Raba
26-05-2016, 06:20 PM
سؤال عابر في سوبر ماركت
بدأ إبراهيم حياته بائعا للخضراوات وعمره 12 عاما، كان والده يجلب الخضراوات ويتولى بيعها، استمر عاما على هذا المنوال حتى تعب والده، فلم يعد يملك ما يبيعه. فإذا كان يحتاج الريال عندما كان أبوه بخير، فالآن يحتاج إليه أكثر عندما تعب.
لكن كيف سيصرف على منزلهم العامر بالأفواه الجائعة؟ فهو لا يملك شهادة أو مهارات، فهو غض صغير، طرق كل الأبواب، سافر إلى كل المتاجر والمحال دون جدوى بحثا عن أي وظيفة تمنحه راتبا ولو زهيدا. بعد عناء عثر على وظيفة في سوبر ماركت. دوره يتجسد في قطف المنتجات التي انتهت صلاحيتها من الثلاجات والرفوف. أدّاها بإخلاص وانضباط كبيرين إضافة إلى ابتسامة، هذه الابتسامة دلالة على سعادته بالعمل في مكان مغلق مكيف يقيه من ضربات الشمس التي كانت تضربه عندما كان بائعا متجولا للخضراوات. أدى تفانيه إلى ترقيته سريعا إلى "كاشير". وكانت هذه المهمة حلما بالنسبة له، فستمنحه الفرصة للحديث مع الزبائن بعد شهور عاناها من القحط الكلامي، فوظيفته السابقة لا تسمح له بالتواصل مع أحد سوى إدارة السوبر ماركت. تحقق له حلم وبقي آخر، حلم أن يعمل في مكان مغلق مكيف يتعامل فيه مع الناس، والآخر أن يقتني كاميرا يصور بها؛ فإبراهيم يعشق مشاهدة الصور، يتجول في أقسام التصوير في المنتديات الإلكترونية، ويتمنى أن يحظى بكاميرا احترافية تجعله يحاول ويصور مثل المبدعين الذين يسافر بين صورهم في واقعه وخياله، لا يملك اليافع إبراهيم ابتسامة يلوح بها للزبائن فحسب، بل أسئلة. فقد كان يسأل أي زبون يرتاح له عن وظيفته واهتماماته. سأل مرة شابا متدفقا حيوية وحماسة عن طبيعة عمله، فأجابه أنه مصور لإحدى المحطات الفضائية، كاد إبراهيم أن يخرج من خلف جهاز المحاسبة ويعانق الزبون، فهو يكن تقديرا للصور والمصورين، اندلع صوت من داخل إبراهيم دون أن يشعر. زأر: "ممكن أصير مصور؟". أجابه: "يمكن ونص. تعال غدا إلى هذا المعهد وسجل في دورة تصوير".
اليوم إبراهيم الشنقيطي هو أحد أهم مديري التصوير والإضاءة في الرياض. يشرف على تصوير أهم البرامج والفعاليات والوثائقيات والأعمال التلفزيونية. يرافق الملوك والقيادات. كله بسبب سؤال. سؤال عابر غيّر حياته ومستقبله.
ما أعظم السؤال حتى علامة الاستفهام تنحني تقديرا له!
راقني جدا هذا الطموح
بدأ إبراهيم حياته بائعا للخضراوات وعمره 12 عاما، كان والده يجلب الخضراوات ويتولى بيعها، استمر عاما على هذا المنوال حتى تعب والده، فلم يعد يملك ما يبيعه. فإذا كان يحتاج الريال عندما كان أبوه بخير، فالآن يحتاج إليه أكثر عندما تعب.
لكن كيف سيصرف على منزلهم العامر بالأفواه الجائعة؟ فهو لا يملك شهادة أو مهارات، فهو غض صغير، طرق كل الأبواب، سافر إلى كل المتاجر والمحال دون جدوى بحثا عن أي وظيفة تمنحه راتبا ولو زهيدا. بعد عناء عثر على وظيفة في سوبر ماركت. دوره يتجسد في قطف المنتجات التي انتهت صلاحيتها من الثلاجات والرفوف. أدّاها بإخلاص وانضباط كبيرين إضافة إلى ابتسامة، هذه الابتسامة دلالة على سعادته بالعمل في مكان مغلق مكيف يقيه من ضربات الشمس التي كانت تضربه عندما كان بائعا متجولا للخضراوات. أدى تفانيه إلى ترقيته سريعا إلى "كاشير". وكانت هذه المهمة حلما بالنسبة له، فستمنحه الفرصة للحديث مع الزبائن بعد شهور عاناها من القحط الكلامي، فوظيفته السابقة لا تسمح له بالتواصل مع أحد سوى إدارة السوبر ماركت. تحقق له حلم وبقي آخر، حلم أن يعمل في مكان مغلق مكيف يتعامل فيه مع الناس، والآخر أن يقتني كاميرا يصور بها؛ فإبراهيم يعشق مشاهدة الصور، يتجول في أقسام التصوير في المنتديات الإلكترونية، ويتمنى أن يحظى بكاميرا احترافية تجعله يحاول ويصور مثل المبدعين الذين يسافر بين صورهم في واقعه وخياله، لا يملك اليافع إبراهيم ابتسامة يلوح بها للزبائن فحسب، بل أسئلة. فقد كان يسأل أي زبون يرتاح له عن وظيفته واهتماماته. سأل مرة شابا متدفقا حيوية وحماسة عن طبيعة عمله، فأجابه أنه مصور لإحدى المحطات الفضائية، كاد إبراهيم أن يخرج من خلف جهاز المحاسبة ويعانق الزبون، فهو يكن تقديرا للصور والمصورين، اندلع صوت من داخل إبراهيم دون أن يشعر. زأر: "ممكن أصير مصور؟". أجابه: "يمكن ونص. تعال غدا إلى هذا المعهد وسجل في دورة تصوير".
اليوم إبراهيم الشنقيطي هو أحد أهم مديري التصوير والإضاءة في الرياض. يشرف على تصوير أهم البرامج والفعاليات والوثائقيات والأعمال التلفزيونية. يرافق الملوك والقيادات. كله بسبب سؤال. سؤال عابر غيّر حياته ومستقبله.
ما أعظم السؤال حتى علامة الاستفهام تنحني تقديرا له!
راقني جدا هذا الطموح