المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~ حلم الطفولة في ظل الحروب ~



نوارة الكون
17-05-2016, 10:43 AM
~ حلم الطفولة في ظل الحروب ~



وهذه القصة ليست مجرد قصة عادية لأنها تجسد حياتنا في يومنا هذا ولا أطيل الحديث سأترككم مع القصة واتمنى أن تنال استحسانكم ... وإن أخطأت في شيء فصوبوني انتظر انتقاداتكم وتعليقاتكم
لنبدأ على بركة الله
.
.
.
.
.
.
.

♬ ♪حلم الطفولة في ظل الحروب ▼◐▽
قصة من نسج خيالي ولكنها تجسيداً لما يجري في أرض الواقع ◐◐◐
تدور القصة حول أسرة مرام وأبيها وأمها وإخوتها
شعب مظلوم و عدو أراد أن يفتك بهذا الشعب ◆◆◆

بداية القصة ●•••
سُرَّ وجه مرام البالغة من عمرها سبع سنوات حين سمعت أحد المارة يقول لصاحبه لقد انسحب جيش العدو من المقاطعة المجاورة فذهبت مسرعة إلى والدتها لتخبرها بهذا النبأ المفرح دون أن تسمع تكملة حديث الرجل وهو أن انسحابهم ليس كلياً بل جزئياً ليوهموا أهالي المنطقة وأن هناك خطة إبادة جماعية سوف تنفذ في الساعات القادمة •••
دخلت مرام فرحة مستبشرة ومسرعة للبيت تقصد والدتها وهي تنادي ...
مــرام : أمي ، أمي أين أنتِ ؟
الأم : الأم : ماذا يا بنيتي الغالية ؟ ماذا بكِ ؟ أراكِ مسرورة !!
مــرام : نعم يا أمي أخيراً سنعيش حياة هادئة بدون حروب وبدون أوجاع .
الــأم : لقد شوقتيني يا ابنتي هيا أخبريني ماذا جرى ؟
مرام : ههههه حسناً يا أمي لاتستعجلي الأحداث سأخبرك بگل شيء ..
الـأم : كلي أذان صأغية لكِ ياحبيبة قلبي ..
مــرام : عندما كنت ألعب بالشارع مرَّ رجل بصحبة صديقه وهم يتحدثون فدار بينهم هذا الحوار ..


الرجل : ألم تسمع هذا النبأ يا صديقي ؟
الصديق : ماذا ؟ لا لم أسمع بشيء كما تعلم لانستطيع مشاهدة نشرات الاخبار بسبب إنقطاع الكهرباء
الرجل : نعم صدقت يا صديقي .
الصديق : أخبرني ماهي المستجدات لهذا اليوم ؟
الرجل : ليلة أمس انسحب العدو مع تلك المقاطعة المجاورة وقد عاثوا فيها فسادا واختفت ملامحها ولكن ... هنا أسرعت مرام إلى والدتها دون أن تسمع بقية الحديث وعندها أكمل الرجل كلامه ولكن انسحابهم هذا ماهو إلا خدعة ليوهموا الشعب أنهم خسروا الحرب
الصديق : ما الذي يخططون له هؤلاء ؟
الرجل : سينفذون غارة مفأجاة
الصديق : يا إلهي ماهذا ؟
الرجل : هذا ما سيحصل يا صديقي لابد لنا أن نستعد لصدهم
وعندها طأطأت الأم برأسها وبدأت عليها أثار الحزن لأنها تعلم بهذا الخبر الذي سيكون فاجعة تحل بهذه البلد لأن زوجها أخبرها بكل شيء ولكنها لم ترد مرام أن تعرف شيء عنه فقالت الأم : ياله من خبر رائع يا ابنتي كعادتك يامرام تجلبين لنا الأخبار السعيدة التي ترسم البسمة على وجوهنا رغم صغر سنك .. !
مــرام : هههه حقاً أشكرك يا أمي على هذا الإطراء والمديح أحبك يا أمي كثيراً الآن سـ تتحقق أمنية أخي سامر بإكمال دراساته الجامعية ، وأختي سهى سوف تحصل على علاجها بأكبر المشافي ، وأخي الصغير عدي سيحيا طفولة بريئة وبوئام ، وأنا يا أمي .. ثم توقفت مرام لبرهة ونظرت لوجه أمها الحنون بأسارير وجهها البريء المبتسم وأكملت قائلة وأنا ياأمي سألتحق بالمدرسة الإبتدائية وسأكبر وأحقق حلمي الصغير الذي سيكبر معي خطوة بخطوة إن شاء الله وسأكون سفيرة للسلام عربياً خاصة وعالمياً عامة لكي يعيش وطني وشعبه الغالي وكل شعوب العالم بأمان وسلام بإذن الله .
عندها انهمرت عينا الأم بالدموع وهي تستمع بإصغاء لكلمات ابنتها الصغيرة مرام والتي تحمل حلماً كبيراً بإصرارها وثقتها بالله ستحققه قريباً لا محال .. ثم سكتت لبرهة وقالت :
إن شاء الله يا ابنتي الحبيبة الأمور ستكون بخير وسيصير حلمك الانساني حقيقة أمام عيناك عاجلاً غير آجل ثم وضعت يدها على رأس ابنتها مرام تربت عليه بحنان وضمت الأم ابنتها لحضنها مفتخرة بابنتها ولا تكاد تتوقف عن البكاء ..
وماهي إلا لحظات إذ سمع صوتٌ عنيف هز الأرض
انفجار كبير سُمع صداه قريباً من الحي هز كيان الأسرة أذهل مرام بنظرات مذهولة تحدق بها گل مرة في عائلتها وتقول في نفسها بدهشة هل اقترب الأجل !؟
صاروخ أرسله العدو كجرس إنذار لأهالي هذه المناطق والأحياء لايبشر بالخير يعلن بقدومهم مرة أخرى .
باب المنزل يفتح وإذا به والد مرام يدخل البيت وعلامات الخوف والهلع تبدو على ملامح وجه المرهق , استقبلته زوجته أراد أن يتحدث لكنه رأى فتاته الصغيرة مرام مرعوبة خائفة تدور في أعينها دموع من هول الفاجعة هدأت سهى من روع أختها , وأخذت الأم زوجها لمكان لا تسمع مرام حديثهما ودار بينهما حوار ...
الزوج : ماذا حل ب مرام يا أم سامر ؟
الزوجة : آه يا أبا سامر ! قبل قليل كانت سعيدة وستطير من شدة الفرح وفرحتها لا توصف لأنها سمعت م يطمئن قلبها الصغير من أحد المارة بالشارع ولكنها لاتدري أن هناك مؤامره تحاك من قبل العدو وكانت تحدثني عن المستقبل وماستؤول إليه إن شاء الله وفجأة وقع هذا الانفجار المريع خافت من هذا الصوت العنيف وبدأ لها كأننا سنموت وكأن حلمها الطفولي يتبدد أمام عيناها هذا ما حدث يا زوجي
الزوج : لقد فهمت يا زوجتي ،
مسكينة مرام .. ولكن الأمل بالله كبير وعلينا بالصبر والدعاء والتضرع لله ثم بالمقاومة لدحر هذا العدو من أرضنا
فبينما الأب والأم يتحدثان إذا جف حلق مرام وأرادت أن تشرب كأساً من الماء ف مرت بجانب أحد الغرف التي يتواجد فيها أبيها وأمها فإذا بها بدون قصد تسمعهما يتحدثان بصوت منخفض ولكنه واضح بعض الشيء فوقفت عندها ولم تبرح مكانها تجمدت أقدامها من شدة الخوف لم تتحرك من موقعها .
عندها أكمل الأب حديثه قائلاً : هل تعلمين يا زوجتي بما اتفق عليه هذا العدو المحتل ؟
الزوجه : لا والله لا أعلم بماذا اتفقوا !؟
الزوج : لقد أصدروا قراراً باتفاق كل القوى المؤيده لهم بأن يشنوا حرباً طاحنه من كل الجوانب براً بحراً جواً وبأن ينشروا جنودهم في كل مكان لإبادة هذا الشعب إبادة جماعية .
الزوجة : بكل حزن لماذا ! ماذا فعلنا بهم ؟ لماذا يموت الأطفال ويدفنون أمنياتهم الصغيرة معهم ؟ لماذا يستهدفون الشيوخ والساسة ورجال العلم واحداً تلو الآخر ؟ لماذا النساء والشابات اللواتي بعمر الزهور يتم اغتصابهن ؟ لماذا الشباب يقتلوا بهذا الشكل الشنيع ؟ ماهذا الحقد الدفين الذي يكنوه لنا في أنفسهم !؟ لماذا ولماذا ولماذا ؟ هناك
أسئلة كثيرة تراودني دون أن أجد لها جواباً وعندها انفجرت الزوجة بالبكاء وابنتها مرام مازالت واقفة تستمع لهم فحاول الزوج أن يهدأ من بكاء زوجته ويطمئن قلبها بكلمات دافئة لعلها تكف عن البكاء ..
قائلاً : ألا تعلمين ياعزيزتي أن معنا من هو أقوى من سلاحهم وعدتهم وعتادهم ؟
الزوجة : ماهو يازوجي ؟
الزوج : إنه الله عزوجل
الزوجة : والنعم بالله نعم المولى ونعم النصير
الزوج : ألا ترين شبابنا في هذه الأيام يغارون ويدافعون على دينهم وأرضهم وأهاليهم ؟
الزوجة : بلى وهو كذلك
الزوج : إذن الدنيا مازالت بخير
الزوجه : أجل
الزوج : ولا يقتصر ذلك على الشباب بل أنتن أيتها النساء ألم تشاهدي دوركن الفعال في هذه الحرب ؟
الزوجة : وماهو دورنا يا عزيزي ؟
الزوج : تقومن بتشجيع أزواجكن وأولادكن على الجهاد ، تعالجن الجرحى ،تعددن أصناف الأطعمة وألذ الأطباق والكثير
الزوجة : صدقت والله فعلاً
وبعد هذا الحوار أحست الزوجة بالطمأنينة ونزلت السكينة عليها وكذلك مرام ارتاحت بما سمعته ,
وحثت الأم زوجها وأولادها على الجهاد والصبر على المهالك قائلة لهم : إذهبوا فأرض المعركة تناديكم جاهدوا بكل ما تملكون من قوة وابتغوا الشهادة ف والله لاشيء يضاهي أن تكتب عند الله شهيداً إذهبوا من أجل مستقبلاً أفضل , بهذا الكلمات زرعت الأم الثقة والشجاعة في نفوس أسرتها .
ابتسمت مرام إعجاباً بما قالته والدتها وتمتمت بكلمات بينها وبين نفسها إذن لتحقيق أحلامنا لابد لي أن أكافح وأناضل ." إذاً لقد أعلنوا الحرب وسنعلن لهم مقاومتنا بالجهاد "
ذوت صفارات الإنذار طائرات العدو تحلق السفن في البحار والمواني المدفعيات تزحف براً إنها الحرب قد ابتدأت أطلق العدوان نيرانه المسعورة في وجوه المواطنين قصفوا جميع المناطق من جهة أخرى المقاومة على أهبة الاستعداد ينادون هيا على الجهاد واثقين بالنصر ثقة عمياء لأنهم واثقين متوكلين بالله ثم أن دعوات الأمهات لا تبارح شفاههن بالإضافة إلى إصرارهم .. والأمل يكسوهم
بأن النصر قادم لا محالة إن شاء الله ◐●◐●. .




وماهي إلا أيام وأسابيع وإذا ببشارات النصر تتوالى وحدة تلو الأخرى أخبار سعيدة تمطر على هذا الشعب الذي عاش عمره مكلوماً مظلوماً
جرائد الأخبار تنشر الأنباء كالتالي المقاومة طهروا منطقة من العدوان ، المقاومة استولت على العاصمة ،المقاومة فجرت دبابات العدو ، الشباب المجاهدون أعلنوا سيطرتهم على المراكز الحكومية وغيرها الكثير والكثير
وهكذا بدأت الحرب بالخفوت والبهوت والإختفاء تدريجياً وإعلان آخر خبر والذي أسمع العالم صرخات النصر وهو بانسحاب العدو الخارجي وقد وقع بهم خسائر فادحة بشرياً مادياً معنوياً بموت قادتهم فلم يعد لديهم من يقود هذه الحرب وسقوط الكثير من جنودهم وباءت حربهم بالفشل وخرجوا وهم يجرون وراءهم أذيال الهزيمة ..
ولكن لا ننسى أن التضحيات من أسباب النصر بسقوط شهيد وجرح آخر وأسرة قصفت كلها وقد يبقى منها طفل رضيع أو شاب ... إلخ.. ولكن هذه التضحيات ضرورية ولابد من سفك الدماء من أجل البقاء ومن أجل مستقبلاً واعداً لأبناء هذه الشعوب

إنتهاء الحرب راحة للشعوب ولاسيما أنها دامت لفترة طويلة وقد أرهقتهم ودمرت كل ماحولها .
اجتمعت الأسرة مرة أخرى وقد فقدت أحد أركانها نعم فقدت سامر الابن الأكبر الذي خرج مقاوماً وصاداً ومكافحاً فسقط شهيداً في أرض المعركة إثر إطلاق الرصاص عليه . من المؤكد أن الأسرة ستكون حزينة ولگن ظهر عكس ذلك كانت الأسرة سعيدة بأن ابنهم نال شرف الاستشهاد وانضم إلى ركب الشهداء لم ينسوه وسيبقى مكانه بالقلوب بل عدَّ رمزاً يحتذى به من قبل الجميع لأنه جسّد معنى الشجاعة وسطر البطولات في سطور المجد وغيره الكثير من أبناء شعبه .
والأم حمدت الله وقالت مثل م قالت الخنساء " الحمد لله الذي شرفني باستشهادك ياولدي وأسأل الله أن يجمعنا معاً في مستقر رحمته "


أثناء ذلك نطقت مرام وتمتمت بكلمات رائعة تدعو للتفاؤل قائلةً : في جنة الخلد يا أخي وسأسير على دربك سأكمل تعليمي وأحقق حلمي وطموحي الصغير والذي سيكون يوماً بعد يوم كبير بالعمل الدؤوب . وسأكون يا أخي سفيرة للسلام إن شاء الله فهذا ما ضحيت بنفسك يا أخي لأجلي ولأجل كل أطفال شعبنا الغالي
عندها ابتسمت مرام وعائلتها وعاشوا بسلام

وبعد مرور سنوات كبرت مرام وحققت ما حلمت به وسهرت في سبيل طلب العلم، فكفاحك هو سلاحك مهما كانت الصعاب والعوآئق بطريقك ولا تقل لا مستقبلاً بهذه الحياة وإن صح عدم وجوده وقل مسماه قم بصنعه بنفسك
أزرع بذرة في عقلك وجنانك تسمى أمنية صغيرة أسقها ماءً يسمى بالأمل سثنبت أوراقاً تسمى حوافزاً ومن ثم ستظهر لك الثمار وما هي غير المستقبل الذي تم صنعه وسيقال لك تم الوصول الى ما تصبو إليه بنجاح فهذا هو سبيل النجاح .




انتهت القصة

ندى الوورد
17-05-2016, 01:00 PM
بالفعل الكفاح هو السلاح
قصه جميله استاذه
يعطيك الله العافيه

أميرة الروح
17-05-2016, 03:23 PM
قصه جميله استاذه
يعطيك الله العافيه

الشيخه الفلانيه
17-05-2016, 07:51 PM
،






قصه جميله ..
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً :) !

نوارة الكون
18-05-2016, 08:34 AM
بالفعل الكفاح هو السلاح
قصه جميله استاذه
يعطيك الله العافيه



كل الشكر لج اختي اسعدني مرورج


ربي يعطيج العافيه

نوارة الكون
18-05-2016, 08:34 AM
قصه جميله استاذه
يعطيك الله العافيه


كل الشكر لج اختي اسعدني مرورج


ربي يعطيج العافيه

نوارة الكون
18-05-2016, 08:35 AM
،






قصه جميله ..
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً :) !





كل الشكر لج اختي اسعدني مرورج


ربي يعطيج العافيه

رايق البال
22-05-2016, 07:33 PM
هلا فيك نواره ..
قصه جدا رائعه وجميله
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..

نوارة الكون
23-05-2016, 09:27 AM
هلا فيك نواره ..
قصه جدا رائعه وجميله
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..
كل الشكر لك استاذي الفاضل اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه

جلنااااار
25-05-2016, 05:02 PM
قصه جميله نواره .. الله يعطيك العافيه
دمتي بخير

عملاق الشعر
27-05-2016, 02:26 AM
نوارة


قصة في قمة الجمال



سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي

نوارة الكون
28-05-2016, 10:02 AM
نوارة


قصة في قمة الجمال



سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي
كل الشكر لك اخوي اسعدني مرورك


ربي يعطيك العافيه