المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصويت البرلمان التركي بين رفع عتب وتهويل وإنذار



عطر الاحساس
06-10-2014, 09:33 AM
لا يزال تصويت البرلمان التركي على توسيع الصلاحيات العسكرية للحكومة كي تتعامل مع «داعش »، موضع تساؤل وارتياب في واشنطن. ضبابية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمسؤولين الأتراك عقب حصولهم على التفويض، وضعت النوايا التركية في خانة اللغز. بل هي في هذا الموقع من البداية، عندما تذرعت أنقرة بالدبلوماسيين الأتراك الذين احتجزهم «داعش» في الموصل. أخذت من ذلك حجة للبقاء خارج التحالف.

بعد فك أسرهم – وثمة علامة استفهام حول شروط الصفقة المجهولة التي أفرجت عنهم –، قالت إنها بانتظار منحها الصلاحيات اللازمة من جانب البرلمان، لتقوم بدورها في المواجهة. رافق ذلك إشارات ملتبسة بشأن الدور الذي بقي في دائرة «إذا» الشرطية.

توضح الشروط

بعد التصويت، بدأت الشروط تتضح أكثر. تتدخل تركيا، بالأحرى تلوّح بالتدخل من دون الكشف عن التفاصيل، إذا جرى إقامة منطقة آمنة بموازاة الحدود لإيواء اللاجئين وتخفيف حدة الضغط عليها في المجال.

في ذات الوقت ربط أردوغان دخوله بوجود خطة شاملة تستهدف الإطاحة ببشار الأسد. ثم عندما اشتد الخناق على عين العرب، كوباني، سارع الرئيس التركي إلى التحذير من مغبة الاعتداء على ضريح الجدّ العثماني سليمان شاه أو على الجنود الأتراك المكلفين بحراسته، قرب كوباني. أخيراً دخل رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو على الخط، مهدّدا بـ«عمل كل ما يمكن» لمنع سقوط عين العرب. لم يقل: لن نسمح بسقوطها. اكتفى فقط «بالممكن» الذي لا يضمن عدم سقوطها. كما نسب إلى مسؤولين أتراك كلام يفيد بأن تركيا ليست مستعجلة.

تعزيز الشكوك

هذه الإشارات المبهمة عزّزت شكوك المراقبين. منهم من رأى أن أردوغان حمل البرلمان على التصويت «فقط ليتخلص من ضغوط أوباما». ليس بنيته القيام بأي دور فعّال في التحالف. وفي ذات الوقت ليس بإمكانه الرفض الصريح وإدارة الظهر لواشنطن. خاصة وأن تركيا تتحمل مسؤولية عبور المقاتلين من أراضيها والسماح بتسويق نفط «داعش» في سوقها السوداء. فكان التصويت هو المخرج على أن يصار بعده إلى التهرّب عبر الشروط التي تعرف أنقرة أن أوباما لا يسير في طريقها، مثل شرط ضرب نظام الأسد بالتزامن مع ضرب «داعش» أو إقامة منطقة حظر جوي لا يحبذها «البنتاغون» ولا البيت الأبيض.

كان يمكن تفهّم هذه الذرائع، لو أن تركيا بعيدة عن المجريات الميدانية. لكن «داعش» تقاتل على أبوابها وتزحف باتجاه حدودها، في الوقت الذي تقول فيه إنها على عداء مع هذا التنظيم وأمثاله من قوى الإرهاب والتطرف وإنها ستعمل ما في وسعها لإحباط هجومه على عين العرب. وفي حين تفيد المعلومات من ساحة القتال بأن المدينة باتت مهددة فعلا إذا تأخرت النجدة، تردّد مصادر الحكومة التركية بأنها ليست على عجلة من أمرها. وفعلاً هي كذلك، إذ لا حشود عسكرية في الجانب التركي تشي بعمل قريب، حسب المعلومات الحدودية؛ ما عدا بعض القوات التي جرى نشرها في مواقع محددة لضبط التسلل عبر الحدود.

ضيق مبطّن

الغموض التركي مدار حيرة في واشنطن. ثمة ضيق مبطّن في خطاب الإدارة من المماطلة التركية. «اردوغان تحدث عن رغبة تركيا في المشاركة من ضمن التحالف. تركيا بلد مهمّ ولها مصلحة في الحصيلة» المنشودة، على ما قالت الناطقة الرسمية في وزارة الخارجية. كلام ينطوي على حض أنقرة للقيام بما يفترض أن تقوم به من خلال التحالف، مع عتب ضمني من تأخرها في النهوض بالمطلوب منها في هذا الخصوص. والتوقعات أن أنقرة تتجه نحو القيام بدور ما. ربما بين المساند والمباشر. مع الترجيح للأول. الدور الذي يتطلع إليه اردوغان أكبر وأبعد من مواجهة مع «داعش» وفي لحظة فاصلة لاحقاً، تعفيه من التورط.

انتقاد أميركي

اعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي كريس ميرفي أنه لا يمكن هزيمة تنظيم داعش من خلال الخيار العسكري فقط.

وتابع: «ما يزعجني أيضاً هو عدم تمكننا من مناقشة بعض المسائل في الكونغرس مثل إلى متى سنواصل العمليات في سوريا وهل هي نهاية مفتوحة»، موضحاً: «لا يوجد قابلية للعامة في أميركا حول ملف النهاية المفتوحة للتدخل العسكري في سوريا».

رندويلا
06-10-2014, 09:38 AM
تسلمين بارك الله فيك

والله يعطيك آلعآفيـــةة ع آلخبر