*نجم الليل*
13-07-2016, 12:45 PM
عزة العيسرية .. نجمة
تنطفي .. ونخلة تموت
-------------------------
بقلم : حمود بن سالم السيابي
-------------------------
نجمة أخرى في سماء بلادي تنطفيء ، ونخلة من نخيلها تموت ، ونبع من ينابيعها يتوقف عن الجريان .
جاءت إلى دنيانا لتمد اللون البنفسجي في صفحات السيرة العمانية المشعشعة لحى وعمائم بيضاء .
وجاءت الى أيامنا العمانية لتجعل لأخوات الرجال حيزا مستحقا في المنابر يليق بحفيدات هند بنت المهلب وعاتكة بنت أبي صفرة والشعثاء بنت جابر وعائشة بنت راشد الريامية وشمساء بنت سعيد بن خلفان الخليليلة وعائشة بنت عيسى بن صالح الحارثية .
إنها العزة العيسرية التي طوت دفتر محاضراتها على عجل ، وغادرت المنصة بسرعة ، وابتعدت عن المكان وسط غصة الإنتظار وحرقة الأسئلة لنساء تنادين الى المكان فأظلم بغيابها المكان .
لم تكن العزة العيسرية معلمة بمدرسة تقدم حصة دينية لقاء راتب من التربية ، ولا واعظة تلقي درسا مقابل أجر من الأوقاف ، بل كانت سفيرة حضارية لدولة الإسلام ، إعتمدتها أم المؤمنين عائشة وباركتها مؤمنات عمان عبر ألف وأربعمائة عام .
وكانت منبرا متنقلا في النهار ، وقنديل نور وهداية بالليل .
وكان نطاق تمثيلها كسفيرة يبدأ من بيوت القرى الأكثر جهلا في فقه الاسرة ، إلى خيام منى وعرفة الأكثر حاجة لفقه الحج ،الى المساجد لتفقيه النساء بأمور دينهن بما يخص الصلاة والصيام وبقية العبادات .
ولم ينحصر عملها في هذه الأماكن بل توسع ليشمل حواء في كل مكان ، لتبصرها بما استشكل عليها من أمر ، أو أضناها البحث عن إجابة لسؤال .
ولم يكن في حقيبة العزة علبة مكياج ككل النساء ، ولا قوارير عطر وأمشاط عاج ، بل تتضخم الحقيبة دوما بالمصحف الشريف ومسند الربيع ، وملخصات لاجتهادات المشارقة والمغاربة ، وبمقاربات لفقه الأئمة الأربعة .
وبرحيل العيسرية تفقد حواء الكثير من المساحة البنفسجية في السيرة العمانية ، وتنطفيء بموتها الكثير من القناديل .
ولأننا على أبواب موسم الحج فإن خيام منى وعرفات ستتساءل عن عمانية كانت هنا كل موسم ، تفتي في رمي الجمرات وطواف الإفاضة والأضحية والمبيت بالمشعر واستحبابات الإتمام والتعجل بمشعر منى .
وستتساءل حملات الحجيج عن عمانية كانت تسافر بمكتبة متنقلة ، وبثقل زائد عن المسموح ، رغم أن رأسها كان أثقل بمحتوياته من كتبها المتنقلة ، بعد أن استخلصت رحيقها وشربته ، وشربت معه رحيق عشرات المكتبات .
لقد كانت بحق نجمة احتكمت لسنن الكون فانطفأت ، وكانت نخلة كريمة أنهت دورتها الزرعية فماتت ، وكانت نبعا مر بفترات الخصب والمحل فجف .
رحم الله العزة العيسرية بما خلفت من ذكر فوق الأرض ، ورحمها الله وهي تحت أديم الأرض .
تنطفي .. ونخلة تموت
-------------------------
بقلم : حمود بن سالم السيابي
-------------------------
نجمة أخرى في سماء بلادي تنطفيء ، ونخلة من نخيلها تموت ، ونبع من ينابيعها يتوقف عن الجريان .
جاءت إلى دنيانا لتمد اللون البنفسجي في صفحات السيرة العمانية المشعشعة لحى وعمائم بيضاء .
وجاءت الى أيامنا العمانية لتجعل لأخوات الرجال حيزا مستحقا في المنابر يليق بحفيدات هند بنت المهلب وعاتكة بنت أبي صفرة والشعثاء بنت جابر وعائشة بنت راشد الريامية وشمساء بنت سعيد بن خلفان الخليليلة وعائشة بنت عيسى بن صالح الحارثية .
إنها العزة العيسرية التي طوت دفتر محاضراتها على عجل ، وغادرت المنصة بسرعة ، وابتعدت عن المكان وسط غصة الإنتظار وحرقة الأسئلة لنساء تنادين الى المكان فأظلم بغيابها المكان .
لم تكن العزة العيسرية معلمة بمدرسة تقدم حصة دينية لقاء راتب من التربية ، ولا واعظة تلقي درسا مقابل أجر من الأوقاف ، بل كانت سفيرة حضارية لدولة الإسلام ، إعتمدتها أم المؤمنين عائشة وباركتها مؤمنات عمان عبر ألف وأربعمائة عام .
وكانت منبرا متنقلا في النهار ، وقنديل نور وهداية بالليل .
وكان نطاق تمثيلها كسفيرة يبدأ من بيوت القرى الأكثر جهلا في فقه الاسرة ، إلى خيام منى وعرفة الأكثر حاجة لفقه الحج ،الى المساجد لتفقيه النساء بأمور دينهن بما يخص الصلاة والصيام وبقية العبادات .
ولم ينحصر عملها في هذه الأماكن بل توسع ليشمل حواء في كل مكان ، لتبصرها بما استشكل عليها من أمر ، أو أضناها البحث عن إجابة لسؤال .
ولم يكن في حقيبة العزة علبة مكياج ككل النساء ، ولا قوارير عطر وأمشاط عاج ، بل تتضخم الحقيبة دوما بالمصحف الشريف ومسند الربيع ، وملخصات لاجتهادات المشارقة والمغاربة ، وبمقاربات لفقه الأئمة الأربعة .
وبرحيل العيسرية تفقد حواء الكثير من المساحة البنفسجية في السيرة العمانية ، وتنطفيء بموتها الكثير من القناديل .
ولأننا على أبواب موسم الحج فإن خيام منى وعرفات ستتساءل عن عمانية كانت هنا كل موسم ، تفتي في رمي الجمرات وطواف الإفاضة والأضحية والمبيت بالمشعر واستحبابات الإتمام والتعجل بمشعر منى .
وستتساءل حملات الحجيج عن عمانية كانت تسافر بمكتبة متنقلة ، وبثقل زائد عن المسموح ، رغم أن رأسها كان أثقل بمحتوياته من كتبها المتنقلة ، بعد أن استخلصت رحيقها وشربته ، وشربت معه رحيق عشرات المكتبات .
لقد كانت بحق نجمة احتكمت لسنن الكون فانطفأت ، وكانت نخلة كريمة أنهت دورتها الزرعية فماتت ، وكانت نبعا مر بفترات الخصب والمحل فجف .
رحم الله العزة العيسرية بما خلفت من ذكر فوق الأرض ، ورحمها الله وهي تحت أديم الأرض .