المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى المتحدث الرسمي بإسم الخارجيه الامريكيه



صدى صوت
28-09-2016, 02:36 PM
أثير- موسى الفرعي

الحرية المطلقة هي أكذوبة صدقها الكثيرون، إذ لا توجد حرية مطلقة لأن هذا الأمر يقتضي انعدام جميع القيود، وإلا كيف يمكن أن نميز بين الخطأ والصواب وبين الحق والباطل، إذًا لا حرية مع الخطأ وهذا ما تنادي به كل الأديان السماوية فقد ورد في القرآن الكريم ” أفرأيتَ من اتخذ إلهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تتذكرون ” تلك كانت حرية اختيار واعتقاد وتلك كانت النتيجة، وقد ورد في الكتاب المقدس أيضا سفر يوحنا 8:32 ” وتعرفون الحقَّ والحق يحرركم” فذلك سبيل الحرية إذًا.

هذا المعنى ينعكس على جميع السلوكيات التي يمارسها الإنسان، ومن بينها بل أهمها هي حرية التعبير، هكذا نفهم مساحات الحرية في عُمان ونعيشها بهذا المبدأ الذي ينتصر فيه المعيار الأخلاقي على أي شيء آخر، وينتصر فيه الحق على الباطل، ثم إننا لا نحتاج إلى عملية تفصيل سنتمتري لثوب الحرية كي نتطابق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأننا نؤمن أن عُمان لا تشبه أحدا ولا يمكن لأحد أن يشبهها.

إن هذا الأمر هو ما استدعاه الخبر الذي تم تداوله في الكثير من المواقع الإلكترونية والذي أنقله هنا حرفيا كما ورد: ( قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من قرارات المحكمة في قضية جريدة الزمن، وإن السفير الأمريكي نقل هذا الشعور بالقلق إلى حكومة سلطنة عمان على مستوى رفيع، وقال تونر في إفادة صحفية يومية “ندعم حرية التعبير والتأكيد على أن المجتمعات تكون قوية عندما يكون مواطنوها قادرين على التعبير عن آرائهم”. وتابع أن موظفي السفارة الأمريكية حضروا جلسة المحكمة.)
إن هذه الوصاية التي تفوح رائحتها من زوايا الخبر قد تنجح مع الكثيرين غير أن عمان مستقلة تؤمن بمبادئها وتعمل وفقا لإيمانها بها، وكل ما تقوم به عمان هو دليل على رسوخ قناعاتها وثبات مواقفها، ولست أدري كيف يغيب عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية أن أمر النيل من القضاء هو أمر مرفوض في كل الدساتير، ومن بينها الدستور الأمريكي إلا إن كان منفصلا عن العالم بأسره، ثم إنه لا يوجد أحد يملك حق التدخل في شؤون عُمان غير عُمان، ومثل هذا الحديث الذي جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية يعدُّ تدخلا سافرا لا معنى له، وكان أولى به معرفة تفاصيل القضية وتبعاتها في حال رغبته الشخصية بمعرفة ذلك لا أكثر أو أقل، فمن الحكمة أن نتحدث بعد تكوين صورة كاملة والإلمام بكل التفاصيل وذلك كي نكون أكثر موضوعية وتكون آراؤنا أكثر اتزانا.

على كل واحد أن يختار إما أن يكون بطلا تراجيديا على الورق قابلا للقراءة والتخيل فقط والمناداة بالقيم العليا، وإما أن يكون بطلا حيا سواء عرفه الآخر أو جهله يعيش بما ينادي به من قيم، وعمان اختارت منذ البدء دور البطولة المعاشة، فإن أصلحت ذات بين، أو حقنت الدماء وجرَّدت الحاضر من دمويته، أو أسهمت بالإفراج عن أسير واحد فذلك حسبها، وهذا ما تقوم به فالبطولة الحقيقية هي الانتصار للإنسان، هذا على الصعيد الخارجي، وأما داخليا فحسبها من البطولة أن محيطها الداخلي مفخرة وأمثولة على جميع الأصعدة الأخلاقية والاجتماعية والسياسية.

ما عادت الشعوب العربية وغيرها من شعوب الأرض تلك الشعوب التي يمكن أن تُخدع بهذه المصطلحات، والكم الهائل من انتهاكات الحرية التي يشهدها المجتمع الأمريكي لا يخفى على أحد، والساحات الخضراء العربية والإفريقية التي تحولت إلى خزانات دماء بسبب التدخل الأمريكي باسم الحرية لم تعد خافية على الإنسان أيضا وشاهدة على معنى الحرية وأبعادها لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وعليه ما عاد الإنسان هو ذلك الغِر المأخوذ بالخطب الإنشائية والخداع الإعلامي، هذا هو الأمر الذي جهله المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر وعرفه كل من في الأرض، أو ربما لأنه لا يريد معرفته وتصديقه.

لكل واحد هنا حق القبول أو الرفض، ولا عبودية سوى لله وحده لكنّ الحرية هنا مسؤولة من أجل انتصار الجانب المضيء في الإنسان على المظلم فيه، ورفضا قاطعا لوجود مبدأ أن الحرية لا حدود لها، لأن من الممكن للإنسان أن يختار شكل بيته وزينته غير أنه محكوم بالقوانين الهندسية في عملية البناء، ويمكنه أن يختار المكان الذي يستنشق بعض الهواء فيه غير أنه غير قادر على تحديد كمية الأوكسجين الذي ينبغي أن تستقبله رئته، ويمكنه أن يكتب ما يشاء ويتبنى ما يشاء من أفكار ولكن لا يمكن أن يدعي أنه حر، فهو مقيد بما تفرضه أفكاره عليه، فكيف يزعم بعد ذلك أن لا حدود للحرية.

إن كان مارك تونر يعتقد أن المجتمعات تكون قوية عندما يكون مواطنوها قادرين على التعبير عن آرائهم، فماذا يسمّي فرض العقوبات على وسائل الإعلام الإيرانية، وملاحقة جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس والحكم على الجندي الذي سرّب الوثائق للموقع بـ 35 عاما، وماذا يسمى عمليات انتهاك الخصوصية ومراقبة المواطنين الأمريكيين والتجسس عليهم بعدما فجّر موظف وكالة الأمن القومي المدعو ” إدوارد” هذه الفضيحة بتسريبه لملايين الملفات ولجوئه إلى روسيا لاحقا.

مارك تونر (أصلحوا بيوتكم أولا ثم انظروا في بيوت الناس.)

ابا مازن
28-09-2016, 07:04 PM
مقال في الصميم و عمان بقائدها و شعبها كانت و مازالت واحة الأمن و حرية التعبير في الأُطر القانونية فحرية الشخص تنتهي عند بداء حرية الآخرين فكيف بمن تطاول على وطن باكمله بدوافع مشبوهة لا نعلم خفاياها

shaker
28-09-2016, 09:48 PM
لاتزال الحرية في بلدنا يمتلكها اشخاص معينون معنيون.
تقديري

إغماءة~|
28-09-2016, 10:32 PM
قد أتفق مع الكاتب فيما يخص مبدأ الحرية... فلا توجد في الأديان حرية مطلقة... لكن ننزعج حينما تمنح الحريات المطلقة لأشخاص معينون معنيون مثلما ذكر الأستاذ شاكر...
بجانب مبدأ الحرية فهناك مبدأ المساواة بين أبناء الشعب الواحد... ومبدأ أن التفاضل بينهم بالأعمال وما قدموه لهذا الوطن...
ولكن من السخافة والسذاجة أن نعتبر سجن الصحفيين والتضييق على شفافية عملهم يعتبر حرية...!
وكشف ملفات الفساد يعتبر نيلاً من القضاء...
القضاة مجرد موظفين في الدولة يقع على عاتقهم أداء عملهم بمسؤولية ويد القانون فوق أيديهم وإن كانوا هم أهل القانون...
أمريكا لم ولن تكون بلد الحريات لأنها هي التي ترسل جيوشها وحاملات الطائرات لتكميم الحريات وفرض الأنظمة الطغيانية...

أما من ناحية نقد رسالة السفير الأمريكي واعتبارها تدخل في شؤون السلطنة... فذلك يجب أن يأتي من مصدر رسمي مسؤول لنشعر بالفخر لأننا فعلاً مستقليين بقراراتنا...
أما مقالات عابرة فهي غبار شوارع تثيرها كل قضية وجميعنا بلا شك نرفض تدخل أمريكا في شؤوننا ولكن لا حياة لمن تنادي...

إغماءة~|
28-09-2016, 10:33 PM
قد أتفق مع الكاتب فيما يخص مبدأ الحرية... فلا توجد في الأديان حرية مطلقة... لكن ننزعج حينما تمنح الحريات المطلقة لأشخاص معينون معنيون مثلما ذكر الأستاذ شاكر...
بجانب مبدأ الحرية فهناك مبدأ المساواة بين أبناء الشعب الواحد... ومبدأ أن التفاضل بينهم بالأعمال وما قدموه لهذا الوطن...
ولكن من السخافة والسذاجة أن نعتبر سجن الصحفيين والتضييق على شفافية عملهم يعتبر حرية...!
وكشف ملفات الفساد يعتبر نيلاً من القضاء...
القضاة مجرد موظفين في الدولة يقع على عاتقهم أداء عملهم بمسؤولية ويد القانون فوق أيديهم وإن كانوا هم أهل القانون...
أمريكا لم ولن تكون بلد الحريات لأنها هي التي ترسل جيوشها وحاملات الطائرات لتكميم الحريات وفرض الأنظمة الطغيانية...

أما من ناحية نقد رسالة السفير الأمريكي واعتبارها تدخل في شؤون السلطنة... فذلك يجب أن يأتي من مصدر رسمي مسؤول لنشعر بالفخر لأننا فعلاً مستقليين بقراراتنا...
أما مقالات عابرة فهي غبار شوارع تثيرها كل قضية وجميعنا بلا شك نرفض تدخل أمريكا في شؤوننا ولكن لا حياة لمن تنادي...