Raba
09-10-2016, 04:08 AM
لماذا يجب ألا تقارن نفسك بأحد؟
عبد الله المغلوث
كلما قارنت نفسي بأحد تراجعت أكثر وأحبطت أكثر. قرأت مقالة جميلة للكاتبة دانيلا تيمبستا، ولآخرين اتفقوا على فداحة المقارنات على حاضرنا ومستقبلنا. هنا تلخيص لعدة قراءات إضافة إلى رأيي الشخصي، قد تجعلنا نعيد النظر في مقارنة أنفسنا بأحد كلما وقعنا في هذا الفخ:
أولا: من يعرف الجوهر؟ أثبتت دراسة علمية أن الناس تبالغ في نظرتها للأشخاص الناجحين. كشفت الدراسة التي أجريت على نحو 600 شخص تم توجيه أسئلة لهم عن أسماء شهيرة، أن 93 في المائة من الإجابات كانت تراهم يعيشون حياة هانئة خالية من المشكلات. بينما كانت الحقيقة أن كل الأسماء التي تم استخدامها في البحث كانت لشخصيات تواجه في حياتها تحديات جسيمة، وكلها حاولت الانتحار إثر المشكلات التي ترزح تحت وطأتها ولكن لا يعرفها الجميع.
إذن، نحن نقارن أنفسنا بآخرين نضعهم قدوة لنا وفق معلومات غير دقيقة. فما خفي كان أرعب وأبشع. وما بني على باطل فهو باطل. يجب ألا يخدعنا الظاهر. فالكل يعاني. وربما معاناة الآخرين أكثر مني ومنك. لكننا لا نعلم.
ثانيا: فتاكة: يقول مارك توين: "المقارنة هي لعبة الموت". والأبحاث العلمية تثبت ذلك. فالمقارنة تشعل الحسد في صدورنا، وتضعف ثقتنا بأنفسنا، وتقوض مهاراتنا، وتدخلنا في دوامة من الإحباط سرعان ما تتحول إلى اكتئاب فموت لطموحاتنا. المقارنة تغذي رغبتنا في فشل الآخرين والتشفي فيهم في مصائبهم والبحث عن فضائحهم وتعريتهم.
بعد كل هذا، هل ستسعدنا المقارنات أم تحبطنا؟
ثالثا تشغلك: تجعلك تراقب غيرك وتنسى أن مهمتك الرئيسة هي تطوير ذاتك. اعمل دائما على تحسين وصقل مهاراتك. ستعطيك شعورا دافئا وارتياحا داخليا. احضر ورش عمل. التق مبدعين. أشغل نفسك بهوايات ومهارات لتنجز وتنشغل وتشتعل ثقة. رابعا: معركة خاسرة: إذا كانت المقارنة لتعرف كم هي قيمتك مقارنة بغيرك ستستمر خاسرا. هذه لعبة قاتلة يا صديقي. إذا دخلت هذه اللعبة تأكد أنك لن تصل إلى نقطة تكون فيها أفضل من الآخرين في كل شيء. لا يوجد أحد كامل على هذه البسيطة. لا تستنزف مشاعرك وأحاسيسك في معركة خاسرة. استمتع باللحظة وكل نجاح تحققه صغيرا كان أو كبيرا. قارن نفسك اليوم بنفسك غدا. إذا كنت بالأمس أفضل ولم تتطور فهناك خلل يستدعي تحركك وتدخلك وعملك. دع الآخرين وشأنهم ففيهم ما يكفيهم. يقول مصطفى محمود: "لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور".
عبد الله المغلوث
كلما قارنت نفسي بأحد تراجعت أكثر وأحبطت أكثر. قرأت مقالة جميلة للكاتبة دانيلا تيمبستا، ولآخرين اتفقوا على فداحة المقارنات على حاضرنا ومستقبلنا. هنا تلخيص لعدة قراءات إضافة إلى رأيي الشخصي، قد تجعلنا نعيد النظر في مقارنة أنفسنا بأحد كلما وقعنا في هذا الفخ:
أولا: من يعرف الجوهر؟ أثبتت دراسة علمية أن الناس تبالغ في نظرتها للأشخاص الناجحين. كشفت الدراسة التي أجريت على نحو 600 شخص تم توجيه أسئلة لهم عن أسماء شهيرة، أن 93 في المائة من الإجابات كانت تراهم يعيشون حياة هانئة خالية من المشكلات. بينما كانت الحقيقة أن كل الأسماء التي تم استخدامها في البحث كانت لشخصيات تواجه في حياتها تحديات جسيمة، وكلها حاولت الانتحار إثر المشكلات التي ترزح تحت وطأتها ولكن لا يعرفها الجميع.
إذن، نحن نقارن أنفسنا بآخرين نضعهم قدوة لنا وفق معلومات غير دقيقة. فما خفي كان أرعب وأبشع. وما بني على باطل فهو باطل. يجب ألا يخدعنا الظاهر. فالكل يعاني. وربما معاناة الآخرين أكثر مني ومنك. لكننا لا نعلم.
ثانيا: فتاكة: يقول مارك توين: "المقارنة هي لعبة الموت". والأبحاث العلمية تثبت ذلك. فالمقارنة تشعل الحسد في صدورنا، وتضعف ثقتنا بأنفسنا، وتقوض مهاراتنا، وتدخلنا في دوامة من الإحباط سرعان ما تتحول إلى اكتئاب فموت لطموحاتنا. المقارنة تغذي رغبتنا في فشل الآخرين والتشفي فيهم في مصائبهم والبحث عن فضائحهم وتعريتهم.
بعد كل هذا، هل ستسعدنا المقارنات أم تحبطنا؟
ثالثا تشغلك: تجعلك تراقب غيرك وتنسى أن مهمتك الرئيسة هي تطوير ذاتك. اعمل دائما على تحسين وصقل مهاراتك. ستعطيك شعورا دافئا وارتياحا داخليا. احضر ورش عمل. التق مبدعين. أشغل نفسك بهوايات ومهارات لتنجز وتنشغل وتشتعل ثقة. رابعا: معركة خاسرة: إذا كانت المقارنة لتعرف كم هي قيمتك مقارنة بغيرك ستستمر خاسرا. هذه لعبة قاتلة يا صديقي. إذا دخلت هذه اللعبة تأكد أنك لن تصل إلى نقطة تكون فيها أفضل من الآخرين في كل شيء. لا يوجد أحد كامل على هذه البسيطة. لا تستنزف مشاعرك وأحاسيسك في معركة خاسرة. استمتع باللحظة وكل نجاح تحققه صغيرا كان أو كبيرا. قارن نفسك اليوم بنفسك غدا. إذا كنت بالأمس أفضل ولم تتطور فهناك خلل يستدعي تحركك وتدخلك وعملك. دع الآخرين وشأنهم ففيهم ما يكفيهم. يقول مصطفى محمود: "لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور".