شموس الحق
25-09-2016, 09:27 AM
بدوي من الربع الخالي
لمحته أكثر من مرة في الرواق شاردا مع نفسه ..يمشي بخطوات متئدة.. تحمل عينيه عناوين ليست غريبة عليه ..
ابتسم ذات مرة .. بادلته الابتسامة .. تكرر ذات المشهد ..
قد يعرفني من قبل ..اقتربت منه .. رويدا رويدا ..
تفوح منه رائحة النجد والبداوة .. ودخان نار الشتاء .. تأكدت منه ..
انه كان معهم يوما ما ..تذكرني كثيرا .. بالفعل كنت معهم كما يبدوا ...
اشاركهم دفء النار .. صافحني بحرارة .. لم أعتدها منذ زمن بعيد ..
ناداني بكنيتي .. رفعت راسي ..اومأت له بالايجاب ..
هم اول من ناداني وآخرهم .. كانت هي حاضرة .. معي هناك ..
في تخوم الربع الخالي .. كثبان تخفي خلفها ذئاب شرسة .. خنقها الجوع ..
عبور قوافل متعبة.. تقطع القفار .. يرمقهم ذلك الضبع الرمادي .. بدوي أشعث ..
شعرت بدفء حديثه .. يجيد المجاملة.. يعشق المطر .. كأني على موعد معه ..
يتأمل القمر والنجوم .. يتذكر اشياء صغيرة .. الابتسامة مرسومة على صفحات وجهه الطفولي .. يتذكر تلك البدوية .. على الربوة قرب الوادي ..
تماثلت امامي صورة رجل الصحراء .. يخفي هويته وتقاسيم وجهه ..
قطيع مجهول الهوية.. تتقصى أثره .. آثار جمال هاربه .. صوت الحادي ..
يذرع ذاكرتهم وعقولهم .. يسكن أوديتهم وصحاريهم .. وخيامهم البالية ..
يتردد صوت ذلك الحادي .. من فوق سنامه .. لايزال عالقا بترابه ..
يعتمر شهامته واصالته.. يتمايل أحيانا .. سنوات الصبر..
تضحيات منحوتة في صخور بلغة مسمارية .. لم تفك رموزها وشفرتها بعد ..
عرفتها أيادي اطفال عابثة.. اتذكر طعم القهوة....بقايا نار دافئة .. وموعد الوداع ..
ورياح الخريف .. عقروا الناقة تحت السفح .. في هدوء .. اخذت مكاني في صفوف الرجال..
انشد ملحمة تاريخية .. اردد كلمات حميرية .. طويت خيمتي قبل الغروب ..
اطفأت نار اذكتها جمرة الفراق .. امام تلك الخيمة .. لم يعرفني ذلك العجوز ..
يجمع حطبا لبرد الشتاء.. سافر الى جبل .. تخنقه رائحة النجد.. تسلل بين انفاسي ..
جاثم على سفح .. يطل على محيط ..منهك بالاساطير .. يتذكر اجداده ..
تتناثر هياكلهم في قاع المحيط .. وهياكل قراصنة ..
في قبضة أحدهم جوهرة احد السلاطين .. ذات يوم ودعني ذلك البدوي..
أستاذن بادب .. اختفى خلف الجدران .... سافر الى هناك .. أخبرهم عني ..
لم يصدقوه .. اوصموه بالعار.. حينما اخبرهم .. اقسموا باليمين انه ليس كذلك..
قرؤا تلك القصيدة.. وصلت الى يد شاعر القبيلة .. وعد بالرد..
كتبها قبل ان يقوم من مجلسه .. حفظها عن ظهر قلب .. أطربت العيس ..
ورجال القبيلة .. واطفالها .. وبنات الحي .. سمعها ذلك البدوي .. أرهق الذاكرة ..
و المشاعر .. وذاكرته العامرة.. رسم قافلة جمال عبرت قلوبا ..
وخط الافق نحو الشمال .. بحارعرفت مغامرات.. وأساطير ..
طافت أشرعة العمر .. وسط مساء .. و نجوم خافته.. وغياهب زمن مظلم ..
عرف موانيء الصبر والامل .. و رياح الشتاء .. الى ميناء..
عرف الغياب والضياع .. عرف حطاما من الالم....
كسرت صواري.. ومزقت أشرعة .. هدأت الريح وهدير الموج ..
حملت عزم بدوية سمراء .. عرفت صبر رجل .. قهر صحار و بحار ..
كتبه التاريخ في سفر الحب والحرية ..عنوانه بدوية وبحار..
بقلمي/ناصر الضامري
لمحته أكثر من مرة في الرواق شاردا مع نفسه ..يمشي بخطوات متئدة.. تحمل عينيه عناوين ليست غريبة عليه ..
ابتسم ذات مرة .. بادلته الابتسامة .. تكرر ذات المشهد ..
قد يعرفني من قبل ..اقتربت منه .. رويدا رويدا ..
تفوح منه رائحة النجد والبداوة .. ودخان نار الشتاء .. تأكدت منه ..
انه كان معهم يوما ما ..تذكرني كثيرا .. بالفعل كنت معهم كما يبدوا ...
اشاركهم دفء النار .. صافحني بحرارة .. لم أعتدها منذ زمن بعيد ..
ناداني بكنيتي .. رفعت راسي ..اومأت له بالايجاب ..
هم اول من ناداني وآخرهم .. كانت هي حاضرة .. معي هناك ..
في تخوم الربع الخالي .. كثبان تخفي خلفها ذئاب شرسة .. خنقها الجوع ..
عبور قوافل متعبة.. تقطع القفار .. يرمقهم ذلك الضبع الرمادي .. بدوي أشعث ..
شعرت بدفء حديثه .. يجيد المجاملة.. يعشق المطر .. كأني على موعد معه ..
يتأمل القمر والنجوم .. يتذكر اشياء صغيرة .. الابتسامة مرسومة على صفحات وجهه الطفولي .. يتذكر تلك البدوية .. على الربوة قرب الوادي ..
تماثلت امامي صورة رجل الصحراء .. يخفي هويته وتقاسيم وجهه ..
قطيع مجهول الهوية.. تتقصى أثره .. آثار جمال هاربه .. صوت الحادي ..
يذرع ذاكرتهم وعقولهم .. يسكن أوديتهم وصحاريهم .. وخيامهم البالية ..
يتردد صوت ذلك الحادي .. من فوق سنامه .. لايزال عالقا بترابه ..
يعتمر شهامته واصالته.. يتمايل أحيانا .. سنوات الصبر..
تضحيات منحوتة في صخور بلغة مسمارية .. لم تفك رموزها وشفرتها بعد ..
عرفتها أيادي اطفال عابثة.. اتذكر طعم القهوة....بقايا نار دافئة .. وموعد الوداع ..
ورياح الخريف .. عقروا الناقة تحت السفح .. في هدوء .. اخذت مكاني في صفوف الرجال..
انشد ملحمة تاريخية .. اردد كلمات حميرية .. طويت خيمتي قبل الغروب ..
اطفأت نار اذكتها جمرة الفراق .. امام تلك الخيمة .. لم يعرفني ذلك العجوز ..
يجمع حطبا لبرد الشتاء.. سافر الى جبل .. تخنقه رائحة النجد.. تسلل بين انفاسي ..
جاثم على سفح .. يطل على محيط ..منهك بالاساطير .. يتذكر اجداده ..
تتناثر هياكلهم في قاع المحيط .. وهياكل قراصنة ..
في قبضة أحدهم جوهرة احد السلاطين .. ذات يوم ودعني ذلك البدوي..
أستاذن بادب .. اختفى خلف الجدران .... سافر الى هناك .. أخبرهم عني ..
لم يصدقوه .. اوصموه بالعار.. حينما اخبرهم .. اقسموا باليمين انه ليس كذلك..
قرؤا تلك القصيدة.. وصلت الى يد شاعر القبيلة .. وعد بالرد..
كتبها قبل ان يقوم من مجلسه .. حفظها عن ظهر قلب .. أطربت العيس ..
ورجال القبيلة .. واطفالها .. وبنات الحي .. سمعها ذلك البدوي .. أرهق الذاكرة ..
و المشاعر .. وذاكرته العامرة.. رسم قافلة جمال عبرت قلوبا ..
وخط الافق نحو الشمال .. بحارعرفت مغامرات.. وأساطير ..
طافت أشرعة العمر .. وسط مساء .. و نجوم خافته.. وغياهب زمن مظلم ..
عرف موانيء الصبر والامل .. و رياح الشتاء .. الى ميناء..
عرف الغياب والضياع .. عرف حطاما من الالم....
كسرت صواري.. ومزقت أشرعة .. هدأت الريح وهدير الموج ..
حملت عزم بدوية سمراء .. عرفت صبر رجل .. قهر صحار و بحار ..
كتبه التاريخ في سفر الحب والحرية ..عنوانه بدوية وبحار..
بقلمي/ناصر الضامري