المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمان .. الوسطيه والاعتدال



صدى صوت
17-07-2016, 01:46 AM
تداول الخليجيون أخيرا عبر «الواتساب» وبشكل واسع فيديو مدته نحو ثماني دقائق تضمن جانبا من محاضرة لأحد أبناء السلطنة تناول فيها عددا من المشكلات التي رأى أنها تؤثر على العلاقات الاجتماعية وتتسبب في اتخاذ المواقف السالبة من بعضنا البعض وصولا إلى تأسيس عداوات لا مبرر لها على الإطلاق. المحاضر الذي رصد هذه الظواهر واهتم بها هو كما علمت من بعض الأصدقاء في السلطنة الشيخ يوسف العامري، والذي وفر بحديثه ذاك مثالا مهما لطبيعة الإنسان العماني المحب للسلام والرافض للعداوات بين البشر أيا كانت الأسباب، ووفر مثالا لسياسة الاعتدال التي تتميز بها سلطنة عمان والتي تراهن على أن هناك دائما مساحة مشتركة تكفي للالتقاء فيها والتأسيس عليها. الجزء الذي تضمنه الفيديو تناول فيه المحاضر ثلاث نقاط مهمة؛ أولها أن الأفضل من ذكر المساوئ هو بيان المحاسن، فهذه تنمي المحبة بينما تلك تؤسس للمواقف السالبة وصولا إلى العداوات، فالكلمة الطيبة صدقة والتبسم في وجه الآخر من شأنه أن يوفر الطريق لقبول الآخر لنا وتقبلنا له. وثانيها أنه لا يحق لبشر أيا كان أن يقوم بمهام رب العزة والجلال ومن ثم يحكم على البشر ويصنفهم على هواه فيدخل هذا الجنة ويدخل ذاك النار، فهذه مساحة خاصة برب العالمين سبحانه وهو أعلم بما في نفوس البشر أجمعين، فهو خالقهم وهو الذي سيحاسبهم ويكافئهم أو يعاقبهم، وبالتالي فإنه من غير المعقول أن يقرر فرد أو جماعة إنهاء حياة أفراد أو جماعات لأنهم لم يسيروا على الطريقة التي يرونها هم صحيحة ويمكن أن تأخذهم إلى الجنة. وثالثها أن علينا دائما أن نستفيد من نقاط التلاقي ونبتعد عن نقاط الخلاف لنتمكن من تأسيس علاقة تفرحنا وتكون سببا في زيادة المساحة المشتركة بيننا.

في هذه النقطة الأخيرة تحديدا روى المحاضر موقفا حصل معه في مسجد بأحد المطارات الخليجية، فقال: إن بعض المصلين من المسافرين قدموه ليؤمهم في الصلاة فتقدم ثم شعر أن أحدهم انفتل ولم يواصل صلاته خلفه وأنه فوجئ بعد أن خرج من المسجد بذاك «المنفتل» ينتظره ومستعد للدخول معه في مناقشة وأنه بادر بسؤاله عن مذهبه، فأوضح له كيف أنهما يلتقيان في أنهما يعبدان ربا واحدا ويدينان بدين واحد هو الإسلام وأن قبلتهما واحدة وأنهما يشهدان بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويحجان ويزكيان ويصومان ويؤمنان باليوم الآخر وبالملائكة وبالرسل إلخ...، وأن النقاط التي لا يلتقيان فيها أو لا يتطابقان قليلة جدا ولا تستدعي أن يتخذ أحدهما من الآخر موقفا ولا تستدعي أن ينفتل من الصلاة، أما الحوار فينتهي بأن يحضن الرجل الشيخ وهو ما يعني أنه اقتنع بكلامه واعتذر. المثير في بلادنا الخليجية أن الغالبية إن لم يكن الجميع يؤيدون هذا الفكر الجميل والوسطية والاعتدال ويرفضون التطرف بدليل الانتشار غير العادي والسريع لفيديو هذا الشيخ وما حصد من ردود فعل إيجابية ملخصها أن المحاضر عبر عنهم وأكد ما يشعرون به ويهمهم، من ذلك على سبيل المثال هذا التعليق الذي وصلني من شاب خليجي حيث كتب «دعونا نركز كدول مجلس خليجي على 99 في المئة مما نتفق عليه ونهمل الواحد في المئة من الاختلافات، متمنيا أن نفكر في هذه المقولة في كل ما نقول ونفعل، وسترى الألفة والمحبة فيما بيننا» بينما كتب آخر نقاطا عنونها بـ»فيتامينات النجاح» يبدو أنها من المواد التي يتم تناقلها عبر الواتساب أيضا جاء فيها «أن الاختلاف في الرأي نتيجة طبيعية تبعا لاختلاف الفهم وتباين العقول وتمايز مستويات الفكر وأن الأمر غير الطبيعي هو أن يكون خلافنا في الرأي بوابة للخصومات ومفتاحا للعداوات وشرارة توقد نار القطيعة، وأن العقلاء ما زالوا يختلفون ويتحاورون في حدود العقل دون أن تصل آثار خلافهم لحدود القلب لأنهم يدركون تمام الإدراك أن الناس لا بد أن يختلفوا، ولأنهم يؤمنون بكل يقين أنه «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين»، وتساءل «ألا نحسن أن نكون إخوانا حتى لو لم نتفق ؟» كما جاء فيها العبارة الشهيرة المنسوبة إلى الإمام الشافعي «إن اختلافي معك يا أخي لا يعني أنني أكرهك أو أحتقر عقلك أو أزدري رأيك» و»أحبك يا أخي ولو بقينا الدهر كله مختلفين في الرأي» و»اختلافي معك لا يبيح عرضي ولا يحل غيبتي ولا يجيز قطيعتي» و»الناس عند الخلاف ثلاثة أصناف؛ إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي، وهذا منطق العقلاء، وإن لم تكن معي فأنت ضدي، وهذا منطق الحمقى، وإن لم تكن معي فأنت ضد الله، وهذا سبيل المتطرفين». كل شعوب دول مجلس التعاون ضد التطرف وضد الغلو وضد التعصب، والغالبية منهم صاروا يدركون أن في الاختلاف تكاملاً وأنه لا يستدعي التباعد، فهذه حكمة الله سبحانه وتعالى الذي خلق البشر وهو قادر لو شاء أن يجعلهم «أمة واحدة»، ويدركون أن المساحة التي يشترك فيها الجميع أكبر مرات كثيرة من المساحة التي يختلفون فيها، بل إن هذه المساحة الأخيرة قابلة للتقلص لو أعطي العقل والحكمة فرصة أكبر للتحرك والقياد.

مثال جميل للفكر المعتدل والوسطي وفَّره الشيخ يوسف العامري في محاضرته التي احتوى ذلك الفيديو القصير ملخصا لها.

☆ فريد أحمد حسن/ كاتب بحريني


http://m.youtube.com/watch?v=JUUyiboJX64

المطبل العظيم
17-07-2016, 02:43 AM
الاعمال الاخرويه للاخرة والانسان بحريته الي اعطاه ربه يسلم او يكفر او يشرك فهذي حريه والي يعتقد غير كذا فما يضحك الا على حاله لانه لو اجبر برضه بيكون منافق ووضعه اسوء من الشرك والكفر
بينما الاعمال الدنيويه للدنيا وجميع المواطنين في اي نظام بلد يكونوا مواطنين مثلما عليهم حقوق لهم واجبات بحسب انظمة الوزارات والعادات والتقاليد المتفق عليها وما تعارض الانظمه انما تكون مكمله لبعضها واذا فيه نقد يخالف النظام المتفق عليه بشكل محلي وقتها يكون النقد صحيح او صاحبه يتكلم بحسب ثقافته الخاصه حول نظامه وعاداته وتقاليده

ابا مازن
17-07-2016, 08:06 AM
هو كذلك الفكر في السلطنة الحبيبة اخوة متاحبين نبث روح الحب و المودة بيننا ليستنشقها من حولنا فننشر السلم و الامن و الاخاء. رغم الاختلاف في الصغائر نلتقي في الامور العظام و قد و جدت الكثير من الحب للعماني في محيطنا الخيجي و العربي و حتى في الدوائر الاوسع من ذلك. أن وصف الانسان العماني بالطيب و السماحة و دماثة الخلق انما هو نابع من اداك الفرد منا بالكثير من نقاط التلاقي و ضحالة نقاط الاختلاف.