صدى صوت
18-07-2016, 03:59 PM
أثير- سيف المعولي
” من لم يكن في ميدان التقسيم لحظة الانقلاب لم يعش الحدث ” هكذا بدأ فلاح الرقيشي حديثه لـ”أثير” وهو يحكي قصته مع الانقلاب الفاشل الذي حدث في تركيا الجمعة الماضية، حيث شبّه مشاهدها بـ “المسلسلات الهندية” المليئة بالمشاعر المختلطة بين الإثارة والتشويق والخوف والرعب….
” أثير” تواصلت مع الرقيشي اليوم وهو يستعد للرجوع إلى السلطنة عبر مطار أتاتورك بعد التنسيق مع السفارة العُمانية في تركيا.
يقول الرقيشي :” مرت علينا ليلة من أصعب الليالي في حياتي أنا وزوجتي وطفلي، خصوصا بعد أن فقدت زوجتي أثناء التدافع وإطلاق النار في الشارع الرئيسي في “تقسيم” ، فقد أحسست بأني أفقد عقلي. فجأة الكلُ يصرخ ويركض، وأنا ماسكٌ طفلي في يدي وبجانبي شباب سعوديون يصرخون: اركض، هناك تفجيرات. وواحد منهم سحبني من عربة طفلي ويركض، وخلفي آلاف الناس تصرخ وتركض”
ويضيف:” في وقت الذروة في الشارع الرئيسي في تقسيم رجعت المحل الذي كانت فيه زوجتي تُحاسب عند “الكاشير” فوجدته مغلقا، وأخذت أضرب بقوة على الأبواب لكن لا أحد يرد، والصراخ ودوي الرصاص من الميدان يتزايد لكن الحمد لله بعد مرور ساعة – كأنها قرن- وبمساعدة من رجال الأمن في محلات مجاورة للمحل الذي كانت فيه زوجتي، وجدتهم محتجزين وضمنهم زوجتي”.
ويضيف :” لا يمكن أن أصف الحال والتعب النفسي الذي مر به كل من كان موجودا في المكان، فهناك مئات العائلات من أمثالنا كانوا يبحثون عن أهلهم”.
ويواصل الرقيشي سرد حكايته لـ” أثير” قائلا:” في طريقنا للذهاب إلى الفندق مشيا على الأقدام وجدت عشرات الجنود من الجيش يُحاصرون الميدان من كل مكان، اعتقدت أن هذا المكان سيوفر لي الأمان خصوصا بعد أن رأيت بعض الأتراك يحيون ضباط الجيش وجنوده؛ لعدم معرفة الجميع بما يحدث. طلبوا من الجميع عدم الاقتراب وبدأوا بإطلاق النار في الهواء، وفي هذه الأثناء بث الرئيس أردوغان رسالته إلى الشعب بالنزول إلى الساحات والميادين لمقاومة الجنود الانقلابيين فبدأت الناس تتوافد على ميدان تقسيم وبعدها بدقائق وصلت فرقة خاصة من الشرطة، مدججين بأسلحتهم وتمركزوا في الساحة الخلفية للميدان”.
ويوضح:” هنا اختلط الحابل بالنابل، وبدأت الهتافات في الميدان، وبدأت الصورة تتضح أن من احتميت بهم هم مجموعة انقلابية تتبع الجيش، فبدأ تبادل إطلاق النار بين فرقة الشرطة والمجموعة الانقلابية، وتحول الميدان إلى ساحة معركة، ولا أستطيع وصف شعوري في هذه اللحظة وأنا أرى بكاء زوجتي وصراخ طفلي بعد أن سقط شاب تركي أصيب برصاصة في قدمه على بعد مترين من مكان وجودنا”.
ويضيف الرقيشي لـ” أثير” “: بعدها بلحظات- وهذا أكثر ما آلمني- سقط طفل لا يتجاوز العاشرة- أعتقد أنه سوري لأنه يتكلم بلكنة شامية- وكنت قد اشتريت منه قنينة مياه وعلبة ورق محارم ( كلينكس) قبل سقوطه حيث سقط بعد أن أصيب أيضا بالرصاص. هرولنا وسط هذه الضجة وأنا أضم ولدي إلى صدري، حتى وصلنا إلى الفندق قبل الفجر، وفي هذا الوقت قامت طائرات باختراق حاجز الصوت مع سماع دوي شديد لا أعرف مصدره”.
وختم فلاح الرقيشي حكايته قصته لـ”أثير” بقوله: ” الحمد لله مرت هذه الليلة بكل ما فيها، ونحن الآن نستعد للرجوع إلى السلطنة بعد رحلتنا السياحية في تركيا، حيث ستقلنا طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني بإذن الله، ونسأل الله أن يحفظ وطننا عمان من كل شر وفتنة وأشكر الأخوة في السفارة العمانية الذين تواصلوا معنا”.
” من لم يكن في ميدان التقسيم لحظة الانقلاب لم يعش الحدث ” هكذا بدأ فلاح الرقيشي حديثه لـ”أثير” وهو يحكي قصته مع الانقلاب الفاشل الذي حدث في تركيا الجمعة الماضية، حيث شبّه مشاهدها بـ “المسلسلات الهندية” المليئة بالمشاعر المختلطة بين الإثارة والتشويق والخوف والرعب….
” أثير” تواصلت مع الرقيشي اليوم وهو يستعد للرجوع إلى السلطنة عبر مطار أتاتورك بعد التنسيق مع السفارة العُمانية في تركيا.
يقول الرقيشي :” مرت علينا ليلة من أصعب الليالي في حياتي أنا وزوجتي وطفلي، خصوصا بعد أن فقدت زوجتي أثناء التدافع وإطلاق النار في الشارع الرئيسي في “تقسيم” ، فقد أحسست بأني أفقد عقلي. فجأة الكلُ يصرخ ويركض، وأنا ماسكٌ طفلي في يدي وبجانبي شباب سعوديون يصرخون: اركض، هناك تفجيرات. وواحد منهم سحبني من عربة طفلي ويركض، وخلفي آلاف الناس تصرخ وتركض”
ويضيف:” في وقت الذروة في الشارع الرئيسي في تقسيم رجعت المحل الذي كانت فيه زوجتي تُحاسب عند “الكاشير” فوجدته مغلقا، وأخذت أضرب بقوة على الأبواب لكن لا أحد يرد، والصراخ ودوي الرصاص من الميدان يتزايد لكن الحمد لله بعد مرور ساعة – كأنها قرن- وبمساعدة من رجال الأمن في محلات مجاورة للمحل الذي كانت فيه زوجتي، وجدتهم محتجزين وضمنهم زوجتي”.
ويضيف :” لا يمكن أن أصف الحال والتعب النفسي الذي مر به كل من كان موجودا في المكان، فهناك مئات العائلات من أمثالنا كانوا يبحثون عن أهلهم”.
ويواصل الرقيشي سرد حكايته لـ” أثير” قائلا:” في طريقنا للذهاب إلى الفندق مشيا على الأقدام وجدت عشرات الجنود من الجيش يُحاصرون الميدان من كل مكان، اعتقدت أن هذا المكان سيوفر لي الأمان خصوصا بعد أن رأيت بعض الأتراك يحيون ضباط الجيش وجنوده؛ لعدم معرفة الجميع بما يحدث. طلبوا من الجميع عدم الاقتراب وبدأوا بإطلاق النار في الهواء، وفي هذه الأثناء بث الرئيس أردوغان رسالته إلى الشعب بالنزول إلى الساحات والميادين لمقاومة الجنود الانقلابيين فبدأت الناس تتوافد على ميدان تقسيم وبعدها بدقائق وصلت فرقة خاصة من الشرطة، مدججين بأسلحتهم وتمركزوا في الساحة الخلفية للميدان”.
ويوضح:” هنا اختلط الحابل بالنابل، وبدأت الهتافات في الميدان، وبدأت الصورة تتضح أن من احتميت بهم هم مجموعة انقلابية تتبع الجيش، فبدأ تبادل إطلاق النار بين فرقة الشرطة والمجموعة الانقلابية، وتحول الميدان إلى ساحة معركة، ولا أستطيع وصف شعوري في هذه اللحظة وأنا أرى بكاء زوجتي وصراخ طفلي بعد أن سقط شاب تركي أصيب برصاصة في قدمه على بعد مترين من مكان وجودنا”.
ويضيف الرقيشي لـ” أثير” “: بعدها بلحظات- وهذا أكثر ما آلمني- سقط طفل لا يتجاوز العاشرة- أعتقد أنه سوري لأنه يتكلم بلكنة شامية- وكنت قد اشتريت منه قنينة مياه وعلبة ورق محارم ( كلينكس) قبل سقوطه حيث سقط بعد أن أصيب أيضا بالرصاص. هرولنا وسط هذه الضجة وأنا أضم ولدي إلى صدري، حتى وصلنا إلى الفندق قبل الفجر، وفي هذا الوقت قامت طائرات باختراق حاجز الصوت مع سماع دوي شديد لا أعرف مصدره”.
وختم فلاح الرقيشي حكايته قصته لـ”أثير” بقوله: ” الحمد لله مرت هذه الليلة بكل ما فيها، ونحن الآن نستعد للرجوع إلى السلطنة بعد رحلتنا السياحية في تركيا، حيث ستقلنا طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني بإذن الله، ونسأل الله أن يحفظ وطننا عمان من كل شر وفتنة وأشكر الأخوة في السفارة العمانية الذين تواصلوا معنا”.