نوارة الكون
24-03-2016, 09:38 AM
وكان ابوهما صالحا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان هناك رجلا فقيرا متزوج حديثا وكان يأخذ زوجته ويجلس على حافة النهر ومعه زوجته الصبوره الراضيه بظروف زوجها وحالته ، وكان الزوج يجلس ويتأمل الماره من حوله فيجد هذا يصطحب زوجته وأولاده بسياره ، والاخر بالدراجة البخاريه وكان هو لايملك سوى اصطحاب زوجته الحامل ماشيا على القدمين ليس لان زوجته حاملا وأمرهم الطبيب بالمشي لان ذلك جيدا للحامل ولكن لانه لايملك من المال مايشتري به سيارة ولا حتى دراجة بخاريه ...!
ومرت الايام وأوشكت زوجته على وضع الرضيع ولكن قبل ذلك بشهرين اذ جائته فرصة سفر لدوله أوربيه من جاره الذي سبقه للسفر اليها ..وبالفعل سافر الرجل الصبور الذي كان راضيا بما قسمه الله له وبعد سفره وضعت زوجته ورزقهم الله ببنت غاية في الجمال ،وأرسلت له بالخبر السعيد وأتفقا على ان يكون أسمها فاطمه ،وأستمر الحال قرابة ستة أشهر وأرسل الرجل لزوجته وأبنته يصطحبهم معه ،وكان الزوج قد بدأت الحياه تبتسم له وأصبح يعمل عملا جيدا ويمتلك المال وأشترى سيارة واصبح لديه شقه جيده وأساسا جيدا وحالته تغيرت تماما عن ماكان عليه ببلده وقبل سفره ..وبعد وصول زوجته بيوم طلبت منه ان يأخذها ليلقوا نظره على المدينه والعالم الجديد بالنسبة لهم ..ووافق الرجل وعند صعودهم للسياره فرحت الزوجه بالسياره ولونها خاصة انها اول مره تركبها وغير مصدقه انه أصبح لديهم سيارة ..وبعد صعودهم للسياره وقفل الابواب جلس الرجل وقبل ان يتحرك ،جلس يفكر في الماضي القريب ،عندما كان يتمنى ان يرزقه الله بشراء دراجه بخاريه حتى يصطحب زوجته والطفل الذي بأنتظاره ..وأخذ نفس عميق وأخذ أبنته فاطمة من أمها وقبلها وقال لها يامرحبا بوجه الخير ،لقد جاء الخير كله بقدومك ،فتبسمت الزوجه ونظرت له وقالت له ماخطبك ..؟ فأخبرها بمايدور بداخله فقالت الحمد لله من يصبر ينول ...ومرت الايام والسنون ورزقهم الله بثلاثة أولاد أحمد وعمرو أخوة لفاطمه وفتح الله عليهم وتوسع النشاط وقام الرجل بمشاركة رجل على شركة جيده ومع مرور الأيام أنخرط الرجل بالمجتمع الاوربي الغريب عليه وعلى ماتربى عليه ..ونسي ماضيه وما كان عليه من فقر وضيق بالرزق وبدأ يتغير حاله مع زوجته وقام يهددها بأن يتزوج عليها مع كل مشكلة بينهم كبر او صغر ..!
وبدأت المرأه ترجع بالذاكره للماضي وتفكر به كثيرا وتحن له ..لانه كان ماضي جميل يخلو من المشاكل الزوجيه والصراعات التي تحدث بينهم الان وكلما جلست تفكر في الماضي تمنت ان يرجع المضي بفقره ودفئه وحلاوته رغم ضيق العيش وقتها ..وأستمر الحال على ذلك وكل واحد منهم رضى بالاخر عن قناعه من اجل ان هناك أولاد وكيان أسره ولا يمكن ان يتفكك هذا الكيان وينتهي كل شئ .
وأستمر الزوج في بعده عن ربه فاصبح لايهتم بالصلاة ولا يبالي بتعاليم دينه فيصهر خارج البيت يصادق النساء ولايبالي ان كان الربح حلالا ام حراما ..ومرت الايام وأستمر الزوج على هذه الحاله وكبرت الاولاد وكانت فاطمه قمة في الزكاء وكان الجميع يتوقع لها ان تتخرج من طب وتكون طبيببه ولكن فوجئ الجميع بأنها أخفقت في ذلك وألتحقت بكلية أخرى غير الطب وأيضا أحمد قد التحق بكلية تجاره وكذلك عمرو ..وجلس الرجل يفكرالوقت فيما حدث وما هو السبب في اخفاق أولاده ولم يتحقق أمله المرجو حتى في واحدا منهم لقد اخفق الجميع لماذا .........؟
وبعد تسع سنوات من ولادة عمروالاخير رزقهم الله ب "عبد الرحمن " الذي كان بمثابة الهديه الغاليه من قبل الله ، فمع قدومه بدأ الرجل يفكر ويرجع الى ربه رويدا رويدا ..وبدأ يغير علاقته بزوجته ويتحاور معها ويناقشها ويأخذ برأيها مثل الاول ،فشارت عليه ان ينهي أعماله ويرجع لبلده ،فوافق الرجل ورجع مع اسرت لبلده...وبدأ يحاسب نفسه ورجع الى الله وندم على ماقد كان ،وقام بسداد ديونه التي كان لاينوي تسديدها وقام بحساب الزكاة التي كانت متراقمة عليه بعد الرجوع لاهل العلم والمشايخ وبدأ الرجل يضع النقاط على الحروف ويصحح الاوضاع خاصة مع ربه ، وكان قد قام ببناء بناية كبيرة متمثلة في فيلا كبيره وقد بناها أثناء سفره ..وبعد رجوعه بفترة قصيره بدأت الفيلا يظهر فيها عيوب جسيمه فقام بترميممها من جديد وصرف عليها مبالغ طائله الا أنه كان راضيا ويحمد ربه ويحدث بنفسه عساه خير وعساه ان يخفف ربي من زنوبي وان يطهر الله بذلك مالي ويبرئ زمتى..وأتصل بشريكه وتحاسب معه من جديد ورد له حقوقه وبدأ لايفارق المسجد وأهتم بابنه الصغير عبد الرحمن وكان يصطحبه للمسجد ويحفظه كتاب ربه واعتكف عليه وقال هذا الذي سوف يعوضني به ربي عن اخوته ولكن وجد أبنته فاطمه تتفوق بدراستها وبالعامين اول وثان نجحت بتقدير جيد جدا والثالثه والرابعه بأمتياز مما جعلها تعمل معيده بنفس الجامعه وتحقق حلم الاب والام من جديد ..وبدأ أحمد وعمرو يلبون أوامر والدهم بعد ماكن الامر صعب بالتعامل بينهم أثناء بعده عن ربه وبداو يذاكروا ويهتموا بدراستهم ..وحفظ عبد الرحمن القران الكريم بعمر عشر سنوات وينوي ان يكون عالما من علماء المسلمين هذه رغب الصغير ...وجلس الاب يفكر ويقول ياسبحان الله بعدت عن ربي فبعدو وكادوا ان يهلكون ونهلك جميعا ..وعندما رجعت وقربت من ربي رجعوا وعوضني الله خيرا فيهم جميعا ..ورجعت السكينه والدفئ الى البيت زالاسره ورجع الحب والتفاهم وحمد الجميع رب العالمين .
وصدق رب العباد
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)
قال تعالى :
( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا )
يقول بن كثير - رحمه الله - في تفسـيره :
( فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن ووردت به السنة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان هناك رجلا فقيرا متزوج حديثا وكان يأخذ زوجته ويجلس على حافة النهر ومعه زوجته الصبوره الراضيه بظروف زوجها وحالته ، وكان الزوج يجلس ويتأمل الماره من حوله فيجد هذا يصطحب زوجته وأولاده بسياره ، والاخر بالدراجة البخاريه وكان هو لايملك سوى اصطحاب زوجته الحامل ماشيا على القدمين ليس لان زوجته حاملا وأمرهم الطبيب بالمشي لان ذلك جيدا للحامل ولكن لانه لايملك من المال مايشتري به سيارة ولا حتى دراجة بخاريه ...!
ومرت الايام وأوشكت زوجته على وضع الرضيع ولكن قبل ذلك بشهرين اذ جائته فرصة سفر لدوله أوربيه من جاره الذي سبقه للسفر اليها ..وبالفعل سافر الرجل الصبور الذي كان راضيا بما قسمه الله له وبعد سفره وضعت زوجته ورزقهم الله ببنت غاية في الجمال ،وأرسلت له بالخبر السعيد وأتفقا على ان يكون أسمها فاطمه ،وأستمر الحال قرابة ستة أشهر وأرسل الرجل لزوجته وأبنته يصطحبهم معه ،وكان الزوج قد بدأت الحياه تبتسم له وأصبح يعمل عملا جيدا ويمتلك المال وأشترى سيارة واصبح لديه شقه جيده وأساسا جيدا وحالته تغيرت تماما عن ماكان عليه ببلده وقبل سفره ..وبعد وصول زوجته بيوم طلبت منه ان يأخذها ليلقوا نظره على المدينه والعالم الجديد بالنسبة لهم ..ووافق الرجل وعند صعودهم للسياره فرحت الزوجه بالسياره ولونها خاصة انها اول مره تركبها وغير مصدقه انه أصبح لديهم سيارة ..وبعد صعودهم للسياره وقفل الابواب جلس الرجل وقبل ان يتحرك ،جلس يفكر في الماضي القريب ،عندما كان يتمنى ان يرزقه الله بشراء دراجه بخاريه حتى يصطحب زوجته والطفل الذي بأنتظاره ..وأخذ نفس عميق وأخذ أبنته فاطمة من أمها وقبلها وقال لها يامرحبا بوجه الخير ،لقد جاء الخير كله بقدومك ،فتبسمت الزوجه ونظرت له وقالت له ماخطبك ..؟ فأخبرها بمايدور بداخله فقالت الحمد لله من يصبر ينول ...ومرت الايام والسنون ورزقهم الله بثلاثة أولاد أحمد وعمرو أخوة لفاطمه وفتح الله عليهم وتوسع النشاط وقام الرجل بمشاركة رجل على شركة جيده ومع مرور الأيام أنخرط الرجل بالمجتمع الاوربي الغريب عليه وعلى ماتربى عليه ..ونسي ماضيه وما كان عليه من فقر وضيق بالرزق وبدأ يتغير حاله مع زوجته وقام يهددها بأن يتزوج عليها مع كل مشكلة بينهم كبر او صغر ..!
وبدأت المرأه ترجع بالذاكره للماضي وتفكر به كثيرا وتحن له ..لانه كان ماضي جميل يخلو من المشاكل الزوجيه والصراعات التي تحدث بينهم الان وكلما جلست تفكر في الماضي تمنت ان يرجع المضي بفقره ودفئه وحلاوته رغم ضيق العيش وقتها ..وأستمر الحال على ذلك وكل واحد منهم رضى بالاخر عن قناعه من اجل ان هناك أولاد وكيان أسره ولا يمكن ان يتفكك هذا الكيان وينتهي كل شئ .
وأستمر الزوج في بعده عن ربه فاصبح لايهتم بالصلاة ولا يبالي بتعاليم دينه فيصهر خارج البيت يصادق النساء ولايبالي ان كان الربح حلالا ام حراما ..ومرت الايام وأستمر الزوج على هذه الحاله وكبرت الاولاد وكانت فاطمه قمة في الزكاء وكان الجميع يتوقع لها ان تتخرج من طب وتكون طبيببه ولكن فوجئ الجميع بأنها أخفقت في ذلك وألتحقت بكلية أخرى غير الطب وأيضا أحمد قد التحق بكلية تجاره وكذلك عمرو ..وجلس الرجل يفكرالوقت فيما حدث وما هو السبب في اخفاق أولاده ولم يتحقق أمله المرجو حتى في واحدا منهم لقد اخفق الجميع لماذا .........؟
وبعد تسع سنوات من ولادة عمروالاخير رزقهم الله ب "عبد الرحمن " الذي كان بمثابة الهديه الغاليه من قبل الله ، فمع قدومه بدأ الرجل يفكر ويرجع الى ربه رويدا رويدا ..وبدأ يغير علاقته بزوجته ويتحاور معها ويناقشها ويأخذ برأيها مثل الاول ،فشارت عليه ان ينهي أعماله ويرجع لبلده ،فوافق الرجل ورجع مع اسرت لبلده...وبدأ يحاسب نفسه ورجع الى الله وندم على ماقد كان ،وقام بسداد ديونه التي كان لاينوي تسديدها وقام بحساب الزكاة التي كانت متراقمة عليه بعد الرجوع لاهل العلم والمشايخ وبدأ الرجل يضع النقاط على الحروف ويصحح الاوضاع خاصة مع ربه ، وكان قد قام ببناء بناية كبيرة متمثلة في فيلا كبيره وقد بناها أثناء سفره ..وبعد رجوعه بفترة قصيره بدأت الفيلا يظهر فيها عيوب جسيمه فقام بترميممها من جديد وصرف عليها مبالغ طائله الا أنه كان راضيا ويحمد ربه ويحدث بنفسه عساه خير وعساه ان يخفف ربي من زنوبي وان يطهر الله بذلك مالي ويبرئ زمتى..وأتصل بشريكه وتحاسب معه من جديد ورد له حقوقه وبدأ لايفارق المسجد وأهتم بابنه الصغير عبد الرحمن وكان يصطحبه للمسجد ويحفظه كتاب ربه واعتكف عليه وقال هذا الذي سوف يعوضني به ربي عن اخوته ولكن وجد أبنته فاطمه تتفوق بدراستها وبالعامين اول وثان نجحت بتقدير جيد جدا والثالثه والرابعه بأمتياز مما جعلها تعمل معيده بنفس الجامعه وتحقق حلم الاب والام من جديد ..وبدأ أحمد وعمرو يلبون أوامر والدهم بعد ماكن الامر صعب بالتعامل بينهم أثناء بعده عن ربه وبداو يذاكروا ويهتموا بدراستهم ..وحفظ عبد الرحمن القران الكريم بعمر عشر سنوات وينوي ان يكون عالما من علماء المسلمين هذه رغب الصغير ...وجلس الاب يفكر ويقول ياسبحان الله بعدت عن ربي فبعدو وكادوا ان يهلكون ونهلك جميعا ..وعندما رجعت وقربت من ربي رجعوا وعوضني الله خيرا فيهم جميعا ..ورجعت السكينه والدفئ الى البيت زالاسره ورجع الحب والتفاهم وحمد الجميع رب العالمين .
وصدق رب العباد
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)
قال تعالى :
( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا )
يقول بن كثير - رحمه الله - في تفسـيره :
( فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن ووردت به السنة )