تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سورة يس



*نجم الليل*
30-05-2016, 06:37 PM
ً*👇👇👇* درر النابلسي

توقفت كثيرًا في سورة يس ، فوجدت فيها أمرًا ربما لا نلتفت إليه كثيرًا ... ترتبط سورة يس بالموت غالبًا ما تجد أهل المتوفي يعكفون على قراءة سورة يس يوم الوفاة لعل الله ينفع بها الميت ، والأوفياء منهم يواظبون عليها عدة أيام بعد وفاة عزيز عليهم.

لكني ألتفت إلى أمر مهم في سورة يس .... قال الله عن القرآن الكريم فيها ( لينذر من كان حيّاً ) ولم يقل لينفع من كان ميتًا ، لست أناقش هاهنا موضوع انتفاع الميت بقراءة الحي للقرآن ، ولكني ألتفت إلى أننا أغفلنا الحكمة الأعظم من القرآن ( لينذر من كان حيًا ) ، ثم جعلت أتسائل ... كم من الأحياء الذين قرأوا سورة يس انتفع بها ؟ ، كم منهم تعلم منها ولو معنى واحد ؟ كم منهم أثرت في حياته وغيرت منها شيئًا ؟ هؤلاء الألوف الذين يقرأوها كل يوم .. ما صنعوا بها ؟

ثم سألتني ... ماذا صنعت أنت بها ؟ .... ووقفت قليلاً أتدبر السورة ، حقيقة لفت انتباهي فيها آيات كثيرة ، لكنّ أبرز ما لفت انتباهي هي قصة القرية جاءها المرسلون

لعل أكثرنا يعرفها ، لكن الذي استوقفني فيها شئ أدهشني..
في القصة أن رجلاً من القرية اقتنع بما يدعوا إليه المرسلون ، وقام ملهوفًا على قومه ( من أقصا المدينة ) ، جاء يحاور قومه ويدعوهم إلي ما اعتقد أنه سبيل الفوز والسعادة ، جاء يحمل الخير لهم ، جاء فزعًا إلى نضج أفكارهم، جاء بخطاب يمس العاطفة فيستميلها ، ويخاطب العقل فيقنعه.

وكانت مكافئته من قومه أن قتلوه ، ليست قتلة عادية ، بل بطريقة حقيرة رديئة لا يزاولها إلا حيوان بريٌ لم يعرف شكلاً إلى التهذيب والتربية ... تروي التفاسير أن قومه قاموا إليه فركلوه ورفسوه حتى خرج قَصُّهُ ( عظمة القص تصل ما بين الأضلاع ) من ظهره.

ثم يدهشك ما سيحدث بعد ذلك ....ـ

يخبرنا القرآن أن هذا الرجل قيل له ( ادخل الجنة ) ... لو كنت مكانه لفكرت على الفور " ياربي والقتلة ألن تنتقم لي منهم ؟ ألن تعذبهم ؟ يارب سلط عليهم حميرًا ترفسهم حتى يموتوا " ..... لكن الذي أدهشني هو أمنية الرجل؟!!!

ـ ( قال ياليت قومي يعلمون - بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )ـ

حقيقة توقفت كثيرًا أمام هذه النفسية العظيمة ، نفس رحبة واسعة جدًا ، حتى أنها لم تحمل ضغينة على القتلة ، بل على العكس كانت أول أمنية له فور أن بشر بالجنة لو أن هذا المجتمع القاسي الذي قابل الجميل بالقتل ، لو أنهم يعلمون المنقلب ، لو أنهم يطلعون على الخير الذي أعده الله للصالحين ( ياليت قومي يعلمون ).
أدهشني حرصه على الخير لقومه مع ما واجه منهم.
...
أدهشني تمسكه بالرغبة في إصلاحهم مع ما تبين من عنادهم
...
أدهشني همته في دعوتهم للخير مع توقف مطالبته بالعمل.
...
أدهشني حبه الخير للآخرين ، حتى لمن آذوه...

أدهشني ان تكون أول أمنية له لو أنهم يعلمون
وبعد أيامٍ ، وقفت من سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على موقف مشابه ، رحلة الطائف ، ويأتيه ملك الجبال " لو شئت أطبقت عليهم الأخشبين " ... فيجيب ( اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون ).

وصلت إلى خلاصة ....ـ

الكبار وحدهم هم الذين يتحملون سفاهة الناس من أجل هدف أسمى ... هو إصلاحهم.

الكبار وحدهم هم الذين لا يعادون أحدًا انتقامًا لأشخاصهم.

الكبار وحدهم هم الذين تكون أمنياتهم بناء.

الكبار وحدهم هم من يتقبلون دفع ضريبة حمل الإصلاح للناس.

الكبار وحدهم هم الذين لا يعرف عامة المجتمع أقدارهم.
اللهم اجعلنا منهم ...

✨ إهداء للصحبة الطيبة ...
، السيــرة الطيبة هي أجمـــل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين..

إذَا مَاتَ القَلْبُ.. ذَهَبَتِ الرًحمَة، وَإذَا مَاتَ العقْلُ ; ذَهَبَتِ الحكْمَة وَإذَا مَاتَ الضًميرُ ; ذَهبَ كُلُ شَيء ..
💌 💌 💌 💌 💌 💌 💌 💌

وَدْق
30-05-2016, 08:00 PM
جميل جدا طرحك ،
هؤلاء الأنبياء كان همهم أُمة بأكملها
وكانوا يعلمون من الله مالا يعلمه قومهم
تحملوا وذاقوا ألوان العذاب في سبيل الدعوة الى الله
ولا ننسى سورة يس فهي قلب القران وفيها من العبرة والعضه الكثير

جزيت خيرا

تباشيرالأمل
31-05-2016, 08:29 AM
السلام عليكم

نجم ...

سلمت يمناك اختيار مميز جدا

كلام الله عز وجل كله خير وبركه

نحتاج لتمعن فيه والتدبر
لنتعلم منه ونطبق ماتعلمنا
(( السيــرة الطيبة هي أجمـــل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين..

إذَا مَاتَ القَلْبُ.. ذَهَبَتِ الرًحمَة، وَإذَا مَاتَ العقْلُ ; ذَهَبَتِ الحكْمَة وَإذَا مَاتَ الضًميرُ ; ذَهبَ كُلُ شَيء ..)))

كلام قيم نحتاج لتأمله طووويلا

سماحة النفس وحب الخير
صفه عظيمه ومن صفات الاطهار

نسأل الله من فضله

أميرة الروح
31-05-2016, 10:25 AM
جميل ماطرحت اخي
جزاك الله خير عالمعلومة المفيدة

BLUEBIRD1978
07-06-2016, 09:23 PM
سورة يس:
→ سورة يس ←
الترتيب في القرآن 36
عدد الآيات 83
عدد الكلمات 733
عدد الحروف 2988
النزول مكية

سورة يس من سور القرآن الكريم المكية، وتأخذ الترتيب السادس والثلاثون من المصحف الشريف، وسُميت كذلك لافتتاحها بهذا اللفظ. عدد آياتها ثلاث وثمانون آية. تضمنت هذه السورة مواضيع أساسية كالبراهين والأدلة على وحدانية الله والإيمان بحقيقة البعث والنشور، كما تضمنت الإخبار بقصة أهل القرية.
سبب النزول:
سبب النزول للآيات (77-83) :عن ابن عباس قال : جاء العاص بن وائل إلى رسول -صلى الله عليه وسلم- بعظم رميم بال ، فأخذ يفتته بيده ويقول : يا محمد أيحيي الله هذا بعد ما أرى؟ وفي رواية بعد ما رم وبلى ؟ قال : نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم . فنزلت الآيات -أخرجه الحاكم وصححه وابن المنذر . وعن ابن عباس : أن قائل ذلك أبي بن خلف - أخرجه ابن مردويه