المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيكل: مصر تمر بمرحلة شديدة الخطور



عطر الاحساس
01-10-2014, 02:09 PM
الكاتب والمفكر والمحلل السياسي الكبير محمد حسنين هيكل، أن مصر تمر بمرحلة شديدة الخطورة، وفى ظروف تحتاج إلى رؤية أوسع وأشمل، وأن العالم من حولنا يشهد تغيرات وتحولات سريعة ومتلاحقة، ونحن في أشد الحاجة إلى اللحاق بكل تلك التغيرات والتحولات وأن نكون فاعلين ومؤثرين فيها.

وطالب هيكل بوضع رؤية لمصر على المديين القريب والبعيد، وتشكيل مجموعة عمل فكرية، من جميع الخبراء والمختصين لتقديم رؤى قابلة للتنفيذ وليس تقديم تحليل وتنظير فقط، مشيراً إلى أن تلك المجموعة مطالبة بأن تضع أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ما الذي يستطيع أن يفعله في ليبيا أو في العراق أو في سوريا.

وفي عالمنا وأمتنا العربية بشكل عام، كما أن هذه المجموعة - على حد قوله - عليها أن تحدّد الأولويات الغائبة عنا وتقول من أين نبدأ ومتى وكيف، وأيضاً مطالبة بوضع حلول وتصورات عاجلة وآجلة لمشكلاتنا الاجتماعية.

جاء كلام هيكل هذا خلال الاحتفال بعيد ميلاده الذي نظمته مؤسسة الأهرام، وحضره عدد كبير من الكتاب والمفكرين.

يذكر أنه لأول مرة منذ أكثر من 40 سنة يحضر هيكل اجتماع مجلس التحرير (الديسك المركزي)، حيث قام بمتابعة أهم الموضوعات التي ستنشر في عدد اليوم التالي، وأبدى ملاحظاته وشرح كيف كان يدير اجتماعات التحرير.

وأوضح تصوره في المعالجة الصحافية للأخبار المحلية والإقليمية والدولية، وأوصى بضرورة أن يستعيد الإعلام والعمل الصحافي قوّته الناعمة والمؤثرة، ليس في القضايا المحلية فقط، بل أيضاً على المستوى الإقليمي في عالمنا العربي وعلى الصعيد الدولي الذي أصبح يؤثر فينا بقوة، سواء بمحاربة تنظيم «داعش» أو بإعادة تشكيل العالم من جديد.

وكان في استقبال هيكل لدى وصوله لمؤسسة الأهرام بقلب القاهرة أحمد سيد النجار رئيس مجلس الإدارة ومحمد عبد الهادي علام رئيس التحرير، ومن المفكرين والأدباء جمال الغيطاني وفاروق جويدة ويوسف القعيد وبهاء طاهر، ومن الكتاب عبد الله السناوي وصلاح منتصر، ولفيف من مديري التحرير والمحررين.

وبدأ الحفل بلقاء في مكتب رئيس التحرير، ثم انتقل إلى صالة التحرير واجتماع الديسك الذي نال القسط الوافر من الوقت، حيث تم الترحيب به وتنصيبه رئيساً لتحرير العدد، كما قام بتقطيع تورتة الاحتفال، وبعدها توجه إلى قاعة هيكل حيث اللقاء الفكري، الذي تطرق إلى بعض القضايا الداخلية، وبخاصة وضع رؤية مستقبلية لهذا البلد، ونظرته لتطوير المنظومة الإعلامية لتكون قوة ناعمة حقيقية ومؤثرة.

في صالة التحرير

وبدأ اللقاء في صالة التحرير حيث قال هيكل: «أنا سعيد جداً أن أطل على هذا المكان بعد هذه السنين وأرى شبابي في يوم من الأيام، طبعاً الظروف اختلفت، وقتها كنا شباباً ويجب أن أقول شهادة لله إن عائلة تكلا لم تقيدني بشيء سوى أن لا يتعرض الجرنال للخسارة، وقد كان».

وبسؤاله عما إذا افترضنا أن الأعمال التي تم عرضها عليه كانت دون المستوى، فماذا كان فاعلاً؟.. أجاب: كل الأسئلة الافتراضية في رأيي فات أوانها، لأننا نواجه واقعاً وحقيقة والظروف تغيّرت، وكل ظرف له مقتضياته، وكل رئيس تحرير يواجه حقائق مختلفة عما قبله، وأي رئيس تحرير يتعامل مع سياسة.

ويتعامل مع أوضاع سياسية حقيقية، فأنا مثلاً كانت الظروف تسمح لي أن أكون على اتصال برأس الدولة، لكني الآن أعذر كل الصحافيين الذين يعملون وليس رئيس التحرير، أعذرهم لأنه من الممكن أن تكون هناك علاقة تناقض مع السلطة، والمشكلة الأكبر أن السلطة عندها نفوذ أكبر مما ينبغي في الصحف، والظروف التي كنا فيها كانت لها خاصية معينة.

لكنك تواجه شيئاً آخر، في الخارج مثلاً رئيس تحرير النيويورك تايمز لا يواجه هذا، لأن السلطة في الخارج لا تملك هذه القوة أمام الصحف، لكن أي رئيس تحرير موجود الآن لكي يدير علاقة صحية بين جريدته وسمعتها وبين الواقع الذي يراه والحقيقة التي يراها، وبين سلطة متحكمة أو غير متحكمة، هذا يحتاج إلى ظروف معينة.

هيكل وعبد الناصر

وطرح أحمد النجار تساؤلاً حول العلاقة بين هيكل على رأس الأهرام وكل من الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات.. ماذا كان الفارق بينهما؟ فقال: الفرق بين عبد الناصر والسادات، جمال عبد الناصر رجل يقود، وكانت له ظروفه وكانت قضيته مختلفة، لكي لا نظلم أحداً، وأنا أشهد أن الرئيس السادات، وهو موجود كان رئيساً، لكنه رئيساً وجد أمامه وضع شبه مستحيل ومزعجاً جداً.

وحاول على قدر استطاعته، ولكنه كان عنده تصور أنني أنسق مع عبد الناصر فيما أكتبه وهذا لم يكن صحيحاً، لأنه في مرات كثيرة جداً كان جمال عبد الناصر يعفي نفسه من قراءة ما كنت أكتبه حتى لا أتسبب له في حرج، لكن أنور السادات وهو رئيس تحدث إليّ قائلاً: محمد، أنا أعرف أنك تكتب مقالتك يوم الثلاثاء، .

وكان هذا يوم الاثنين، فقلت له صحيح، فسألني عما إذا كنت اخترت الموضوع الذي سأكتب فيه، فقلت له ليس بعد، فقال لي «خلاص عندي موضوع لك»، فسألته عن ماهية الموضوع، فقال لي إن جعفر النميري كان يشتكي لي منك، وطلب مني أن أكتب مقالاً عن جعفر النميري، فجاء ذلك الأسبوع في الأهرام «لم يتمكن محمد حسنين هيكل من كتابه مقاله الأسبوعي».

لم يعترضني

وفي النهاية قال لي إنك أصبحت سياسياً ولا تتفق الصحافة مع السياسة لذلك أعرض عليك العمل في الديوان الرئاسي أو الوزارة. وهذه هي المرة الوحيدة التي ناقشني فيها.

ورفضت هذه وتلك وغادرت الأهرام بعد سبعة عشر عاماً خدمة، وأؤكد أن أفضل أيام إبداعي وإنتاجي الفكري كانت بعد تركي العمل في الصحف والتي تجاوزت الأربعين عاماً، ووصل عدد الكتب التي ألفتها في تلك الفترة أربعين كتاباً.

احتفاء

ثم عقب هيكل على المشيدين به قائلاً: أنا شديد العرفان بكل ما سمعته اليوم وبكل ما رأيته، لكن أظن أنه يجب أن نطوي الصفحة، أنا هذا العام ألاحظ احتفاءً بي أكثر مما ينبغي، ولكني أعلم أن هذا له أسباب وأراها أمامي، وهي أن المهنة تقول لرجل في آخر يوم طويل أنك قمت بعمل رائع، وأنا قبلت هذا وسعيد به، المهنة تعرف أنني لا أقبل أوسمة أبداً، ولا شهادات تقدير، ولا أي شيء.

وهناك كرام في المهنة أحبوا أن يعطوني وساماً، أنا أقبله لأنني لا رأي لي فيه، ربما بعض الأخوة رأوا - من دون داع - أن هناك بعض الظواهر قد تحتاج إلى مساندة أو إظهار عطف من المهنة، خصوصاً أنني رجوت أن لا تتم كتابة أي شيء عني في هذه الفترة، لكنّه حدث، لكن أطلب أن نقفل هذه الصفحة.. كل الرسائل الخاصة لي وصلتني، وأنا ممتن لها جداً جداً.

استشراف المستقبل

وأوضح هيكل: أريد أن أقول شيئاً مهماً جداً، وهو أن هذا البلد يجتاز مرحلة في منتهى الخطورة، ويجتاز ظروفاً، أنا أعتقد أن هذا البلد لأول مرة يواجه مشكلة أن يكون أو لا يكون.. لأن هناك ثوابت كثيرة جداً مما كان يحيط به وثوابت كثيرة جداً مما كان يعتمد عليها، أنا أظن أنها كلها في هذه اللحظة موضع تساؤل وفيها مشكلات كثيرة جداً.

أعتقد أننا في ظرف يحتاج إلى رؤية أوسع، وأنا أتيت اليوم وأريد أن أقترح على الأهرام شيئاً واحداً، وأعرف أن الأهرام أعباؤه كبيرة جداً، كما أعرف جيداً أن السيد الرئيس قام بتكليف الأهرام ببحث مشكلات الشباب، وأنا أعتقد أن تلك المؤسسة العريقة والضاربة في القدم أمامها شيء مهم جداً وهو «رؤية لمصر».

نحن في هذه اللحظة، أنا أعتقد وأنا أخاف جداً، أنه لا يوجد من يستطيع أن يتصور مقدار المخاطر التي تحيط بهذا البلد في هذه الظروف، الدنيا، والأفكار، والتصورات تنقلب، وشكل ما هو قادم يتغير والإقليم يتغير، وكل ما هو حولنا يتغير، ولا يبدو أننا قادرون على أن نلاحق.

أتيت اليوم لأقترح نموذجاً من الذي نفذته عائلة «روكفلر»، حيث إن هذه العائلة جاءت بعد الحرب وعملت شيئاً مهماً جداً، شعرت أن الولايات المتحدة الأميركية مقبلة على تغييرات مصيرية وأن هناك دوراً عالمياً ألقي إليها وأنها على وشك أن تقوم به.

وليس هناك استعداد كافٍ لرؤية هذا الدور، فكونت مجموعة من حوالي 42 مفكراً وأناس قادرين على استشراف المستقبل، واحد من السكرتارية التي كانت لهذه المجموعة كان هنري كيسنجر اسمه هو آخر اسم في مجموعة السكرتارية الشبان الذين عملوا في التقرير، هذه المجموعة أعدت تقريراً اسمه «المنظور الأميركي»، ما أتيت به الآن وذهني فيه هو أني أرى أن الرئيس السيسي يحاول.

وهناك أشياء كثيرة تم عملها، مشروع قناة السويس، هناك ثقة استعيدت والبلد استعاد نفسه بشكل أو بآخر، وقدمنا أنفسنا إلى العالم الخارجي بطريقة معقولة، ولكني أعتقد أننا أمام تحديات كبيرة جداً، وأريد أن نعمل على تكوين مجموعة عمل فكرية، تقوم بعمل شيء قابل للتنفيذ، ما الذي تستطيع مصر عمله، ماذا نستطيع أن نعمل في العراق في سوريا، في ليبيا، من أين نبدأ في التنمية.

هناك أولويات غائبة عنا، ليست الأولويات فقط ولكن من أين نبدأ؟ وكيف نبدأ؟ من أين يمكن عمل حلول سريعة؟ أين يمكن عمل حلول بعيدة المدى؟ بمعنى أنني أريد «رؤية» بما يمكن أن تفعله مصر، فيها جزء قريب وفيها جزء بعيد، وهناك شرط ألا تكون تحليلية فقط، ولكن قابلة للتنفيذ.. وسريعاً.



«الجورنالجي»

ولد محمد حسنين هيكل يوم 23 سبتمبر في القاهرة سنة 1923، وكان اتجاهه مبكراً إلى الصحافة دراسة وممارسة.

التحق بجريدة «الإيجبشيان غازيت» منذ سنة 1943م محرراً تحت التمرين في قسم الحوادث، ثم في القسم البرلماني واختاره رئيس تحرير «الإيجبشيان جازيت» لكي يشارك في تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية في مراحلها المتأخرة بمنطقة العلمين برؤية مصرية.

عين محرراً بمجلة آخر ساعة سنة 1945م وعمل قريباً من مؤسسها محمد التابعي وانتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى «أخبار اليوم».

* من سنة 1946م حتى 1950م أصبح مراسلاً متجولاً بـ «أخبار اليوم» فتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان، وإلى إفريقيا والشرق الأقصى حتى شبه الجزيرة الكورية التي تابع حربها مطلع الخمسينيات.

من سنة 1951م استقر في مصر رئيساً لتحرير «آخر ساعة» ومديراً لتحرير «أخبار اليوم» في الوقت نفسه وأطل عن قرب على مجريات السياسة المصرية.

1956م/ 1957م عرض عليه مجلس إدارة الأهرام رئاسة تحرير الأهرام، فاعتذر في المرة الأولى، وقبل في المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير «الأهرام» 17 سنة، وفى تلك الفترة وصلت «الأهرام» إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشر الأولى في العالم. كما كان له الفضل في إنشاء مجموعة المراكز المتخصصة في «الأهرام» مثل مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية.

تولى عام 1970 وزارة الإرشاد القومي في آخر حكومة شكلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي تعتبر علاقته به من أهم تجارب السلطة بين الرئيس والصحافي. اختلف مع السادات بعد حرب أكتوبر، بعد سلسلة من المقالات والمواقف المتعارضة التي أبعد هيكل على أثرها عن رئاسة تحرير «الأهرام» عام 1974 وتم اعتقاله في 5 سبتمبر عام 1981 وأطلق مبارك سراحه عام 1982.

وتفرغ بعدها لكتابة الكتب والظهور في حوارات وبرامج تلفزيونية.

«جرنالجي» مخضرم شاهد على التاريخ



تحدث الأديب جمال الغيطاني خلال الاجتماع الذي ترأسه الكاتب والمفكر الكبير محمد حسنين هيكل خلال زيارته لجريدة الأهرام، حيث تمنى الصحة وطول العمر لهيكل مشيداً بتاريخه في العمل الصحافي والسياسي قائلاً: أريد أن أتحدث عن جانب في الأستاذ هو لا يتحدث عنه، هو يصف نفسه بكل تواضع أنه «جرنالجي»، والواقع أن الأستاذ هيكل أهم مثقف في مصر، وأهم دور ثقافي قدم في مصر خلال الأعوام الستين الأخيرة..

إنما أتخيل أن الاستاذ هيكل لو لم يكن موجوداً في الأهرام، هل كان سينشر نجيب محفوظ رواياته الكبرى التي حصل بها على جائزة نوبل بدءاً من «أولاد حارتنا» عام 1957، ثم «اللص والكلاب» و«ثرثرة فوق النيل» و«ميرامار»، وقصصه القصيرة التي كنا ننتظرها كل يوم جمعة، وكانت المتنفس الوحيد لنا في الستينيات؟، ولعل الاستاذ يوسف القعيد والاستاذ بهاء طاهر أبرز عقول الرواية المصرية يذكران أننا كنا ننتظر هذه القصص لأنها كانت جريئة جداً بالنسبة للواقع.

لولا الأستاذ محمد حسنين هيكل ما كانت النهضة الثقافية في الستينيات، هذا دور أرجو أن نلتفت وأن ننتبه إليه، قد أرسى قيماً في التعامل مع الأدباء، كان إذا أراد أن يتحدث إلى توفيق الحكيم يصعد إليه في الطابق السادس، وكذلك نجيب محفوظ، وجمع في الطابق السادس أهم العقول في مصر، هي التي كوّنت الدور الثقافي المتألق الذي مازلنا نضرب به المثال عن الستينيات، أما الاستاذ هيكل نفسه فأعترف أنني لم ألتق ولم أقابل حتى هذه اللحظة إنساناً على قدرته في المتابعة، لا آتيه بكتاب جديد إلا وأجده سبقني إليه.

لا أحدّثه في موضوع إلا وأجده قد فاض فيه، والأستاذ هيكل من رواة الشعر ومن حفظته ولديه قدرة فريدة في استدعاء البيت المناسب في الموقف المناسب، وهو يتابع الشعر حتى الآن بنفس الحيوية، أيضاً هو من أكبر المطلعين على الفلسفات الإنسانية وله اطلاع وهوى للثقافة الصينية والثقافات الشرقية التي لم أعرفها عند أكثر المثقفين، لذلك أرجو أن ننتهز الفرصة وأن نسجل دور الأستاذ كمثقف وكصانع للدور الثقافي المصري أهم عناصر الوجود المصري في العالم.

ملك الوسامه
01-10-2014, 02:33 PM
كل الشكر على الخبر اختي

اطياف السراب
01-10-2014, 03:28 PM
شكرا جزيلا لك على الخبر

Emtithal
01-10-2014, 05:52 PM
كل الشكر لك

رندويلا
01-10-2014, 08:16 PM
تسلمين بارك الله فيك

والله يعطيك آلعآفيـــةة ع آلخبر