المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحبيب المصطفى



*نجم الليل *
24-06-2016, 12:54 AM
🍃على عتباتِ قُرّة العين 🍃
..
قال الحبيب المصطفى المجتبى ، صاحب الشرف الأعلى ، عند سدرة المنتهى ، صلوات ربي وسلامه عليه ، قال لبلال رضي الله عنه واصفاً الصلاة في بضع كلمات؛ لكنها ليست ككل الكلمات ، ومعناها ليس أسطح المعاني بل أعمقها وأجلّها: " أرحنا بها يا بلال "
..
سبحان الله ، قال أرحنا بها لا أرحنا منها، ولن يدرك الفرق بين " بها "
وبين " منها " إلا الذي ذاقَ وشرِبَ؛ فعرِفَ فماتَ رغبة فيها عندما يهمّ إليها في محكّات حياته.
..
الصلاة ليست فترة لرياضة الحركة الجسدية فقط!
إنها رياضة للروح الظامئة المتعبة المجهدة من مشقات الحياة، فيخطوا اللاهث إليها باحثاً عن راحة وسعادة وسكينة وسمو للروح نحو خالقها.
..
ولما كانت رياضة للروح وهي الجوهر الحقيقي للصلاة كان لزاماً أن تكون الرياضة فيها تمرّ عبر بوابة السكينة والتؤدة، وصولاً وتحقيقاً للخشوع المراد لهذه الروح وقربها من [ الله ] ، كان لزاماً أن تكون الرياضة محققة لوصول معنى الآياتِ إلى روح المصلي المتعبد لربه بالتأني والهدوء، كان لزاماً أن تكون الرياضةُ سليمة اللغة للآيات المقروءة ومخارج حروفها وأحكامها التجويدية متقنة على نحو لا يخلّ بمعنى ولامبنى.
هذه الصلاة التي جاءت لتريحنا من هم الدنيا وكدرها، لنعود إلى خالقنا بكل شوق باحثين عن تلك الأنوار الإلهية الساقطة بضوئها الصافي، هذه الرياضة الروحية أرادها الله أن تكون من بدايتها عظيمة!
فافتتاحها بـ [ التكبير الحق لله ]، تستشعرها الروح بكل إجلال، وبعدها أم الكتاب بآياتنا السبع، الحاوية الحقيقة الكلية للعبودية المحضة لله.
وبعدها الركوع الروحي لله، يُنبئكَ ويرسل لك هذا الركوع أن تبقى ذليلاً لله فقط وعزيزاً به عند خلقه؛ فلا ركوع إلا للذي عزّ فحكم ، تبارك اسمه وتعالى جده.
وبعدها يأخذ مرتين نحو رحلة الاقتراب ( فاسجد واقترب )
يأخذك نحو حقيقتك [ التراب ]، فـ تنحني لله في أرضه التي أوجدك منها.
وفي هذا يقول ابن العربي :
ما السُّجُود؟

[السُّجُودُ] من كُلِّ ساجدٍ هو مُشاهدٓةُ (أصلِهِ) الذي غاب عنه حين كانٓ (فرعاً) عنه.

فلما اشتغل (بفرعيتهِ) عن (أصليتِهِ) قيل لهُ اطلبْ ما غابٓ عنكٓ وهو (أصلك) الذي عنه صدرتٓ.

فـ[سٓجٓدٓ] الجسمُ إلى التُّربةِ التي هي (أصله)،

و [سٓجٓدٓ] الرُّوحُ إلى الرُّوحِ الكلّ الذي هو (أصله).
هذه الحركات التي هي في أساسها مقترنة [ بخشوع الروح ] لله، أسّها السكينة والوقار كي تخضع الجوارح وتخشع.
..
وبعد هذا؛ لمَ يا ترى نرى لَهفاً متزايداً وبحثاً مستمراً عن مسجدٍ أو جامعٍ يُنهي القيام في مدة قياسية؟!
لمَ يا ترى نرى كثيراً من الحركات الرياضية بين ركوع وسجود وتسليم، وهي كنقرِ الدجاج لم تزدْ عنها!
أهكذا جعل المؤمن صلاته التي يرادُ منها أن تريحه لتكون هماً انزاحَ عنه وكفى؟!
نحن في ضيافةِ شهر مليء بالبركات والنفحات والخيرات ومضاعفة الحسنات، مالنا ندبرُ عنه بهذا الشكل وكأننا ' نقلل أمر الصلاة ' وهي عمود الدين؟!
ألهذه الدرجة نحن متيقنون بقبول الصلوات السابقة لهذا الشهر حتى نستغني عنها في هذا الشهر الفضيل؟!
هل وصل إلينا - تعالى الله عن ذلك - من الله صكّ القبول لصلوات أقمناها خشوعاً وتدبراً وتؤدةً؟!
إذا كان النبي المصطفى عليه السلام لا يعلم حقيقة قبول صلاته من عدمها؛ فما بالنا نحن؟
كيف نريد للسكون والهدوء في حياتنا، الصفاء في أذهاننا، الخفة في أرواحنا، ونحن نتلاعب بأمر الصلوات الخمس فتؤدى بسرعة عجيبة ' ناهيك عن السنن، النوافل التي يعلم الله كيف نؤديها '.
لا يكاد تتمعن معنى فاتحة الكتاب فإذا بك تشعر أن الركوع حان، وما تلبث تسبح بعظمة الخالق حتى تُجبر للسجود تابعاً الإمام، وما تهنأُ تسجل حضورك القلبي للتشهد فإذا بك تُسلم!
خمس صلوات فرضت لتُطهر الروح وتوثق العلاقة مع الخالق، بُعث الحب والشوق فيها كيف يُراد بنا أن ننهي اللقاء الروحي بهذه السرعة ليتم بعدها افتراق إلى صلاة لاحقة وهكذا دواليك!
" جعلت قرة عيني في الصلاة "
صدق الرسول المصطفى عليه السلام
..
ترى عجباً - وأعجبُ - كيف بهذه السرعة يقيمون الصلاة بعض من يؤمنا!
ليكن تواجدك في محراب الصلاة وسيلة تأخذ بها روحك وأرواحنا إلى روح الخشوع!
اتلُ آياتهِ لنا بصوت تقشعرّ جلودنا، وبهدوء تهز أوصالنا ، وحروف آياته من مخارجها وأحكامها تطمئننا، كن لنا معيناً لندعو لك بمرافقة النبي الأمين في جنة الخلد أن جعلتنا نهنأ بأرواحنا، ونستمر نبحث عنك أينما حللت ويممت، لِنُيممّ وجهتنا نحو الله خلفك!
..
من ذاق عرِفَ ونَهل، يقول عالم الشعراء وشاعر العلماء:
فمن ذاق منها نغْبةً مات رغبةً ••
ومن لم يذُقْها مات بالغمّ مسقماً
..
راقب أمرَ حياتكَ بإقامتك الحقيقة للصلاة على وجهها، وسترى النتيجة!
إما سيراً مطمئناً، أو شتاتاً مشتتاً !
..
اللهم أعنا على إقامتها كما أمرتنا، وارزقنا الخشوع فيها كما أردتها، لتقترب أرواحنا منك حقيقة

فِدَىْ قَابُوسٌ المُعَظّمْ
24-06-2016, 01:04 AM
اللهم صلي وسلم وبارك على رسولك الامين

شكرا ع الطرح.

رووح الورد
24-06-2016, 02:44 AM
السلام عليكم
••أستاذي نجم الليل••
طرح قيم للغااايه...
ولك اجر من يقرأؤه بإذن الله...
اللهم صل ع شفيع الامه وسلم تسليما كثيرا...

Biboo
26-06-2016, 01:41 AM
اللهم صل ع شفيع الامه وسلم تسليما كثيرا


http://www.3rbz.com/uploads/6696b5f4ee555.png