Raba
10-04-2016, 08:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته جميعاً
تعرض ابن عم صديقي إلى آلام في صدره. تجاهلها مبكرا لعلها تزول مع مرور الوقت، لكن الآلام اشتدت، فاضطر إلى أن يتوجه إلى أقرب مستشفى. حوّله الطبيب العام إلى استشاري حتى يجري فحوصا عاجلة أعمق وأدق. شاهد في عيني الاستشاري أنباء سيئة بعد خضوعه إلى فحص سريع وإجابته عن بعض الأسئلة. سأل الطبيب: هل أنا مصاب بمرض خطير؟ طمأنه قائلا: "تفاءل بالخير. لا أستطيع أن أفيدك بأي شيء قبل أن تخرج نتيجة التحاليل والأشعة، التي خضعت لها. سيتصل عليك الإخوة في العيادة الأسبوع المقبل؛ لترتيب موعد معي حتى أشرح لك النتيجة بعد أن تصلني، إن شاء الله. استمتع بوقتك ودعواتي لك بالتوفيق".
بعد نحو أسبوع تقريبا تلقى فهد اتصالا من المستشفى، لكنه لم يرد. تبعه المستشفى باتصالات عديدة قابلها بالتجاهل. كان فهد يعيش حالة denial أي إنكار، فهو مقتنع في داخله بأنه مصاب بمرض ما، لكن لا يرغب في مواجهته. ظل فهد ينكر إصابته بأي شيء، ويتجاهل اتصالات المستشفى نحو سبعة أشهر، فلم يتواصل مع المستشفى إلا بعد أن تعاظمت آلامه، هرع إلى العيادة المعنية وانتظر دوره حتى دخل على الاستشاري، الذي فحصه مبكرا. عاتبه الطبيب فور أن التقاه بأدب: "أينك يا رجل. نتيجتك ظهرت منذ شهور وأنت لا حس ولا خبر. طمني، قلقت عليك". أجابه فهد: "أنت من يطمني". رد عليه الطبيب: "أنت مع الأسف مصاب بالسرطان، لكن بحول الله ستتغلب عليه". مضطرون إلى أن نحولك إلى مستشفى متخصص لتبدأ العلاج فورا". وهناك صدم فهد بأن المرض انتشر بشكل كبير ودخل مرحلة الخطر، ولامه الأطباء لأنه تجاهل اتصال المستشفى، وعاش في فقاعة الإنكار. انقياده إلى الإنكار قد يكلفه حياته نسأل الله له الشفاء. فلو واجه مخاوفه مباشرة وتصدى لها على جناح السرعة، فلربما لم يدخل في هذه المرحلة الحرجة من مرضه.
يقول المحلل النفسي، سيجموند فرويد، إن الإنكار هو أنك تنكر حدوث الشيء رغم أنك تؤمن في قرارة نفسك بأنه حدث بالفعل. ويعرفه الفيلسوف نيتشه قائلا: تتجاهل المعلومات الأكيدة وتذهب إلى التنبؤات التي ترضيك وتخدرك.
نحن نمارس الإنكارdenial في كثير من مناحي حياتنا ليس في أمراضنا فحسب، بل حتى في عملنا وزواجنا ودراستنا. ندرس التخصص الخطأ، ونعتقد أننا سنحبه غدا، ويزداد العداء له مع مرور الوقت. نرتبط بالشخص الخطأ ونظلمه ويظلمنا.
الإنكار (وحش) يرتدي قناعا مثيرا. يوما ما ستخلعه أو تنتزعه وتكتشف حقيقته فيصرعك. لا تشرع لَهُ صدرك. اطرده، واجه الحقيقة بشجاعة. تألم يوما أفضل من أن تتألم كل يوم.
العمر قصير فلا تنفقه في المكان أو مع الشخص الخطأ.
يا أصدقائي، الإنكار ليس شفاء بل شقاء،،،،
د/ عبدالله
إضافة للمقال:
يجب علينا لا ننكر ولا نوسوس ولكن خذ بالاسباب فلا مسبب بلا سبب ،، ولا دخان بلا نار ،،،
تعرض ابن عم صديقي إلى آلام في صدره. تجاهلها مبكرا لعلها تزول مع مرور الوقت، لكن الآلام اشتدت، فاضطر إلى أن يتوجه إلى أقرب مستشفى. حوّله الطبيب العام إلى استشاري حتى يجري فحوصا عاجلة أعمق وأدق. شاهد في عيني الاستشاري أنباء سيئة بعد خضوعه إلى فحص سريع وإجابته عن بعض الأسئلة. سأل الطبيب: هل أنا مصاب بمرض خطير؟ طمأنه قائلا: "تفاءل بالخير. لا أستطيع أن أفيدك بأي شيء قبل أن تخرج نتيجة التحاليل والأشعة، التي خضعت لها. سيتصل عليك الإخوة في العيادة الأسبوع المقبل؛ لترتيب موعد معي حتى أشرح لك النتيجة بعد أن تصلني، إن شاء الله. استمتع بوقتك ودعواتي لك بالتوفيق".
بعد نحو أسبوع تقريبا تلقى فهد اتصالا من المستشفى، لكنه لم يرد. تبعه المستشفى باتصالات عديدة قابلها بالتجاهل. كان فهد يعيش حالة denial أي إنكار، فهو مقتنع في داخله بأنه مصاب بمرض ما، لكن لا يرغب في مواجهته. ظل فهد ينكر إصابته بأي شيء، ويتجاهل اتصالات المستشفى نحو سبعة أشهر، فلم يتواصل مع المستشفى إلا بعد أن تعاظمت آلامه، هرع إلى العيادة المعنية وانتظر دوره حتى دخل على الاستشاري، الذي فحصه مبكرا. عاتبه الطبيب فور أن التقاه بأدب: "أينك يا رجل. نتيجتك ظهرت منذ شهور وأنت لا حس ولا خبر. طمني، قلقت عليك". أجابه فهد: "أنت من يطمني". رد عليه الطبيب: "أنت مع الأسف مصاب بالسرطان، لكن بحول الله ستتغلب عليه". مضطرون إلى أن نحولك إلى مستشفى متخصص لتبدأ العلاج فورا". وهناك صدم فهد بأن المرض انتشر بشكل كبير ودخل مرحلة الخطر، ولامه الأطباء لأنه تجاهل اتصال المستشفى، وعاش في فقاعة الإنكار. انقياده إلى الإنكار قد يكلفه حياته نسأل الله له الشفاء. فلو واجه مخاوفه مباشرة وتصدى لها على جناح السرعة، فلربما لم يدخل في هذه المرحلة الحرجة من مرضه.
يقول المحلل النفسي، سيجموند فرويد، إن الإنكار هو أنك تنكر حدوث الشيء رغم أنك تؤمن في قرارة نفسك بأنه حدث بالفعل. ويعرفه الفيلسوف نيتشه قائلا: تتجاهل المعلومات الأكيدة وتذهب إلى التنبؤات التي ترضيك وتخدرك.
نحن نمارس الإنكارdenial في كثير من مناحي حياتنا ليس في أمراضنا فحسب، بل حتى في عملنا وزواجنا ودراستنا. ندرس التخصص الخطأ، ونعتقد أننا سنحبه غدا، ويزداد العداء له مع مرور الوقت. نرتبط بالشخص الخطأ ونظلمه ويظلمنا.
الإنكار (وحش) يرتدي قناعا مثيرا. يوما ما ستخلعه أو تنتزعه وتكتشف حقيقته فيصرعك. لا تشرع لَهُ صدرك. اطرده، واجه الحقيقة بشجاعة. تألم يوما أفضل من أن تتألم كل يوم.
العمر قصير فلا تنفقه في المكان أو مع الشخص الخطأ.
يا أصدقائي، الإنكار ليس شفاء بل شقاء،،،،
د/ عبدالله
إضافة للمقال:
يجب علينا لا ننكر ولا نوسوس ولكن خذ بالاسباب فلا مسبب بلا سبب ،، ولا دخان بلا نار ،،،