المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحالف الإسلامي« يرسم إستراتيجية مكافحة الإرهاب



بدر الدجى
28-03-2016, 08:56 AM
اتفق رؤساء الأركان في الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري خلال اجتماع لهم في الرياض أمس، على استراتيجية من أربعة محاور عكفت الاجتماعات التحضيرية التي عقدت خلال الأسابيع القليلة الماضية على وضعها لمحاربة الإرهاب، تتضمن مجالات فكرية ومالية وإعلامية وعسكرية، وأكد المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري، ان دول التحالف ستعمل على تجفيف منابع الإرهاب ومصادره.
ترأس سعادة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، وفد الدولة في الاجتماع.
وعلمت «البيان» ان القادة العسكريين لدول التحالف التي ارتفع عددها إلى 39 دولة، حددوا خلال اجتماعهم امس مهام مركز العمليات المشتركة الذي اتفق على ان يكون مقره في الرياض، كما حددوا ضباط الاتصال الذين سيعملون مع المركز، لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب. واقترحت السعودية، اسم «مركز الحرب الفكرية» للمركز، وذلك في إطار وضع استراتيجيات فكرية ومالية وإعلامية، لمواجهة الإرهاب والتصدي له.
وأكد مصدر عسكري ان القادة العسكريين اتفقوا على آليات تدفق المعلومات الاستخباراتية والمعلوماتية، حول التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن هناك قضايا لا زال العمل يجري لتنسيقها مثل كيفية التدخل العسكري، والعقيدة القتالية المتبعة.
ونفى المصدر تشبيه التحالف الإسلامي بحلف «الناتو»، مشيرا إلى ان التحالف الإسلامي له اهداف محددة وهي محاربة الإرهاب أياً كانت المذاهب الدينية التي ترفع رايتها، مشيرا إلى ان الدول الإسلامية اولى من غيرها بمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تتحدث باسم الإسلام.
توافق
من جهته قال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري أنه تم التوافق على المفهوم العملياتي للتحالف، مشيرا إلى ان الوضع في سوريا لم يطرح في الاجتماع، كما لم تطرح في الاجتماع أي حالات لأي دول أخرى منفردة.
وأوضح ان التحالف الإسلامي لا يمتلك أي قوات عسكرية منظمة تعمل تحت قيادته المباشرة، ولكن في حال وجود أي طلب من دولة عضو لمواجهة التهديد الإرهابي فيها فإن القوات العسكرية ستنطلق من الدول الأعضاء مباشرة إلى الدولة المهددة بالإرهاب، والتي ستتولى بنفسها ادارة العمليات العسكرية لقوات التحالف على ارضها، مشيرا إلى ان التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب يعمل وفقا للأعراف والمواثيق الدولية، ولا يتدخل في أي دولة الا بناء على طلب منها.
4 محاور
وقال عسيري ان الاجتماع الذي عُقد أمس ركز على محاور مالية وإعلامية وفكرية وعسكرية، حيث ركز الجانب المالي على ضرورة تتبع مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها، مشيرا إلى أن السعودية قدمت تجربتها في تجفيف المصادر المالية للإرهاب من خلال ورقة عمل قدمتها مؤسسة النقد العربي «البنك المركزي» في السعودية، كما تم تبادل الخبرات في هذا المجال.
وأوضح أن التحالف ليس فيه أي جانب الزامي على الدول الأعضاء بل يعتمد على التنسيق المشترك، مشيرا إلى ان المحور العسكري ركز على ادارة العمليات العسكرية المشتركة وفقا لطلبات الدول التي تعاني من تهديدات التنظيمات الإرهابية على ان تدير الدولة المعنية العمليات العسكرية لقوات التحالف الإسلامي.
مبادرات الدول
وقال عسيري ان العمل في التحالف يقوم على مبادرات تقدمها الدول الأعضاء، يتم تدارسها ويمكن في حال الاتفاق حولها ان تتحول إلى استراتيجية يتم تبنيها لتصبح خطة عمل، مشيرا إلى ان الاجتماع الذي عقده رؤساء الأركان في الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري هو تمهيد لاجتماع قريب لوزراء الدفاع في الدول الأعضاء.
وقال إن دول التحالف رسمت استراتيجية لمكافحة الإرهاب من اربعة محاور. وأوضح ان السعودية تبرعت بإنشاء مقر مركز التحالف الإسلامي، كما تبرعت بتوفير الميزانية التشغيلية للمركز، ووضعت الهياكل التنظيمية له والإدارات الخاصة به، ومنها ادارة اعلامية وإدارة فكرية وإدارة مالية وإدارة عسكرية.
وأشار عسيري إلى ان التحالف الإسلامي سيعمل على منع تجنيد الشباب في التنظيمات الإرهابية، مؤكداً انه لديه جهد فكري لمواجهة التطرف الفكري والديني ومواجهة تجييش الشباب من مختلف دول التحالف.
وقبيل بدء الاجتماع أكد رئيس هيئة الأركان السعودية الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان أمس ان جميع أعمال التحالف الإسلامي العسكري مطابقة للأعراف الشرعية لدول العالم وخاضعة للأنظمة العالمية.
تنسيق الجهود
في الاثناء، اجتمع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي في الرياض، مع سعادة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة ورؤساء الأركان في الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري، كلّاً على حدة، وذلك بمناسبة عقد اجتماعهم الأوّل. جرى خلال الاجتماعات التأكيد على أهميّة تنسيق الجهود الاستراتيجيّة بين الدول الإسلاميّة لمواجهة الإرهاب والتصدّي له.
إعلان الرياض يشدد على أهمية العمل الجماعي
أكد رؤساء الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أهمية الدور العسكري في محاربة الإرهاب وهزيمته وتنسيق الجهود العسكرية لدول التحالف، وتبادل المعلومات والتخطيط والتدريب، وعزمهم على تكثيف جهودهم لمحاربة الإرهاب من خلال تعزيز عملهم المشترك تبعاً لإمكانية الدول الأعضاء، وحسب رغبة كل دولة عضو في المشاركة في أي عملية أو برنامج ضمن إطار مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وفقاً لتنظيمه وآلياته، وبما لا يخل باحترام سيادة الدول الأعضاء.
ودعا رؤساء الأركان في إعلان الرياض لـ«البيان» الختامي إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة وتطوير السياسات والمعايير والتشريعات الوقائية الرقابية الكفيلة بمكافحة دعم وتمويل الإرهاب والوقوف بحزم ضد جرائم تمويل الإرهاب. وأعرب المجتمعون عن أهمية المضي قدماً في تفعيل انطلاقة التحالف الإسلامي وذلك من خلال اجتماع وزراء دفاع دول التحالف والذي سيعقد في الفترة المقبلة.
وشدد رؤساء الأركان على أهمية العمل الجماعي والمنظور الاستراتيجي الشامل للتصدي الفعال للإرهاب والتطرف مشيرين إلى ما يمثله الإرهاب من تهديد مستمر للسلم والأمن والاستقرار، وأن التطرف ظاهرة عالمية والإرهاب لا دين له ولا وطن.
واتفق المجتمعون على أهمية تفعيل الجانب الفكري في محاربة الإرهاب من خلال تنسيق الجهود لدراسة الفكر الإرهابي واجتثاثه، وترسيخ قيم التفاهم والتسامح والحوار ونبذ الكراهية والتحريض على العنف. وشددوا على الدور المهم للإعلام في محاربة الإرهاب من خلال التصدي لدعوى الفتنة والفرقة والتطرف والعنف، وإرساء قيم الإسلام السمحة والامتناع عن الترويج للإرهاب من خلال توظيف الإعلام.