المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (كلام في الصميم)



ملهم
21-06-2016, 08:16 AM
(كلام في الصميم)
درر ثمينة تعكس واقعنا اليوم
***********************
سَألَ عمرُ بن الخطّاب رضي الله عنه
عنرجلٍ ما إذا كان أحدُ الحاضرين يعرفه، فقام رجلٌ وقال :
أنا أعرفه يا أمير المؤمنين.

فقال عمر : لعلّكَ جاره، فالجارُ أعلمُالنّاس بأخلاقِ جيرانه ؟
فقال الرّجلُ : لا

فقال عمر : لعلّكَ صاحبته في سَفرٍ، فالأسفار مكشفة للطباع ؟
فقال الرّجلُ : لا

فقال عمر : لعلّكَ تاجرتَ معه فعاملته بالدّرهمِ والدّينارِ،فالدّرهمُ والدّينار يكشفان معادن الرّجال ؟
فقال الرّجلُ : لا

فقال عمر : لعلّك رأيته في المسجدِ يهزُّ رأسَه قائماً وقاعداً ؟
فقال الرّجلُ : أجل

فقال عمر : اجلسْ فإنّكَ لا تعرفه

كان ابن الخطّابِ يعرِفُ أنّ المرءَ من الممكن أن يخلعَ دينه علىعتبةِ المسجد ثم ينتعلَ حذاءَه ويخرجَ للدّنيا مسعوراً يأكلُ مالَ هذا، وينهشُ عرضذاك!

كان يعرفُ أن اللحى من الممكنِ أن تصبحَ متاريسَ يختبىء خلفهالصوصٌ كُثر،
وأنّ العباءة السّوداء ليس بالضرورة تحتهاامرأةٌ فاضلة !

كان يعرفُ أن السِّواكَ قد يغدو مِسنّاً نشحذ فيه أسناننا ونأكللحوم بعض.

كان يعرفُ أن الصلاةَ من الممكنِ أن تصبحَ مظهرا أنيقاً لمحتال،وأنّ الحجّ من الممكنِ أن يصبحَ عباءةً اجتماعية مرموقة لوضيعٍ !

كان يؤمنُ أنّ التّديّنَ الذي لا ينعكسُ أثراً في السُّلوكِ هوتديّنٌ أجوف!

أندونيسيا لم يفتحها المحاربُون بسيوفهم وإنما فتحها التُّجارُالمسلمونَ بأخلاقهم وأماناتهم!
فلم يكونوا يبيعون بضائعهم بدينهم، لهذا أُعجبَالنّاسُ بهم وقالوا :
يا له من دين !

الايمان الكاذب أسوأ من الكُفر الصّريح.
وفي كليهما شرّ !

والتعاملُ مع الآخرين هو محكُّ التّديّنِ الصحيح .

إذا لم يلحظ الناسُ الفرقَ بين التّاجر المتديّنِ والتّاجرِ غيرالمُتديّن فما فائدة التّدينِ إذاً.

وإذا لم تلحظ الزّوجةُ الفرقَ بين الزّوجِ المُتديّنِ والزّوجِ غيرالمتديّنِ فما قيمة هذا التّديّن .
والعكس بالعكس !

وإذا لم يلحظ الأبوان الفرق بين برِّ الولد المُتدَيّنِ وغيرالمُتدَيّنِ فلماذا هذا التّديّن ؟!

مصيبةٌ أن لا يكون لنا من حجّنا إلا التّمر، وماء زمزم، وسجاجيدالصلاةِ المصنوعةِ في الصّينِ، ووجباتِ البيك !

مصيبةٌ أن لا يكونَ لنا من صيامنا إلا السمبوسة، والفيمتو، والتمرهندي، وباب الحارة!

مصيبةٌ أن تكون الصلوات حركاتٍ سُويديّة تستفيدُ منها العضلاتُوالمفاصلُ ولا يستفيدُ القلب!

مظاهرُ التّديّنِ أمرٌ محمود،
ونحنُ نعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً.

ولكن العيب أن نتمسّكَ بالشّكلِ ونتركَ المضمون.

فالدّينُ الذي حوّل رعاة الغنمِ إلى قادةٍ للأممِ لم يُغيّرأشكالهم وإنّما غيّر مضامينهم.

أبو جهل كان يلبسُ ذات العباءة والعمامة التي كان يلبسها أبو بكر !
ولحية أُميّة بن خلف كانتْ طويلة كلحية عبد اللهبن مسعود !

وسيف عُتبة كان من نفس المعدن الذي كان منه سيف خالد !
تشابهت الأشكالُ واختلفت المضامين،
هل أدركنا ماذا يريد منا ديننا
إنه العبادة بمفهومها الشامل
كل ما يحبه الله ويرضاه من اﻷقوال واﻷفعالالظاهرة والباطنة .

هذا هو الإسلام

أميرة الروح
21-06-2016, 08:34 AM
جزاك الله خيرا عالطرح المستفاد

رووح الورد
22-06-2016, 12:49 AM
السلام عليكم

••ملهم••

بورك طرحك...

وغفر ذنبك...

وبلغت ذرى مجدك...

شكرآ لك ....

فِدَىْ قَابُوسٌ المُعَظّمْ
22-06-2016, 12:58 AM
بارك الله فيك......