صدى صوت
29-06-2016, 09:44 AM
أثير- المكّرم د. اسماعيل الأغبري
عمان الموغلة في القدم العميقة الجذور ذات الصيت الذائع والمتجذرة في أعماق القدم
عمان الكيان السياسي القائم بذاته منذ أكثر من ستة آلاف عام قبل الميلاد أو أقل أو أكثر
عمان ذات الموروث الحضاري والمخزون الثقافي ليست بحاجة التقليد فيما صارت إليه من قرارات أو ما سوف تصير إليه من خطوات
إن التقليد شأن الدول التي ليس لها رصيد من نظام حكم ولا عمق وجودي ولا موقع جغرافي ولا نظام سياسي ثابت محمود إقليميا ودوليا
لو كان من أمر قيادة عمان التقليد لركنت إلى ما ركن إليه العرب في أواخر السبعينات من قطع للعلاقات مع مصر وسحب السفراء لكنها قالت بلسان النظام السياسي المستقر الذي يقرأ الحدث ويقدر مجريات الأمور فلم تنسق مع من رأى القطيعة بل احتفظت بعلاقاتها مع مصر أيام السادات حتى إذا انقضت فترة من الزمن عادت الدول العربية تخطب ود مصر وتتمنى إعادة حبل العلاقات مع مصر فكانت السلطنة لها الريادة في عودة المياه إلى مجاريها فدل ذلك على أن السلطنة دولة مستقلة ذات كيان سياسي يدير الدولة بلسان السياسة وليس بدواعي العاطفة والانفعال والمزاجية
السلطنة دولة مستقلة غير مقلدة تتخذ القرار بناء على مصالحها وبما يتوافق مع خطوط سياستها ودبلوماسيتها البعيدة عن التخبط والارتجالية لذلك استقلت في موقفها من أحداث سوريا وها هي طول الأزمة التي بلغت ست سنوات عجاف أكلت الأخضر واليابس وأعادت سوريا الى عشرات عشرات السنين من التخلف والفقر والتهجير والاقتتال دلت هذه الأحداث ان قيادة عمان أبعد نظرا في مواقفها
عمان لا تقلد أحدا بدليل انقسام الدول العربية في الموقف من قيادة الفلسطينيين بعضها تدعم السلطة ليس حبا فيها ولا إيمانا بها ولكنه فقط نكاية بحماس وبعض يدعم حماس ليس ولها ولا ذوبانا فيها ولكن نكاية في السلطة أما السلطنة فهي مع منظمة التحرير الفلسطينية باعتبار أن الجامعة العربية اعتبرتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فهي تعترف بها ومعها وهي أيضا لم تتجاهل نتائج الانتخابات الفلسطينية والتي أسفرت عن فوز حماس لذلك استقبلت ياسر عرفات وغيره ممن أعقبه من زعامات السلطة الفلسطينية كما استقبلت خالد مشعل ممثل حماس وباعتبار أن الحكومة آنذاك بأغلبية حماس المنتخبة
السلطنة لا تقلد أحدا فيما تتخذه من خطوات دبلوماسية بدليل أن العرب وبالتحديد دول الخليج انقسمت نكاية فيما بينها ونكاية بالأطراف اللبنانية هذه الدول بعضها عمل على دعم فريق الرابع عشر من آذار الذي بزعامة سعد الحريري ومعه سمير جعجع وغيره نكاية في فريق الثامن من آذار الذي بزعامة حزب الله ومعه ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر وساهمت هذه الدول في إطالة الصراع بين الطرفين من جهة وفي التدهور الأمني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي في لبنان إذ كان له دور في بقاء لبنان بلا رئيس واختلال أداء الحكومة
لم تنجز الدبلوماسية العمانية مع أي طرف لبناني ضد آخر كما أنها استقلت في منهجها فلم تقلد دولة خليجية ولا عربية ولا دولية بل احتفظت بعلاقات حسنة مع فريقي لبنان ومن وصل الى رئاسة الحكومة من أي فريق يجد قبولا له واستقبالا يليق به فهي تتعامل معه باعتبار أنه رئيس وزراء لبنان وليس باعتبار أنه ينتمي لفريق دون فريق
السلطنة مستقلة في سياستها ولا تقلد دولا عربية ولا عربية ولا خليجية بدليل أنها تميزت بموقف حيادي داعم لتوافق الأطراف في ليبيا إذ لم تدعم فريق ضد فريق والدول العربية وقفت إما داعمة لهذا الفريق المسلح ليفتك بخصمه وبعضه تدعم فريقا آخر ليفتك بخصمه مما تسبب في حرب ليبية أهلية وتدهور أمني واقتصادي واجتماعي بل صارت الجماعات المتشددة لها القول الفصل في ليبيا
السلطنة ليست إمعة فهي وقفت على مسافة واحدة من الأطراف وحاولت التقريب بينها واليوم يوجه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا وهو يزور السلطنة كلمة رائعة يكشف من خلالها احتياج الأمم المتحدة لدبلوماسية السلطنة بسبب ثقة الجميع في سياستها ثم يوجه رئيس،مجلس النواب الليبي وهو يزور السلطنة كلمة يكشف فيها أن الليبيين يطلبون من السلطنة التدخل من أجل حلحلة القضية الليبية معللا ذلك بأن،السلطنة موثوق بها محايدة مرغوب فيها من كافة الأطراف
السلطنة ليست إمعة بدليل أن الدول الخليجية سحبت أو استدعت السفراء من قطر في محاولة الضغط على قطر من أجل السمع والطاعة ومع أن السلطنة لها رأي آخر مغاير لمسلك دول الخليج وقطر إلا أنها لم تحاول قط حمل أي دولة خليجية لتتبتى موقفها من أحداث ما يسمى بالربيع العربي واتخذت الدبلوماسية العمانية بشكل مستقل قرارها وهو عدم سحب السفير من قطر
ومضت فترة فتبين للجميع صواب الموقف العماني وإذ بالدول الخليجية تصير إلى ما رأته السلطنة وهو عدم جواز سحب السفراء من قطر الشقيقة
السلطنة ليست إمعة بل تقول قولها إذا ما رأت أمرا يقلص من دورها أو يطيح بحضارتها أو يذيب هويتها فإذ بها تعرب عن عدم قبولها مقترح الاتحاد الخليجي لأنه أولا غير مدروس ولأنه جاء في لمح البصر ولأنه قد تتبعه هيمنة واستعلاء،ولأنه كيدي ولأنه قد لن يستمر إلا بضع سنوات ثم ينهار وينهار معه المجلس بأسره بل ستتبعه عدوات شديدة لذلك الأفضل بقاء مجلس التعاول دون اتحاد خليجي وفعلا لم يجف حبر المقترح حتى وقع التناوش بين دول خليجية وقطر فكان سحب السفراء
بريطانيا صوتت للانسحاب من الاتحاد الأوربي وهي دولة تختلف عن السلطنة فلماذا الربط بينهما
إن عمان دولة مستقلة قديمة قبل بريطانيا فلا حاجة أن تقلد أحدا عربيا ولا غربيا لكن إذا رأت أن تتخذ كل ما يحفظ هويتها فستفعل وإن توافقت خطواتها مع خطوات غيرها فذلك مجرد توافق تماما توافق التطابق الكامل بين موقف بعض الدول الخليجية المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد المتطابق حرفيا مع الموقف الفرنسي بل هناك تشدد فرنسي أشد من امريكا وبريطانيا من الرئيس السوري وهذا متطابق مع موقف بعض دول الخليج فهل هذا مجرد توافق أو تقليد خليجي لفرنسا ?
عموما لو مضى أمر مقترح الاتحاد لفقدت السلطنة استقلالها السياسي ووجب عليها المشاركة في قصف اليمن ووجب ان تنحاز ضد طرف في فلسطين ووجب ان تنحاز مع طرف في لبنان ولزم أن تنحاز سلبا في ليبيا وحيث إنها رفضت المقترح أمكنها الاستقلال بموقفها فلم تشترك في التحالف ضد اليمن وبذلك لا يستطيع يمني واحد ولا خليجي ولا عربي ولا غربي أن يزعم بأن السلطنة كانت قتلت يمنيا واحدا أو شنت طائراتها غارات على أصحاب حضارة سبأ أو سد مأرب
لا يستطيع أحد الزعم بأن السلطنة خذلت السلطة الفلسطينية أو عادت حماس ولا يستطيع أحد القول بأن السلطنة ساهمت في عدم استقرار لبنان
السلطنة ليست إمعة وغير مقلدة لطرف غربي أو عربي أو خليجي وسوف تدلي بدلوها في أي مسألة فإن تصادف قرارها مع قرار دولة من الدول الغربية أو العربية فذلك محض توافق .
عمان الموغلة في القدم العميقة الجذور ذات الصيت الذائع والمتجذرة في أعماق القدم
عمان الكيان السياسي القائم بذاته منذ أكثر من ستة آلاف عام قبل الميلاد أو أقل أو أكثر
عمان ذات الموروث الحضاري والمخزون الثقافي ليست بحاجة التقليد فيما صارت إليه من قرارات أو ما سوف تصير إليه من خطوات
إن التقليد شأن الدول التي ليس لها رصيد من نظام حكم ولا عمق وجودي ولا موقع جغرافي ولا نظام سياسي ثابت محمود إقليميا ودوليا
لو كان من أمر قيادة عمان التقليد لركنت إلى ما ركن إليه العرب في أواخر السبعينات من قطع للعلاقات مع مصر وسحب السفراء لكنها قالت بلسان النظام السياسي المستقر الذي يقرأ الحدث ويقدر مجريات الأمور فلم تنسق مع من رأى القطيعة بل احتفظت بعلاقاتها مع مصر أيام السادات حتى إذا انقضت فترة من الزمن عادت الدول العربية تخطب ود مصر وتتمنى إعادة حبل العلاقات مع مصر فكانت السلطنة لها الريادة في عودة المياه إلى مجاريها فدل ذلك على أن السلطنة دولة مستقلة ذات كيان سياسي يدير الدولة بلسان السياسة وليس بدواعي العاطفة والانفعال والمزاجية
السلطنة دولة مستقلة غير مقلدة تتخذ القرار بناء على مصالحها وبما يتوافق مع خطوط سياستها ودبلوماسيتها البعيدة عن التخبط والارتجالية لذلك استقلت في موقفها من أحداث سوريا وها هي طول الأزمة التي بلغت ست سنوات عجاف أكلت الأخضر واليابس وأعادت سوريا الى عشرات عشرات السنين من التخلف والفقر والتهجير والاقتتال دلت هذه الأحداث ان قيادة عمان أبعد نظرا في مواقفها
عمان لا تقلد أحدا بدليل انقسام الدول العربية في الموقف من قيادة الفلسطينيين بعضها تدعم السلطة ليس حبا فيها ولا إيمانا بها ولكنه فقط نكاية بحماس وبعض يدعم حماس ليس ولها ولا ذوبانا فيها ولكن نكاية في السلطة أما السلطنة فهي مع منظمة التحرير الفلسطينية باعتبار أن الجامعة العربية اعتبرتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فهي تعترف بها ومعها وهي أيضا لم تتجاهل نتائج الانتخابات الفلسطينية والتي أسفرت عن فوز حماس لذلك استقبلت ياسر عرفات وغيره ممن أعقبه من زعامات السلطة الفلسطينية كما استقبلت خالد مشعل ممثل حماس وباعتبار أن الحكومة آنذاك بأغلبية حماس المنتخبة
السلطنة لا تقلد أحدا فيما تتخذه من خطوات دبلوماسية بدليل أن العرب وبالتحديد دول الخليج انقسمت نكاية فيما بينها ونكاية بالأطراف اللبنانية هذه الدول بعضها عمل على دعم فريق الرابع عشر من آذار الذي بزعامة سعد الحريري ومعه سمير جعجع وغيره نكاية في فريق الثامن من آذار الذي بزعامة حزب الله ومعه ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر وساهمت هذه الدول في إطالة الصراع بين الطرفين من جهة وفي التدهور الأمني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي في لبنان إذ كان له دور في بقاء لبنان بلا رئيس واختلال أداء الحكومة
لم تنجز الدبلوماسية العمانية مع أي طرف لبناني ضد آخر كما أنها استقلت في منهجها فلم تقلد دولة خليجية ولا عربية ولا دولية بل احتفظت بعلاقات حسنة مع فريقي لبنان ومن وصل الى رئاسة الحكومة من أي فريق يجد قبولا له واستقبالا يليق به فهي تتعامل معه باعتبار أنه رئيس وزراء لبنان وليس باعتبار أنه ينتمي لفريق دون فريق
السلطنة مستقلة في سياستها ولا تقلد دولا عربية ولا عربية ولا خليجية بدليل أنها تميزت بموقف حيادي داعم لتوافق الأطراف في ليبيا إذ لم تدعم فريق ضد فريق والدول العربية وقفت إما داعمة لهذا الفريق المسلح ليفتك بخصمه وبعضه تدعم فريقا آخر ليفتك بخصمه مما تسبب في حرب ليبية أهلية وتدهور أمني واقتصادي واجتماعي بل صارت الجماعات المتشددة لها القول الفصل في ليبيا
السلطنة ليست إمعة فهي وقفت على مسافة واحدة من الأطراف وحاولت التقريب بينها واليوم يوجه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا وهو يزور السلطنة كلمة رائعة يكشف من خلالها احتياج الأمم المتحدة لدبلوماسية السلطنة بسبب ثقة الجميع في سياستها ثم يوجه رئيس،مجلس النواب الليبي وهو يزور السلطنة كلمة يكشف فيها أن الليبيين يطلبون من السلطنة التدخل من أجل حلحلة القضية الليبية معللا ذلك بأن،السلطنة موثوق بها محايدة مرغوب فيها من كافة الأطراف
السلطنة ليست إمعة بدليل أن الدول الخليجية سحبت أو استدعت السفراء من قطر في محاولة الضغط على قطر من أجل السمع والطاعة ومع أن السلطنة لها رأي آخر مغاير لمسلك دول الخليج وقطر إلا أنها لم تحاول قط حمل أي دولة خليجية لتتبتى موقفها من أحداث ما يسمى بالربيع العربي واتخذت الدبلوماسية العمانية بشكل مستقل قرارها وهو عدم سحب السفير من قطر
ومضت فترة فتبين للجميع صواب الموقف العماني وإذ بالدول الخليجية تصير إلى ما رأته السلطنة وهو عدم جواز سحب السفراء من قطر الشقيقة
السلطنة ليست إمعة بل تقول قولها إذا ما رأت أمرا يقلص من دورها أو يطيح بحضارتها أو يذيب هويتها فإذ بها تعرب عن عدم قبولها مقترح الاتحاد الخليجي لأنه أولا غير مدروس ولأنه جاء في لمح البصر ولأنه قد تتبعه هيمنة واستعلاء،ولأنه كيدي ولأنه قد لن يستمر إلا بضع سنوات ثم ينهار وينهار معه المجلس بأسره بل ستتبعه عدوات شديدة لذلك الأفضل بقاء مجلس التعاول دون اتحاد خليجي وفعلا لم يجف حبر المقترح حتى وقع التناوش بين دول خليجية وقطر فكان سحب السفراء
بريطانيا صوتت للانسحاب من الاتحاد الأوربي وهي دولة تختلف عن السلطنة فلماذا الربط بينهما
إن عمان دولة مستقلة قديمة قبل بريطانيا فلا حاجة أن تقلد أحدا عربيا ولا غربيا لكن إذا رأت أن تتخذ كل ما يحفظ هويتها فستفعل وإن توافقت خطواتها مع خطوات غيرها فذلك مجرد توافق تماما توافق التطابق الكامل بين موقف بعض الدول الخليجية المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد المتطابق حرفيا مع الموقف الفرنسي بل هناك تشدد فرنسي أشد من امريكا وبريطانيا من الرئيس السوري وهذا متطابق مع موقف بعض دول الخليج فهل هذا مجرد توافق أو تقليد خليجي لفرنسا ?
عموما لو مضى أمر مقترح الاتحاد لفقدت السلطنة استقلالها السياسي ووجب عليها المشاركة في قصف اليمن ووجب ان تنحاز ضد طرف في فلسطين ووجب ان تنحاز مع طرف في لبنان ولزم أن تنحاز سلبا في ليبيا وحيث إنها رفضت المقترح أمكنها الاستقلال بموقفها فلم تشترك في التحالف ضد اليمن وبذلك لا يستطيع يمني واحد ولا خليجي ولا عربي ولا غربي أن يزعم بأن السلطنة كانت قتلت يمنيا واحدا أو شنت طائراتها غارات على أصحاب حضارة سبأ أو سد مأرب
لا يستطيع أحد الزعم بأن السلطنة خذلت السلطة الفلسطينية أو عادت حماس ولا يستطيع أحد القول بأن السلطنة ساهمت في عدم استقرار لبنان
السلطنة ليست إمعة وغير مقلدة لطرف غربي أو عربي أو خليجي وسوف تدلي بدلوها في أي مسألة فإن تصادف قرارها مع قرار دولة من الدول الغربية أو العربية فذلك محض توافق .