المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة عنترة في محبوبته عبلة



BLUEBIRD1978
23-07-2016, 03:41 PM
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ = أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي = وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي



كَم يُبعِدُ الدَهرُ مَن أَرجو أُقارِبُهُ = عَنّي وَيَبعَثُ شَيطاناً أُحارِبُهُ
فَيا لَهُ مِن زَمانٍ كُلَّما اِنصَرَفَت = صُروفُهُ فَتَكَت فينا عَواقِبُهُ



لِغَيرِ العُلا مِنّي القِلى وَالتَجَنُّبِ = وَلَولا العُلا ما كُنتُ في العَيشِ أَرغَبُ
مَلَكتُ بِسَيفي فُرصَةً ما اِستَفادَها = مِنَ الدَهرِ مَفتولُ الذِراعَينِ أَغلَبُ



لا تَذكُري مُهري وَما أَطعَمتُهُ = فَيَكونَ جِلدِكِ مِثلَ جِلدِ الأَجرَبِ
إِنَّ الغَبوقَ لَهُ وَأَنتِ مَسوأَةٌ = فَتَأَوَّهي ما شِئتِ ثُمَّ تَحَوَّبي



جَزى اللَهُ الأَغَرَّ جَزاءَ صِدقٍ = إِذا ما أوقِدَت نارُ الحُروبِ
يَقيني بِالجَبينِ وَمَنكِبَيهِ = وَأَنصُرُهُ بِمُطَّرَدِ الكُعوبِ



دَعني أَجِدُّ إِلى العَلياءِ في الطَلبِ = وَأَبلُغُ الغايَةَ القُصوى مِنَ الرُتَبِ
لَعَلَّ عَبلَةَ تُضحي وَهيَ راضِيَةٌ = عَلى سَوادي وَتَمحو صورَةَ الغَضَبِ



لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ = وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ
وَمَن يِكُن عَبدَ قَومٍ لا يُخالِفُهُم = إِذا جَفوهُ وَيَستَرضي إِذا عَتَبوا



أَحِنُّ إِلى ضَربِ السُيوفِ القَواضِبِ = وَأَصبو إِلى طَعنِ الرِماحِ اللَواعِبِ
وَأَشتاقُ كاساتِ المَنونِ إِذا صَفَت = وَدارَت عَلى رَأسي سِهامُ المَصائِبِ



أُعاتِبُ دَهراً لا يَلينُ لِعاتِبِ = وَأَطلُبُ أَمناً مِن صُروفِ النَوائِبِ
وَتوعِدُني الأَيّامُ وَعداً تَغُرُّني = وَأَعلَمُ حَقّاً أَنَّهُ وَعدُ كاذِبِ



أَلا يا عَبلَ قَد زادَ التَصابي = وَلَجَّ اليَومَ قَومُكِ في عَذابي
وَظَلَّ هَواكِ يَنمو كُلَّ يَومٍ = كَما يَنمو مَشيبي في شَبابي



وَغادَرنَ نَضلَةَ في مَعرَكٍ = يَجُرُّ الأَسِنَّةَ كَالمُحتَطِب
فَمَن يَكُ في قَتلِهِ يَمتَري = فَإِنَّ أَبا نَوفَلٍ قَد شَجِب



كَأَنَّ السَرايا بَينَ قَوٍّ وَقارَةٍ = عَصائِبُ طَيرٍ يَنتَحَينَ لَمَشرَبِ
وَقَد كُنتُ أَخشى أَن أَموتَ وَلَم تَقُم = قَرائِبُ عَمروٍ وَسطَ نَوحٍ مُسَلِّبِ



تُرى هَذِهِ ريحُ أَرضِ الشَرَبَّه = أَمِ المِسكُ هَبَّ مَعَ الريحِ هَبَّه
وَمِن دارِ عَبلَةَ نارٌ بَدَت = أَمِ البَرقُ سَلَّ مِنَ الغَيمِ عَضبَه



حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ = وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ
وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ = وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ



سَلا القَلبُ عَمّا كانَ يَهوى وَيَطلُبُ = وَأَصبَحَ لا يَشكو وَلا يَتَعَتَّبُ
صَحا بَعدَ سُكرٍ وَاِنتَخى بَعدَ ذِلَّةٍ = وَقَلبُ الَّذي يَهوى العُلا يَتَقَلَّبُ



ما زِلتُ مُرتَقِياً إِلى العَلياءِ = حَتّى بَلَغتُ إِلى ذُرى الجَوزاءِ
فَهُناكَ لا أَلوي عَلى مَن لامَني = خَوفَ المَماتِ وَفُرقَةِ الأَحياءِ



رَمَتِ الفُؤَادَ مَليحَةٌ عَذراءُ = بِسِهامِ لَحظٍ ما لَهُنَّ دَواءُ
مَرَّت أَوانَ العيدِ بَينَ نَواهِدٍ = مِثلِ الشُموسِ لِحاظُهُنَّ ظُباءُ



لَئِن أَكُ أَسوَداً فَالمِسكُ لَوني = وَما لِسَوادِ جِلدي مِن دَواءِ
وَلَكِن تَبعُدُ الفَحشاءُ عَنّي = كَبُعدِ الأَرضِ عَن جَوِّ السَماءِ



فَإِن تَكُ أُمّي غُرابيَّةً = مِنَ ابناءِ حامٍ بِها عِبتَني
فَإِنّي لَطيفٌ بِبيضِ الظُبى = وَسُمرِ العَوالي إِذا جِئتَني



إِذا قَنِعَ الفَتى بِذَميمِ عَيشٍ = وَكانَ وَراءَ سَجفٍ كَالبَناتِ
وَلَم يَهجِم عَلى أُسدِ المَنايا = وَلَم يَطعَن صُدورَ الصافِناتِ



سَكَتُّ فَغَرَّ أَعدائي السُكوتُ = وَظَنّوني لِأَهلي قَد نَسيتُ
وَكَيفَ أَنامُ عَن ساداتِ قَومٍ = أَنا في فَضلِ نِعمَتِهِم رَبيتُ



لِمَنِ الشُموسُ عَزيزَةَ الأَحداجِ = يَطلُعنَ بَينَ الوَشيِ وَالديباجِ
مِن كُلِّ فائِقَةِ الجَمالِ كَدُميَةٍ = مِن لُؤلُؤٍ قَد صُوِّرَت في عاجِ



أَشاقَكَ مِن عَبلَ الخَيالُ المُبَهَّجُ = فَقَلبُكَ مِنهُ لاعِجٌ يَتَوَهَّجُ
فَقَدتَ الَّتي بانَت فَبِتُّ مُعَذَّباً = وَتِلكَ اِحتَواها عَنكَ لِلبَينِ هَودَجُ



أُعاتِبُ دَهراً لا يَلينُ لِناصِحِ = وَأُخفي الجَوى في القَلبِ وَالدَمعُ فاضِحي
وَقَومي مَعَ الأَيّامِ عَونٌ عَلى دَمي = وَقَد طَلَبوني بِالقَنا وَالصَفائِحِ



إِذا لاقَيتَ جَمعَ بَني أَبانٍ = فَإِنّي لائِمٌ لِلجَعدِ لاحي
كَأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَينِ حَجلاً = هَدوجاً بَينَ أَقلَبَةٍ مِلاحِ



طَرِبتَ وَهاجَتكَ الظِباءُ السَوارِحُ = غَداةَ غَدَت مِنها سَنيحٌ وَبارِحُ
تَغالَت بِيَ الأَشواقُ حَتّى كَأَنَّما = بِزَندَينِ في جَوفي مِنَ الوَجدِ قادِحُ



صَحا مِن بَعدِ سَكرَتِهِ فُؤادي = وَعاوَدَ مُقلَتي طيبُ الرُقادِ
وَأَصبَحَ مَن يُعانِدُني ذَليلاً = كَثيرَ الهَمِّ لا يَفديهِ فادي



إِذا فاضَ دَمعي وَاِستَهَلَّ عَلى خَدّي = وَجاذَبَني شَوقي إِلى العَلَمِ السَعدي
أُذَكِّرُ قَومي ظُلمَهُم لي وَبَغيَهُم = وَقِلَّةَ إِنصافي عَلى القُربِ وَالبُعدِ



لَعوبُ بِأَلبابِ الرِجالِ كَأَنَّها = إِذا أَسفَرَت بَدرٌ بَدا في المَحاشِدِ
شَكَت سَقَماً كَيما تُعادُ وَما بِها = سِوى فَترَةِ العَينَينِ سُقمٌ لِعائِدِ



بَينَ العَقيقِ وَبَينَ بُرقَةِ ثَهمَدِ = طَلَلٌ لِعَبلَة مُستَهِلُّ المَعهَدِ
يا مَسرَحَ الآرامِ في وادي الحِمى = هَل فيكَ ذو شَجَنٍ يَروحُ وَيَغتَدي

BLUEBIRD1978
23-07-2016, 03:46 PM
عنترة بن شداد بن قراد العبسي (525 م - 608 م) هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، وأشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة مشهورة. وهو أشهر فرسان العرب، وشاعر المعلقات والمعروف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبلة.

BLUEBIRD1978
23-07-2016, 03:48 PM
ولد عنترة في الربع الأول من القرن السادس الميلادي ، وبالاستناد إلى أخباره، واشتراكه في حرب داحس والغبراء فقد حدّد ميلاده في سنة 525م. تعزّز هذه الأرقام تواتر الأخبار المتعلّقة بمعاصرته لكل من عمرو بن معدي كرب والحطيئة وكلاهما أدرك الإسلام.
أمه كانت أميرة حبشية يقال لها زبيبة رغر، أُسرت في هجمة على قافلتها و أعجب بها شداد فأنجب منها عنترة، وكان لعنترة اخوة من أمه عبيد هم جرير وشيبوب. وكان هو عبداً أيضاً لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو سوى ذلك.

الــنور
23-07-2016, 06:10 PM
قصيده جميله .... يعطيك الله العافيه

رايق البال
23-07-2016, 10:28 PM
هلا فيك بلو بيرد ..
نص واختيار جدا راقي وعذب
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..
( نص يستحق النجوم الخمس)

BLUEBIRD1978
24-07-2016, 11:13 AM
اشكركم جميعا على المرور الكريم
وتعليقاتكم الرائعة
يعطيكم العافية جميعا

زهرة الأحلام
25-07-2016, 12:44 AM
.
.


أخي / بلو بيرد ..
كلماآتٌ جميلة جدااا ، ذوقٌ راآقي !
اسعدكـ الرحمن !

نسر البوادي
25-07-2016, 08:32 AM
بلو بيرد يعطيك العافيه ياذوووق طرح فاق الروعه

حبي خالص
25-07-2016, 10:01 AM
انتقاء جميل
يعطيك الله العافيه

الشيخه الفلانيه
25-07-2016, 10:42 AM
،



قصيده جميله
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً :) !

نوارة الكون
26-07-2016, 08:51 AM
سلمت يمناك اخوي
انتقاء جميل وتواجد اجمل
دمت في حفظ الرحمن ورعايته