المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 🌧💦نعمة الغيث ومصطلحه في القرآن



نـــــــقــــــــاء
09-03-2016, 12:52 PM
🌧💦نعمة الغيث ومصطلحه في القرآن

👈🏽بدر بن سالم العبري

💧مقدمة:
نعمة الغيث من النعم التي يصبغها الله سبحانه وتعالى على عباده حيث قال: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}، فيضفي على الكون جمالا وبهجة، وعلى النفس سعادة وطمأنينة.

💧نزول الماء في القرآن الكريم:
سنجد القرآن الكريم يعبر عن نزول الماء بعدة ألفاظ، وأهم هذه الألفاظ (الماء، والغيث والمطر) كما أنه يعبر عنه أيضا بالصيّب والطل والوابل والبرد.
نجد القرآن يعبر بذات الماء في نزوله من السماء، خاصة في بيان تكون العملية، مثل قول تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وقوله: وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ.
فبجانب تكوّن العملية في تبخر الماء وتكثفه ثم إنزاله بقدر وفق مشيئة الله تعالى، وما أودع في الكون من سنن كونية، وعليه ما يتبعه من سقي الأرض والأنعام والناس.


💧أما لفظة الغيث جاء تعريفها في الوسيط: الغيث: المطر، أو الخاص منه بالخير، وجمعه غيوث وأغياث، واستخدم في القرآن للرحمة في عدة مواضع منها قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ، وقوله: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ.

💧أما المطر فهو الماء النازل من السحاب وجمعه أمطار، وهذا غالبا استخدم في القرآن مجازا في موضع العذاب، ومنها قوله تعالى: وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين، وقوله: فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود، وجاء في غير العذاب وهو أقل كقوله سبحانه: ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى.

💧وقد عبر القرآن عن الماء النازل بألفاظ أخرى أقل استعمالا، ومنها الطلّ وهو الماء الخفيف أي القطرات البسيطة، كما في قوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.

💧وعبّر عنه أيضا بلفظ الوابل أي الماء الغزير كما في نفس الآية السالفة: كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ.

💧ويعبّر عنه أيضا بلفظ الصيّب، وهو الماء الغزير المصحوب بالرعد والبرق كما في قوله سبحانه: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ، وفي الأثر: اللهم اجعله صيّبا نافعا.

🌨💦كما عبر عنه أيضا بلفظ الودق وهو الماء النازل من السحاب بسيطا أم غزيرا، كما في قوله سبحانه: "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُون"َ.

🌧💧كذا أيضا عبّر عنه بالبرد وهي قطرات الماء المتجمدة النازلة مع الماء كما في قوله جلّ جلاله:" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ.

📖🌧عموما هذه لمحة بسيطة عن ألفاظ نزول الماء في القرآن الكريم.
نزول الغيث والمخاطرة في مغامرة جريان وتجمعات الماء:
من طبيعة الإنسان عشق هذا الجمال، فالأرض بهية بذاتها، ولباسها بثوب المطر يزيدها جمالا وبهاء، ونضارة لا يشبع منها النظر ولا يمل.

😃💧والأصل مقابلة هذه الرحمة والغيث بشكره سبحانه على إنعامه وتفضله، ومنه وكرمه حيث قال: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، فجعل الرياح الحاملة للسحاب والسابقة لنزول الماء مبشرة بهذا الماء وسماه رحمة للعباد، وعليه مقابلة هذه الرحمة بالشكر للخالق سبحانه وتعالى.


💧💦إلا أنّ طبيعة الخلق الوجودي لهذه الأرض أن جعل الله سبحانه وتعالى حسب البيئة الجغرافية لهذه الأرض معارج تسيل حولها المياه بقوة، وهي الوديان والشراج، بجانب الأماكن التي تتجمع فيها المياه كالأماكن المنخفظة.

☂💧وعليه الأصل في التعامل مع هذه الأحوال قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وقوله سبحانه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}.

🏊🏻💧وعليه لا يجوز بحال أن يلقي الإنسان بنفسه في الضرر، ولا يجوز المخاطرة بدعوى النظر، أو التصوير، أو تحقيق نتاج يتباهى به أمام الآخرين، خاصة إذا حمل معه أطفاله أو بعض أهله أو أصدقائه، فلا ضرر ولا ضرار، والضرر يزال.

👈🏽👈🏽من هنا يجب على الجميع التقيد بتعاليم السلامة في هذا الجانب، لأنّ الماء وجريانه سنة طبيعية، وتعديه هلاك للجميع، أو خشية الوقوع في الهلاك أو الضرر.

📍📍لذا كان للقائمين دور في التنبؤ والتحذير إعلاما وإرصادا والدفاع المدني وغيرهم من رجال الأمن، هنا طاعتهم واجبة، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

🏊🏻🏃🏻نعم من حق الإنسان أن يتسلى بجمال الطبيعة بعد نزول الماء، ويمتع ناظريه، ولكن في الوقت نسفه لا يجوز أن يلقي بنفسه أو غيره في الضرر أو الهلاك.

🔻👈🏽والأصل في هذا أن تكون قاعدة عامة، وثقافة يعيها الجميع، وهي فترة مؤقتة، بعدها يستطيع الإنسان الخروج، أو الذهاب إلى الأماكن الآمنة.

👈🏽🔻ولا شك أنّ الحفاظ على نعمة الذات أو الغير من أجل النعم، ونعمة الغيث رحمة من الله سبحانه وتعالى، تقابل بالشكر له جلّ وعلا، لا بكفر قتل النفس وإلقائها في التهلكة.

🔻👈🏽بجانب أن المركبات قد لا تتحمل التصاقها بالماء، وقد لا تستطيع السير بسبب الأتربة، بجانب قد يؤدي هذا إلى التصادم بسبب ضعف الرؤية، فعليه يجب على الجميع التعاون في الخير وتحقيق المصلحة، والانطلاقة الجماعية في هذا بالنظر في حقوق الآخرين، وتذكر قوله سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

🌧❓ماذا بعد نزول الأمطار؟

👈🏽وهذا السؤال مهم جدا، لأنه يتمثل في أمرين:

📍الأمر الأول أنّ الأمطار بعد نزولها يترتب عليها تراكم المخلفات في الطرق والأودية وعند المنازل والتجمعات.

📍والأمر الثاني خروج الناس للتنزه والسياحة.

👈🏽أما الأمر الأول فمع تنقية الأمطار للأرض، وغسله لبساطها، إلا أنه ينقل الشوائب إلى أماكن أخرى ويجمعها، وعليه الأصل التعاون من الجميع سواء الجهات المختصة أو المجتمع المدني أو الأفراد في إزالة هذه العوائق، لإرجاع الأمور إلى طبيعتها، منطلقين من قوله سبحانه: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب".

👈🏽🙇🏻كما أنه ينبغي تعويد الأجيال الصاعدة على العمل التعاوني لكنس الأرض، وإخراج ما خلفته الأودية من ضرر.

👈🏽 أما الأمر الثاني فمن طبيعة الناس الخروج إلى أماكن تجمع المياه للتنزه مع عائلاتهم، وهذا يتطلب بداية معرفة مقدار التجمع المائي والاستعانة بالمختصين، خاصة الأطفال، وعدم المغامرة بالسباحة في البرك المليئة بالمياه مع المراقبة، فلا يجوز إلقاء النفس في التهلكة.

🚎🏃🏻 كما أنه أيضا هذه الأماكن عامة وليست لأفراد معينين، فينبغي التعود على المساهمة الجماعية في نظافتها، وإزالة المخلفات بعد الجلوس والطبخ فيها، وإعانة المختصين في ذلك، فلا يجوز أن يحل المساء إلا وترى الأرض تحولت إلى مجمع متناثر للزبالة، فينبغي التعاون لجعلها نظيفة، لترك المجال لآخرين يريدون الاستمتاع أيضا، ولأن المكان للجميع فينبغي أن يكون نظيفا دائما.

⁉🔇كذلك لا يجوز إزعاج الناس في تجمعاتهم بالأصوات الصاخبة، خاصة التجمع الأسري، فلا يجوز إيذاء الناس، فهؤلاء خرجوا للاستمتاع بالطبيعة وهدوئها، بعد عمل دؤوب في أسبوع كامل، متأملين في خلق الله سبحانه، فلا يجوز إيذاؤهم سماعا ولا فعلا.

💧👈🏽وعموما ينبغي مقابلة هذه النعمة ومآلاتها بشكره سبحانه، والعمل بما يرضيه جل جلاله، تحت مظلة الشكر والتعاون والتكاتف "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".
💧💧💧💧


*

صدى صوت
09-03-2016, 01:13 PM
موضوع هام جدا استاذه حلم .. نسأل الله غيثا مغيثا نافعا غير ضار .
شكرا لطرح الموضوع

همس الأفكار
09-03-2016, 02:52 PM
سبحان الله*...

شكراً جزيلاً لكِ ع المعلومة

نـــــــقــــــــاء
09-03-2016, 05:19 PM
موضوع هام جدا استاذه حلم .. نسأل الله غيثا مغيثا نافعا غير ضار .
شكرا لطرح الموضوع

اللهم آميين
شكرا للمرور

نـــــــقــــــــاء
09-03-2016, 05:19 PM
سبحان الله*...

شكراً جزيلاً لكِ ع المعلومة

الشكر لك همس
أسعدك الله