم .. في تلك اللحظة .. تشبه نور الشمس .. تعلم جيدا انه لم يعدها بشيء .. لم يكن مشغولا في اجتماعاته .. انه هناك لا ريب .. قلب ذو احساس صادق .. لم تكذب شعورها .. تعلم ان حديثهم مشبوه.. لاريب .. الا هو .. تعرف انفاسه .. وخطواته .. ذات يوم .. ركع أحدهم.. اخبرها بالحقيقة .. لم تتفاجا .. تعرف الحقيقة من قبل.. ذابت الشمس في كفها ... جفت المحيطات.. تناثرت الجبال.. لم يعد شيئا مستحيلا .. الا قصته .. ليست كالامهات .. تعرف القسوة منذ الطفولة .. لم تفهم القصة بعد .. لم استطع التحدث معها .. اعتاد على حضنها.. صمت كثيرا.. اغرورقت العين بالدمع الاسود .. اكدت انها منهكة .. بسبب الانتظار.. وطول الصبر ..انها طاهرة .. هدهداتها ..كلماتها ..يرقص في يدها .. يضحك كثيرا ... لحدود النوم .. قبل اكثر من اربعين عاما .. لا زال يتذكر .. دروس الصبر .. تسال عن شمس الصباح .. ارمقها احيانا من فرجات الباب الضيقة .. احسدها.. أتذكرها لحظة الوداع .. لحظة الميلاد والالم .. وغصة الشوق والحنين.. وحينما تختفي .. اعود الى الجدران الاربعة .. افتش اوراقي .. واوراق البرتقال .. لا اجد تذكارا.. يبعث املا ..

بقلمي ناصر الضامري

عزيز نفس*
02-03-2016, 01:05 AM
جميل اخي
تقبلني بين سطورك

زهرة الأحلام
02-03-2016, 03:31 PM
.
.


أخي / شموس الحق ..
كلمات في منتهى الجمال ..
سرد رائع جدا
أسعدكـ الرحمن !

الشيخه الفلانيه
03-03-2016, 09:14 AM
،







خآطره جميله أخي " شموس الحق "..
كُل آلششكرْ عَ آلطرح
يعطيكِ آلله آلععآفيهً :)
بنتظآر جديدككء !