المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : »داعش« ينفذ إعدامات جماعية في الموصل



بدر الدجى
28-03-2016, 08:59 AM
بدأ تنظيم داعش بتنفيذ عمليات إعدام جماعية تستهدف عشرات الشباب في مدينة الموصل شمال العراق، رداً على العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية الأسبوع الماضي لاستعادة المدينة، في حين يفر الآلاف من مناطق المعارك في نينوى.
حيث فتحت القوات العراقية جبهة جديدة لطرد تنظيم داعش من المحافظة وكبرى مدنها الموصل، فيما أعلنت الشرطة العراقية أمس، مقتل أربعة عراقيين وإصابة 18 آخرين في هجمات متفرقة بعبوات ناسفة شهدتها مناطق بمدينة بغداد.
تنكيل
وأفاد مراسل قناة "الحرة" في بغداد نقلاً عن مصادر داخل المدينة التي تخضع لسيطرة التنظيم منذ يونيو 2014، بأن داعش بدأ بإعدامات جماعية للشياي، وفرض الإقامة الجبرية على العائلات ومنعها من مغادرة المدينة.
ولم تمنع هذه الإجراءات مئات من أبناء القرى والمدن المحيطة بالموصل والخاضعة لداعش من محاولة الخروج منها. إذ قال عضو مجلس محافظة نينوى علي خضير أحمد، إن نحو ثلاثة آلاف شخص نزحوا من القرى القريبة من قضاء مخمور باتجاه قوات الأمن العراقية نتيجة المعارك الدائرة هناك ضد داعش.
وتصل العائلات على متن شاحنات صغيرة وأحياناً يجلبون معهم قتلى أو جرحى ووجوههم يغطيها الغبار بعد عبورهم خطوط التماس باتجاه قوات البيشمركة الكردية.
وتستقبل قوات البيشمركة في مخمور، جنوب شرق الموصل، أعداداً متزايدة من المدنيين الفارين من العمليات العسكرية التي بدأت الخميس بقيادة الجيش وتهدف الى استعادة السيطرة على الموصل، المعقل الرئيسي لتنظيم داعش.
وأطلقت القوات العراقية بمشاركة أبناء عشائر من المحافظة عملية عسكرية انطلاقاً من قضاء مخمور باتجاه بلدة القيارة (60 كلم جنوب الموصل) بهدف استعادة السيطرة على نينوى التي استولى عليها المتشدّدون خلال هجوم كاسح في يونيو 2014.
المرحلة الأولى
وأعلنت السلطات أن العملية تشكل المرحلة الأولى لاستعادة السيطرة على الموصل، ثالثة مدن العراق، التي أعلنها التنظيم مركزاً لما يسميها «الخلافة».
وعلى متن إحدى الشاحنات التي وصلت عبر طرق ترابية الى الخطوط الأمامية، كانت هناك أربع نساء وعشرة أطفال ورجل ملتح يرتدي دشداشة تقليدية صفراء ملطّخة بالدماء. وفور توقّف الشاحنة صرخت إحدى العجائز بأن فتاة أصيبت لدى فرارهم بشظايا قذيفة أطلقها عليهم عناصر التنظيم لمنعهم من الهرب. ولما كشف والد الفتاة الغطاء عنها كانت فارقت الحياة والدماء تسيل من جسدها إثر إصابتها بالظهر والذراع.
وانهالت الدموع من عيني الرجل وزوجته وأطفاله وقد غطى وجوههم الغبار لقطعهم مسافات طويلة على طرق ترابية، وصرخ قائلاً «لقد ماتت، ماذا نفعل؟ إنها مصائب وقد حلت على رؤوسنا». وأضاف باكياً «تركنا وراءنا عائلات في القرى أبيدت نتيجة القصف والمعارك».
وتجري معارك حالياً قرب أربع قرى تقع غرب قضاء مخمور. وتضم منطقة القيارة التي تتوجه إليها القطاعات العسكرية قاعدة جوية قديمة ومصفاة للنفط على الضفة الغربية لنهر دجلة.
وضع صعب
بدوره، قال اسماعيل نويس (28 عاماً) الذي فر من قرية خربردان مع أسرته المكونة من سبعة أشخاص «الوضع يرثى له، شاهدنا مصائب واليوم أصبح أسوأ من الأيام الماضية وبات في غاية الصعوبة».
وأضاف إن «العائلات تشعر بالخوف من القصف، كما أن عناصر داعش لا يسمحون للأهالي بالهرب ويريدون منهم البقاء في القرى». من جهته، حض المسؤول المحلي الحكومة العراقية على فتح مخيمات للنازحين الذين يحصلون على القليل من المياه من قوات البيشمركة.
وقال بهذا الصدد «نحن نحتاج الى إقامة مخيمات لهم وتقديم مساعدات عاجلة، لأن أوضاعهم مزرية خصوصا وأنهم لم يتمكنوا من جلب أي شيء معهم أثناء هروبهم من المناطق التي تدور فيها المعارك».
ونزح أكثر من 3,3 ملايين شخص من مناطق النزاع في العراق منذ بداية عام 2014 بحسب إحصائيات للأمم المتحدة.
وتواصلت العمليات العسكرية لليوم الثالث قرب قرية النصر في غرب قضاء مخمور، حيث تجري معارك عنيفة بين قوات الجيش العراقي وأبناء العشائر وعناصر التنظيم.
مشاركة
أعلن مسرور بارزاني، مستشار الأمن الوطني لإقليم كردستان عن مشاركة قوات مكافحة الإرهاب الكردية في عملية قتل الرجل الثاني في تنظيم داعش التي أعلنتها أميركا الجمعة.
وكتب بارزاني على تويتر إنه من دواعي سرورنا وفخرنا مشاركة قوات مكافحة الإرهاب في العملية. أربيل – د.ب.أ
الصدر يعتصم منفرداً داخل المنطقة الخضراء
دخل زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر أمس، المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد التي تضم مقري الحكومة والبرلمان، حيث اعتصم مع عدد من القريبين منه إلى حين تحقيق الإصلاحات السياسية.
وأظهر البث المباشر لقنوات تلفزيونية قول الصدر لآلاف المعتصمين أمام أبواب المنطقة الخضراء «سأدخل الخضراء بمفردي وأعتصم داخل الخضراء وأنتم تعتصمون على أبوابها»، وتابع مخاطباً الحضور «لا تبرحوا المكان» قبل أن يتوجه إلى داخل المنطقة.
وتأتي خطوة الصدر بعد انتهاء مهلة 45 يوماً كان حدّدها لرئيس الوزراء حيدر العبادي مطالباً بتغيير الوزراء التابعين للأحزاب السياسية المهيمنة على الحكم واستبدالهم بآخرين تكنوقراط.
فقر وفساد
وأضاف إن من يقيمون في المنطقة الخضراء «راهنوا على أن لا فقر في العراق (في حين) راهنت أن الشعب في حاجة وفقر، وراهنوا على عدم وجود الفساد وراهنت على وجود الفساد، وراهنوا على عدم انضباطكم وتنظيمكم، وراهنت أنكم مطيعون ومنظمون». وأكد أن «مشروع الإصلاح مهم جداً، رفعنا راية الإصلاح السياسي والحكومي وأطلب منكم الاستمرار على هذا المشروع».
وتوجه الصدر بعدها مع مجموعة قليلة من مرافقيه إلى بوابة الخضراء حيث استقبله جنود وضباط كبار من دون أن يعترض أحد طريقه. وجلس الصدر خلف جدار الخضراء الإسمنتي ونصب مرافقوه خيمة خضراء ستكون مكان اعتصامه.
مشاهد
ونقل تلفزيون الطيف التابع له مشاهد تظهر دخوله المنطقة الخضراء ونصب الخيمة وجلوسه داخلها إلى جانب مجموعة من رجال الدين المقربين منه. وطلب الصدر من أنصاره خارج أسوار الخضراء عدم الصراخ والهتاف لعدم إزعاج سكان المنطقة المجاورة. وشدد على وجوب عدم الإساءة إلى قوات الأمن وقال «من يسيئ إلى قوات الأمن يسيئ إلي شخصياً».
وتفرض قوات الأمن إجراءات مشدّدة حول أسوار المنطقة الخضراء التي تضم مقري الحكومة والبرلمان وعدداً من مقار البعثات الأجنبية وأبرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.