المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( عصبي لا يعرف الرحمة__قصة قصيرة__))



بدر الحراصي
12-05-2016, 01:12 PM
" ماهذا الشاي الذي لا طعم له"

أنتفضت تلك الزوجه المسكين على تلك الصرخه من فم زوجها وكأنها تتوقعها كانت لتهب من مكانها واقفه وهي تحاول أن تصنع أبتسامه ضائعه على شفتيها وهي تقول " حسنا..حسنا...يبدو أن السكر لم يكن كافيا"

تعودت على تلك الصرخات عند قيامها بخدمة ذلك الزوج الذي لا تتوقع أن يكون له شبيه في هذه الدنيا بعصبيته الزائده وكلماتها الجارحه لها عندما لا يعجبه اي تصرف منها.

" أحمد ...هل ستاخذني لزيارة صديقتي منال...لقد رزقت بمولود جديد وأود أن أذهب لزياتها "

قالتها بتوتر بالغ وكأنها تتوقع هجوم كاسح منه الا أنه رمقها بنظره سريعه وأشاح بوجهه عنها وهو يقول بصوت خالي من المشاعر " حسنا..معكي نصف ساعه فقط ..هيا والا خرجت بدونك"

هرولت سريعا وكأنها تخشى أن يغير رأيه كعادته وفي أقل من نصف ساعه كانت أمامه وتنظر اليه بدون أن تتجرأ أن تقول له هيا أنا جاهزه.

أنتظرته حتى أنهى شرب كوب الشاي ودون أن ينظر لها تحرك أمامها وهو يقول بنفس ذلك الصوت الذي تعودت عليه " لا تتأخري معها..فأنا مشغول جدا وقتي ليس لكي وحدك "

" مرحبا يا أحمد... يبدو أنكم خارجين من المنزل لتناول العشاء ..أليس كذلك؟ " قالها ذلك الجار الكبير في العمر والذي يقعد أمام منزله بشكل متواصل وهو يبتسم ابتسامه ضاعت بين تجاعيد وجهه .

" لا شأن لك بنا أيها العجوز..توقف عن سؤالنا كلما رأيتنا نخرج "

"يا ألهي ما بال هذا الزوج لا يرحمنا داخل المنزل ولا يرحم من هم خارج ذلك المنزل "
قالتها الزوجه في نفسها فقط وهي تنظر للجار العجوز بنظره فيها من الطيبه والأعتذار وكانها تقول له لا عليك أنا أعتذر بالنيابه عنه كالعاده.

مرت الدقائق عليهما وهما ساكتين لا يتحدثا بشي ..
الحديث أصبح معه شي مرعب ينتهي بصرخه أو بشتيمه

" اللعنة عليك...لماذا تضغط على الفرامل هكذا...تبا لك "
" سوف أقتل هذا الرجل "
" يا لك من مجنون تافه"

بدأ مسلسل الشتائم يخرج من فمه كالعاده على أصحاب المركبات التي تمشي أمامه وخلفه وكأن الجميع لا يعرف القياده الا هو فقط.

بدأ معه صوت بووق المركبه يعمل أيضا على كل المركبات بسبب أو بدون سبب.

" كم تتمنى لو منزل صديقتها تلك قريبا لينتهي هذا الكابوس المخيف مع زوجها " أحمد"

" هل ترين ماذا يحدث لي بسببك؟؟ "
" اشعر بالانزعاج من هؤلاء الحمقى الذين لا يعرفون أبسط قوانين القياده"
قالها وهو يلوح بيده أمام وجهه في عصبيه واضحه.

نظرت له بنظره منكسره وكأنها تطلب الرحمه منه وهي تقول " أنا أسفه ..لم أكن أقصد أن أسبب لك الأنزعاج"
وفي داخل قلبها تقول " لا يوجد مصدر للأزعاج في هذا العالم سواك أنت فقط"

توقفت المركبه عند التقاطع الأخير لم يتبقى عن منزل صديقتها سوى دقائق
الاشاره حمراء وكم تتمنى أن تتحول للخضراء سريعا.

" اللعنه....لقد أصطدم بي بشكل متعمد"
" كنت أعرف أن هذا المشوار سوف يسبب الكثير من المتاعب لي "
" سأحاسبك في المنزل بعد أن أحاسب هذا الغبي الذي أصطدم بي"

قالها وهو يصفق بباب مركبته في عنف خارجا منها ليرى تلك المركبه التي أصطدمت به قليلا من الخلف.
كان بأمكانها أن ترى سيده كبيره في العمر يبدو عليها وتحاول أن تهدئ من روع زوجها "أحمد" الذي بدا منهارا يبدو انها هي من أصطدمت به للاسف.

فتحت زجاج مركبتها الأمامي ليصلها صراخ زوجها وهو يقول " الا ترين؟...هل توجد لديكي مشكله في نظرك؟؟ أين نظارتك ايتها العجوز؟؟""
" من سمح لكي بالقياده؟؟"
شعرت بالحرج الشديد عندما سمعت رد تلك العجوز وهي تطلب منه أن يهدأ قليلا " يا أبني أنا مضطره أن أقود المركبه بنفسي فزوجي لا يستطيع القياده"

" لماذا لا تكوني بحكمة زوجك العجوز أيضا وتبتعدي عن الطرق أنتي ومركبتك الخرده هذه"
" هيا اتصلي بزوجك حتى يحضر فأنا لن أتنازل عن حقي في هذا الحادث "

قالها وهو يعقد يديه أمام صدره في مواجهة تلك العجوز التي لوحت برأسها قليلا وهي ترى تلك الأنبعاجه الخفيفه على صدام مركبته الخلفي .
" حسنا سوف أتصل بزوجي ..ولكن تحدث معه بهدوء وبأدب أكثر أنا انصحك ايها الشاب "

قالتها وهي تضغط أزرار هاتفها بينما هو رجع لزوجته التي بدت منكمشه في مقعدها الأمامي وكأنها هي من أصطدمت به فعلا.
" هل سمعتي تلك العجوز الشمطاء ماذا تقول لي؟؟ "
" تطلب مني أن أتحدث مع زوجها بهدوء وبأدب"

ضحك ضحكه قصيره أختفت سريعه لتطل من عينيه نظره قاسيه وهو يتابع كلامه " حسنا ..سوف أتحدث معه بهدوء واحترام "
دعت ربها أن يتدخل أحد ما من الماره ويهدا الوضع هي لا تريد أن يتعرض أحد ما للأذى على يد زوجها العصبي والذي لا يتحكم في تصرفاته ولا كلامه.

ها قد أتى الزوج بعد ربع ساعه تقريبا في سيارة أجره هبط منها في هدوء واعطى سائقها أجرته وتقدم من المركبتين وأبتسم في وجه زوجته
وهو يقول بصوت حنون " هل هي نفس المشكله في الفرامل؟"
أجابته بنفس الأبتسامه وهي تقول " لا..ولكن هذا الشاب فرمل أمامي بشكل قوي جدا مما ادى لاصطدامي به قليلا"

وصلت عبارتها ل " أحمد " ..
فتقدم منهما وهو يخاطب الزوج بشكل خالي من الاحترام " يبدو أن زوجتك العجوز مكانها المنزل "
" يبدو أنكما أكبر من أن تقودى مركبه على الطريق"

رمقه الزوج بنظره من أعلى راسه حتى قدميه وكانما يتفحصه ووضع نظارته القديمه على عينيه وهو يقول له
" لن أحاسبك على كلامك هذا ايها الشاب ..ولكن هذا الحادث البسيط لا يستحق عصبيتك هذه "
"سأعطيك مبلغ تصليح مركبتك ودعنا نذهب في حال سبيلنا"

" لست أنته من تحدد أنهاء هذه المشكله هل تسمعني أيها العجوز العفن"

عرفت حينها زوجة أحمد أن زوجها بدأ صب غضبه على ذلك العجوز وزوجته المسكينه
" أحمد..أرجوك توقف..الموقف لا يستحق كل ما تفعله..الرجل وافق على تصليح الضرر"

التفت لها في حده وهو يقول " ما شاء الله أصبحتم ثلاثه ضدي..أنتي وهؤلاء المجانين الذين عاف عليهم الزمان"
ورفع من حدة صوته وهو يواصل " أسمعوني ..أن كنتم تتوقعون أن هذه المهزله سوف تنتهي سريعا فأنتم مخطئون "
ولوح بقبضته في وجه ذلك العجوز الذي بدأ هادئ أكثر من اللازم وهو لا يزال يرمقه بنظراته من أعلى حتى الأسفل.


" أحمد....حاول أن تنسى ما حدث"
" ساضع لك كمادات على عينك المتورمه"
" لا تقلق لا أحد سوف يلاحظ أنك فقدت سنن من أسنانك"

قالتها وهي تشيح بوجها عنه وتنظر عبر الزجاج الجانبي
وتحاول أن تخفي أبتسامه ساخره أرتسمت على شفتيها
فما حدث جعلها سعيده جدا .

يبدو أن ذلك العجوز كان يخفي الكثير من قوته وراء مظهره الغير مرتب.
فما أن لوح " أحمد بقبضته في وجهه حتى انحنى بشكل سريع للاسفل
فأخطأته تلك اللكمه من يد " أحمد" وفجر قبضتيه بشكل سريع في معدته
مما اضطر "أحمد" للانحاء وهو جاحظ العينين لا يصدق ما حدث ليواصل
بلكمتين وجدتى طريقا مفتوحا واحده لعينه والثانيه أقتلعت احدى أسنانه
الأماميه.
ليسقط " أحمد" للخلف في قوه وهو يمسح الدماء من فمه ويحاول أن يصرخ
بكلمات غير مفهومه " كيف...أنت..ضربتني...ماذا فعلت؟؟ "

بينما أعتدل ذلك العجوز في قوه وبدا له للحظات أنه عاد شابا ممتلئ العضلات.

" ألم أقل لك أن تتحدث مع زوجي بهدوء وبأدب أيها الشاب الأرعن؟؟ "

قالتها زوجة العجوز وهي تلقي بنظرها على " أحمد " من خلف ظهر زوجها

" وتابعت في هدوء " فزوجي يعاني من العصبيه الزائده أيضا "

الشيخه الفلانيه
12-05-2016, 11:04 PM
،





ما شاء الله سرد جميل ..
قصه جدآ رآئعه ..
كُل آلششكرْ عَ آلطرح
يعطيكِ آلله آلععآفيهً
بنتظار جديدك :) !

قائد الغزلان
13-05-2016, 06:56 AM
صباااح ورد اريج
يا هلا ومرحبا بلي لفانا
منور يا طويل العمر
قصة من ارض الواقع
هذا الحاصل مع بعض رجال
ولكن نسأل لهم الهداية
ايهاا السيد الفاصل
لديك اسلوب وسرد ف الكتابه جدااا مميز
فلهذا تستحق من ادارة سبلةة القصص والروايات
النجوووووم الخمس بكل جداااره
باااارك الله فيك

بدر الحراصي
13-05-2016, 08:43 AM
،





ما شاء الله سرد جميل ..
قصه جدآ رآئعه ..
كُل آلششكرْ عَ آلطرح
يعطيكِ آلله آلععآفيهً
بنتظار جديدك :) !



صباحك خير أختي الشيخة.
شكرا لكلماتك الطيبة المشجعة.

بدر الحراصي
13-05-2016, 08:45 AM
صباااح ورد اريج
يا هلا ومرحبا بلي لفانا
منور يا طويل العمر
قصة من ارض الواقع
هذا الحاصل مع بعض رجال
ولكن نسأل لهم الهداية
ايهاا السيد الفاصل
لديك اسلوب وسرد ف الكتابه جدااا مميز
فلهذا تستحق من ادارة سبلةة القصص والروايات
النجوووووم الخمس بكل جداااره
باااارك الله فيك

صباحك خير أختي قائد الغزلان
شكرا للتقيم
وشكرا لهذا التشجيع الجميل
هذا ما تعودناه منكم دائما .

جلنااااار
13-05-2016, 10:16 AM
صباح الورد
بعض الشباب يستعرض قوته
على من هم اضعف منه
فليس الشديد بالصرعه
انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
قصه جميله اخي .. أسلوب متقن .. الله يعطيك العافيه
دمت بخير

ابوقيس99
14-05-2016, 10:55 AM
جميل اخي ملف المستقبل كلام رأيع الله يهدي الشباب
لطريق الصواب ..فهم مستقبل الوطن وعليهم الاعتماد

نوارة الكون
16-05-2016, 08:52 AM
سلمت يمناك اخوي
قلم وسرد للقصه جميل وتواجد اجمل
دمت في حفظ الرحمن ورعايته