المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوسف بن علوي: المجتمع الدولي يذكر صواب مسارات السياسة العمانية



ابا مازن
31-05-2016, 10:35 AM
إذا كان الجوار غير مريح لا تستطيع أن تفعل شيئا
*الرضا الكامل شيء لا يمكن
*ما زالت ثقافتنا ثقافة القبيلة والحياة البدوية
*تحالف “الهناوي” و”الغافري” من وسائل بسط الاستقرار
*تخلينا في هذه المرحلة عن برنامج استخدام الطاقة النووية

مسقط ــ العمانية: أكد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن السياسة العمانية تتسم بالحكمة لأن من يهندس حركة نموها وتطورها هو حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم موضحا أن المجتمع الدولي المتمثل في قياداته يذكر بكل صدق صواب مسارات السياسة العمانية ، وفعلها الرشيد في التعاطي مع الأحداث الدولية المختلفة إقليميا وعربيا ودوليا .

موضوعية الموقف العماني
قال في حديث لـ مجلة “شرفات المجلس” الصادرة عن مجلس الدولة انه كثيرا ما يشيد هذا المجتمع الى موضوعية الموقف العماني في الوقت نفسه يشيد بمستوى التطور الذي تكسبه المسيرة الشورية في السلطنة وتدرجها المستمر . وتحدث عن البعد السياسي للسلطنة وقال ” عمان دائما كما يعبر عن ذلك جلالة السلطان المعظم بلد سلام وهذا المبدأ الأصيل هو ما يتوافق مع الحياة لأن الله سبحانه وتعالى هو السلام وما دام الله سبحانه وتعالى خلق الكون وخلق البشر وفرض عليهم السلام فيما بينهم فلا يتأتى أن من يؤمن بهذا ان يجمد هذا المبدأ ويعمل عكسه فمفهوم السلام مفهوم اصيل في الدين وفي السياسة العمانية ، ومهمة الدبلوماسية العمانية هي التعبير عن الوجه السياسي للسلطنة وان تعمل من أجل زيادة الأصدقاء وتقليل الأعداء الى أقل درجة ممكنة وهذا هو النهج، كل واحد له رأي، وكل واحد له هواجس، وكل احد له مبررات قد تكون مبررات عند طرف مبررات حقيقية واستوجبت فعلا ما ، ولا تكون بالضرورة هي المبررات لطرف آخر وهذه هي الحياة أيضا كما جاء في نص انها “تدافع”، فهذا من باب التدافع انما المآل في النهاية هو أن يؤدي هذا التدافع الى حال من اليسر فقد قالوا في ثقافة المسلمين بعد كل عسر يسران، اولا يسر ثم عسر، ثم يسر، ومفهوم اليسر هو إحلال السلام .

القوة الناعمة
ردا على سؤال حول انجازات السياسة العمانية وامتلاكها عناصر القوة الناعمة كما تسمى حيث رعت السلطنة مؤتمر أسبوع الوئام وأيضا حوار الحضارات ومشروع السلام والتسامح وغيرها من المناخات الآمنة في هذا الاتجاه فقد أوضح الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية .. ان هذا هو المفهوم الفلسفي من منظور النهضة التي أسسها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في انها تحوي هذه المناشط وكلها تلتقي في بوتقة واحدة فباقة الزهور لا تحلو وتتجمل الا اذا تنوعت الوانها وهذه الباقة كل زهرة فيها اجمل ولها رائحة زكية ، وهكذا ، وعند مقاربة هذه الصورة مع الحياة هنا نجد أن كل واحد ينشد الحياة المستقرة ، وهذه هي اوعية الحياة المستقرة ، وليس فيها خروج عن حقيقة الحياة ، وآيات القرآن العظيم شددت على العفو، (وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا، فإن الله غفور رحيم) فرب العالمين في علاه يقول هذا الكلام ، ويقول أيضا: (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) مع أنه اعطى للإنسان الفرصة لأن يحصل على حقه من الآخر ولكنه حث على الصبر والعفو والصفح وهي كلها من العناصر التي هي من مكارم الاخلاق إذ ليست مكارم الاخلاق ان تختلف مع طرف في الاختلاف ، مع ان الاختلاف وارد ، ومن الاخلاق ان تتسامح ، ثم ان الاختلاف يكون من أجل ماذا؟ إذا كان من أجل الاخلاق نفسها لسائر الاخلاق ، فمثلا يسيء إلى الأخلاق وفلان يختلف معه في هذا، فهذه من الأشياء المشروعة ، أما إن كان الاختلاف من اجل مصلحة مادية او دنيوية ، فالأولى ألا تختلف ، صحيح أن الاختلاف
يظل آنيا ، ويختفي باختفاء الزمن نفسه.

فلسفة عميقة
قال .. حينما ننظر إلى السياسة العمانية وهي فلسفة عميقة في الحقيقة ، وفي عالم الاحداث المتسارعة يصعب ادراكها، والانسان بطبيعته، ولا أقول بفطرته ، يستهويه الحدث الذي به الاثارة، – وان تذكرت الحرائق من حولنا، وهي الحروب من حولنا -أستطيع ان أقول بجزم ، إن الأغلبية المطلقة من الناس ومن الشعوب في هذه المنطقة، تتمنى لو ان هذه الحرائق انطفأت منذ الأمس، لأن محصلة كل ما نسمع ونرى ونشاهد ونقرأ كلها فيها مآسٍ ، كذا قتل هنا ، وكذا جرح هنا ، وكذا دمار هنا.

التجربة الإنسانية الطويلة
ردا على سؤال حول أن التجربة الإنسانية الطويلة غير كافية للحد من إشعال هذه الحرائق وإقامة هذه الحروب أجاب يوسف بن علوي بن عبدالله ان هذا السعي موجود والدنيا لا تخلو من أهل الحكمة ، واهل الدراية واهل العمل الصالح ، وهناك جهد يبذل في هذا الجانب ، ولكل شيء نهاية ، ولكل شيء قدر، والحياة هذه في فلكها تدور، وكما تحدثنا لولا تدافع الناس لفسدت الأرض ، فهذا يأتي في إطار التدافع ، والتدافع في النهاية يجر الناس لأن تتعب وتمل ، وتأسف وتندم على ما فات ، وبالتالي يأتي ما هو مطلوب ، لكن بعد “خراب البصرة ” كما يقال ، ودور السلطنة في هذا هو التقريب ، بين المتحاورين او بين المتنازعين ، او بين المتخاصمين، وهذا يأخذ جهدا وخاصة معنا نحن العرب ، فلا زلنا نعيش الحياة القبلية ، مع اننا جزء من هذا العالم المتطور، فنحن متطورون فيما يتعلق بامتلاكنا واستخدامنا للتكنولوجيا ،ولكن ما زالت ثقافتنا ثقافة القبيلة والحياة البدوية.
وأضاف في هذا الصدد ان ظاهر الامر تشاهدون أن هناك حروبا ونقاشا وتخاصما ، وكل واحد يرغب أن يستخدم ما لديه من قوة، أولا للدفاع عن نفسه ، ثانيا : لهزيمة الآخر، وعمان والحمد لله بفضل نظرة صاحب الجلالة السلطان المعظم واستشرافه البعيد للمستقبل محت وسدت جميع الذرائع التي يمكن ان تكون وسيلة او حالة تؤدي الى صراع مع الناس، مع الجيران، ومع الأصدقاء.

ترسيم الحدود
حول ترسيم الحدود في وقت مبكر قال إن ترسيم الحدود كلها البرية والبحرية ، وما بقي فيها وما بقي منها فهي في الطريق إلى الحل لكن على نفس النظرية لأنها من المرتكزات الأساسية للبناء ، وهو ان يكون جوارك مريحا وراضيا ومريحا لك ، وانت مريح له ، إذا كان الجوار غير مريح لا تستطيع ان تفعل شيئا، هذه من الحقائق التي استشرفها صاحب الجلالة السلطان المعظم في وقت مبكر جدا، وأستطيع ان اقول إن هذا الاستشراف الذي أدركه جلالته هو الذي هندس هذه السياسة. وأشار انه اذا كان جوارك مريحا ، فأنت في مأمن وتستطيع ان تتطور .. وما نعمله نحن ان يكون جوارنا مريحا ، وطبعا الجوار انت لست المالك الوحيد لهذا الجوار، كما يقال ، ولا تستطيع ان تنقل جوارك إلى مكان آخر، وهذا جوار بشري انساني ، وجغرافي ، لا يمكن ان تغيره ، لكن اذا لم تستطع ان تقنع جارك فانه من الأولى والاصلح ان يعمل في اطار تفاهمات فعلى الأقل تمسك بمبدأ التفاهم وبالنتيجة المعولة على عامة الناس، فالحكومات مختلفة فيما بينها ، والاختلاف من سنة الحياة ، لكن العلاقة بين الانسان والآخر علاقة البشر مع بعضهم البعض ، حتى ان كانت في حدود ، اذا تساوت واصبح بينها كثير من الثقة كان ذلك وسيلة من الوسائل لإقناع من هم في يدهم القرار، في ان يكون هذا الجوار جوارا مريحا.

البرلمانية العمانية
تحدث عن “البرلمانية العمانية” التي تعيش تناغما حقيقيا مع النهضة ومع امتداد التجربة الإنسانية والحياة لم تعش على نوع من التكافؤ أو التوازن وكان لا بد من وجود حاكم أو ضابط لهذه المسألة وقال هذا صحيح ، الآن الحاكم الضابط في هذا الزمن له حدود ، وهذه الحدود نتيجة لوجود تدافع وهو امر وارد ، لا يمكن ان تكون
الحياة خالية من التدافع ، ولذلك حتى في فلسفة الغرب لا يرون ان العالم يمكن أن يعيش بدون حروب ، لا بد ان يكون فيه شيء من هذا ، الحاكم هنا طبعا أن المجتمع الدولي انشأ قوانين واتفاقيات دولية ومنظمات دولية ، وهذه هي المفترض ان يكون عليها اجماع
، وهو ما يعرف بـ “الحوكمة”، وهي الضابط لكل هذه الأشياء ، فالأمم المتحدة ليست لديها جيوش، ولكن لديها قانون يربط كل الحكومات التي عندها جيوش بهذا القانون ، فعلى سبيل المثال ؛ لا تستطيع دولة ان تغزو دولة ويكون لغزوها مبررات الا اذا حصلت
على قرار من الأمم المتحدة، واذا لم تحصل على قرار فهي معتدية.

تناغم مع مبادئ النهضة
حول تقييم الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية فيما يخص التجربة البرلمانية في عمان ودورها الكبير في تأسيس التنمية السياسية لدى المواطن العماني خاصة وأنها تقطع الآن 25 سنة من مسيرتها المتدرجة قال اعتقد تقييمنا انه في كل زمن نجد انها تترسخ اكثر وهي تتناغم مع مبادئ النهضة ، تناغما حقيقيا وليس تناغما اصطناعيا لأن التجربة العمانية عبر نظام الشورى في عمان نابعة من بيئة عمان وحتى النظام القبلي في عمان في مراحل كثيرة من مراحل التاريخ العماني العميق كان يستند على الشورى ولا يولي الشيخ وما يسمى بشيخ التميمة الا بتشاور بقية اطراف القبيلة ، ولا يعطى هذا المنصب وهذا المكان الا من يتمتع بمواصفات، وخير دليل على هذا في عمان هو التحالف القبلي في عمان بين تحالف “الهناوي” و”الغافري”، وهذا التحالف ينظر اليه البعض من الناس بمنظور غير طيب حيث لم ينظروا اليه بعمق، وعندما تخضع هذه الصورة للدراسة البحثية لدى المتخصصين، سوف يجدون أن هذه الصورة من وسائل بسط الاستقرار، لأنها تحكمها قواعد ، ويحكمها توازن أيضا، وهذا يحافظ على الاستقرار في مراحل مختلفة ، صحيح أن هناك تدافعا هنا او هناك، ولكن هذا التحالف اوجد قاعدة استقرار بين الناس واوجد ايضا قاعدة الاحترام ، كذلك كانت في عمان مدارس فقهية متعددة، أيضا كانت نتيجة لهذا التحالف.

البرلمانات العربية
حول التجارب البرلمانية – على سبيل المثال – في الوطن العربي ينظر إلى البرلمانات العربية على أنها لم تؤد الدور المنوط اليها في التقريب بين وجهات النظر وفي قدرتها على الاحتواء وتحقيق مطالب الشعوب بمعنى ان التجربة في بعض الدول وخاصة في دول “الربيع العربي” يمكن القول ان البرلمان فشل في مشروع الديمقراطية أوضح أنه عندما نتكلم عن الديمقراطية ، وعن نضال الإدارة المدنية ، ونتكلم عن التجارب ونقوم بقياس مع الأنظمة في الدول المتطورة والمتقدمة في اوروبا وفي الولايات المتحدة فنجد أنهم سبقونا في التنظيم المدني ، ونحن لحقنا بهم ولكن لحقنا ربما
من أضيق الأبواب ، أولا: لأن اللحاق بهم هو في كيفية تثبيت الدولة الوطنية ، والدولة الوطنية في أساسها كانت دولة تثبيت مثل ترميم النظام القبلي ، والترميم يحتاج إلى وقت فكلما ترممه ينهار لأسباب موضوعية ، اذا سألتني لماذا الربيع العربي – كما يقال الآن – لم يصمد او لم يحقق الهدف ، فالربيع العربي وضع في قينونة الثورة، والثورة بمفهوم آخر الفوضى ، والثورة والفوضى يشكلان قوة إلى أن تستقر ،تحتاج الى سنين طويلة.

الثورة من اجل التطور
ردا على سؤال حول العتب الموجه الى البرلمان لأنه لم يستطع ان يكون الضابط لمثل هذه التفاعلات المجتمعية التي حدثت ، والتي لا تزال في بعض الدول قال إن البرلمان في مواجهة التيار الضخم لا يمكن ان يصمد، انما هذا الثنائي: وهما الثورة من اجل التطور الى الأفضل والى الاحسن ، والفوضى هي وسيلة فهذا الثنائي يظل متفاعلا الى ان يحقق الهدف، ولكنه حتى يتفاعل يحتاج الى الأسباب ، والأسباب هي أن الدولة الوطنية التي سنت قوانين من بعد انحسار الاستعمار، وأسست على الإرث الاستعماري من حيث الإدارة والقوانين والحدود .

العلاقة بين السياسة والإعلام
تطرق إلى العلاقة بين السياسة والإعلام وهي علاقة عضوية ودائما ينظر إلى الإعلام العماني بأنه إعلام مهادن وإعلام تنموي حيث يعيش نفس هدوء السياسة قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية .. الإعلام نتيجته لن تظهر الآن ، ولكنها فيما بعد ، مثل الذين يقومون بالزراعة ، فالذين يزرعون لن تخرج نباتاتهم كلها طيبة حيث يظل هناك تفاوتٌ ، هناك نبات طيب ، وآخر دون ذلك ، ولكن بعد وقت والآن الكلام والحديث عن زراعة لم تأخذ دورها بعد، فهنا الحكم يظل بعد التداول والامر هنا ان الاعلام العماني مثل اي قطاع آخر اعلام مستقر، على قاعدة منظور أيضا مستقر لكن مع ذلك نحن لا بد بالقدر الممكن أن نتجاوب مع ما هو حاصل هنا أيضا قضية المشاهد ماذا يريد ان يشاهد؟ وماذا يريد ان يسمع؟ والمتخصصون في الإعلام العماني يراعون هذه الأشياء المطلوبة.

تكوين صداقات
حول سعي مجلس الدولة الى تكوين صداقات برلمانية مع عدد من المجالس البرلمانية في الدول الشقيقة والصديقة من خلال لجان الصداقة قال إن التواصل الإنساني على كل المستويات مهم ، ليس فقط بين البرلمانيين ، فأساتذة الجامعات وطلبة المدارس ، والمسؤولون في الحكومات ، هذه كلها وسائل تواصل مع العالم ، لأنه كما يقال إن العالم اصبح قرية واحدة ، والقرية في مفهومها الأوسع ، وهو سرعة الاتصال وسرعة الرغبة في التواصل بين الناس، سواء في التنمية ، سواء في التعليم ، سواء في التجارب المتبادلة، والآن التواصل ميسر، بوسائل الاتصال ووسائل الانتقال كلها ميسرة، وفعلا نحن الذين نسافر كثيرا عندما تكون عندنا رحلة الى أوروبا نشعر كأننا في رحلة الى دولة مجاورة، فذهنيا اصبح الانتقال الى ثقافة أخرى مختلفة تماما في ذهنيتك ، كأنك ذاهب الى جارك، خاصة رجال الاعمال وغيرهم من الباحثين، اصبح شيئا ميسرا، فبالتالي هذه من الأشياء المفيدة، تلاقح الأفكار وتلاقح الثقافات، فهذه كلها أمور مفيدة جدا، وينبغي ان تكثف، وان تطور.

المحافظة على الحياة
تحدث الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية عن المحافظة على الحياة وقال: نحن نحافظ على كل شيء في عمان وكل شيء محمي حماية للحياة ، جميع الطيور محمية جميع الزواحف محمية ، جميع الحيوانات محمية ، السلطنة من أوائل الدول، ليس لأننا نريد ان نكون من أوائل الدول، ولكن فطنّا الى أن حماية البيئة من المسائل الأساسية في الحياة ، ولذلك انشئت وزارة لحماية البيئة ومجلس لحماية البيئة ، وتطورت الأمور، وأصبحت هذه المسالة من الأركان الأساسية في حماية البيئة، طبعا في ظل تسارع التطور لا تستطيع ان تحمي كل شيء، ولكن على الأقل ان تسير في توافق ، او الحد الأدنى من التلوث، ولكن لا يمكن ان تكون لوحدك حاميا لكل شيء، فمعنى ذلك أيضا أن لا تتطور، ولكن فلسفة الحماية أيضا واردة في حياتنا العامة، فانا اعتقد ان هذا النهج بدأ الآخرون يستخدمونه، فعلى سبيل المثال لا الحصر، وأضاف أنه في مرحلة من المراحل كان الحديث عن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بمفهومها العام ، وكنا من ضمن الناس الذين يسعون الى الاستفادة من هذه الطاقة ، وطبعا الاستفادة واردة في أي وقت، لأن مسألة التحكم في السيطرة على المخاطر أصبحت متطورة جدا الى حد كبير في استخدام الطاقة النووية لكنها لها أبواب ، الانسان لا بد ان يفقه أولا قدرته ، ولذلك فنحن في هذه المرحلة تخلينا عن هذا البرنامج، ولماذا تخلينا عن البرنامج ؟ لأن هذا أولا متاح في أي وقت نريد ، ثم ان الدراسات التي جاءت من منظمة الطاقة الذرية ، تشير – وهنا من الناحية الاقتصادية أتكلم – الى انه إذا كان سعر البترول تحت الخمسين ، فانت لا تحتاج الى انتاج واستخدام الطاقة النووية، لأنه سوف تستخدم هذه الطاقة بكلفتها، البترول والغاز، هذا ارخص من أن تعمل طاقة نووية ، واذا ارتفع فوق الخمسين دولارا، فالأفضل ان تعمل طاقة نووية، لأنها ارخص من خمسين دولارا، هذه معادلة اقتصادية، وهي احدى الحقائق، لكن أيضا صحيح ان كل المنتجين في هذه الطاقة النووية ، وضعوا من المعايير السلامة ما يجعل الانسان يطمئن، الا في حالة واحدة، الخطأ البشري، أو التأثيرات البيئية مثل الكوارث الطبيعية، هذا ما لا يقر احد التحكم فيه، وهنا المشكلة، كذلك اذا حصل تلوث، فهذا التلوث غير قابل للعلاج.

تقليل المخاطر
قال يوسف بن علوي : نحن ما زلنا في مرحلة نمو وقدرتنا على تقليل المخاطر ما زالت متواضعة جدا، فمثلا نقل الناس من منطقة الى منطقة هذا بالنسبة لنا ولغيرنا من الدول النامية يشكل من الصعوبات التي لا حد لها، فلو صار عندنا في أي ولاية من الولايات حدثٌ ما، فنقل الناس وهم 50 – 60 الف نسمة الى مكان آخر، ليس هينا ، ثم ان متطلبات الحماية من التأثر بالإشعاع أيضا ليست سهلة، لا من حيث التقنية ولا من حيث الاستعداد، ربما لا يتوقع الواحد منا أن يحصل شيء من هذا الشيء ولكن الاحتياط واجب، اذا لم تكن عندك ضرورة، ولهذه الأسباب ربما رأى الواحد انه نستطيع ان نعمله في أي وقت، ولكن دعنا نرى تجارب الآخرين أيضا.
حرص السفارات
تطرق الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إلى حرص السفارات على تقديم خدمات مهمة للمسافرين وقال : على الرغم من هذا العمق في السياسة العمانية وتعاطيها الجميل مع الآخر، الا انه تحدث في بعض الأحيان مواقف لعمانيين في الدول خارج السلطنة ، حيث تكبر هذه المواقف الى مستوى المعاناة ، هنا من يتساءل على مناخات استثمار هذه السياسة في التقليل من حدة المواقف لدى هذه الدول تجاه من يقع من المواطنين العمانيين فيها في مواقف معينة، حتى لا توسم هذه العلاقات بعدم الرضا، او التسامح .
وقال إن الرضا الكامل شيء لا يمكن ، ونحن دولة ناشئة والعمانيون من طبيعتهم حب البحث عن المستقبل في أماكن مختلفة حب السفر والنزهة في الوقت الذي لا يتخذون فيه بعض الاحتياطات ويعتقدون – وهم في سفرهم – أنهم في بلدهم ، فاذا حصل شيء بطبيعة الحال مثل ما نحن نعمل اذا حصل شيء من مسائل مخالفة القانون ، او مخالفة العادات من ناس عندنا ، سوف تتخذ الإجراءات القانونية تبقى هنا مسألة الشفاعة التي تختلف من بلد الى بلد ربما عندنا الشفاعة واجبة والناس يتساهلون فيها وهي في بعض البلدان طبعا صعبة لأن ثقافتها ليست من ثقافتنا ولا نظامهم من نظامنا فعلى سبيل المثال يستطيع وزير ان يكلم ضابط شرطة في مكان ويتشفع لإنسان، وفي بعض الأشياء قد لا يمكنه ذلك حيث لا بد للقانون أن يأخذ مجراه ، فنحن نعتقد انه من المهم على كل من يسافر الى بلد لا يخبره ان يسأل عنه ، وان يبلغ آخرين بوجهة سفره، ويأخذ النصيحة، ولا أقصد هنا أولئك الذين يذهبون للعلاج فهؤلاء من البسطاء، ولكن الذين يذهبون للاستثمارات ، فلا بد ان يسألوا عن الجهات المهمة التي لها علاقة أكثر، سواء من خلال السفارة او القنصلية في تلك البلد، لأن هناك من يتعرض لمواقف استغلالية بطرق ملتوية ، ربما قد لا تكون حاضرة لدى احدنا ، ومن ثم يجد نفسه انه في مشكلة ، وهذه ليست مقتصرة على المواطنين العمانيين الذين يذهبون الى الخارج ، فكل الناس يقعون في مثل هذه المخاطر، ومع ذلك فالسفارات والقنصليات، – خاصة في البلدان التي يتكاثر فيها الرعايا العمانيون مثل الهند وتايلاند، وبعض المناطق الأخرى، والمناطق ذات الجذب السياحي والعلاجي التي تحصل فيها مثل هذه الأشياء- تقدم للمسافرين خدماتها ، حيث تصل المسافر رسائل تخبره بأرقام السفارة او القنصلية وأسعار المكالمات في تلك الدول، وهذه الخدمات هي نوع من الارشاد للناس، وان كان بعض الناس يحسون انهم مطمئنون فلا يعيرون هذه الأشياء أي أهمية .


http://www.azamn.com/?p=377492

سارة الوهيبي
31-05-2016, 02:08 PM
حبيت مصطلح القوى الناعمة...