المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا وجد القانون؟؟؟؟؟



محامي السبلة
14-08-2016, 01:55 PM
السلام عليكم

الناس بالنظر الى العمل بالقوانين على ثلاثة أقسام:
الأوّل: من يعمل بالقوانين لشرفه النفسي، حيث أنّ الشرف يبعث على الإتيان بالواجبات - عقليّة أو شرعيّة أو وضعيّة - وترك المحرّمات حتى إذا لم يكن ثواب ولا عقاب ولا خوف من الإجتماع، ولا نريد التعرّض هنا لقوله عليه السلام: «وجدتُك اهلاً للعبادة» (14 (http://avb.omaniaa.net/#14)) لأنّه لا يوجد إلاّ في الأوحدي من الناس وهم المعصومون (عليهم السلام).بل ربّما يقال: إنّه أيضاً للشرف النفسي في أعلا مراتبه يندفع الإنسان الى احترام العالم، فإنّ النفس الشريفة بلا رجاء ثواب أو خوف عقاب تبعث على إحترام العلماء.
الثاني: من يعمل بالقوانين خوفاً من العقاب - غالباً - وشوقاً الى الثواب - نادراً - وإنّما قلنا ذلك، لما تقدّم: من أنّ الثواب ليس بحيث يسوق كلّ إنسان، بينما العقاب كذلك، ولذا نجد أنّ غالب المسلمين يصومون شهر رمضان الواجب، ولا يصومون الصيام المستحبّ، وليس ذلك إلاّ أنّ ترك الواجب فيه عقاب، أمّا ترك المستحب فليس فيه العقاب، وإن كان في فعل كليهما الثواب.
الثالث: من يعمل بالقوانين حفظاً لشخصيّته وصوناً لمكانته في المجتمع، فلا يخترق القانون حتى لا يذهب ماء وجهه.وهذا وإن كان خوفاً من العقاب، بل وأحياناً شوقاً الى الثواب حيث يريد زيادة ماء وجهه، أو إعتلاء مكانته وما أشبه، إلاّ أنّ المراد بالعقاب والثواب فيما تقدم: عقاب القضاء دنياً وآخرة، أو ثواب الآخرة وهو أمر آخر غير الحفاظ على الشخصيّة، ولذا جعلنا الثالث مستقلاً.
هذا ولا يخفى ما هناك من الفرق بين الإنسان وسائر الاُمور الكونيّة الداخلة تحت الأسباب والمسبّبات، فإنّ الاُمور الكونيّة أسبابها تنتهي إلى مسبّباتها بدون مدخليّة الإرادة إلاّ في الحيوان، في الجملة فالجاذبيّة تجذب، والشمس تشرق، والإسفنج يمتصّ الماء، والنار تحرق، وهكذا.أمّا شرب الإنسان للماء، وأكله الطعام، ومباشرته أعماله، وتحريك يده ورجله، وما أشبه ذلك، فكلّها باختياره، فالعطشان وإن بلغ غايته يتمكن من ترك الشرب - كما فعله العبّاس عليه السلام - وكذلك سائر أمثال تلك الاُمور الإختياريّة.
وحيث ان الإنسان يستقيم بالشريعة ـ عند المتشرعين ـ وبالقوانين الوضعية ـ عند اهله ـ فلا بد من الإلتزام والتطبيق، وذلك لا يكون إلا بأن يتوفر فيه الشرف النفسي، أو خوف العقاب ورجاء الثواب، أو الحفاظ على الشخصية.فالمجتمع الصالح هو الذي قد امتلأ نفوس افراده بهذه الاُمور الثلاثة، أي: الشرف النفسي، والخوف والرجاء، سواء من العقاب والثواب القضائي والأخروي، ام من العقاب والثواب الإجتماعي، وحفظ الشخصية.ولذا شاع بين الناس: « حفظ ماء الوجه » أو على اصطلاح بعضهم: « الحيثية الإنسانية » لكن اللازم ان لا يكون في اي وجه من الثلاثة إفراط أو تفريط داخلي أو خارجي.
فالشرائع والقوانين وتحسين وتقبيح الإجتماع يجب توازنها ـ من ناحية ـ وتوازن الملكة النفسانية المرتبطة بهذه الاُمور ـ من ناحية ثانية ـ.فبالنسبة إلى الأمر النفسي، فانه ـ مثلاً ـ إذا خاف الإنسان من التقبيح الإجتماعي اكثر من القدر اللازم اختل امره، كما انه إذا لم يخف بالقدر اللازم اختل أيضاً.فالأوّل: لا يقدم على التجارة خوفاً من ركود السوق والخسران،بينما الثاني: يأكل أموال الناس بالباطل تهوُّراً وعدم إعتناءٍ بالتقبيح الإجتماعي.
وبالنسبة إلى الأمر الخارجي: الثواب والعقاب في ابعادهما الثلاثة، فانه ـ مثلاً ـ إذا كان تقبيح الإجتماع اكثر من القدر المتوسط، سبّب تحذ ّر الناس عن الإقدام حتى في الأمور الصالحة، وإذا كان تقبيحهم اقل من القدر المتوسط، سبّب اقدام الناس على الاُمور غير الصالحة.والشرف النفسي، وكذا الخوف الإجتماعي أو القضائي أو الاُخروي، وكذلك رجاء ثوابها، إنّما تتركَّزُ في النفس بسبب أمور ثلاثة: التربية الفردية، والتربية الإجتماعية، وبسبب وجود الاسوة الصالحة والقدوة الحسنة، فان لكل من هذه الاُمور الثلاثة الدور الهام في ذلك، فان الضغوط الإجتماعية، كالضغوط المادية توجب التوازن النفسي، كما ان المادية توجب التوازن الجسمي.والاسوة أيضاً لها اكبر المدخلية فيه، ولذا ورد في الحديث: « كونوا دعاة للناس بغير السنتكم » فالاُسوة الحسنة توجب تربية النفوس على الحسن، والاسوة السيئة توجب تربيتهم على السوء.

دمتم بود

بدر الدجى
05-09-2016, 10:00 AM
يعطيك العافية استاذي

محامي السبلة
05-09-2016, 11:00 AM
يعطيك العافية استاذي

السلام عليكم
الله يعافيك مرورك أسعدني.
مودتي