المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه عُمان التي تجهلها



ابا مازن
01-04-2016, 08:49 AM
رصد-أثير

نشر الكاتب المصري أحمد قنديل مقالا في بوابة روز اليوسف تحدث فيه عن السلطنة ورد على الكاتب المصري الذي أساء للسلطنة قبل أيام.
وترصد أثير المقال وتقدمه للقارئ الكريم.

الاعلام المصري يمر بمرحلة دقيقة وخطرة في ذات الوقت وأصبح الكثير لايعرف كيف يخطو خطوته المقبلة وكيف يستند الى الحقائق قبل أن يلصق التهم وكيف يحقق مآربه لأغراض شخصية في مقابل تشويه سمعة أشخاص، ومؤسسات، وأوطان، ومن هنا نجد بعض الأقلام التي تدعي المعرفة مغيبة وتسمم الرأي العام بمقالاتها دون روية أو تدقيق أو اطلاع وتلك هي آفة العصر فنحن نسمم أنفسنا بجهلنا لتلك الحقائق .

أحد الكتاب في صحيفة خاصة طالعنا مؤخرا عن المؤامرة على الدولة المصرية وعندما تقرأ مقاله تجده خاوي المعرفة و الحقيقة والمعلومة، فيقول أن الدولة المصرية لم تشف من أمراضها وأن الدولة تسير باتجاه يستبعد الكفاءات وأن مؤسسات الدولة تتصارع على السلطة، والطامة الكبرى أن هذا الكاتب يقول أن هناك نقصا في المعلومات يجعل الإعلاميين والصحفيين يضربون في الظلام ومن هنا يعترف بنفسه أنه يضرب في الظلام بنشر أكاذيب وافتراءات تشوه وتسمم، دون مراعاة للمسئولية المهنية ولكن أسال هذا الكاتب هل نقص المعلومات يمنحك صك النشر المضلل؟ بهدف أو لآخر لجهل أو لابتزاز عن عمد ونجده في مقاله أيضا يطلب حوارا مع الرئيس يكشف ما هو تصوره، دعني أقول لك الرئيس السيسى ليس في حاجة الى رؤيتك فأنت معروف بتوجهاتك المذبذبة فمثلا نجدك تمجد الراحل هيكل وفي وقت آخر تلعنه اذن أنت تتحرك على أهوائك الشخصية وليس من واقع مبادئ المهنية الصحفية الملتزمة هل تريد أن تكون هيكل الجديد بمعنى أن تكون في حجم مكانته أو شهرته ولا اقصد مواقفه المتناقضة معك؟ وهل تريد أن تكون في الصورة؟وفي الدائرة الإعلامية المقربة دعني أقول لك أن الرئيس السيسي ليس لديه فواتير لكي يدفعها لك أو لغيرك تلك هي الجزئية الأولى التي أود الحديث عنها والجزئية الثانية حديثه عن القومية العربية وأصبح يجهل من يخرب ومن يصنع السلام، من ينشر الإرهاب ومن يواجهه .

فحينما تحدث عن سلطنة عُمان واتهمها بأنها تغرد خارج السرب العربي، كيف ذلك والعرب يتهافتون عليها من أجل وساطتها للتدخل في العديد من الازمات، وخير دليل الزيارات العربية المتتالية بل المصرية أيضا الى السلطنة.. اذن كيف تغرد خارج السرب؟! وسوف استعرض في جزئي الأخير من هي سلطنة عمان ؟

النسيج العرقي العماني مكون من العرب والعجم والافارقة والهنود والباكستان، ولا يوجد تفاضل لعرق على عرق مطلقا، الجميع يجمعهم العرق الوحيد وهو العماني وأما الاتهام الخاص بالانحياز الديني الطائفي فسلطنة عمان بعيدة عن مسألة الصراع الذي يسمى اليوم بالصراع السني والشيعي، والذي ينهش جسد الامة من اقصاها الى أقصاها، فسلطنة عمان دولة مسلمة تسيّر البلاد وفق الفقه والعقيدة القائمة على فهم القرآن الكريم تاركة الصراعات السنية الشيعية للعرب ومتفرغة بالكامل لبناء السلطنة وساعية الى لم شمل الامة، مع ادراكها ان ما يحدث اليوم من تناحر انما هو نتيجة لترك العمل بالقرآن الكريم والتعصب لتراث السابقين بجميع ما فيه من شوائب ونواقض لروح القرآن، وأود أن أقول أن آلية علاقات عُمان مع الاخرين فلها حق السيادة في التواصل من عدمه مع أي دولة كانت وهي أيضا غير مجبرة على قطع علاقاتها لا مع ايران ولا مع مصر ولن تكون عروبتها زائدة إن هي شاركت في قتل اطفال اليمن ولن تنقص عروبتها إن هي عالجت جرحى القصف العربي على اليمن الشقيق، فقط عمان تمشي على نهجها منذ ان اشهرت اسلامها طواعية وهو نهج محمدي لا يرضى بسفك دم من نطق الشهادتين.

“فالخلافات لا تحل إلا بالسلم ولا داع لاستخدام أسلوب آخر في معالجتها، فالسلطنة لا تريد أن يكتب التاريخ أنها اشتركت في هذه الحرب” هذه العبارة ذات كلمات قليلة العدد لكنها كثيرة وكبيرة المعنى، تلخص كتبا ودراسات ربما تتجاوز عشرات ومئات الصفحات تجعلها الدول منهجا لسياساتها الخارجية، قالها وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، إجابة عن سؤال حول أسباب عدم مشاركة سلطنة عُمان في عمليات عاصفة الحزم في اليمن. وإن كان السؤال ينسحب على حالة واحدة ومحددة، إلا أن الإجابة جاءت شاملة ومباشرة، وهذا هو المسار الذي تنتهجه السلطنة منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم في العام 1970، وهو ما صبغ السياسة الخارجية بصبغة مميزة، جعلت عمان نموذجا فريداً، ليس في المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم. ومن أهم سماتها مايلي:

-الجنوح إلي محادثات سلام والبعد عن لغة التهديد والصدام ،وهذا هو عهدها دائماً، فقد لعبت السلطنة دورا مهماً وكبيرا في تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراعات التي شهدتها المنطقة ،لا سيما إذا كان طرفاها عربيين، أو أحدهما عربياً، كما حدث في ذلك الموقف الشجاع والفريد حين رفضت عمان قطع علاقاتها مع مصر، والانصياع لقرارات قمة بغداد في العام 1978م عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، ولعبت السلطنة دورا مهماً في محاولات تقريب وجهات النظر والوساطة بين العراق وايران أثناء الحرب بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي ويأتي دور السلطنة الكبير مؤخراً في دفع عجلة المفاوضات بين إيران والدول الكبرى بشأن الملف النووي الإيراني، حتى تم الوصول إلى توقيع الاتفاق النهائي بين الطرفين في شهر يوليو من العام الماضي 2015.

-عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والنأي عن الصراعات، وسلوك نهج متوازن في العلاقات مع دول الجوار، فدائما تحاول السلطنة اتباع سياسة الحياد والانفتاح على كل الأطراف حفاظاً على علاقاتها مع الدول المحيطة احترازا من التورط في الصراعات التي شهدتها دول المنطقة، لا سيما بعد انطلاق ثورات الربيع العربي والتي ما زالت توابعها مستمرة حتى الآن في بعض البلدان أبرزها سوريا واليمن وليبيا.

– التواصل مع مختلف الدول والتعامل مع كافة الأطراف بما تمليه المصلحة العليا للبلاد، ويتجلى ذلك في التعاون الفعال بين السلطنة وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي والمساهمة الإيجابية في أعمال المجلس ومشاريعه المشتركة المختلفة، في الوقت ذاته التعاون مع إيران وإقامة مشروعات مشتركة معها حفظاً للعلاقات الجيدة بين البلدين، مع تحفظ بعض دول الخليج على هذه العلاقات، خصوصاً أن السلطنة لا ترى في علاقاتها الجيدة مع إيران ما ينعكس سلباً علي علاقاتها الطيبة بدول الخليج، ولم تقتصر علاقاتها على دول الإقليم أو المنطقة فحسب، بل اتسع نطاقها إلى المستوى العالمي من خلال تعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في عدة مجالات،يتصدرها الجانب الأمني.

تلك كانت أبرز وأهم الخطوط العريضة والسمات العامة للسياسة الخارجية لسلطنة عُمان، إضافة إلى ثباتها واستمرارها بنفس التوازن والاعتدال منذ 45 عاماً وتولى السلطان قابوس مقاليد الحكم في السلطنة والذي صرح بأن ما يحرك هذه السياسة هو المصلحة الوطنية العليا، وأن عمان ترفض أن تكون مصالحها وصداقتها حكراً لأي بلد مهما كانت قوته ومكانته، مضيفاً :”لسنا ملزمين بشيء أمام أي دولة إلا عُمان “.

ونظراً لالتهاب بعض الملفات واشتعال الصراعات التي ما زالت قائمة في بعض الدول العربية، استمرت السياسة الخارجية للسلطنة في أداء دورها الإيجابي ، ففي الملف اليمني، وعلي الرغم من رفض عمان المشاركة مع دول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى في عاصفة الحزم، إلا أنها لم تتخل عن دور الوسيط للوصول إلى هدنة على الأرض لإنهاء الصراع، ثم الانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين الأطراف اليمنية المتصارعة لإنهاء الوضع المتأزم والمأساة الإنسانية التي تهدد بعض المحافظات اليمنية، وبالفعل تمكنت عُمان من الوصول إلى اتفاق مع “اللجنة الأمنية العليا في اليمن “التي تسيطر عليها جماعة الحوثي لتسليم جثمان الطيار المغربي الذي سقطت طائرته في أثناء مشاركته في إحدى العمليات العسكرية في اليمن ضمن قوات عاصفة الحزم، وحاليا تبذل عُمان جهوداً متواصلة لإنهاء الصراع في اليمن بعد أن رأت أنه لا جدوى من التدخل العسكري، وبعد أن كانت أول دولة ترعى المفاوضات التي أسفرت عن اتفاق السلم والشراكة، وقد عرضت عُمان على المملكة العربية السعودية خطة سياسية للخروج من المأزق اليمني، واقترحت نقل الحوار اليمني إلى السلطنة، باعتبارها أرضاً محايدة، ودولة لا تنحاز لأي طرف من طرفي الصراع، ويقبل الطرفان وساطتها، لعلاقاتها الجيدة بكل منهما.

لم تتوقف جهود الدبلوماسية العمانية علي محاولات إيجاد حلول لصراعات الدول المجاورة فحسب، بل اتسعت دائرتها لتشمل ملف الصراع الليبي، من خلال تعزيز التقارب في الرؤى السياسية ووجهات النظر المتباينة، منذ منتصف العام الماضي وتوجت بلقاء وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، بعد لقاء سري عقد في مسقط بين رئيس المؤتمر الوطني نوري أبو سهمين، ورئيس مجلس طبرق المستشار عقيلة صالح، ولا تزال جهود الوساطة العمانية مستمرة لرأب الصدع بين الفرقاء الليبيين للخروج بالبلاد من نفق الصراع المظلم الذي تعيش فيه.

وبالانتقال للحديث عن أبرز وأكثر الملفات اشتعالا في المنطقة والعالم حاليا، الأزمة السورية، يبرز الدور العماني إلى سطح الأحداث، وتصدر جهود الوساطات الدولية والعربية، من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة وليس عسكرتها حفظاً لوحدة وسلامة الأراضي السورية، خلال استقبال مسقط وزير الخارجية السوري وليد المعلم في شهر أغسطس من العام الماضي ،ثم زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى دمشق في شهر نوفمبر من نفس العام، لتكون الزيارة الأولى والوحيدة لوزير خارجية عربي إلي دمشق بعد احتدام الصراع في البلاد،

ثم جاءت زيارة رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة إلى مسقط، تأكيدا للدور الحيادي الذي تلعبه سلطنة عُمان لحل الصراع، ثم استقبلت السلطنة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، تزامناً مع الحراك الدولي ومفاوضات فيينا التي شاركت فيها عمان ضمن ممثلي 17 دولة ومؤسسة على مستوى العالم. وحتى الآن لا تألو سلطنة عمان جهداً ولم تترك سبيلا إلا سلكته من أجل فتح باب للحوار السياسي يفضي بدوره إلى إنهاء الصراع السوري وتوفير الحماية الإنسانية والاحتياجات الأساسية للشعب السوري في الداخل والخارج ولم تتوقف تلك التحركات بل أتى اليها الغرب فنجد وزير الخارجية الألماني يلتقى المسئولين ويؤكد على الدور المحوري للسلطنة ثم مؤخرا وزير الدفاع البريطاني يوضح أن سلطنة عمان بلد صانعي السلام ولم يقتصر ذلك عندما خرج تصريح بان كي مون الشهير بأن السلطنة لديها اسهامات في السلم العالمي ودورها الفريد في التقريب بين الشعوب وتيسير الحوار بين الأطراف المتنازعة. وأعرب عن التقدير العالمي للجهود السامية للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان في هذا الشأن، التي تؤكد الحرص على اتخاذ الحوار سبيلاً لحل النزاعات والصراعات بين الدول بما يجنب البشرية ويلات الحروب ونشوب النزاعات المسلحة ,ثم خرج علينا تصريح من الأمين العام لجامعة الدول العربية الحالي نبيل العربي والسابق عمرو موسى واللذان يؤكدان على أهمية دور عمان في الوساطة والتهدئة وحل الازمات بمنطقة الشرق الأوسط اذن أخيرا أوجه سؤالي هل هؤلاء جميعا جهلاء مغيبون فاقدون للحقيقة عندما يبرزون دور سلطنة عمان وأنتم و فقط من تعرفون وتؤكدون وتشيعون أنها تغرد خارج السرب العربي ؟ أم أنكم تنحرفون خارج المسار الإعلامي الطبيعي؟ فمصر وسلطنة عمان والوطن العربي في حاجة الى أقلام أمينة ورصينة تبني ولاتهدم تصحح ولاتبجح لان تلك المرحلة التي يمر بها الوطن العربى ومن بينها مصر في حاجة الى العقلاء لا الجهلاء.

المصدر: http://www.rosaelyoussef.com/article/19806/هيكل-الجديد