المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتب: عُمان أقل دول الخليج إنتاجا للنفط، لكنها بنت نهضة في 45 عاما فقط



ابا مازن
25-05-2016, 11:15 AM
رصد-أثير

نشر الكاتب حسام عبد القادر مقالا في جريدة الأهرام المصرية عنونه بـ ” رحلة إلى عُمان.. بلاد الجبال والنخيل (1)”.

وبدأ الكاتب مقاله – الذي رصدته “أثير”- بمقولة للكاتب والشاعر العُماني محمد سيف الرحبي عن الحياة قال فيها :”الجبال أصبحت جزءًا منا نعيش معها وتعيش معنا”.. بهذه الكلمات عبر صديقي في سلطنة عمان.

وأوضح أن ” الكلمات جاءت معبرة جدا رغم بساطتها، فهي ذات دلالات مهمة، فمشهد الجبال هو أول ما تقع عليه عيناك عندما تصل إلى سلطنة عمان، فالجبال شاهقة، مرعبة، تشعر أمامها بالضآلة وتتأمل بالنظر إليها عظمة الخالق، وهو مشهد لا يمكن أن يغيب عنك في أي مكان بالسلطنة”.

وأضاف:” رغم قسوة هذه الجبال فإن شعبها مرهف الحس، مبدع، طيب، محب للحياة واجتماعي يحب الآخر ولا يحاول الاعتداء على حرية أي شخص مهما اختلف معه في الفكر أو المذهب أو الاعتقاد”.

وأشار في مقاله إلى أن ” قوة الجبال وصعوبتها تجعل من التنمية والنهضة أمرا صعبا، لأن شق الطرق يتم وسط الجبال، ويحتاج إلى صعوبة وعمل ضخم، ومع ذلك ينجز في سرعة وكفاءة عالية، لتخرج الطرق في أزهى صورها بمقاييس عالمية وتخترق الجبال بقوة لتختصر كثيرا من المسافات بين المدن والولايات العمانية، كما تمتد يد المعمار لتعلن عن مناطق جديدة وتطوير مناطق قديمة، بشكل متناسق بألوان وارتفاعات محددة، لا يمكن لأحد أن يبني على مزاجه الخاص أو يختار لونا خاصا به، فلا توجد عشوائية في البناء ولا في الجمال”.

وقال الكاتب بأن :” سلطنة عمان تعد أقل دول الخليج إنتاجا للبترول، وأصعبها في استخراجه حيث تحتاج عملية استخراج البترول وقتا وعملا طويلا لأنه ليس قريبا من سطح الأرض، على عكس دول أخرى عديدة بالخليج، حتى أن العمانيين يضحكون ويقولون “هناك دول ترفع الرمل لتجد البترول، ونحن نرفع الجبال لكي نستخرجه”.

وتابع في مقاله:” ورغم ذلك استطاعت عُمان أن تحقق نهضة رائعة خلال 45 عاما فقط، منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد السلطنة عام 1970، وأضحك عندما أقرأ هذا التاريخ فهى سنة ميلادي، ولذلك فعمر نهضة عُمان يوازي عمري، ولذلك فهي شابة بكل تأكيد”.

وأكد أن ” سلطنة عُمان تتنوع في المناطق الجغرافية وهذا التنوع جعل من جغرافيتها رصيدا وطنيا، فامتداد السواحل بطول 3165 كم وتميزها بكثرة الخلجان الطويلة العميقة، وفي الداخل جبال بها سفوح سكنها الإنسان العُماني منذ أقدم العصور إلى أودية انحدرت من هذه الجبال وصحاري شكلت في جملتها منظومة طبيعية متكاملة. هذا الامتداد والتنوع شكل رأسمالا طبيعيا وسياسيا وموردا للثروة القومية وشبكة جيدة من العلاقات الإقليمية والدولية، كما نجم عن هذا التفرد في الموقع نتيجة هامة حيث سلك العُمانيون طريق البحر ونبغوا في ركوبه والاستفادة منه حتى أصبحت السلطنة حلقة الوصل الرئيسية بين عالمين، الشرق الأقصى ممثلا في الهند والصين وجنوب شرق آسيا من جهة، وشرق إفريقيا ومصر ومنها إلى غرب أوروبا من جهة أخرى”.

وختم الكاتب مقاله- حسبما رصدته “أثير”- بعبارة ( وللحديث بقية) في إشارة إلى أن هناك تكملة أخرى للموضوع الذي طرحه عن السلطنة.

ابا مازن
25-05-2016, 11:23 AM
رحلة إلى عُمان.. بلاد الجبال والنخيل (1)

الجبال أصبحت جزءًا منا نعيش معها وتعيش معنا".. بهذه الكلمات عبر صديقي الكاتب والشاعر العُماني محمد سيف الرحبي عن الحياة في سلطنة عمان.

جاءت الكلمات معبرة جدا رغم بساطتها، فهي ذات دلالات مهمة، فمشهد الجبال هو أول ما تقع عليه عيناك عندما تصل إلى سلطنة عمان، فالجبال شاهقة، مرعبة، تشعر أمامها بالضآلة وتتأمل بالنظر إليها عظمة الخالق، وهو مشهد لا يمكن أن يغيب عنك في أي مكان بالسلطنة.

ورغم قسوة هذه الجبال فإن شعبها مرهف الحس، مبدع، طيب، محب للحياة واجتماعي يحب الآخر ولا يحاول الاعتداء على حرية أي شخص مهما اختلف معه في الفكر أو المذهب أو الاعتقاد.

قوة الجبال وصعوبتها تجعل من التنمية والنهضة أمرا صعبا، لأن شق الطرق يتم وسط الجبال، ويحتاج إلى صعوبة وعمل ضخم، ومع ذلك ينجز في سرعة وكفاءة عالية، لتخرج الطرق في أزهى صورها بمقاييس عالمية وتخترق الجبال بقوة لتختصر كثير من المسافات بين المدن والولايات العمانية، كما تمتد يد المعمار لتعلن عن مناطق جديدة وتطوير مناطق قديمة، بشكل متناسق بألوان وارتفاعات محددة، لا يمكن لأحد أن يبني على مزاجه الخاص أو يختار لونا خاصا به، فلا توجد عشوائية في البناء ولا في الجمال.

تعد سلطنة عمان أقل دول الخليج إنتاجا للبترول، وأصعبها في استخراجه حيث تحتاج عملية استخراج البترول وقتا وعملا طويلا لأنه ليس قريبا من سطح الأرض، على عكس دول أخرى عديدة بالخليج، حتى أن العمانيين يضحكون ويقولون "هناك دول ترفع الرمل لتجد البترول، ونحن نرفع الجبال لكي نستخرجه".

ورغم ذلك استطاعت عُمان أن تحقق نهضة رائعة خلال 45 عاما فقط، منذ تولى السلطان قابوس بن سعيد السلطنة عام 1970، وأضحك عندما أقرأ هذا التاريخ فهى سنة ميلادي، ولذلك فعمر نهضة عُمان يوازي عمري، ولذلك فهي شابة بكل تأكيد.

وتتنوع سلطنة عُمان في المناطق الجغرافية وهذا التنوع جعل من جغرافيتها رصيدا وطنيا، فامتداد السواحل بطول 3165 كم وتميزها بكثرة الخلجان الطويلة العميقة، وفي الداخل جبال بها سفوح سكنها الإنسان العُماني منذ أقدم العصور إلى أودية انحدرت من هذه الجبال وصحاري شكلت في جملتها منظومة طبيعية متكاملة.

هذا الامتداد والتنوع شكل رأسمالا طبيعيا وسياسيا وموردا للثروة القومية وشبكة جيدة من العلاقات الإقليمية والدولية، كما نجم عن هذا التفرد في الموقع نتيجة هامة حيث سلك العُمانيون طريق البحر ونبغوا في ركوبه والاستفادة منه حتى أصبحت السلطنة حلقة الوصل الرئيسية بين عالمين، الشرق الأقصى ممثلا في الهند والصين وجنوب شرق آسيا من جهة، وشرق إفريقيا ومصر ومنها إلى غرب أوروبا من جهة أخرى.

"وللحديث بقية"

http://gate.ahram.org.eg/News/981933.aspx