Raba
08-09-2016, 04:05 AM
نظرية الزحام
عبد الله المغلوث
انتقل قبل عامين اللاعب الجزائري الشاب، رياض محرز، (المولود في فرنسا) إلى فريق ليستر الإنجليزي الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، وقتئذ، قادما من فريق لوهافر الفرنسي. واجه انتقاله إلى إنجلترا تحديات على كل الأصعدة، أولها اللغة الإنجليزية التي لم يكن يجيدها آنذاك، وأهمها بنيته الجسدية الهزيلة. يقول محرز إن كل اللاعبين وأفراد عائلته الذين استأنس برأيهم قبل الانتقال إلى ليستر اعترضوا على قراره. صرخ أحد أقاربه في وجهه قائلا: "أنت نحيل جدا. لو لعبت في إنجلترا فستنكسر في ثاني مباراة. أنت غير مناسب إلا في فرنسا". يؤمن جل مَن شاهد مهاراته وسرعته أنه سيكون لاعبا في فريقي مارسيليا أو ليون الكبيرين. سمع محرز هذه التنبؤات كثيرا، لكنه رأى أن يجرب بيئة جديدة. القرار لم يكن سهلا أبدا. اشترط على ليستر أن يزور النادي حتى يقف على إمكاناته قبل أن يشد الرحيل إليه.
وقال محرز في تصريح طريف لشبكة "فور فور تو" الإنجليزية "ظننته في البداية ناديا للرجبي. لم أسمع بنادي ليستر حينما كنت في فرنسا. كانوا يقبعون في الدرجة الثانية، وكنت على وشك أن أرفضهم بسبب عدم سماعي عنهم، إلى أن قررت المجيء لمعاينة البنية التحتية للنادي على الطبيعة، وقد أدهشني ما يمتلكونه من تجهيزات محترمة، ما جعلني أغير قراري وأوقع معهم، وهو القرار الذي لم أندم عليه يوما".
وقد أسهم رياض في صعود ليستر للدوري الممتاز "البريميرليج" بعد أن أحرز له ثلاثة أهداف، ساعده بها على التأهل للدوري الممتاز، ومن ثم ساعده على تفادي الهبوط، واليوم يقوده لصدارة أحد أهم الدوريات العالمية، في حدث غير مسبوق إثر وجود أندية إنجليزية كبيرة لها تاريخ أوروبي عريق كليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي وغيرها.
يؤكد محرز أن سبب نجاح خطوته يعود إلى أنه انتقل إلى ناد غير شهير، ما ساعده على تقديم مستويات متصاعدة بعيدا عن الضغوط. لقد كانت أمامه فرصة أن ينتقل إلى أندية فرنسية كبيرة مبكرا، لكن كان سيواجه مصير اللعب احتياطيا أو عدم اللعب. اليوم رياض بات مطلبا لكل الأندية الكبيرة التي ستمنحه المكان المناسب في التشكيلة الرئيسة؛ لأنه قدم نفسه كاسم كبير بعد أن شق طريقه في ناد صغير لا يزدحم بالأسماء الكبيرة.
تجربة رياض تنسحب علينا جميعا. بعضنا يريد أن يعمل بعد أن يتخرج في شركات كبرى مباشرة قد يضيع وسط زحامها.
يا صديقي، ابدأ في مكان صغير طموح تكبر معه أفضل من أن تبدأ في مكان شاسع مترهل تضيع فيه.
علينا أن ننتبه لنظرية الزحام. ففي الزحام ربما تضيع ملامحنا ومواهبنا. لن يسمع أحد أصواتنا أو يرانا. قد نختنق ونموت.
عبد الله المغلوث
انتقل قبل عامين اللاعب الجزائري الشاب، رياض محرز، (المولود في فرنسا) إلى فريق ليستر الإنجليزي الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، وقتئذ، قادما من فريق لوهافر الفرنسي. واجه انتقاله إلى إنجلترا تحديات على كل الأصعدة، أولها اللغة الإنجليزية التي لم يكن يجيدها آنذاك، وأهمها بنيته الجسدية الهزيلة. يقول محرز إن كل اللاعبين وأفراد عائلته الذين استأنس برأيهم قبل الانتقال إلى ليستر اعترضوا على قراره. صرخ أحد أقاربه في وجهه قائلا: "أنت نحيل جدا. لو لعبت في إنجلترا فستنكسر في ثاني مباراة. أنت غير مناسب إلا في فرنسا". يؤمن جل مَن شاهد مهاراته وسرعته أنه سيكون لاعبا في فريقي مارسيليا أو ليون الكبيرين. سمع محرز هذه التنبؤات كثيرا، لكنه رأى أن يجرب بيئة جديدة. القرار لم يكن سهلا أبدا. اشترط على ليستر أن يزور النادي حتى يقف على إمكاناته قبل أن يشد الرحيل إليه.
وقال محرز في تصريح طريف لشبكة "فور فور تو" الإنجليزية "ظننته في البداية ناديا للرجبي. لم أسمع بنادي ليستر حينما كنت في فرنسا. كانوا يقبعون في الدرجة الثانية، وكنت على وشك أن أرفضهم بسبب عدم سماعي عنهم، إلى أن قررت المجيء لمعاينة البنية التحتية للنادي على الطبيعة، وقد أدهشني ما يمتلكونه من تجهيزات محترمة، ما جعلني أغير قراري وأوقع معهم، وهو القرار الذي لم أندم عليه يوما".
وقد أسهم رياض في صعود ليستر للدوري الممتاز "البريميرليج" بعد أن أحرز له ثلاثة أهداف، ساعده بها على التأهل للدوري الممتاز، ومن ثم ساعده على تفادي الهبوط، واليوم يقوده لصدارة أحد أهم الدوريات العالمية، في حدث غير مسبوق إثر وجود أندية إنجليزية كبيرة لها تاريخ أوروبي عريق كليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي وغيرها.
يؤكد محرز أن سبب نجاح خطوته يعود إلى أنه انتقل إلى ناد غير شهير، ما ساعده على تقديم مستويات متصاعدة بعيدا عن الضغوط. لقد كانت أمامه فرصة أن ينتقل إلى أندية فرنسية كبيرة مبكرا، لكن كان سيواجه مصير اللعب احتياطيا أو عدم اللعب. اليوم رياض بات مطلبا لكل الأندية الكبيرة التي ستمنحه المكان المناسب في التشكيلة الرئيسة؛ لأنه قدم نفسه كاسم كبير بعد أن شق طريقه في ناد صغير لا يزدحم بالأسماء الكبيرة.
تجربة رياض تنسحب علينا جميعا. بعضنا يريد أن يعمل بعد أن يتخرج في شركات كبرى مباشرة قد يضيع وسط زحامها.
يا صديقي، ابدأ في مكان صغير طموح تكبر معه أفضل من أن تبدأ في مكان شاسع مترهل تضيع فيه.
علينا أن ننتبه لنظرية الزحام. ففي الزحام ربما تضيع ملامحنا ومواهبنا. لن يسمع أحد أصواتنا أو يرانا. قد نختنق ونموت.