محامي السبلة
27-07-2016, 11:27 AM
السلام عليكم
إليكم فيما يلي تعريف المسؤولية بنوعيها الأدبية والقانونية وأقسام المسؤولية القانونية.
تعرّف المسؤولية بأنها حالة الشخص الذي ارتكب أمر معين يستوجب المسآلة , وتنقسم المسؤولية بشكل عام إلى قسمين رئيسين هما : المسؤولية الأدبية و المسؤولية القانونية.
(1) المسؤولية الأدبية:
هي المسؤولية التي لاتدخل في دائرة القانون ولايترتب عليها جزاء قانوني لأن أمرها متروك إلى الضمير والوجدان والوازع الداخلي , وبالتالي فهي حالة الشخص الذي يخالف قاعدة من قواعد الأخلاق والمتعارف عليها بأنها مكملة للقواعد القانونية , الأمر الذي يستفاد منه أن المسؤولية الأدبية تقوم على أساس ذاتي محض , فهي مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى , وأمام الضمير , والأهم من ذلك أن المسؤولية تتحقق ولو لم يوجد ضرر.
(2) المسؤولية القانونية:
هي المسؤولية التي تدخل في دائرة القانون ويترتب عليها جزاء قانوني , وبالتالي هي حالة الشخص الذي يخالف قاعدة من قواعد القانون ولا تتحقق هذه المسؤولية إلا إذا وجد ضرر ولحق هذا الضرر شخص غير المسؤول.
..وعليه يمكن القول أن المسؤولية الأدبية أوسع نطاقاً من المسؤولية القانونية لأنها تتصل بعلاقة الإنسان بربه وبعلاقته بنفسه وبعلاقته مع الناس , بخلاف المسؤولية القانونية التي لاتتصل إلا بعلاقة الإنسان بغيره من الناس.
وتنقسم المسؤولية القانونية بدورها إلى قسمين:
- مسؤولية جنائية. - مسؤولية مدنية.
2/1 المسؤولية الجنائية : هي تلك التي تتحقق عندما يرتكب الشخص فعلاً يشكل جرما يعاقب عليه القانون , فتقوم هذه المسؤولية على اعتبار أن هناك ضرر أصاب المجتمع من جرّاء ارتكاب هذا الشخص فعلا يخالف القواعد القانونية العامة التي تنظم شؤون الحياة في المجتمع , وتترتب على مخالفته لهذه القواعد جزاء جنائي محدد بنصوص القانون .
2/2 المسؤولية المدنية : وهي التي تتحقق عند إخلال المدين بالتزام يجب عليه وترتب على هذا الإخلال ضرراً أصاب الغير . ويعرّفها البعض بأنها التزام شخص بتعويض الضرر الذي أصاب شخص آخر , وبالتالي يلزم بتعويض الضرر الذي لحق الغير .
... يتبين لنا مما سبق أن قيام إحدى المسؤوليتين (جنائية , مدنية) لا يتعارض بالضرورة مع قيام المسؤولية الأخرى , فقد يترتب على العمل الواحد مسؤولية جنائية ومسؤولية مدنية في آن واحد , كالقتل , والسرقة , والقذف , فكل عمل من هذه الأعمال يحدث ضررا في المجتمع والفرد في وقت واحد , فيكون من ارتكب أياً من تلك الأفعال مسؤولاً مسؤولية جنائية جزاؤها العقوبة , ومسؤولاً مسؤولية مدنية جزاؤها التعويض...وقد تتحقق المسؤولية المدنية دون المسؤولية الجنائية إذا ألحق الفعل ضرراً بالغير دون أن يدخل ضمن الأعمال المعاقب عليها في القوانين الجنائية , كالإضرار بمال الغير عن عمد أو سوء العلاج الطبي وما تترتب عليه من آثار.
..هذا وتنقسم المسؤولية المدنية كذلك إلى قسمين :
-المسؤولية العقدية (مصدرها العقد)
-المسؤولية التقصيرية (مصدرها الفعل الضار)
2/2/1 المسؤولية العقدية : تقوم هذه المسؤولية على الإخلال بالتزام عقدي يختلف باختلاف ما اشتمل عليه العقد من إلتزامات , فالدائن والمدين في المسؤولية العقدية يرتبطان بعقد وفي حالة إخلال أحدهما بشروط العقد تتحقق المسؤولية . ومثال ذلك : العقد المبرم بين التاجر والناقل على نقل بضاعة معينة في وقت محدد , ثم لا يلتزم الناقل بنقل تلك البضاعة المتعاقد على نقلها في الوقت المحدد او المكان المتفق عليه , فيكون الناقل قد أخل بأحد التزامات العقد المبرم بينه وبين التاجر فتنشأ المسؤولية العقدية , أي أنه يمكن القول أن المسؤولية العقدية هي حالة الشخص الذي يخالف التزام عقدي ويخل بشروط العقد المتفق عليها.
2/2/2 المسؤولية التقصيرية : وهي المسؤولية التي تقوم عند الإخلال بالتزام قانوني واحد لا يتغير وهو الإلتزام بعدم الإضرار بالغير , فالدئن والمدين هنا لا يرتبطان بعقد قبل أن تتحقق المسؤولية , بل أن المدين أجنبيا عن الدائن (لايعرفه) ومثال ذلك عندما يهمل شخص ما مراقبة قطيع حيواناته الطليقة , فتدخل مزرعة الغير لترعى فيها فتلحق الضرر بمزروعاته , فهنا الراعي ( المدين ) لا يعرف صاحب المزرعة ( الدائن )و بإهمالٍ منه وتقصير تسبب في إلحاق الضرر بغيره فتتحقق أو تنشأ المسؤولية التقصيرية.
ويشترط لتحقق المسؤولية التقصيرية توفر ثلاثة شروط وهي:
-الفعل الضار أو الخطأ (عند البعض)
-الضرر
-العلاقة السببية بينهما أي بين الخطأ والضرر
أي لابدّ أن يكون الضرر مترتبا على الخطأ , وبمعنى آخر لابدّ من وجود علاقة سببية بين الخطأ والضرر فيكون الثاني ناتجا عن الأول .
ومتى تحققت هذه الشروط قامت المسؤولية التقصيرية وأصبح المتسبب في الضرر (مدينا) والمتضرر أو المضرور (دائنا) والجزاء المترتب على المدين عند ثبوت المسؤولية سواء كانت تقصيرية أم عقدية هو تعويض الدائن عما لحق به من ضرر.
الخلاصة: المسؤولية إما أدبية أو قانونية
المسؤولية الأدبية أوسع نطاقا من المسؤولية القانونية
تنقسم المسؤولية القانونية إلى جزائية و مدنية
تنقسم المسؤولية المدنية إلى عقدية و تقصيرية
شروط المسؤولية التقصيرية:الخطأ , الضرر , العلاقة بينهما
منقول للفائدة
تحياتي
إليكم فيما يلي تعريف المسؤولية بنوعيها الأدبية والقانونية وأقسام المسؤولية القانونية.
تعرّف المسؤولية بأنها حالة الشخص الذي ارتكب أمر معين يستوجب المسآلة , وتنقسم المسؤولية بشكل عام إلى قسمين رئيسين هما : المسؤولية الأدبية و المسؤولية القانونية.
(1) المسؤولية الأدبية:
هي المسؤولية التي لاتدخل في دائرة القانون ولايترتب عليها جزاء قانوني لأن أمرها متروك إلى الضمير والوجدان والوازع الداخلي , وبالتالي فهي حالة الشخص الذي يخالف قاعدة من قواعد الأخلاق والمتعارف عليها بأنها مكملة للقواعد القانونية , الأمر الذي يستفاد منه أن المسؤولية الأدبية تقوم على أساس ذاتي محض , فهي مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى , وأمام الضمير , والأهم من ذلك أن المسؤولية تتحقق ولو لم يوجد ضرر.
(2) المسؤولية القانونية:
هي المسؤولية التي تدخل في دائرة القانون ويترتب عليها جزاء قانوني , وبالتالي هي حالة الشخص الذي يخالف قاعدة من قواعد القانون ولا تتحقق هذه المسؤولية إلا إذا وجد ضرر ولحق هذا الضرر شخص غير المسؤول.
..وعليه يمكن القول أن المسؤولية الأدبية أوسع نطاقاً من المسؤولية القانونية لأنها تتصل بعلاقة الإنسان بربه وبعلاقته بنفسه وبعلاقته مع الناس , بخلاف المسؤولية القانونية التي لاتتصل إلا بعلاقة الإنسان بغيره من الناس.
وتنقسم المسؤولية القانونية بدورها إلى قسمين:
- مسؤولية جنائية. - مسؤولية مدنية.
2/1 المسؤولية الجنائية : هي تلك التي تتحقق عندما يرتكب الشخص فعلاً يشكل جرما يعاقب عليه القانون , فتقوم هذه المسؤولية على اعتبار أن هناك ضرر أصاب المجتمع من جرّاء ارتكاب هذا الشخص فعلا يخالف القواعد القانونية العامة التي تنظم شؤون الحياة في المجتمع , وتترتب على مخالفته لهذه القواعد جزاء جنائي محدد بنصوص القانون .
2/2 المسؤولية المدنية : وهي التي تتحقق عند إخلال المدين بالتزام يجب عليه وترتب على هذا الإخلال ضرراً أصاب الغير . ويعرّفها البعض بأنها التزام شخص بتعويض الضرر الذي أصاب شخص آخر , وبالتالي يلزم بتعويض الضرر الذي لحق الغير .
... يتبين لنا مما سبق أن قيام إحدى المسؤوليتين (جنائية , مدنية) لا يتعارض بالضرورة مع قيام المسؤولية الأخرى , فقد يترتب على العمل الواحد مسؤولية جنائية ومسؤولية مدنية في آن واحد , كالقتل , والسرقة , والقذف , فكل عمل من هذه الأعمال يحدث ضررا في المجتمع والفرد في وقت واحد , فيكون من ارتكب أياً من تلك الأفعال مسؤولاً مسؤولية جنائية جزاؤها العقوبة , ومسؤولاً مسؤولية مدنية جزاؤها التعويض...وقد تتحقق المسؤولية المدنية دون المسؤولية الجنائية إذا ألحق الفعل ضرراً بالغير دون أن يدخل ضمن الأعمال المعاقب عليها في القوانين الجنائية , كالإضرار بمال الغير عن عمد أو سوء العلاج الطبي وما تترتب عليه من آثار.
..هذا وتنقسم المسؤولية المدنية كذلك إلى قسمين :
-المسؤولية العقدية (مصدرها العقد)
-المسؤولية التقصيرية (مصدرها الفعل الضار)
2/2/1 المسؤولية العقدية : تقوم هذه المسؤولية على الإخلال بالتزام عقدي يختلف باختلاف ما اشتمل عليه العقد من إلتزامات , فالدائن والمدين في المسؤولية العقدية يرتبطان بعقد وفي حالة إخلال أحدهما بشروط العقد تتحقق المسؤولية . ومثال ذلك : العقد المبرم بين التاجر والناقل على نقل بضاعة معينة في وقت محدد , ثم لا يلتزم الناقل بنقل تلك البضاعة المتعاقد على نقلها في الوقت المحدد او المكان المتفق عليه , فيكون الناقل قد أخل بأحد التزامات العقد المبرم بينه وبين التاجر فتنشأ المسؤولية العقدية , أي أنه يمكن القول أن المسؤولية العقدية هي حالة الشخص الذي يخالف التزام عقدي ويخل بشروط العقد المتفق عليها.
2/2/2 المسؤولية التقصيرية : وهي المسؤولية التي تقوم عند الإخلال بالتزام قانوني واحد لا يتغير وهو الإلتزام بعدم الإضرار بالغير , فالدئن والمدين هنا لا يرتبطان بعقد قبل أن تتحقق المسؤولية , بل أن المدين أجنبيا عن الدائن (لايعرفه) ومثال ذلك عندما يهمل شخص ما مراقبة قطيع حيواناته الطليقة , فتدخل مزرعة الغير لترعى فيها فتلحق الضرر بمزروعاته , فهنا الراعي ( المدين ) لا يعرف صاحب المزرعة ( الدائن )و بإهمالٍ منه وتقصير تسبب في إلحاق الضرر بغيره فتتحقق أو تنشأ المسؤولية التقصيرية.
ويشترط لتحقق المسؤولية التقصيرية توفر ثلاثة شروط وهي:
-الفعل الضار أو الخطأ (عند البعض)
-الضرر
-العلاقة السببية بينهما أي بين الخطأ والضرر
أي لابدّ أن يكون الضرر مترتبا على الخطأ , وبمعنى آخر لابدّ من وجود علاقة سببية بين الخطأ والضرر فيكون الثاني ناتجا عن الأول .
ومتى تحققت هذه الشروط قامت المسؤولية التقصيرية وأصبح المتسبب في الضرر (مدينا) والمتضرر أو المضرور (دائنا) والجزاء المترتب على المدين عند ثبوت المسؤولية سواء كانت تقصيرية أم عقدية هو تعويض الدائن عما لحق به من ضرر.
الخلاصة: المسؤولية إما أدبية أو قانونية
المسؤولية الأدبية أوسع نطاقا من المسؤولية القانونية
تنقسم المسؤولية القانونية إلى جزائية و مدنية
تنقسم المسؤولية المدنية إلى عقدية و تقصيرية
شروط المسؤولية التقصيرية:الخطأ , الضرر , العلاقة بينهما
منقول للفائدة
تحياتي